عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-01-2021, 05:23 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,965
الدولة : Egypt
افتراضي محتار بين وظيفتين.. فأيهما أختار؟

محتار بين وظيفتين.. فأيهما أختار؟
أ. فيصل العشاري


السؤال


ملخص السؤال:
شاب يعمل محاسبًا عُرِضَتْ عليه وظيفتان؛ الأولى براتب عالٍ خارج بلده، لكنه غير مرتاح نفسيًّا، وأصابتْه أمراض نفسية بسببها، والثانية في بلده ومرتاح فيها، لكن الراتب ضعيفٌ، وهو في حيرة من أمره، ويسأل: أيهما أختار؟

تفاصيل السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب في الثلاثين من عمري، عملتُ محاسبًا منذ التخرُّج، وكل مَن يتعامَل معي يشهد لي بالكفاءة في عمَلي.


الحمدُ لله أنا متزوِّج، ولديَّ ابنةٌ عمرها عامان، كنتُ أعمَلُ في بلدي براتبٍ قليل، والحمدُ لله كنتُ سعيدًا مع زوجتي وابنتي، واستطعتُ ببعض الأعمال الخاصة وبمساعدة زوجتي أن أُوَفِّرَ مبلغًا صغيرًا مِنَ المال، ووفَّقني الله إلى شراء شقَّة تكون لنا سندًا كاستثمارٍ في المستقبل.


أدَّى شراء هذه الشَّقَّة إلى اقتِراض مبلغٍ كبيرٍ من المال، وكنتُ أعتَمِد على زيادة راتبي في عملي، لكن للأسف لم يزدْ راتبي!


سافر صديقٌ لي إلى بلد عربي للعمل، وطلب مني أن أسافِرَ إلى هناك، فأخذتُ إجازةً بدون راتب وسافرتُ، وهناك كان راتبي جيدًا، فاستقلتُ مِن الشركة التي كنتُ أعمل بها في بلدي.


بعد الاستِقالة أصبحتُ غير مرتاح نفسيًّا، وأُصِبْتُ بالوسوسة، فطلبتُ العودة لشركتي القديمة في بلدي فوافقوا، وعندما عرضتُ الأمر على صاحب العمل عرض عليَّ زيادة راتبي لأنه مُتَمَسِّك بي، ويُريد أن أستمرَّ معه.


والآن أنا في حيرة بين عودتي إلى بلدي حيث راحتي النفسية وقلة الراتب، إضافة إلى بعض الالتزامات الأخرى لأنني أُنْفِق على إخوتي وأُعِينُهم في أمورهم، أو الاستمرار في الخارج مع كثرة مشكلات العمل مع الراتب العالي وعدم الراحة والوسوسة والأمراض النفسيَّة.


أَشيروا عليَّ ماذا أفعل؟ وأيهما أُقَدِّم؟

الجواب

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نشكركم على تواصُلكم معنا، وثقتكم في شبَكتنا، ونرجو أن تصلَ كلماتُنا إليك قبل اتخاذ القَرار.


بخصوص موضوعك يمكن عرض مشكلتك كالتالي:
لديك عَرْضان وظيفيان؛ أحدُهما ترتاح معه نفسيًّا، ولكن الراتب أقل، والآخر لا ترتاح معه نفسيًّا، والراتب أعلى.


لأول وهلة يمكن أن نقول لك: إنَّ الناحية النفسية مهمَّة ومُقَدَّمة في هذا الإطار؛ إذ إنَّ الراحةَ النفسية هدَفٌ، والوظيفة وسيلة، لذلك فالشركاتُ المتقدِّمةُ تَحْرِص على توفير (الأمان الوظيفي) و(الرضا الوظيفي) لموظَّفيها؛ لعِلْمِهم بأن هذا الرِّضا يُؤَثِّر في الإنجاز أولًا، كما أنه يُسهم في تقليل النفقات الصِّحِّيَّة على الموظف ثانيًا في حال كان التأمينُ الصِّحِّيُّ على الشركة.


في الواقع يبدو أن هذا الخيار هو الأنسب لك؛ حيث إنك ستكون في بلدك وبين أهلك أولًا، ولن تضطرَّ للاغْتِراب عن بلدك ومعاناة التعَب النفسي للغربة، ومقاساة الكفالة والإقامة.


إضافةً إلى أنَّ وضْعَك سابقًا جيد، ولديك شقَّتان؛ تسكن في الأولى، وتستثمر الثانية.


أما ما يتعلق بالصَّرْف على إخوانك، فهذا أمرٌ جيدٌ وتُمْدَحُ عليه، ولكن ربما لن يكونَ هناك نقصٌ شديدٌ في الإنفاق يَضْطَرُّك للسفر ومُغادَرة البلد إلى بلد آخر مِن أجْلِ راتبٍ ودَخْلٍ أكبر.


عمومًا هذا الأمر أفضل مَن يُقَدِّرُه هو أنت، ولكن نحن ذَكَرْنا لك هذا الاختيار حسب وصفك وما يظهر مِن حالك.


ولا يستغني المسلمُ عن الاستشارة والاستخارة، فعليك بالاستخارة، وسؤال اللهِ تعالى لك بالتوفيق؛ ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 3].


واللهُ الموفِّق

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.45 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.98%)]