عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 06-07-2020, 10:42 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي القرآن حجة لك أو عليك

القرآن حجة لك أو عليك












الشيخ محمد جميل زينو




«القُرآنُ حُجَّةٌ لك أو عليك»، هذا الحديث الصحيح رواه مسلم يقسم القراء إلى قسمين:



1 - القارئ الذي يقرأ القرآن ويكون حجة له يوم القيامة هو الذي يعمل بأوامره، ويبتعد عن نواهيه فيحل حلاله، ويحرم حرامه، ويحكم به، ويتحاكم إليه، ويرضى بحكمه، ويتدبر معانيه عملًا بقوله تعالى: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَاب ﴾ [ص: 29].







ويكثر من تلاوته وحِفظه وسماعه من غيره، ولا سيما محطة الإذاعة للقرآن الكريم في السعودية وغيرها، ومن الأشرطة المسجلة لمشاهير القُراء كالمنشاوي والحصري وغيرهما، فيستفيد مع عائلته مِن تلاوته وتفسيره: فإذا قرأ أو سمع قوله تعالى: ﴿ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 34] بادر إلى الوفاء بالعهد والوعد مع ربه وإخوانه.







2 - القارئ الذي يَقرأ القرآن ويكون حجة عليه هو الذي لا يعمل بأوامره، ولا يبتعد عن نواهيه، ولا يحل حلاله ولا يُحرم حرامه، ولا يحكم به، ولا يتحاكم إليه، ولا يرضى بحُكمه، ولا يهمه فهمه وتدبره وتطبيقه.. فإذا قرأ أو سمع قوله تعالى: ﴿ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ﴾ [آل عمران: 61]، فترى هذا القارئ يكذب على الناس في حديثه، ووعده، ومُعاملاته، وعقوده ومن المؤسف أن ترى مِن الكفار من يلتزم الصدق في مُعاملته وعقوده ووعوده، وحدثني ولدي أنه رأى في باريس حديقة الحيوانات، ورأى فيها حيوانًا له يدان، فإذا ألقى إليه إنسان شيئًا أمسَكه بيده، وبما أن أحد المشاهدين لم يجد شيئًا معه، فأشار بيده إلى الحيوان دون أن يلقي إليه شيئًا، فرآه الفرنسي حارس الحديقة، وتقدم إلى هذا المسلم يوبخه على كذِبه على الحيوان!!







وهذه القصة تذكرنا بقصة جرت مع الإمام البخاري رحمه الله حينما رحل إلى بلد بعيد لِيأخذ الحديث عن رجل سمع به، فلما وصل إليه بعد سَفر طويل ومشقة وجدَه يُنادي حيوانًا بيده وذيله دون أن يكون معه شيء، فرجع البخاري ولم يأخذ عَنه الحديث، لأن الذي يكذب على الحيوان قد يكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.







ونرى كثيرًا من الناس يكذب بحجة المزح، أو يكذب على ولده، ولا يدري أن هذا مسجل عليه في أعماله وفي الحديث: «أنا زعيم بيت في ربَضِ الجنةِ لمن ترك الكذب ولو كان مازحًا». [حسنه الألباني].







فعليك يا أخي المسلم أن تعمل بما تقرأ وتسمع حتى يكون القرآن حجة لك لا عليك، ولا سيما حفظة القرآن والمشتغلين بعلومه وتفسيره، فكثيرًا من حفظة القرآن ومفسريه لا يتقيدون بتعاليمه وآدابه.







وهناك من الرجال من يحفظ القرآن، ويشتغل بتفسيره مدة طويلة ولكنه لا يتورع عن الكذب ورمي إخوانه بأقبح الخصال، والفحش من الكلام، دون سبب موجب، حتى لقد حكم على رجل مُحدِّث عالم جليل سلفي العقيدة بأنه يحترق في نار جهنم!! وهاجم أحد إخوانه في الحرم المكي وقال له:



«يا جاهل يا ضال أنت ترد عليَّ؟!!!)) علمًا بأن أخاه نصحه وبيَّن أخطاءه بلطف، ولكن أخذته العزة بالِإثم، فخاصم وفجر في بيت الله الحرام، مع أن المشرك قبل الإِسلام كان يحترم الحرم، فإذا وجد قاتل أبيه أعرض عنه احترامًا لبيت الله الحرام؛ فماذا استفاد هذا الرجل من حفظه للقرآن وتفسيره؟ لا شك أنه سيكون حجة عليه كما ورد عن الصادق المصدوق: «والقرآن حجة لك أو عليك». [رواه مسلم].







وأعرف مِنْ حفَظَةِ القرآن مَن يتخذه مهنة ليقرأه على الأموات ويأخذ الأموال ويأكل الطعام على الموائد، وقد حذر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أُمته فقال:



1 – «اقرأوا القرآن واعملوا به، ولا تجفوا عنه، ولا تغلوا فيه، ولا تأكلوا به، ولا تستكثروا به». [صحيح رواه الإمام أحمد وغيره].







2 – «اقرأوا القرآن وسلوا الله به، قبل أن يأتي أقوام يقرؤون القرآن فيسألون به الناس». [صحيح رواه الإِمام أحمد وغيره].








المصدر: «رسائل التوجيهات الإسلامية» (2 /60 - 61)






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.31 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.68 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.43%)]