عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 17-10-2020, 12:10 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نماذج من خوف السلف

التآخي في الله والبغض لأعداء الله
السؤال: نرجو أن تسامحنا فقد تكلمنا فيك وبهتناك واغتبناك...؟!
الجواب: غفر الله لكم! نرجو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن نلقى الله وليس في قلوبنا أي غلٍ على أي مسلم إن شاء الله أياً كان، ومهما أساء إلينا، ونحن كلنا عرضة للخطأ، ونرجو الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن تكون عداوتنا وبغضنا وكلامنا في أعداء الله, حتى إذا لقينا الله يوم القيامة يكون خصمك عدو الله، لا رجلاً مؤمناً، وأنا أرجو من نفسي ومنكم جميعاً: أن نجعل عداوتنا وبغضنا وما في قلوبنا من مقت أو غضب أو كراهية دائماً هو لأعداء الله وأهل الشرك وأهل البدع ولأهل المعاصي المجاهرين المحاربين لله ولرسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أما المؤمن فمهما أخطأ عليك فهو أخ لك في الإيمان، وسيرده إليك إيمانه بإذن الله، وسيرجع إن كان فيه خير وإخلاص وإيمان، ولو بعد حين، ولنحذر أن يشكك الشيطان بعضنا من بعض, وأن يفرق بيننا بالنقولات ونحوها ولا نعين الشيطان بها، ولتكن القلوب سليمة، لأننا من أحوج ما يكون إلى قلوب متآخية، نقية، متصافية، سليمة.
أما أن تذب عن عرض أخيك، فهذا عمل عظيم قال صلى الله عليه وسلم: {من ذب عن عرض أخيه، ذب الله عنه النار يوم القيامة }, لكن لا تذهب إلى الآخر, وتقول: ذكرك فلان بسوء, فتزرع بينهما العداوة، بل دعهما متحابين، وفيما يظهر لهم، وأنت تقوم بواجبك دون أن يعلم أخوك.
العلمانية والفرق بين تكفير الفكرة وتكفير المعين
السؤال: ما هي العلمانية ؟
الجواب: العلمانية إذا كانت بمعنى اعتقاد الإنسان أن الدين مفصول عن الحياة، وأن الدين ينظم علاقة معينة بين الإنسان والله، ولكنه لا ينظم شئون الحياة, بل نلجأ ونرجع في تنظيم شئون الحياة إلى غير الله، وإلى القوانين الوضعية، والتقاليد والعادات والآراء البشرية، في الأمور الاجتماعية والاقتصادية والسياسة والتربية والتعليم... وما أشبه ذلك، فهذا الاعتقاد كفر لا شك فيه.
وهو اتخاذ ندٍ مع الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، وهو أشنع وأشد من كفر الجاهليين المشركين الذين جعلوا شيئاً من الحرث والأنعام لله، وشيئاً منها لغير الله كما ذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عنهم في سورة الأنعام، وما أشركوا به أيضاً من البحيرة والسائبة إلى آخر ذلك.
فهذا الاعتقاد شرك وكفر، لكن ليس كل من قال هذه العبارة أو تلفظ بها يكون كافراً مشركاً الشرك الأكبر.
لأن المعين لا بد في تكفيره من تحقق شروط وانتفاء موانع، فقد يقولها عن جهل، بغير قصد، وبتلبيس، وقد يقصد أمور الدنيا (أي: الأشياء العادية) مما قال فيه النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أنتم أعلم بأمور دنياكم } أو شيئاً من هذا، فالتلبيس وارد على الناس في هذا الأمر.
فنحن عندما نريد أن نجلي حقيقة من حقائق الدين والشرع, فإننا نبينها ونقول: هذا الاعتقاد توحيد، ذاك الاعتقاد شرك أو كفر، ونوضحها بالأدلة.
أما الحكم على المعينين، فلا بد من استيفاء الشروط، وانتفاء الموانع.
فقد يتفق اثنان في كلمة أو في عمل، وأحدهما كَفَر وخرج من الملة، والآخر معذور.
التفكر في آثار الصفات
السؤال: هل صحيح أن نقول: لا يجوز أن نتفكر في كيفية الصفات، ومطلوب أن نتفكر في معاني وآثار الصفات؟
الجواب: نعم، هذا هو المقصود، وأذكر فائدة هي أن شيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -رحمة الله عليه- قال في الاستدلال بصفات الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: إنه لا يمكن ولا يصح ولا يجوز أن يشرع أحد من دون الله؛ لأن المشرع لا بد أن تجتمع فيه صفات كما قال تعالى: وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي... [الشورى:10] إلى أن قال: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11]، وما دام لا يوجد أحد فيه هذه الصفات, فلا يمكن أن يشرع أحدٌ إلا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؛ فاستدل بمعاني هذه الصفات على هذا الأمر العظيم، الجليل.
الأحداث في إرتيريا
السؤال: ما هي الأحداث في إرتيريا ؟
الجواب: هذه ورقة من المجاهدين الأريتيريين وأنا أوجزها: المعارك استمرت بينهم وبين الجبهة الشعبية التي يؤيدها العالم الصليبي كله مع الأسف، ونأسف لأن بعضاًَ ممن ينتمي إلى هذه الجبهة من المسلمين.
أما قيادتها فهي صليبية وتتمسح بالولاء للمعسكر الاشتراكي، ولكن أموالها ومددها وعلاقاتها من العالم الغربي الصليبي، ومن النصارى المتعصبين في الفاتيكان وغيرها.
وذكروا أنه في (5 ،17) من ذي الحجة، وقعت معارك بين المجاهدين وبين هذه الجبهة الصليبية الخبيثة, وأن الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قد نصر المجاهدين نصراً مؤزراً, والحمد لله على ذلك، ونسأل الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن ينصر المسلمين المجاهدين في كل مكان، وأن يرزقهم العزيمة الصادقة والإخلاص لوجه الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
وهذا يستتبع منا واجباً عظيماً، وهو الدعاء لهم والتبرع لهم ومساعدتهم، مع أنهم لم يطلبوا ذلك، لكن أقول: واجب علينا أن ندعو وأن نتبرع، وأن نمد لهم يد العون، ونمدهم بما نستطيع إن شاء الله.
نماذج من النشرات التنصيرية، وكيفية التعامل معها
السؤال: هناك نشرات تنصيرية ونطلعكم على بعضها، وكيف نتعامل معها؟
الجواب: هذه نشرات تنصيرية، وفي كل أسبوع أصبحت تأتي هذه النشرات وتنتشر, وأنا لا أريد أن أُبين إهمال الرقابة أو الجمارك أو التجار, أريد أن أبين إهمالنا نحن...! لماذا؟
لا أخفيكم أنني اتصلت ببعض المسئولين بالجمارك، فقالوا: أين أنتم؟!
أي بضاعة فيها شيء من هذا, فلا تقولوا: نصادر هذا القماش ونحوه, بل اكتبوا لنا عن البضاعة, وعن التاجر, ونحن نسحبها من جميع الأسواق، ونعاقب التاجر...! ولهذا لا بد من إعانتهم.
هذه المسطرة -مثلاً- عليها رسومات: الرسم الأول مكتوب عليه: نحن نتعلم عن المسيح في الكنيسة، وفيها طلاب يمشون والكنيسة أمامهم مع الصليب.
الرسمة الثانية: نتذكر الصلاة كل يوم.
الرسمة الثالثة: أينما يقودنا المسيح فنحن وراءه.
والكتابة بالإنجليزي، لكن -أيضاً- يقرؤها الناس، والآن يطالب البعض بتكثيف الدراسة باللغة الإنجليزية, وكأنهم رأونا أقوياء في العربية والشرع, ولا ينقصنا إلا الإنجليزية؛ لنستقبل البث المباشر، ونفهم ما يقولون، فيجب على من رأى شيئاً من هذا، أو الأقلام التي فيها صور عارية, أو أي شيء من هذه البضاعة- أن يبلغ عنها, فعند شرائك إياها من المكتبة, خذ فاتورة من صاحب المكتبة, وأرفق البضاعة هذه مع الفاتورة إلى إدارة الجمارك, فإذا لم تستطع توصيلها إلى إدارة الجمارك فأوصلها إلى الهيئة، والهيئة ترفع بها إلى الجمارك، فتسحب البضاعة من السوق، وأيضاً ربما يكون هناك عقاب أو اكتشاف لمن أدخلها، وهو إما جاهل أو خبيث، قد يكون موظفاً نصرانياً خبيثاً أو متعاقداً أو عاملاً، وقد يكون غير ذلك.
الهدي النبوي في الضحك
السؤال: هل يليق بطالب العلم الذي يأخذ من ميراث النبوة أنه إذا ضحك سمعت له قهقهة, نرجو أن توجهنا إلى أدب الضحك والابتسامة؟
الجواب: صح عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في أكثر من موقف أنه ضحك حتى بدت نواجذه الشريفة، صلوات الله وسلامه عليه.
فالضحك والتبسم إذا كان لسبب يقتضيه، فإنه ليس مما يعاقب عليه، لكن المبالغة في الضحك، أو كثرته أو أن يتشبه بالفساق, كما هو حال بعض الناس ممن يضحكون كضحك الفساق، أو كضحك من يرونه على الشاشة من المجرمين الذين يسمونهم ممثلين، أو المبالغة التي تحصل عند بعض الناس, وهذه نقولها للطلاب خاصة, فبعض الشباب يجمعون النكات، وفي اليوم الثاني كل واحد يخبر الزملاء بآخر ما سمع...! فأصبح الغرض هو الضحك.
بل بعض علماء النفس -كما يسمون- يقولون في علاجهم: حاول أن تضحك! مع أن الضحك بهذا الشكل لا يحل المشكلة، بل مثله مثل مجروح بجرح عميق غائر، فوضع عليه ما يغطيه عن أعين الناس فقط...!
لكن ليس عندهم إلا هذا، فهم لا يستطيعون معالجة أسباب القلق والاكتئاب واليأس, ويقولون: الضحك علاج! وأصبحنا نقرأ هذا في عدة مجلات طبية أو علمية...!
ومن الأدلة على غلبة الشقاوة على الناس بإعراضهم عن ذكر الله، أنك تجد هذا الكلام (ابتسم واضحك) غالباً في كل جريدة وفي كل إدارة وفي كل مكان، وخاصة الأمم التي لا تؤمن بالله تعالى.
ونحن هنا مع الأسف نستورد منهم كل شيء...!
ولذلك أصبحوا يضربون المثل بالابتسامة الغربية، أو الابتسامة الإنكليزية كما يسمونها...!
نحن أَدَّبنا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بأَدَبِ رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ وهديه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ موجود بين أيدينا حتى في ضحكه وفي نومه وأكله وشربه، وهناك كتاب عظيم في هذا المجال ألفه الإمام ابن القيم رحمه الله زاد المعاد والذي يسمى: زاد المعاد في هدي خير العباد صلوات الله وسلامه عليه, فهذا الذي يجب أن يكون هدينا في أمورنا كلها عليه.
معنى التطرف عند الغربيين
السؤال: جاء خبر يقول: إن الغربيين زاروا العرب ليبينوا لهم خطورة الجماعات، نرجو التعليق عليه؟
الجواب: رمتني بدائها وانسلت!! هذه تكملة هذا الخبر.
إن الغربيين الفرنسيين ما وجدوا عند من زاروهم الإلمام الكامل بخطورة هذه الجماعات..!
فجاءوا من هناك من باريس يعلمونهم خطورة هذه الجماعات، ويقولون: لا بد من الاهتمام بذلك، الله المستعان!!
وذكروا أن الدول الأوروبية استضافت العديد من قادة هؤلاء الجماعات.
وقبل أيام سمعنا أن (600 مليون دولار) وقبلها (300 مليون دولار) أعطيت للجزائر , وهذه هي المكافأة...!
فأصبحوا يقولون: لا! إن الغرب يتعاون مع هذه الجماعات، وهي تهمة على كل حال.
عموماً ما يهمنا هو واجبنا نحن المسلمين، فواجبنا هو العدل ومعرفة الأمور على حقائقها، وأن نعلم أن هؤلاء كما ذكر الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ [آل عمران:118] يوصون ويحذرون من خطر المتطرفين, وعندهم أن من طالب بإقفال مصنع للخمور, فهو متطرف..!
ولذلك في الغرب -كما في صحفهم- يعتبرون بلدنا هذه كلها متطرفة، ويقولون: بلد متطرف...!
لأن الزنا ممنوع، والخمر ممنوع، وإذا اكتشف أن امرأة زنت تعاقب، سواء في بيت الزوجية أم لا، ولا يكادون يصدقون هذا، لأن عندهم قانون نابليون الذي عمل به الغربيون والدول التي استوردت قوانينهم, أن الجريمة ما كانت على فراش الزوجية!
وأذكر هنا قصة حدثت في مصر , وذكرها الشيخ أحمد شاكر -رحمه الله- أن أحدهم دخل بيته, فوجد رجلاً يزني بأهله, فأراد الزوج أن يقتله، ولكن الزاني سبق وقتل الزوج، فحكمت المحكمة بأن ذلك الرجل مضطر وأنه كان في حالة دفاع شرعي عن نفسه، أما الزنا فموضوع آخر...!
المتطرف هو الذي يرفض الزنا، وهذا أمر ليس بالغريب منهم، إنما الغريب والعجيب أن يقول هذا بعض أبناء المسلمين وفي بلاد الإسلام، هذه هي المشكلة!
مشكلة الخادمات
السؤال: الخادمات أصبحن مشكلة! نرجو التنبيه إلى خطرهن؟
الجواب: نعم! وبعض ربات البيوت تقول: "الخادمة ضربت أبنائي، وعذبتهم بالنار".. من الذي وكلها؟
من الذي جعلها خازنة على النار؟
وأخرى تقول: خادمتي كادت تقتلني بعد انتهاء دعوة العشاء، وهناك حوادث قتل, وغيرها من الأعمال الفظيعة، وعدة أمهات يقلن: تعلق طفلي بالخادمة، جعلها هي الأم وأنا الخادمة، والطفل معه حق في ذلك، فالخادمة هي التي تحمله وترضعه وتربيه، وأمه في العمل وفي الوظيفة، وفي المساء في الأسواق.
والإخصائية الاجتماعية تقول: إذا لم يقم الأبوان بدورهما الحقيقي، فلماذا نلوم الخادمة؟
الخطر هو الاعتماد الكلي على الخادمة، واستقدام الوثنيات والمسيحيات؛ وهذا كلام نشرته صحيفة عكاظ في صفحة: (هو وهي) عن هذه الظاهرة الخطيرة.
أساس الخطر هو استقدام الخادمة، وبغض النظر عن كونها وثنية -مع أنه لا يجوز للكافر من أي دين كان أن يقيم في جزيرة العرب وهذا معلوم- حتى ولو مسلمة، أين سفرها بلا محرم؟
وخلوتها بالرجل وأبنائه، وأين ما قد يكون في بعضهن من فسق، أو فجور تنقله من بلادها؟
وأين تكشفها؟
وأشياء كثيرة.
بعض الناس إذا دخل الضيوف عنده, قدمت الخادمة لهم القهوة, وهي كاشفة الساقين والشعر، ويقول: هي خادمة! وما يقع في خلوة الخادم مع أهله، وما خفي كان أعظم مما ظهر من الدواهي والبلايا، فالأصل أنه لا يستقدم إلا من كان لديه ضرورة أو حاجة، فليستقدم المرأة مع زوجها، وليسكنهما منفصلين، بحيث أن المرأة تخدم أهله, ولا يراها ولا تراه، والرجل يخدمه, ولا يرى أهله ولا يراهم ولا يخلو بالنساء.
وهذا ممكن ومعمول به، وإلا فأمهاتنا كن يعشن التعب والألم والشدة، ما كانت عندنا هذه المشكلة أبداً, كما أنه كان هناك تعاون بين الجيران فيما إذا مرضت المرأة أو نفست.. وهكذا، ولم تكن هذه المصائب والبلايا موجودة.
لكن عندما أتانا التوظيف، والمرأة أصبحت مديرة مستشفى وموظفة, أصبحت تستنكف أن تنظف أو تمسك الطفل وتمسك القذارة بيدها، ولو كان ولدها! لأن هذا لا يليق بمقامها، فأصبحت خادمة تتولى الرضاعة، وأخرى أعمال البيت!
لقد أصابها الغرور، وظنت أن الأمومة عمل دنيء وحقير، وأنها -باعتبارها المديرة والموظفة الراقية- تترفع عن هذه الأمور, وبهذا انتكست فطرتها وتعاملها وأخلاقها، وخسرت أغلى ما يملك، وأفضل ما يُقتنى في هذه الحياة الدنيا.
وإذا سألت أم الطفل: هل يعدل هذا الطفل بالدنيا؟
فتجيب: وما هي الدنيا بالنسبة له؟!
رغم تعبها وسهرها عليه، وهي سعيدة جداً، أما تلك فلا تدري المسكينة شيئاً, بل وحتى في أعمالها تخفق، فلا بد أن يظهر أثر هذه النفسية, لأنها حرمت نفسها من عاطفة الأمومة, وتاتشر -المرأة الحديدية كما سمتها الصحافة العربية والإعلام العربي- لما حدث الانفجار لولدها بكت، ووضعت يدها على خدها مثل أي أم تبكي في الشارع.
لكن الأمهات المؤمنات لا يبكين، ولا ينتحبن ذلك الانتحاب، يقال: إن ابنك قد استشهد، فتقول: الحمد لله الذي شرفني بشهادته.
وتلك نسيت أنها رئيسة وزراء دولة عظمى وأنها المرأة الحديدية، وصار الحديد ماءً، لأنها امرأة قبل كل شيء، امرأة في أفكارها ومشاعرها وعواطفها.
حكم تداول العهود السبعة
السؤال: ما قولكم -فضيلة الشيخ- فيما يسمى بالعهود السبعة؟!!
الجواب: ما يسمونها بالعهود السبعة، فيها من الدجل والكذب على الله وعلى نبي الله سليمان عليه السلام وعلى التوحيد -الشيء العظيم, وهذه لا يجوز تداولها ولا بيعها ولا تصويرها.
بل يجب أن تصادر كل نسخة منها، وأن يبلغ عمن لم ينـزجر عن نشرها بعد أن يبين له ما فيها من كفر وشرك، كما ذكر الله تعالى وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ [البقرة:102] فكيف ينسب إلى نبي الله سليمان عليه السلام هذا السحر..؟!
هذا تكذيب للقرآن، ومن صدق به فقد كذَّب كتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
المكس ومعاملة العمال والمكفولين
السؤال: هل ما يأخذه الكفيل الذي يعمل عنده مكفول من ماله عنوة وتحت تهديد الخروج النهائي، أو بدعوى أنها تكاليف التعقيب، هل يعتبر هذا نوع من أنواع المكس؟
الجواب: المكس المقصود به العشور، أو الضرائب المأخوذة ظلماً، هذا إذا حددناه بالكلمة الشرعية, أما إذا أطلقناها بمعنى كل مال حرام، فهذا يدخل فيه الحرام.
لكن لا يهمنا الاسم, إنما الذي يهمنا هو الحقيقة والمضمون، فأحدهم يأتي (100 أو 50 ) عاملاً، ويتركهم في البلد يفعلون ما يريدون، ثم في النهاية يريد منهم مالاً كل سنة أو كل شهر، وإن لم يجد العامل عملاً فإنه يأخذها منه بالقوة، أو يطرده ويجمع ثروته من خلال هؤلاء، وهذا لا شك أنه سحت.
فلا بد من تقوى الله، كما في شرع الله لا كما في نظام العمل والعمال؛ لأن شرع الله أفضل وأرحم وأرأف وأرفق بالعامل وبالعمل مما في نظام العمل والعمال.
ومما يعلم أن أحد الثلاثة الذين أطبقت عليهم الصخرة ودعوا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كان قد استأجر أجيراً، وذهب ولم يأخذ حقه، فنمَّاه له، فلما عاد بعد زمن قال: هذا مالك, وكان أوديةً من البقر والإبل والغنم، قال الأجير: يا عبد الله، أتهزأ بي؟ أتسخر مني؟ قال: لا، ولكنه مالك نميته، خذه بارك الله لك فيه, فلما دعا الله وتوسل إليه أنه إن كان عمل هذا العمل خالصاً لوجه الله الكريم، أن يكشف عنهم ما هم فيه، فكشف الله عنهم ما هم فيه...!
هذه العلاقة: هل يمكن أن يرقى إليها أي نظام، أو قانون، أو تشريع في الدنيا؟
لا يمكن أبداً؛ لأنها علاقة الأخوة والرحمة.
ولهذا نقول: الأصل أنه لا يأتي إلا بالمسلم، وليس أي مسلم، بل المسلم التقي، فإذا جئت به وكان مسلماً تقياً، فهذه المعاملة لا تليق بالمسلمين الأتقياء، قال تعالى: وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [البلد:17]، وقال صلى الله عليه وسلم: {من لا يَرحم لا يُرحم } وقال صلى الله عليه وسلم: {ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء }.
لقد كان في سوء المعاملة للمكفولين مآسي منها: كثرة السرقات من المنازل خاصة أيام الحج، والإجازات ثم تقيد ضد مجهول, وهذا فيه تعكير للأمن، وتعطيل لرجاله، والسبب هم أصحاب السحت.
إن كل ما يرتكبه الجاني من جرائم فعليه وعلى صاحبه إثمها، وحتى وإن لم تعلم الشرطة، فالله هو العليم، وهو المطلع على كل شيء، لهذا يجب أن نتقي الله في العمال، وألاَّ نغتر بالأيام، فهي دول، كما قال الله: وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ [آل عمران:140] فربما يأتي يوم ونصير عمالاً عندهم.
ولقد جاءني أحدهم، وقال لي: لماذا لا تتكلمون عن الظلم؟
فقلت له: وما هذا الظلم؟
فقال: العمال...!
لهذا لا بد من التواصي بالخير والمعاملة الحسنة، وفي كل ذلك أجر, كما أنه لا تَنْتَصِرَ أمة لا يُنْتَصر لضعيفها من قويها.
وهذا لون ونوع من أنواع المآسي التي يعيشها الناس إذا ابتعدوا عما أمر الله به من التقوى والرحمة، ولهذا يأتي الشيوعي يقول للناس الكادحين: من الذي أكل مال الكادحين إلا هؤلاء الأغنياء؟! ومن الذي سحق الناس إلا هم؟ وكما قال لهم المجرم اليهودي المؤسس كارل ماركس : على ماذا تخافون أيها العمال؟ وأنتم لا مال لكم.. هيَّا إلى الثورة ضد الأغنياء الذين أكلوا أموالكم، ونوزعها بيننا.
وهكذا جاء الشيوعيين من هذا الباب، وأخذوا يطالبون بتوزيع الثروات وبالعطف على الناس، وبكفالة كل فرد في الدولة، وتركنا نحن المسلمين هذا الأصل العظيم، وهو من أصول ديننا نحن, فهل هم مقرون في كتاب الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بعقيدة الإيمان باليوم الآخر أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ [الماعون:1] ثم قال: فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ [الماعون:2-3].
عن ماذا يتساءل المؤمنون المتقون؟
يقول تعالى: فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ [المدثر:40-42] لماذا جئتم إلى هذا الجحيم؟
قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ [المدثر:43]. وماذا بقي؟
قالوا وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ [المدثر:44] وهكذا كان جزاؤهم، لم يطعموا في الدنيا فكان عقابهم في النار كذلك، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ * وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ [المدثر:45-46].
إذاً: الذي لا يعطف على الفقير والمسكين ولا يرحمه, فعمله عمل الذين لا يؤمنون بالآخرة، والذي يشفق على الفقراء والمساكين والأرامل والضعفاء, فهذا عمله عمل المؤمنين بالآخرة.
وهذا من ديننا, ونحن أولى الناس أن نطالب بالرأفة والشفقة وكفالة كل إنسان، وأن يُعطى كل إنسان ما يحتاج من ضروريات الحياة، وبدون أي مقابل وبدون أية منة.
فعلى المجتمع: القرية أو الحي أن يعملوا جمعية أو أي شيء آخر يحاولون أن يحلوا من خلالها مشاكل الحي كجار فقير أو شاب أعزب أو فتاة عانس، وإذا لم يفعلوا, فيجب على الدولة أن تعطيه من بيت المال، فلا يضيع أحد ولا يجوع أحد، ولا يفتقر أحد، ولا يعزب أحد، ولا تعنس فتاة.
فهذا من ديننا، ومن بدهياته التي لا يجوز أن ننساها أو نغفل عنها.
حكم فتح الحساب في البنوك الربوية
السؤال: ما قولكم فضيلة الشيخ فيما صدر عن أحد الشركات, وقولها: انطلاقاً من حرص قطاع التوزيع بالمنطقة الغربية على راحة العاملين وتسهيل صرف رواتبهم، وبموجب الاتفاقية المبرمة مع البنك السعودي الأمريكي وما يقدمه من خدمات للعاملين، فإننا نهيب بجميع العاملين بفتح حسابات شخصية لدى البنك السعودي الأمريكي, مع العلم بأنه سوف يتم صرف الرواتب إلى البنك, لذا نأمل من الراغبين في فتح حساب شخصي، مراجعة فرع البنك وموقع العمل.. إلى آخره؟
الجواب: هذا ليس خدمة ولا تيسيراً ولا تسهيلاً...! وإنما هو من باب التعاون على الربا, والله تعالى يقول وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
والبنوك الربوية محاربة لله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإذا ساعدناها وأمددناها وأعطيناها وفتحنا فيها حسابات, فهذا إعانة لها وترسيخ وتثبيت لوجودها, وهذا حرام ولا يجوز، ونرجو أن تتراجع هذه الإدارة عن هذا القرار إن شاء الله.
أما ضرر الربا على البنوك، فإن بعضها يفلس كما حدث لأمريكا عام (1930م)، فقد أفلست كل أمريكا ، وانتحر أكثر أصحاب البنوك, وقبل حوالي سنة أو أكثر قليلاً, كادت أن تقع نفس المشكلة وكاد أن ينتحر الجميع، لكن تحسنت أوضاعهم.
فالله تعالى يقول: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ [البقرة:276]، نتيجة الربا هي المحق الكامل، والآن البنوك تشتكي، وتقول: الذين أخذوا منا القروض لم يعطونا شيئاً, وإن شكوناهم, فإما أن نشكو أناساً لا نقدر عليهم، أو أناساً يبلغون أعداداً هائلة..!
ولهذا أصبحت تأتي أسئلة كثيرة من بعضهم فيما يخص البنوك وتعاملاتها المريبة؛ كأن يبيع البنك ديناً بلغ قدره (مائة ألف) (بخمسين ألفاً), والباقي مقابل الدعوى والخصومة، وهكذا تظهر أثر المعاصي، وماذا كانت نهايتها وعاقبتها.
ولذلك نحن ننكر هذا المنكر حتى لا يحيق المكر السيء إلا بأهله، وحتى لا يؤاخذنا الله بما فعله السفهاء منا.
والله يقول: وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً [الأنفال:25]، وأي انهيار اقتصادي للبنوك يظهر أثره على الناس أجمعين.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.49 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.86 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.99%)]