عرض مشاركة واحدة
  #91  
قديم 11-10-2020, 04:33 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي رد: "فقه السنة" محقق للشيخ الألباني وغيره ....للقراءة ---------متجدد

"فقه السنة" محقق للشيخ الألباني وغيره

(88)

"الإسرارُ بها"

ويسن الإتيان بها سرّاً؛ قال في "المغني": ويُسرُّ الاستعاذة، ولا يجهر بها. لا أعلم فيه خلافاً، انتهي. ولكن الشافعي يرى التخيير بين الجهر بها، والإسرار في الصلاة الجهرية، وروي عن أبي هريرة الجهر بها، عن طريق ضعيف.

"مشروعيتُها في الركعَةِ الأولى، دونَ سائرِ الركعاتِ"
ولا تشرع الاستعاذة، إلا في الركعة الأولى؛ فعن أبي هريرة، قال: كان رسول اللّه إذا نهض في الركعة الثانية، افتتح القراءة بـ: "الحمد للّه رب العالمين". ولم يسكت(1). رواه مسلم.

قال ابن القيم: اختلف الفقهاء، هل هذا موضع استعاذة، أو لا ؟ بعد اتفاقهم على أنه ليس موضع استفتاح، وفي ذلك قولان، هما رواية عن أحمد، وقد بناهما بعض أصحابه على، أن قراءة الصلاة، هل هي قراءة واحدة، فيكفي فيها استعاذة واحدة، أو قراءة كل ركعة مستقلة برأسها ؟ ولا نزاع بينهما في أن الاستفتاح لمجموع الصلاة. والاكتفاء باستعاذة واحدة أظهر؛ للحديث الصحيح.
وذكر حديث أبي هريرة، ثم قال: وإنما يكفي استفتاح واحد؛ لأنه لم يتخلل القراءتين سكوت، بل تخللهما ذكر، فهي كالقراءة الواحدة إذا تخللها حمد اللّه، أو تسبيح، أو تهليل، أو صلاة على النبي ، ونحو ذلك.
وقال الشوكاني: الأحوط الاقتصار على ما وردت به السنة، وهو الاستعاذة قبل قراءة الركعة الأولى فقط.

"التَّأْمينُ"

يسنُّ لكل مُصل؛ إماماً، أو مأموماً، أو منفرداً، أن يقول: آمين. بعد قراءة الفاتحة، يجهر بها في الصلاة الجهرية، ويسر بها في السرية...
فعن نعيم المجمر، قال: صليت وراء أبي هريرة، فقال: بسم اللّه الرحمن الرحيم. ثم قرأ بأم القرآن، حتى إذا بلغ " وَلاَ الضَّالِّينَ *، فقال: آمين. وقال الناس: آمين.
ثم يقول أبو هريرة بعد السلام: والذي نفسي بيده، إني لأشبهكم صلاة برسول اللّه . ذكره البخاري تعليقاً(2)، ورواه النسائي، وابن خزيمة، وابن حبان، وابن السراج.
وفي البخاري، قال ابن شهاب: وكان رسول اللّه يقول: آمين. وقال عطاء: آمين دعاء، أمّن ابن الزبير ومن وراءه، حتى إن للمسجد للجّة(3)(4). وقال نافع: كان ابن عمر لا يدعه، ويحضهم، وسمعت منه في ذلك خبراً.
وعن أبي هريرة: كان رسول اللّه إذا تلا: " غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ *. قال:"آمين". حتى يسمع من يليه من الصف الأول(5). رواه أبو داود، وابن ماجه، وقال: حتى يسمعها أهل الصف الأول، فيرتج بها المسجد. ورواه أيضاً الحاكم، وقال: صحيح على شرطهما، والبيهقي، وقال: حسن صحيح. والدار قطني، وقال: إسناده حسن.
وعن وائل بن حجر، قال: سمعت رسول اللّه قرأ: " غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ *. فقال: "آمين". يمد بها صوته(6). رواه أحمد، وأبو داود.
ولفظه: رفع بها صوته. وحسنه الترمذي، وقال: وبه يقول غير واحد من أهل العلم، من أصحاب النبي ، والتابعين، ومن بعدهم يرون، أن يرفع الرجل صوته بالتأمين، ولا يخفيها.
وقال الحافظ: سند هذا الحديث صحيح.
وقال عطاء: أدركت مائتين من الصحابة في هذا المسجد، إذا قال الإمام: "وَلا الضَّالِّين* سمعت لهم رجة "آمين"(7).
وعن عائشة، أن النبي قال: " ما حسدتكم اليهود على شيء، ما حسدتكم اليوم على السلام والتأمين خلف الإمام"(8). رواه أحمد، وابن ماجه.

"استحبابُ موافقةِ الإمامِ فيه"

ويستحب للمأموم أن يوافق الإمام، فلا يسبقه في التأمين، ولا يتأخر عنه؛ فعن أبي هريرة، أن رسول اللّه قال: "إذا قال الإمام: " غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ *. فقولوا: آمين؛ فإنَّ من وافق قوله قول الملائكة، غفر له ماتقدم من ذنبه"(9). رواه البخاري.
وعنه، أن النبي قال: "إذا قال الإمام: " غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ *. فقولوا: آمين (10)؛ فإن الملائكة يقولون: آمين. وإن الإمام يقول: آمين. فمن وافق تأمينيه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه"(11). رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي.
وعنه، أن رسول اللّه قال: " إذا أمن الإمام، فأمنوا؛ فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه "(12). رواه الجماعة.

"معْنَى "آمين""

ولفظ "آمين" يقصر ألفه، ويمد، مع تخفيف الميم، ليس من الفاتحة، وإنما هو دعاء معناه: اللهم استجب.

______________

- (1) مسلم: كتاب المساجد - باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة (1 / 419)، رقم (148).

- (2) مسلم: كتاب المساجد - باب ما يقال بين تكبيرة الإحرام والقراءة (1 / 419)، رقم (148).

- (3) أي من غير ذكر السند، وتقدم.

- (4) "لجة" أي؛ صوت مرتفع.

-(5) البخاري: كتاب الأذان - باب جهر المأموم بالتأمين (1 / 198).

- (6) أبو داود: كتاب الصلاة - باب التأمين وراء الإمام (1 / 575)، برقم (934)، وابن ماجه: كتاب الإقامة - باب الجهر بـ "آمين" (1 / 278)، برقم (853)، وقال المحقق في "الزوائد": في إسناده أبو عبد اللّه، لا يعرف، وبشر ضعفه أحمد، وقال ابن حبان: يروي الموضوعات. والحديث رواه ابن حبان في "صحيحه" بسند آخر، وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف. انظر: مصباح الزجاجة (1 / 296) ففيها تفصيل، وقال الشوكانى: أخرجه الدارقطني، وإسناده حسن، والحاكم، وقال: صحيح على شرطهما، وأشار إليه الترمذي. نيل الأوطار (2 / 250).

- (7) أبو داود: كتاب الصلاة - باب التأمين وراء الإمام برقم (932)، (1 / 574)، والترمذي: أبواب الصلاة - باب ما جاء في التأمين (2 / 28، 29)، برقم (248)، وابن ماجه: كتاب الإقامة - باب الجهربآمين (1 / 278) برقم (855)، والفتح الرباني (3 / 205)، برقم (545)، والدارقطني (1 / 334) برقم (1). (2) ضعيف، انظر: تمام المنة (179).

- (8) ابن ماجه: كتاب إقامة الصلاة - باب الجهر بآمين (1 / 278) رقم (856)، وفي "الزوائد": هذا إسناد صحيح، ورجاله ثقات، احتج به مسلم بجميع رواته.

- (9) البخاري: كتاب الصلاة - باب جهر المأموم بالتأمين (1 / 198).

- (10) قال الخطابي: معنى قوله : "إذا قال الإمام: "ولا الضآلين*. فقولوا: آمين. أي؛ مع الإمام، حتى يقع تأمينكم وتأمينه معاً. وأما قوله: "إذا أمن الإمام فأمنوا". فإنه لا يخالفه ولا يدل على، أنهم يؤخرونه عن وقت تأمينه، وإنما هو كقول القائل: إذا رحل الأمير، فارحلو يعني، إذا أخذ الأمير في الرحيل فتهيئوا للارتحال؛ لتكون رحلتكم مع رحلته. وبيان هذا في الحديث الآخر: "إن الإمام يقول: آمين" إلى آخر الحديث.

- (11) البخاري: كتاب الأذان - باب جهر المأموم بالتأمين (1 / 198)، وأبو داود: كتاب الصلاة - باب التأمين وراء الإمام، برقم (935)، (1 / 575)، والنسائي: كتاب الافتتاح - باب الأمر بالتأمين من خلف الإمام (1 / 144) برقم (929)، والفتح الرباني (3 / 204) برقم (542).

- (12) البخاري: كتاب الأذان - باب جهر الإمام بالتأمين (1 / 98)، ومسلم: كتاب الصلاة - باب التسميع والتحميد والتأمين (1 / 307) رقم (72)، والنسائي: كتاب الافتتاح - باب جهر الإمام بالتأمين (2 / 143، 144) رقم (926)، والترمذي: كتاب الصلاة، باب ما جاء في فضل التأمين (2 / 30) رقم (250)، وصحيح ابن خزيمة، الحديث رقم (575)، (2 / 288).


وبالمرة القادمة إن شاء الله تعالى نبدأ من:

"القراءةُ بعْدَ الفاتحةِ"
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.23 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.63%)]