عرض مشاركة واحدة
  #237  
قديم 06-04-2008, 05:50 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

معجزة خلق الإنسان ـ الحوين يواصل طريقه

بقلم الكاتب التركي هارون يحيى
عندما يصل الحوين إلى الطبقة الخارجية للبويضة يرتبط الغشاء الخارجي لرأس الحوين ببروتين خاص يعرفه، ومع بدء هذا الارتباط يبدأ غشاء الغلاف الحافظ (الأكروزوم ) بالذوبان، وفي الوقت نفسه يبدأ غشاء البويضة بإفراز مادة اسمها " نروتيزيلين " لجذب الحُوينات إليها ،وهذه المادة تزيد من قابلية حركة الحُوينات لتأمين تفاعلها مع غشاء البويضة كما تزيد من تأثير الأكروزوم الموجود في رأس الحوين .
بملامسة الحوين غشاء البويضة تدخل مواد أخرى دائرة العمل فتحقق فعاليات جديدة .
يقوم بعد ملامسته للبويضة بإفراز مادة اسمها " أنتي ـ فرتيزيلين " ( أي مضاد الفرتيزيلين ) وهدفها تحييد مادة الفرتيزيلين وإزالة أثرها، وبهذا يوقف أول حوين يصل إلى البويضة وصول الحُوينات الأخرى إليها .
بعد ثانيتين فقط من دخول الحوين إلى البويضة يقوم الغشاء المحيط بالبويضة بتحديد نفسه، فلا يسمح أبداً لأي حوين آخر بالدخول . ولقد لوحظ في التجارب التي أجريت على البويضات أنه في حالة رفع هذا الغشاء فإن عدة حوينات تدخل إلى البويضة، لذا كان من الضروري تكوين غشاء الإخصاب بسرعة كبيرة . وبعد تكون هذا الغشاء لا يستطيع أي حوين آخر الدخول إلى البويضة أي أننا نستطيع ـ هنا ـ تشبه حال البويضة ببناء تحت حراسة مشددة، لأن الغشاء الخارجي للبويضة يتصرف كمراقب يقظ لهذا البناء ويقوم بحفظ المعلومات القيمة الموجودة فيه فلا يسمح لأحد بالدخول إليه .
عند ملامسة الحوين لغشاء البويضة يظهر أولاًنتوء في نقطة التلامس هذه ثم يدخل رأس الحوين في أقرب طبقة للبويضة، وبعد ثلاثين دقيقة يتحد الحوين والبويضة تماماً . وفي نهاية هذه الفعاليات يقوم الحوين بنقل المعلومات الجينية التي يحملها إلى البويضة . [1]
هنا توجد نقطة مهمة، وهي أن ثلاثمئة من الهرمونات المفرزة من قبل الحوين ومن قل البويضة تحقق جميعها الالتحام بين الحوين والبويضة . إن بويضة كل نوع من الكائنات الحية تفرز مادة " فرتيليزين " خاصة بذلك النوع، وهذا ترتيب يحول دون وصول حوينات نوع آخر إلى البويضة، فهو عند الإنسان : يمنع اقتراب حوينات من نوع آخر غير النوع الإنساني إلى بويضة الإنسان .
أي أن هذا التدبير يتخذ للحفاظ على النوع من التشوه ومن التفسخ، وهكذا يتم منع اتحاد الحوين مع البويضة بين الأنواع المختلفة من الأحياء (مثلاً بين القط والفرس أوبين الإنسان وأي نوع آخر )[2].
وإضافة إلى الإنزيمات تلعب الشحنة الكهربائية للبويضة وللحوين دوراً في عملية الإخصاب، فالبويضة تحمل شحنة سالبة على الدوام، بينما يحمل كل حوين من الحُوينات شحنة موجبة . وبما أن الشحنات المتضادة تتجاذب فإن البويضة تجذب إليها جميع الحوينات، ولكن ما أن ينجح أحد الحُوينات في الدخول إلى البويضة حتى تتغير الشحنة الكهربائية، فتتحول شحنة البويضة لتصبح شحنة موجبة ( أي نفس الشحنة التي تحملها الحُوينات ) . وبما أن الشحنات المتشابهة تتنافر فإن الذي يحصل بعد أن يتم الاتحاد بين الحوين والبويضة أن البويضة تبدأ بدفع وطرد الحُوينات الأخرى .

المرحلة النهائية لعملية الإخصاب :
عند دخول الحوين إلى البويضة ينفصل عنه ذنبه ويبقى في الخارج . ونستطيع أن نشبه هذا الأمر بقيام مركبة الفضاء بفصل خزان الوقود بعد الانفلات من جاذبية الأرض .
فكما هو معلوم فإن المركبات الفضائية ـ بعد أنتهاء وظيفة خزان الوقود في إيصالها خارج الغلاف الجوي ـ تقوم بفصل هذا الخزان وتركه في فراغ الفضاء، فهذه الخزانات لا يعود لها أي دور أو مهمة بعد أن تفرغ من وقودها لذا كان من الضروري التخلص منها في الوقت المناسب، كذلك تقوم الحُوينات بترك أذنابها ( التي منحتها القدرة على الحركة ) عند دخولها إلى البويضات .
عندما نتأمل عملية الإخصاب نجد أن هناك نظاماً محسوباً بعناية تامة، فالسائل الموجود حول البويضة يذيب درع الحوين تدريجياً ،وفي هذه الأثناء يكون الحوين قد اقترب من البويضة . وفي اللحظة التي ينثقب فيها الدرع تخرج الإنزيمات التي تقوم بإذابة غلاف البويضة وثقبه لمساعدة الحوين في العبور إلى داخلها . وفي هذه الأثناء تتغير الشحنة الكهربائية ويتم طرد الحُوينات الأخرى،أي يتم حفظ البنية الجديدة من دخول غير المرغوبين فيهم .
ولو لم تخلق مثل هذه النظم المتناغمة والمتسقة بعضها مع البعض الآخر، ولو لم تحفظ هذه الأنظمة وتصان بشكل جيد لما كان بالإمكان تحقق لقاء الحوين بالبويضة .
لو لم يكن هناك السائل الذي تفرزه خلية البويضة والذي يدل ويرشد إلى طريق اللقاء لاستحال على الحوين (الموجود على مسافة بعيدة بالنسبة إليه ) الوصول إلى البويضة .
لو لم تكن الحُوينات تملك درعاً وقياً لذابت في سائل البويضة مثل سائل المجهريات الأخرى .


يملك الحوين درعاً حول رأسه وتحت هذا الدرع يوجد درع ثاني ، وتحت هذا الدرع الثاني يقع الحِمل الذي ينقله الحوين ، يحفظ هذا الدرع الحِمل الثمين الذي يحمله الحُوين من المواد الضارة وهذا الدرع الذي يملك بنية قوية جداً يمتلك تصميماً يسمح له بالإنفتاح بسهولة فمثلاً ينفتح هذا الدرع الواقي الموجود حول رأس الحوين في أثناء عملية إخصاب البويضة وتتحرر الإنزيمات التي تملك قابلية التفتيت وهذا التصميم الرائع الموضوع في خلية صغيرة مجهرية مثال من أمثلة بديع خلق الله .

لو لم توجد تحت الدرع الواقي للحوين إنزيمات مذيبة لما استطاعت الحُوينات الواصلة إلى البويضة القيام بثقب غلافها، أي لعجزت عن الدخول إليها .
لو لم تكن شحنات البويضة والحوينات مختلفة، أي لو كانت متشابهة، لطردت البويضة جميع الحُوينات ولما استطاعت الحُوينات الاقتراب من البويضة .
وكما يظهر مما سبق فإن هناك حسابات وتوازنات دقيقة حتى في أمر واحد وهو اتصال الحوين بالبويضة . والأهم من هذا أن هذه الحسابات والتوازنات لم تحدث مرة واحدة فقط بل هي قد تكررت مليارات المرات منذ بدء ظهور الإنسان في هذه الدنيا وحتى الآن .
إن مرحلة واحدة فقط من مراحل هذه الفعاليات المدهشة والإعجازية لا يمكن أن تظهر نتيجة للمصادفات، وهي تشير إلى أن الإنسان قد خلق من قبل الله سبحانه تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الروم:27) .

تعين جنس الطفل :
حتى زمن قريب كان الناس يعتقدون أن خلايا الأم هي التي تقوم بتعيين جنس الجنين، أو يتصورون ـ على الأقل ـ أن الخلايا الآتية من الأب تتعاون مع خلايا الأم في هذا الأمر . غير أن القرآن أعطى معلومات مختلفة في هذا الصدد، حيث أخبرنا بأن الذكر والأنثى يختلفان من المني المقذوف في الرحم ( وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى، من نطفة إذا تمنى ) النجم 45
وقد تم تصديق هذه المعلومات التي قدمها القرآن علمياً بعد تقدم العلوم الجينية والميكروبيولوجية، فالجنس يتعين من قبل حوين الذكر، وليس للبويضة في هذا الأمر أي دور .
الكروموسومات هي التي تحدد الجنس، ومن بين 46 كروموسومات يوجد كروموسومان أثنان يحددان الجنس . ويعرف هذان الكروموسومان عند الذكر بالرمز "XY" وعند الأنثى " XX" ( ويعود السبب في هذه التسمية إلى شبه الكروموسومات بهذه الأحرف اللاتينية ) . يحمل كروموسوم "Y" جينات الذكر ويحمل كروموسوم "X" جينات الأنثى، ويبدأ تكون الإنسان باتحاد أحد هذين الكروموسومين مع الآخر . وتنقسم الخلية إلى خليتين متشابهتين في الأنثى عند وضع البويضة، وتحمل كلتا الخليتين كروموسوم X، بينما ينتج عند الانقسام الخلوي لدى الذكر نوعان من الحوينات، نوع يحمل كروموسوم X ونوع يحمل كروموسوم Y فإن التقى كروموسوم X الذي تحمله الأنثى مع حوين يحمل كروموسوم X كان الوليد بنتاً، وإذا التقى حويناً يحمل كروموسوم Y كان الوليد ذكراً .
أي أن جنس الوليد مرتبط بنوع الحوين الذي سيخصب بويضة الأنثى . ولا شك أن هذه المعلومات لم تكن معروفة حتى تقدم العلوم الجينية في القرآن العشرين، حيث كان لاعتقاد الشائع لدى العديد من الأمم أن المرأة هي التي تحدد جنس الوليد، بل كثيراً ما كان النساء يقعن تحت اللوم لإنجابهن الإناث .
ولكن القرآن أعطى أربعة عشر قرناً معلومات ترد هذا الاعتقاد الشائع الباطل وقال إن مني الرجل هوالذي يحدد جنس الوليد : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ) (صّ:29) .

خلق الإنسان من خلية واحدة
بدء التغيير المراحل الثلاث للجنين في الرحم :
لقد رأينا ـ فيما ذكرناه حتى الآن ـ معجزة في كل أمر تفصيلي في أثناء التقاء البويضة بالحوين، وكذلك طوال الفترة التي سبقت هذا اللقاء وفي كل مرحلة من هذه المراحل .
والتغيرات التي ستظهر بعد التقاء هاتين الخليتين وكذلك التحضيرات الشاملة التي تحدث في جسد المرأة ستجعلنا أمام معجزات أخرى مختلفة .
تقوم البويضة التي خصبها الحوين كل يوم، بل كل ساعة، بعمليات انقسام سريعة .
ومن المعلوم اليوم أن هذا التطور الجنيني الذي يحدث في رحم المرأة ينقسم إلى ثلاث مراحل، غير أن هذه المعلومات التي توصلنا إليها بعد سنوات من البحث وبمساعدة من التكنولوجيا المعاصرة قد أخبرنا بها القرآن قبل قرون كثيرة، فقد تمت الإشارة إلى هذه الحقيقة العلمية في القرآن كما يأتي :
( يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقاً من بعد خلق في ظلمات ثلاث .
لو تأملنا هذه الآية لرأيناها تشير إلى أن الإنسان يخلق في بطن أمه في ثلاث مراحل مختلفة . والحقيقة أن علم الأحياء المعاصر قد بين بأن نمو الجنين في بطن أمه يتحقق (مثلما ذكر القرآن الكريم ) في ثلاث مراحل، ويندرج هذا الموضوع اليوم في جميع كتب علم الأجنة المقررة في كليات الطب ضمن المعلومات الأساسية فيها . جاء في كتاب " الأساس في علم الأجنة " ما يأتي حول هذه الحقيقة : " تتشكل الحياة في الرحم في ثلاث مراحل : مرحلة ما قبل الجنين ( حتى منتصف الأسبوع الثالث) ومرحلة الجنين الأولي ( لنحو نهاية الأسبوع الثامن ) ثم المرحلة الجنينية ( ما بعد الأسبوع الثامن حتى الولادة ) . وتحتوي هذه المراحل على الأدوار المختلفة لتطور الجنين، وأهم صفات هذه المرحلة هي :
(1)مرحلة ما قبل الجنين :
وفيها تتكاثر خلية البويضة المخصبة بعمليات الانقسام، وبعد أن تصبح في الأسابيع الثلاثة الأولى كتلة من الخلايا تغمر نفسها في جدار الرحم . وبينما تستمر الخلايا في الانقسام تتحول إلى جسم بثلاثة طبقات.
(2)مرحلة الجنين الأولي :
تستغرق المرحلة الثانية نحو خمسة أسابيع ونصف الأسبوع، وخلال هذه المدة يطلق اسم " الجنين " على كتلة الخلايا هذه . وفي هذه المرحلة يبدأ ظهور النظم والأعضاء الرئيسية للجسم من طبقات هذه الخلايا .
(3)المرحلة الجنينية :
تبدأ هذه المرحلة اعتباراً من الأسبوع الثامن للحمل وتستمر حتى الوضع . والخاصية التي تميز الجنين في هذه المرحلة هي بدء وضوح الملامح الإنسانية فيه من وجه ويدين ورجلين إلخ ..
أي تظهر جميع الأعضاء في هذا الجنين الذي يكون بطول 3 سنتمترات في بدء هذه المرحلة . وتستمر هذه المرحلة ثلاثين أسبوعاً ويستمر النمو حتى أسبوع الوضع والولادة .
سنتناول هذه المراحل ( التي أجملناها أعلاه ) ببعض التفصيل في الصفحات القادمة .
بدء الخلية الأولى بالتكاثر:
الخلية الأولى المتكونة من البويضة المخصبة بالحوين والتي تملك 46 كروموسوماً هي الخلية الأولى للوليد وللإنسان الذي سيولد بعد تسعة أشهر ويطلق اسم Zygote( أي البويضة المخصبة ) على هذه الخلية الأولية التي تحتوي على جميع خطط وبرامج ذلك الوليد الجديد .
تبدأ الخلية الأولى المخصبة بالانقسام بعد 24 ساعة من إتمام عملية الإخصاب، والخليتان الناشئتان من عملية الانقسام هذه متشابهتان . وهكذا يبدأ أول يوم من أيام الحمل الذي يستمر تسعة أشهر في رحم الأم، فلم تعد هناك خلية واحدة في الرحم بل خليتان، ثم تصبحان أربع خلايا، وهكذا تتضاعف عمليات الانقسام وتستمر .[3]

يطلق اسم الجنين على الخلية المخصبة النامية . وبينما يستمر الجنين الموجود في قناة فالوب بالنمو بعلميات الانقسام يتوجه إلى الموضع الذي سيقضي فيه تسعة أشهر . هذا الموضع هو
رحم الأم .

تبين الصورة مراحل تكون الجنين في الرحم أضغط على الصورة لتكبيرها
في هذه الأثناء تكون تحضيرات معينة قد بدأت في الرحم أيضاً، حيث يهجم الدم إلى الرحم ليحفظه في وضع مريح ونشط، كما يزداد إفراز الجسم الأصفر ويتم إرسال رسائل إلى الجسم لإخباره بأن الحمل قد بدأ . كما تبدأ الخلية المخصبة المتكونة من كومة من الخلايا بالتوجه سباحة نحو الرحم مع إرسال إشارات بيوكيمائية تؤكد : " إنا موجود هنا " . وهذه الإشارات والرسائل تهيئ جسم الأم للقيام بتزويد الجنين بالأملاح والحديد والدم والفيتامينات الضرورية لها، كما تسبب هذه الإشارات البيوكيميائية وصول هرمون hcg إلى مبيض الأم، وهنا يبدأ إفراز هرمون آخر يقوم بمنع بدء مرحلة تكوين بويضة أخرى[4].
إن قيام الخلية المخصبة المتكونة من مجموعة من الخلايا بإدراك موضع وجودها وإرسالها إشارات ورسائل حول بدء مرحلة الحمل (التي تستمر تسعة أشهر ) أمر في غاية الغرابة، فمن أين تعرف هذه الخلية المخصبة لمن ترسل هذه الإشارة ؟ وكيف تعرف الأعضاء الأخرى التي تستلم هذه الإشارات أنها صادرة من قطعة لحم مجهرية الصغر مع أنها لم تصادفها في حياتها ولا تملك حولها أي معلومات ؟ وكيف تستجيب لها هذه الخلايا التي يصل إليها الهرمون الذي تفرزه البويضة المخصبة ما يريده هذا الهرمون ولأي هدف جاء ؟
من الممكن لإنسان وصلته رسالة بلغة يفهمها قراءة هذه الرسالة ومعرفة ما فيها ثم اتخاذ قرار حولها، ولكن الرسالة موضوع البحث هنا عبارة عن هرمون متكون من مجموعة من الجزيئات، والجهة التي أرسلت هذه الرسالة عبارة عن مجموعة من الخلايا، والمستلم للرسالة عبارة عن مجموعة أكير من الخلايا . ولا شك أن قدرة الخلايا على قراءة الرسائل ( أي الهرمونات ) الواصلة إليها وفهمها لها كقراءة وفهم الإنسان الواعي للرسائل أمر خارق ومعجزة كبيرة .
ثم كيف تدرك هذه البويضة المخصبة المواد الضرورية لها في أثناء نموها ؟
فمثلاً : فكروا في أنفسكم، أنتم لا تستطيعون معرفة المواد الغذائية والمعادن التي تكسب أجسامكم مناعة وقوة إلا بقراءة الأبحاث العلمية المكتوبة في هذا المجال ،ولا تعرفون حاجة أجسامكم من البوتاسيوم وكيفية تأثير هذه المعادة في أجسامكم ولا من أي الأغذية تستطيعون الحصول عليها ومتى وبأي نسبة يجب عليكم تناولها إلا بعد الرجوع إلى الأخصائيين في هذا المجال . وبينما لا تستطيعون الوصول إلى النتيجة المرجوة إلا بعد مساعدة هؤلاء ( مع أنكم أشخاص لكم قابلية التفكير والرؤية والتكم والسمع )، فكيف ـإذن ـ تستطيع مجموعة من الخلايا معرفة المواد التي تحتاجها ومدى ضرورتها لها ومعرفة من يقوم بإنتاجها ؟ وكيف تعرف أنه لكي يبدأ هذا الإنتاج عليها أن ترسل إشارات خاصة ؟ وكيف امتلكت علماً بالكيمياء مع أن عمرها لا يتجاوز بضعة أيام ؟؟ وكيف أخذتا في حسبانها أن الأعضاء الأخرى للجسم سوف تفهم إشاراتها هذه ورسائلها ؟
لا شكل أنه يستحيل علينا القول بأن هذه المجموعة من الخلايا أحاطت علماً بكل هذه الأمور وأنها ـ انطلاقاً من هذا العلم ومن هذه المعلومات ـ قامت بوضع الخطط . لا شك في وجود قدرة خارقة هي التي تملي على هذه الخلايا إنجاز كل هذه المعجزات، ويه التي تهب مثل هذه القابليات الخارقة لهذه الخلايا . وصاحب هذه القدرة هو الله تبارك وتعالى رب السماوات والأرض وهو ـ بإلهامه هذه المجموعة من الخلايا المجهرية التي لا ترى بالعين المجردة والمحرومة من الوعي ومن العقل لإنجاز كل هذه الأعمال المعقدة بدرجة الكمال ـ إنما يرينا البراهين على قدرته اللانهائية .
مجموعة الخلايا تتحرك :
يستمر الجنين ( المتحرك نحو الموضع الآمن له ) بالانقسام وبالنمو، حيث تنقسم خلاياه مرة كل ثلاثين ساعة . وتتكاثر الخلايا على نحو مطرد : 2.4.8..
وبعد فترة يتحول إلى مجموعة من الخلايا متوجهة مع الحُوينات الأخرى التي فشلت في عملية الإخصاب من قناة فالوب نحو الرحم ببطء .
لو قمنا بتكبير قناة فالوب لفحصها لمعرفة ما يجري فيها ونظرنا إليها لخيل إلينا أننا ننظر إلى قاع محيط من المحيطات، فهذه المجموعة من الخلايا ( أي هذا الجنين ) تتحرك في قناة فالوب وتواصل رحلتها بفضل التموجات الحاصلة في هذه القناة، وهذه الحركة التموجية التي دفعت الحوين نحو البويضة لإخصابها تدفع البويضة المخصبة الآن نحو الرحم . فالشعيرات الموجودة على سطح خلايا قناة فالوب ( والمسمات بخلايا" سيليا" ) تتحرك نحو الاتجاه نفسه، وهكذا تحمل هذه الشعيرات البويضة المخصبة (وكأنها حمل ثمين جداً ) نحو الجهة الصحيحة . هنا نرى أن جميع الأجزاء تعمل لتحقيق هدف معين وكأنها قد تلقت أمراً بهذا الخصوص من مركز معين . وهذا أمر له طبيعة خاصة، إذ يبدو أن أقساماً مختلفة جداً من الجسم تدركه في الحال وتضعه موضع التنفيذ.
تقطع مجموعة الخلايا هذه العديدة من مراحل الانقسام في قناة فالوب وتدخل إلى الرحم وقد أصبحت كتلة من الخلايا يبلغ عددها مئة خلية تقريباً . غير أنه من الضروري تغذية هذه الخلايا لكي تتحقق وتستمر عملية الانقسامات . ولم يتم نسيان هذه الحاجة التي تشكل
هذه صورة التقطت بالمجهر الإلكتروني للزغب في قناة فالوب "سيليا"
ركناً أساسياً في معجزة خلق الإنسان، فقد خلق الله تعالى قناة فالوب بشكل مناسب وببنية مناسبة لتأمين هذه الحاجة للجنين، ففي أثناء فترة الانتظار في قناة فالوب تنقلب خلايا الشعيرات التي تغطي الوجه الداخلي للقناة إلى خلايا تدعى " سكرتوار " .
ومن خصائص هذه الخلايا أنها تفرز جزيئات عضوية وأيونات وماء جواباً على أن تنبيه أو تحفيز، وهذه السوائل المفرزة تقوم بتغذية مجموعة الخلايا هذه ( أي أنها تقوم بتغذية الجنين )[5]
إلى هنا أوضحنا كيف يتسع الرحم لاستيعاب الجنين وكيف تقوم قناة فالوب بالفعاليات اللازمة لتغذية خلايا هذا الجنين، واستخدمنا جملاً مشابهة لشرح كيفية قيام بعض الأعضاء والأنسجة بصيانة الجنين الذي لا يزال عبارة عن مجموعة صغيرة من الخلايا .
وكيف تقوم باتخاذ التدابير اللازمة لتغذيتها وتسهيل كل الأمور المتعلقة بها .
ويجب لخلايا معينة أن تكون علىعلم وعلى وعي بحاجات خلايا أخرى ؟ وكيف يتسنى لها التعرض لتغيرات معينة في سبيل تغذية الجنين وصيانته ؟ عندما نفكر في هذه الآسئلة قد يكون أول جواب يخطر على البال هو أن هذه الخلايا توجه من قبل عقل يسيطر عليها وينظمها ويوجها، ولا يخطر على عقل أي إنسان قصص خرافية من أمثال أن هذه الخلايا قد تغيرت نتيجة مصادفة من المصادفات ثم أصبحت ـ بسبب ظروف وعوامل نجهلها ـ خلايا تقوم بإنتاج الغذاء اللازم للجنين !! يحق لكل إنسان أن يشك في عقل وفي منطق كل من يسوق هذا الكلام إن قيام الرحم بتهيئة الظروف والجو المناسب لاستقبال الجنين، وكذلك امتلاك قناة فالوب لقابلية تغذية هذا الجنين، لا يمكن تحققه إلا ضمن علم الله تعالى وإرادته، وكل هذه الأمور والفعاليات الخارقة ليست إلا دليلاً على خلق الله الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه ولكي يستمر الحمل بشكل صحي وآمن كان من الضروري استقرار مجموعة الخلايا .

[1] Guyton&Hall, Tbbi Fizyoloji, Nobel Tp Kitabevleri, Istanbul, 1996, 9th ed., p. 1007 Solomon, Berg, Martin, Villee, Biology, Saunders Colleg Publishing, USA 1993, p.Solomon, Berg, Martin, Villee, Biology, Saunders College Publishing, USA 1993, p. 1066

Geraldine Lux Flanagan, Beginning Life, A Dorling Kindersley Book, London, 1996, p. 28

Guyton&Hall, Tbbi Fizyoloji, Nobel Tp Kitabevleri, Istanbul, 1996, 9th ed., p


 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 35.66 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.65%)]