عرض مشاركة واحدة
  #1276  
قديم 10-12-2013, 09:21 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

تأملات في سورة الواقعة

أ.د. ســلامه عبد الهادي
أستاذ في علوم إدارة الطاقة وعميد سابق للمعهد العالي للطاقة بأسوان
القرآن الكريم هو كتاب الله الذي جـاء نـوراً و هداية بمـا يواكب عصـرا تتقدم فيه العلوم و تزدهر ... جـاء ليؤكـد مـا تكتـشـفه هذه العـلوم أن الكون إنمـا انتظـم بالحق لخـالـقه و مدبر أمـره...
جـاء بمنطق علمي فـريد ليقرر أن مـا نراه و تدركه أبصـارنـا و عـقولنــا وعلومنا هو الشاهد على أنه " لا إله إلا الله "... جـاء هذا في القرآن لكريم بمـا يعجز أن يأتي بمثله البشر و لو اجتمعوا له.
تعــالـوا نتـدبـر الآيـات من الآية 57 إلى الآية 75 في سورة الواقعة، وتـقدم هذه الآيــات أروع منهج بحثي يثبت لنـا أنــنـا مخلوقون و أن وجودنـا واسـتمرار حيـاتنــا يعتمـد على إرادة خـالق واحد أحـد وهب الحياة وأوجد مقومـاتهـا و عنـاصـر استمرارهـا، وكمـا أحكم الله صنعته فقد أحكم آيــاته التي أرسلهـا إلينـا لتدلنـا عليه وعلى وحدانيته ، كما ترشدنـا هذه الآيـات إلى أن حياتنا ورزقنـا و طعامنا و شرابنا وقوتنا من تدبيره ورحمته، و أن حرماننا من كل هذا في قـدرتـه ورهن مشـيئته ، وهذا بـإشـارات علميه تعرضهـا هذه الآيـات في سهولة و يسر ، و سنحاول أن نتدبر هذه الإشـارات بمـا يسره لنـا الخـالق من علم.
تبدأ الآيات الكريمة بـتحديد هدف البحث بقـوله سبحـانه و تعـالى "نـحن خلقناكم فلـولا تـصدقون ": إنه تعجب يعتمد على إثـارة الحقـائق فينـا بدلاً من أن يضعهـا في شكل تقريري، وهذا مـا تتـبعه المدارس التربوية الحديثة في شرح الحقـائق... فهو تعجب ممن لا يصدق أننــا مخـلوقون وأن لنـا خـالقـاً هـو منـزل هذا القرآن هداية منه و رحمة، ثم تأتى الآيــات التـالية لتضع من لا يصدق أمـام الحقـائق المؤكدة لهذا بكل بيان لنقر بأنفسنـا صدق هذا القول... ويأتي عرض هذه الحقائق بحسب ترتيبهـا المنطقي و أهميتهـا معتمدة على الرؤية العلمية والعملية التي تزداد وضوحـاً يومـاً بعد يوم .. و لهذا تـبدأ كل آيـة و كل برهـان أو استفـسـار بكلمة أفــرأيتم... استفـسـار من الخـالق يهدينا إلى صدق القول( نحن خلقنـاكم).
يأتي أول استفـسـار بـقول الحق ( أفرأيتم مـا تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخـالقون ).... استفـسـار يعقبه ســؤال... اســتـفـسـار تـتـأتى إجابته بالرؤيـة المتـفحصـة و المتدبـرة فيمـا نمنيه... وقد تحـقـقت هذه الرؤية في العصـر الحديث تحت مجـهـر يسمى المجهر الإلكتروني حيث اسـتـطعنا أن نرى تـركيب الحيوان المنوي و الخلية الحية عندـا يصل التكبير إلى مليارات المرات، إن هذا المنى يعد جزءاً من خلية حية تـؤدى دوراً هاماً في حياة البشر وحياة كل المخلوقات، فهي المسئولة عن حفظ و بقـاء النوع البشرى و كل الأنواع التي خلقهـا الله الواحد الأحد... فهي خلية تقوم بتوريث الصفات التي تنـتـقل من الآبـاء إلى الأبنــاء... إنهـا دليلا على عظمة الخالق و وحدانيته، و هي كخلية من خـلايـا الجسم تعد آية من آيـات الإعجاز في تركيبهـا و تكـوينهـا و وظائفها و تنفسهـا و غذائهـا وتكاثرهـا وانقسامهـا، يعجز الإنسان عن تخيل خلية واحدة بهذا الحجم تقوم بكل هذه الوظائف... فكيف بخلقهـا... و هذه الخلية التي يمنيهـا الرجل أو تمنيهـا المرأة لهـا أيضـاً دوراً متميزاً عن أي خلية أخرى... فهي تتكاثر و تنقسم بقوانين محددة بعد استكمـال جـزئيهـا عند اتحـاد ما يمنيه الذكر ( نصف خلية ) مع مـا تمنيه المرأة ( نصف الخلية الآخـر ) داخل رحم المرأة... وعند تدقيق الرؤية كما تنص الآية الكريمة في هذه الخلايا التي نمنيها، فسنجد أن هذا النصف من الخلية لـه نواة تحتوى على عدداً من الإنشاءات يصل عددهـا إلى 23 منـشـأ تسمى " كروموزومات " وتحتوى هذه الكروموزمات على جينات تعد سجلاً كاملاً للمواصفات البشرية و كذلك صفات السـلالة التي ينتمي إليها الإنسان بدءاً من آدم و حتى آخر الأجيال... و هناك شكلا خاصا للكروموزم الثالث و العشرون يكون على شكلين x و y ، كذلك فإن الـبـويضة التي تمنيهـا المرأة أيضا تحتوى على نفس هذا التكوين و لها نواة بنفس العدد من الكروموزمات و كروموزم يكون على شكل y ، و عند التخصيب يتحد منى الرجل مع مني المرأة ليكونا خلية كاملة تحتوى نواتها على 46 كروموزم مثل باقي خلايا الجسم البشرى و بها خواص وراثية جـاءت من الرجل والمرأة أو الزوج و الزوجة وفق قوانين الوراثة التي تمتلئ بهـا المجلدات ، و يكون المولود ذكراً إذا أخذ من منى الرجل الكروموزم x ويكون أنثى إذا أخذ من الرجل الكروموزم y ، فخلايا الأنثى بهـا الكرموزومين المتشابهين y + y و خلايا الذكر بهمـا الكروموزومين المختلفين x + y ثم تتكاثر و تتوالد هذه الخلية الأولى ،و يخرج منها ملايين و بلايين من الخلايا المتماثلة جميعا في تكوينها و كروموزوماتها و جيناتها ، و لكن كل خلية لهـا وظيفتهـا وعملهـا ،وكل نسيج يتكامل مع الأنسجة الأخرى لتكوين الأعضـاء و الأجهزة التي تتكامل لإعطاء الجسم البشرى قدراته على الحركة و الاستمتاع بالحياة ... كل هذا يتم من خلال برامج علمية متكاملة و وفقا لمعايير و قوانين ما زال العلماء يعكفون على دراستها... قواعد ثابتة يـسير علـيهـا ويخضع لهـا ما نمنيه في أداء معجز حتى تتكون الخلية الأولى الكاملة وبهـا النواة الأولى، ثم يتفرع منهــا هذه البلايين من الخلايـا في رحم الأم لتكون الوليد... قوانين و قواعد سنها الخالق بحكمته لينشأ منهـا كل إنسـان جديد... وكل إنسان و مخلوق على وجه الأرض قد نشأ هكذا بنفس القوانين و القواعد و الأسس و دون اختلاف... ألا يدل هذا على وحدانية الخـالق... و الآن بعد أن رأينـا هذا الذي نمنيه.... هل نستطيع أن نخلق منى مثل هذا أو نقول أنه قد جـاء بغير خـالق بحيث يؤدى كل هذه الأدوار و يحتفظ بكل هذه المواصفات و الصفات و يسير على هذه القواعد... إن الرجل في جماعه في كل مرة يقذف أكثر من بليون خلية حية.. أي يمكنه تخصيب عددا من البويضات يعادل عدد سكان الصين أو الهند... أي دقة في خلق هذا المني و في الإشارة إليه بهذا القول السديد و الكامل و المعجز... هل لدينا أي فضل في هذا الخلق و هذه القوانين التي يعمل بها حتى نـرد بالنفي على هذا السؤال الرباني ( أأنتم تخلقونه أم نحن الخالون )... إنـه الاحتكام إلي المنطق العلمي في كل أمور الدين و الدنيا و لا شيء ســواه... هل يمكن أن يكون لدينا رداً غير التسليم بأنه ليس لنـا أي فضل في خلق هذا المنى و أن لهذا المنى حالقا واحدا و لهذا جـاء تـشابه الخلق كلهم في منيهم و فيما يؤديه...و كيف لا نقر هذا و العلم ما زال يجهل كل أسرار هذه الخلايـا التي تستفـسر عنهـا هذه لآية وإن كنـا قد رأينـا بعض معالمـهـا.. و مـا زال كل يوم يأتي بجديد في هذه الرؤى.
صورة لحيوانات منوية ذكرية بالمجهر الإلكتروني
إنـنــا أمـام صرح علمي أرسله الخالق منذ أربعة عشرة قرنـاً ليدحض مـا ادعـاه مأفـون في القرن الماضي أن خلية حية بهـا هذا الأعجاز الذي نراه تحت المجهر قد جاءت بالصدفة، و لجهله لم يكن قد اكتشف المجهر الذي يجعله يرى ما نراه الآن كما يـبصرنا الخالق في هذه الآية بما يمكن أن نراه من أعجاز داخل كل خلية من خـلايـا مخلوقات الله، فيدعى هذا الأعمى أن خلية واحدة جاءت صدفة في البداية و أنهـا قد تطورت من تلقاء نفسها لينـشـأ منهـا سـلالات الحشرات و الحيوانات و الطيور و الأسماك، فالزرافة جاءت من الحمار و النمر جاء من القط و الإنسان جاء في نهاية هذا التطور من القرد، أي هراء هذا، أولو استمع منشئ هذه النظرية إلى هذه الآية و تدبر في معانيهـا ثم رأى مني القط و الفأر و الإنسان و القرد، لكـان قد وجد أن لكل مخلوق من هذه المخلوقات مني خاص بهـا و سجل معنى بتـكوينهـا و صفاتها استقرت معالمه منذ البداية
كل مني به أعداداً مختلفة من الكروموزومات لكل نوع تحدد الصفات الوراثية والخصائص المحددة لكل مخلوق بحسب هذا النوع، كل حيوان أو حشرة أو طير قد جـاء وله تكوينه الخـاص بالمهمـة التي حددهـا الخـالق له و سخر القوانين الطبيعية التي تحقق له هذه المهمـة، فهل يستطيع هذا... أن يوضح لنـا كيف يمكن أن يتطور شكل هذه السجلات بحيث يكون عدد الكروموزومات في منى القط أقل من عددهـا في الفأر رغم أن سلم التطور حسب هذه النظرية يأتي بالفأر قبل القط و الإنسان بعد القط.. هل ينقص العدد مع التطور أو يزداد، و مـا الذي يمكن أن يغير عدد هذه السجلات و أنواعهـا في كل خلية أو منى.. كيف تـغير الخلية سجلاتهـا من تلقاء نفسها بحيث تتوافق مع ما يـنتجه كل مني مع الظروف المحيطة به حتى يستطيع الطير أن يسبح في الهواء و الأسمـاك أن تسبح في البحـار و تتنفس في المـاء و الجمـل أن يعيش في جفـاف الصحـراء و يخزن المـاء... إنهـا بكل منطق جـاءت بإرادة خالق هذا المنى بسجلاته.. خـالق يعلم ما يصنع و ينتج من كل منى خلقه بحيث يـتوافق ما ينتج منه مع أداء المهمة التي خلق من أجلهـا.. هل هي الأمطار أو الرمال أو العواصف و الحرارة و البرودة هي التي صنعت و حددت و سجلت وتـراصت و اختـارت و سنت القوانين التي تحدد كثافة الهواء بحيث يرفع الطير و كمية الهواء المذاب في الماء بحيث تكفى تنفس الأسماك و حاجة الجمل من الماء بحيث يختـزنه أثنـاء رحلته في الصحراء.. أو جنون صاحب هذه النظرية، هل يستطيع أن يدعى هذا لو كان قد استمع إلي هذه الآية و استطـاع أن يأتي في عصره بمجهـر ليرى إعجاز الخـالق في خلق كل منى كمـا نراه الآن.. الإجـابة معـروفة و التفسير الوحيد جـاء في أول هذه الآيات بهذا النص الحق الذي أرسله الله منذ أربعة عـشرة قـرنـا من الزمـان:(أفرأيـتـم مـا تمنون ) و ( نحن خلقناكم فلولا تصدقون ).
و بعد خلقنــا بهذه القدرة وضع الله لنـا أقدارنـا أيضـاً التي تحدد متى تنتهي حيـاة المخلوق الذي جـاء من هذا المني، و كمـا نعجز عن أن نأتي بخلية واحدة أو بنصف خلية كالتي نمنيهـا، فنحن نعجـز بالرغم من تـطـور عـلومنــا أن نمـد أعمـارنـا و لو لحظـة واحدة، فالمـوت هو لحظـة قدرهـا الله لكل منـا كمـا جـاء في استكمال هذه الآيـة بهذا النص الإلهي المعجز الدال عليه و على قدرته ( نحن قدرنـا بينكم الموت )، فالذي بيديه الخلق يكون بيديه نهاية مخلوقة و لا أحد سـواه يعلم منتهـاه، فقلوبنـا تعمل بأمره، و أرواحنا تستقر بأمره، و لا أحد له السيطرة على هذا أو ذاك أو إذا مـا تـوقف أي شيء بأمره، عند هذه اللحظة لن يستطيع أحد أن يمد عمره لحظة واحدة إذا جاء أجلهـا.
وتستكمل الآية بهذا القول الحق ( و ما نحن بمسبوقين، على أن نبدل أمثـالكم و ننـشأكم فيمـا لا تعلمون، و لقد علمتم النشأة الأولى فـلولا تـذكرون )، إنه المنطق العلمي الإلهي الدال على صدق الرسـالة، فقد اكتشفنا كيف جـاءت نشـأتنـا الأولى داخل الأرحـام من هذا الانقسام الهائل للخلية الأولى في نظـام دقيق فتتكون الأعضـاء و الأجهزة و الأطراف و العظام و العضلات و الحواس و الأعصاب من خلية واحدة تكاثرت بهذا النظام بأمـر خـالقهـا... هل يكون من الصعب على خـالق نـِشأتنـا الأولى بهذه القـدرة و الحكمـة و العلم أن يـنـشـأ مثلهـا مرة أخـرى أو يبدل في هذه النـشــأة كيف يشــاء .. هل من العسير على خـالق الأصـل أن ينـشـأ مثيـلاً أو بديلاً له مرة أخـرى كيف يشـاء... هذا مـا جـاء بـه قـول الحق نبدل أمثـالكم و ننـشأكم فيما لا تعلمون، إنه الاحتكام إلى المنطق العلمي مرة أخرى لتأكيد وقوفنـا في الآخرة بين يديه... ثم يأتي هذا الاستفـسـار المنطقي في نهـاية الآية بعد معرفتنـا بخلقنـا الأول و كيف جـاءت نشأتنـا بإعجـاز خالق واحد قـادر ( ولقد علمتم النـشأة الأولى فـلـولا تـذكرون ).. نعم سنـتذكرقي عمن لا يذكر الله دائما بعد رؤية إعجـازه في خلق نشأته الأولى بحيث لا يحتمل سـوى رد واحد... نعم سنـتذكر هذه الحقائق دائمـا يـا الله ... أنت حقـاً الإله الخـالق الذي خلقتنـا و القـادر على أن ببعثنا كمـا نحن و أن تبدلنـا كيف تـشـاء..فلا قـدرة سـوى قـدرتك و لا إلـه ســواك و مـا نحن إلا مخلوقون و لا خـالق إلا أنت تبعثنـا بأمرك ومشيئتك كيف تشـاء.
ثم نأتي إلى الدليل المادي التالي على أن لنـا خـالقـا ... بعد أن خلقنـا من منى يمنى فصـار نطفة، أوجد لهذه النطفة أو الطفل الذي يأتي من هذه النطفة الغذاء الذي يحـيــا بـه و يـنـمو، و هذا بما وفـره لنـا من غذاء يأتي خلقه من عنـاصـر الأرض و مكونـاتهـا... كلا.ل نستطيع أن نتنـاول هذه العنـاصـر مباشرة.. كلا .. و لكن خـالق الإنسان خلق مـا يعد له الطعام الذي يغذيه من هذه العنـاصر.. كمـا جـاء في قـول الحق ( أفـرأيتم مـا تحـرثـون، أأنتم تـزرعونه أم نحـن الزارعـون ) استفـسـار آخـر يعقبه سـؤال عمن أعد للإنسان مـا يغذيه... إن الإنـسانن الذي جعل هذه الحبوب التي يضعهـا أثنـاء الحرث تنبت زرعـا هكذا بهذه الطـريقة المرتبة و المعجزة بحيث تعد له حـاجته من الطعـام و الغذاء و وفر في الأرض العنـاصر التي تحتاجهـا هذه الحبوب لتنبت...
إن الإنـسان رغم عقله و تدبره و اعتقـاده بأنه سيد هذا الكون يعجـز أن يعد لنفسه طعـامـاً من الأرض بدون هذا الزرع ... فهل هو الذي علم البذور أن تـأخذ بعض العنـاصـر أو الأمـلاح من الأرض و يسر لهـا المـاء لتذيب هذه لأملاح لتعد له حـاجته للنمو... لا فضل للإنسان في كل هذا و دوره يقتصر على إلقـاء البذور أثناء حرث الأرض و تقليـبـهـا... و تظل البذور هكذا سـاكنة... ثم تنمو جميعهـا في توقيت واحد فتخترق بزرعها سطح الأرض مرتفعة في السمـاء و بجذورهـا باطن الأرض متغلغلة في أجواقها و كأنهـا جميعـا على موعد لتقدم للإنسان الخير و الغذاء... من أودع في هذه البذور أو الحبوب تلك القدرة العجيبة في تحديد الوقت و التعامل مع الزمـان.. من علمهـا جميعـا و جعلهـا تنسجم في نسق واحد لتنمو معـا في كل اتجاه و تخضر أوراقهـا في وقت واحد.. من أودع في كل حبة هذه الأسرار بحيث تؤدى كل هذه الأدوار... إننـا لو نظرنا كمـا تأمرنـا هذه الآية الكريمة إلى الحبوب التي نرميهـا أثناء الحرث تحت المجهـر لرأينـا كل العجب... نـرى مركزا ضخمـا للمعلومـات مليئـا بالشفرات و الأوامر المبرمجة داخل حمض نووي عملاق قـابع داخل كل حبة يحدد كل مـا يتصل بتلك الحبة.. إنـنـا عندمـا أي مدى تنمو و كم تعطى و مـا تعطى... إنـنـا عندمـا ننظر إلى ما يـخرج من هذه الحبة من زرع يستخرج من الأرض و الهواء العنـاصـر المختلفة وفقا لشفراتها المخزونة بحيث تحدد طعم ثمراته و لونها و عددها نقر أن هذا لا يتم إلا بإرادة أسمى و أعلى ... إرادة خـالق أودع في كل بـذرة هذه السجلات الكـاملة لمـا عليهـا أن تـــؤديه حتى يـخـرج كـل نبـات بالمحتوى الذي يعطى للإنـسان مـا يحتـاجه لكي ينـمـو و لكي يعيش... حقا إنزراعـة تـعد مصنعـا كـاملا يـؤدى أدوارا رائعـة رسمت بإتـقـان و بـتدبير خـالق الإنسان سبحانه و تعالى الذي يعلم مـا يحتـاجه لكي يحـيـا... حقا إن كل نبتـة تـعد سـرا من أسـرار الخالق تـرى فيهـا إعجـازه و معجـزاته ... ثم إن مـا نراه في هذا النبات من جذور يندفع المـاء إليها مذيبـا من الأرض بعض العنـاصر و الأملاح التي يحتاجها كل زرع ليعد مـا ينتجه ثم نرى كيف يتم دخول هذا المـاء إلى جذور النـبات بقـانون ألهى يسمى قـانون الضغط الاسم وزى نتيجة لاختـلاف نسبة تـركيز بعض العنـاصر داخل جذور النبات عن نسبتهـا في الأرض فتمتص ما رتبه الخالق لهـا من أملاح و عناصر.. ثم كيف تـصعد المـياه حـاملة أملاحهـا إلى سـيقـان النبـات التي تمتـد إلى الهـواء، و تـرتفع المياه في السيقان داخـل أنــابيب ضـيقـة شـقهـا الخـالق بحكمته داخل هذه السيقـان
كيف يصعد الماء في هذه الأنابيب الضيقة عكس اتجاه الجاذبية الأرضية بقـانون آخـر يسمى قـانون الأنـابيب الشعـرية... ثم كيف تـصـل المياه إلى فـروع النبات الذي يصنع مـا يقدمه لنـا من ثمـار فيهـا كل مـا نبتغيه من وجبات... من شـق هذه القنوات و سـن هذه القـوانين و ضبط هذا التـركيز و أعـد هذه الإنـشـاءات بحيث تمتد الجذور لتثبته في الأرض فتصعد بسيقانه في الهواء حاملة الفروع و الأوراق و الثمار، من أعد لكل نبات هذا الإعداد بحيث يصبح مصنعـاً يأخذ من الأرض التي نحرثهـا منتجـاً قادراً على غزو الأسواق بمحتوى متكامل من الفيتامينات و البروتينات و النشويات و الطعم المقبول و الرائحة الشهية لكل البشـر... يغذيهم و ينميهم و يقيم أودهم، هل نحن القائمون على أن تأتى زراعته بهذه الحكمة و القوانين و هذا الترتيب و التركيبي... إن دقة التوجيه إلى النظر إلى مـا نحرثه و هو الحب بأسراره و الأرض بعطائهـا و الذين يكونان معاً نظاماً متكاملاً يقوم بكل هذا العمل تحدد الإجابة على هذا السؤال المنطقي أأنتم تزرعونه أم نحن الزارعون... بحيث لا يكون له سـوى رد واحد.. لالا مشيئة في هذا الزرع إلا فـضلك يـا الله.. و لا مشيئة إلا مشيئتك .. و لا قـدرة إلا قـدرتك.. و لا حول و لا قـوة إلا بــك يـا واحد في سننك... في كل ما تخرجه الأرض من زرع يسير كله على نهج واحد و بقوانين واحدة و بماء واحد و من أرض واحدة تسبح جميعهـا بوحدانيتك.. ثم يأتي البرهـان الآخر على أنـه لا مشـيئة إلا مشـيئتـه إذا مـا سـلط الله على هذا الزرع مــرض أو فـطـر.. أو عاصفة أو حـر قـائظ.. فـلا راد لقضـائه و لا دافع لنقمته.. فيأتي قول القـادر لـو نـشاء لـجعلنـاه حـطـامـا فظلتم تفكهـون... كـلا.در على إحياء هذا الزرع لـو مـات أو تحطم بفعل الحشرات أو الآفـات أو الجفـاف أو أمـر الله.. كـلا .. وسيكون الندم و تـأتى الحـســرة و الاعتراف بالقهـر و يظـهـر العجـز البشـرى أمـام قـدرة الخـالق عندمـا نعترف و نقر بهذا القول إنــا لمغـرمـون.. بل نحن محـرومـون... إنه اعتراف بالعجز نقر به دائما عند نزول غضب الله... و هكذا نرى في هذه الآيات إقرار بقدرة الخـالق على الخلق و الفنـاء، على المنح و المنع، على العطـاء و السلب... تـأتى بهذا الإعجاز و هذا البيـان الذي لا يمكن أن يأتي من أحد سـواه في كلمـات محددة أوعت كل المفـاهيم بكل العلوم التي ندركها حتى يومنا هذا.
ثم يأتي دليل مادي و مرئي آخـر على أننـا مخلوقون و أن لنـا خالق دبر لنـا بحكمته كل شيء... فدبـر لنـا هذا المـاء الذي يعد عمـاد الحـياة على الأرض... فيـقول الحق أفـرأيتم المـاء الذي تـشـربـون.. إنهـا إشـارة إلى المـاء و هو سر من أسرار الحياة، هكذا يـقـر العلم الحديث.. فبدون المـاء لن يكون هناك أثـراً للحياة على الأرض.. و الكواكب من حـولنـا خلت من كـل حـياة لأنهـا تخـلو من المـاء الذي أنعم بـه الخـالق على أرضنـا.. و المـاء هو المـاء في كل أنحـاء الأرض... إذا امتنع حياة النبات و الإنسان و الحيوان.. إذا امتنع جف النبات و نفق الإنسان و الحيوان .. من سـاوى بين كل المخلوقات فجعل المـاء عمـاد حيـاتهم جميعهم كمـا يكون أكثر من 70 % من أجسامهم... يشربه الإنسان فيرتوي و الحيوان فينـشـط و نروى به النبات فينمو و يعطى الثمـار، إنه خـالق واحد أحد وفـر لجميع مخلوقاته ماءا واحدا فأصبحت له كل هذه الأسرار.. إننـا حقـاً لو نظرنـا و تدبرنـا هذا المـاء و أسراره كمـا تنص هذه الآية القرآنية لأقررنـا بوحدانية الله دون دليل آخــر... ثم رأينـا كيف طوع الخالق هذه الأرض بجـوهـا و طوع السمـاء بـشمسهـا و حملهـا وطوع البحـار بمـلحهـا و مخزونهـا حتى تكون لنا في النهاية هذه النعمة التي لا نحيا يدونها.. إن البحـار تحتفظ بمخـزون هـائل من المـاء الأجاج أو المـالح و هذه الأملاح تمنع نمو أي بكتيريـا أو طفيل يفسد المياه الراكدة في البحار.. و يسلط الله على هذه البحـار التي تغطى أربعة أخمـاس مسـاحة سطح الكرة الأرضية قدرا منـاسبـا من أشعة الشمس... فيتحول جـزءا من ميـاهـهـا إلى بخـار المـاء العذب الذي يتصـاعد إلى طبقـات الجو العلـيـا لأن كـثافته أقل من كـثافة الهـواء المـلامس لسطح الأرض.. و كلمـا ارتفعنـا إلى أعلى كلمـا قلت كـثافة الهواء.. و يقف البخـار عند الارتفاع الذي تتـزن فيه كثافته مع كثافة الهـواء فتتجمع جزيئات البخـار مكونه هذا الحجم الهـائل من السحب التي تتحرك بفعل الريـاح في اتـزان متكامل.. و يحدث هذا الاتزان بتساوي قوى الجذب الأرض للسحاب إلي أسفل مع الدفع الهواء للسحاب إلى أعلى نتيجة أن كثافة الهواء أكبر من كثافة بخار المـاء... لهذا جـاء هذا الاسم القرآني المعجـز للسحـاب و هو الـمزن... إنه اسم يـعبر عمـا تمثله حـالة السحب و هي الاتـزان الكامل في سكونها وحركتها.. و كما نرى أن هذا الاسم قد استوعب كل هذه المعاني الخاصة بمـا يعيره عن اتزان السحب بإعجاز علمي و بلاغي.. و عند مقـابلة هذه السحب لـظـروف جوية و طـبيعية مغـايرة تفقد السحب هذا الاتزان فتنتقـل من حالة الاتزان إلى حالة لا أتـزان فتتحول إلى أمـطـار.. و في هذا يأتي القول الإلهي بهذا النص القرآني الكامل



يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــع




 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.72 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.12 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.90%)]