عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-10-2020, 03:12 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي ألم يأن الوقت لكي تقشعر جلودنا قبل أن تتزلزل الأرض من حولنا

ألم يأن الوقت لكي تقشعر جلودنا قبل أن تتزلزل الأرض من حولنا
د. أحمد مصطفى نصير





قال تعالى ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ۞ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ۞ وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا ۞ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ۞ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ۞ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ۞ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ۞ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 1 - 8].

الزلزلة أو الرجفة أو الرعشة لابد وأن تكون علامة أو مؤشر على شيء معين، فلا يمكن أن تؤخذ هذه الأمور دون أن نسعى لتفسيرها، وقد أخطأ علماء الطبيعة حينما ظلوا يفسرون الزلازل الأرضية تفسيرا علميا محضا بأنها مجرد حركة للقشرة الأرضية نتيجة تحرك للغازات بباطن الأرض أو....كذا أو..كذا...الخ، والحقيقة أنه لابد أن نفهم الأمور من زاوية أخرى أكثر عمقا ودقة، ألا وهي لماذا حرك الله تعالى هذه القشرة الأرضية،و لماذا يزلزل الأرض؟

والقرآن والسنة يخبرانا عن ثلاثة أنواع من الزلازل في ثلاثة أوقات مختلفة، فإما أن يكون الزلزال في دار الدنيا أي دار الابتلاء، وإما أن يكون في نهاية العالم أي نهاية الابتلاء، وإما أن يكون في بداية البعث من جديد، أي دار الجزاء، وكل ذلك ليس إلا ترجمة للعلاقة بين الإنسان والأرض، حيث اتهمت الملائكة الإنسان أنه سوف يفسد في الأرض، ولكن الله تعالى رد عليها بأنه خلقه لكي يكون خليفة في الأرض لا ليفسد فيها، قال تعالى ﴿ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 30]، فهل برَّ الإنسان أمه الأرض؟ فأحسن بتعميرها وزراعتها ورعاية حقوق الخلق عليها؟ أم أنه يعقها ليفسد فيها بسفك الدماء وارتكاب المحرمات؟ إذ تجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين الإنسان والأرض هي ذات العلاقة بين الابن وأمه، مع الفارق بأن الأم حين تتزلزل لتلد ابنها، فإنها تلفظه ولا يعود إليها مرة أخرى، بينما الأرض يعود إليها الإنسان لتلده من جديد مرة أخرى، يقول سبحانه ﴿ مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى ﴾ [طه: 55]، والزلازل ما هي إلا آيات ينذر بها الله تعالى العالمين حتى ينسلتوا من الدنيا ولا يتشبثوا بها، وليتذكروا الآخرة بعد أن أهمتهم الدنيا وشغلتهم عنها، قال تعالى ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا ﴾ [الإسراء: 59]، فعن شهر قال: زلزلت المدينة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: إن ربكم يستعتبكم فأعتبوه[1].

والعلاقة وثيقة بين خروج البراكين من الأرض واهتزاز القشرة الأرضية بما يسمى بالزلازل البركانية، وبين علاقة ابن آدم بربه ومولاه وخالقه، ذلك أن الكون ينفعل غضبا أو فرحا بمعصية ابن آدم أو طاعته لربه، فإن لم تسر هذه العلاقة على هدي الإسلام والإيمان، وانحرفت إلى الشرك والكفر والضلال، فإن الكون كله يتأثر بذلك إيجابا أو سلبا، قال تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ ﴾ [الأنعام: 65]، فعن جابر رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية ﴿ قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ ﴾ [الأنعام: 65] قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعوذ بوجهك قال﴿ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ﴾ [الأنعام: 65] قال - صلى الله عليه وسلم - أعوذ بوجهك ﴿ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ ﴾ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذا أهون أو هذا أيسر [2]، وقال ابن القيم: (ومن تأثير معاصي الله في الأرض ما يحل بها من الخسف والزلازل ويمحق بركتها)[3].

والزلزلة عذاب يعذب الله به أقواما ظالمين لما لم تنفعهم الموعظة، فكان هلاكهم بالزلزلة أمرا محتما، قال الله تعالى: ﴿ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴾ [الأعراف: 78]، والله تعالى يدمر القرى متى ظهر فسق أهلها، وأصبح مترفيها هم مالكي أمرها، قال تعالى ﴿ وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا ﴾ [الإسراء: 16]، والذي نريد أن نؤكد عليه أن هلاك القرى لابد وأن يكون أخذا بذنوبهم، وهذا الأمر - وهو الهلاك - مقصور على ذلك، ولا يجوز تفسير هذا الهلاك بغير أن نربط بينه وبين المعاصي والذنوب، قال تعالى ﴿ وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ﴾ [القصص: 59]، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القينات وضربوا بالمعازف)[4].

الآية (1) قول الله تعالى: ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴾ [الزلزلة: 1].
تتزلزل الأرض في ثلاثة أحوال، الأول حال انتشار المعاصي والمفاسد، والثاني ساعة قيام القيامة وفناء الكون، والثالث حال إحياء الله تعالى الموتى منها بعد أن كفتتهم الأرض في بطنها ليبعثوا من القبور، فأما زلزلتها في الدنيا فقد ثبت حدوثه كثيرا وهو أمر مشاهد لدينا، والنبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بأن كثرة وقوعها علامة من علامات اقتراب الساعة، يقول - صلى الله عليه وسلم - (لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم وتكثر الزلازل ويتقارب الزمان وتظهر الفتن ويكثر الهرج: وهو القتل) [5]، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (بين يدي الساعة مسخ وخسف وقذف) [6].

وأما زلزلتها حال قيام الساعة، فذلك مخبر به كما في قوله تعالى ﴿ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾ [الحج: 1]، وتأمل التناسب بين الزلزلة ووضع الأحمال والأثقال، فقد ورد ذكر الزلزلة، وتبع ذلك ذكر وضع ذات الحمل حملها، يقول سبحانه ﴿ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا ﴾ [الحج: 2]، يقول صاحب الظلال عن الزلزلة أنها (مشهد يخلع القلوب من كل ما تتشبث به من هذه الأرض)، فحتى ولدها تضعه من هول المشهد بما يذهب العقول، ويجعل الناس مدهوشين كالسكارى، قال تعالى ﴿ وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 2].

أما زلزلتها حال البعث - وهو المقصود من السياق - تلك اللحظة التي تلد فيها الأرض أولادها من جديد، حيث يخرجون منها سراعا كالفراش المبثوث، قال تعالى ﴿ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴾ [الأنعام: 36]، وهذا المشهد وصفته السورة بإيجاز شديد بلفظ (زلزلت)، (زلزالها)، (أثقالها)، وذلك بعد النفخة الثانية وخروج الموتى من القبور [7]، عندئذ يتساءل الإنسان ماذا يحدث في الكون؟ إنه ليستيقظ اليوم على مشاهد من الهول والفزع.

والعجيب أن السلف الصالح كانوا يسترقون بسورة الزلزلة للحامل التي تخشى العسر في الولادة، وهو الأمر الذي يؤكد أن هذا المعنى هو المقصود من السياق، قال ابن القيم (رخص جماعة من السلف في كتابة بعض القرآن وشربه، وجعل ذلك من الشفاء الذي جعل الله فيه.. كتاب آخر لذلك: يكتب في إناء نظيف: ﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ ۞ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ۞ وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ ۞ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ﴾ [الانشقاق: 1-4]، وتشرب منه الحامل، ويرش على بطنها...[8]، وقال الشيخ ابن عثيمين (كتابة سورة الزلزلة في إناء بالزعفران، وكذلك الآيات التي فيها أن الله سبحانه وتعالى يعلم ما في الأرحام.. هذه جربت ويصب في الإناء ماء ويحرك حتى يتغير بالزعفران ثم تشربه النفساء ويمسح منه على بطنها، أو تقرأ هذه الآيات في ماء وتسقى إياه ويمسح به على بطنها أيضا. أو يقرأ على نفس المرأة التي أخذها الطلق، كل هذا نافع بإذن الله[9].

الآية (2) قوله تعالى ﴿ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴾.
تخرج الأرض أثقالها في ثلاثة أحوال -أيضا-، الأول حال خروج البراكين منها حاملة أثقالا من المعادن الذائبة في الحمائم البركانية المصاحبة للزلازل المزلزلة، والثاني حال قيام الساعة حيث تتفجر الأنهار وتسير الجبال وتتشقق السماء، والثالث حال البعث حيث تلد ابن آدم من بطنها فينبتون منها كما ينبت البقل، فأما الحال الأول فهو كذلك أمر مشاهد، وكثير الحدوث، وسوف يكثر حال اقتراب الساعة، ذلك أن الأرض تحوي في بطنها من الكنوز الكثير، ويقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (تقيء الأرض أفلاذ كبدها أمثال الأسطوان من الذهب والفضة، فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي، ويجيء السارق فيقول في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا) [10]، قال العلماء في قوله أفلاذ كبدها (يعني كنوزها ومعادنها)[11]، وقال العلماء: (تشبيها بالكبد التي في بطن البعير لأنها أحب ما هو مخبأ فيها كما أن الكبد أطيب ما في بطن الجزور)[12].، فإذا كشفت ما في بطنها من كنوز تنافس عليها الإنسان، بيد أن المال سوف يفيض بما لا يكون ثمة حاجة للتنافس عليه، وعندئذ يندم القاتل أن قتل أخيه ويندم السارق أن سرق من مال أخيه لأجل هذا المال الذي يفيض في آخر الزمان، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا تقوم الساعة حتى يفيض المال)[13]، وفي رواية: (ويفيض المال حتى لا يقبله أحد وحتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها)[14].

أما الحال الثاني الذي تخرج فيه الأرض أثقالها فذلك حال تفجر الأنهار وانكدار النجوم وتمدد الأرض ودك الجبال.. الخ، وهو وقت قيام الساعة، ذلك أن الأرض ظلت تغار من معصية ابن آدم وتريد أن تغير عليه بيد أن الرحمن الرحيم يمنعها ليتيح للناس فرصة لأن يرجعوا لربهم، قال تعالى ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41]، فالكون يتأذى من معصية ابن آدم لكنه يكظم غيظه حتى يأتي اليوم الذي ينفث فيه عما أهمه وأغمه، يقول سبحانه ﴿ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴾، فإذا أخرجت الأرض أثقالها فقد هوت وخرجت عن مدارها الكوني، ومن ثم انفرط عقد الكون كله كذلك، وأصبح إلى فناء، قال تعالى ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ۞ وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27].

أما الحال الثالث فهو حال البعث، قال مجاهد: أثقالها موتاها تخرجهم في النفخة الثانية، وقد قيل: للإنس والجنّ الثقلان[15]، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (ما بين النفختين أربعون قالوا يا أبا هريرة أربعون يوما؟ قال أبيت، قالوا أربعون شهرا؟ قال أبيت، قالوا أربعون سنة؟ قال أبيت ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل، قال وليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب، ومنه يركب الخلق يوم القيامة)[16]، فيأذن الله تعالى للأرض أن تلقي ما أثقلها وأهمها وأغمها، إنه الإنسان يخرج منها ليلقى مصيره في الآخرة.

الآية (3) قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا ﴾.
والإنسان يتساءل عن حال الأرض لحظة زلزالها في أحوالها الثلاث، فالأول حال تزلزلها في زمن الدنيا، وذلك علامة على انتشار المعصية بين الناس، وليس ذلك بخير، وقد أفزع ذلك أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فعن صفية ابنة أبي عبيد، قالت: زلزلت الأرض على عهد عمر حتى اصطفقت السرر، فوافق ذلك عبد الله بن عمر وهو يصلي فلم يدر، قالت: فخطب عمر للناس فقال: أحدثتم لقد عجلتم، قالت: ولا أعلمه إلا قال: لئن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم[17]، فالزلزلة علامة المعصية والخروج على حدود الله تعالى، ولكن الله تعالى هو أعلم بحال عبيده، فيؤجل لهذا ويباغت هذا، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون يغفر لهم)[18].

والثاني حال تزلزلها عند قيام الساعة، حيث يفزع شرار الخلق مما يجري بالأرض، حيث تقوم الساعة عليهم ولا يستطيعون أن يدركوا ما فاتهم مما هو واجب عليهم، يقول سبحانه ﴿ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ۞ مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ ۞ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [يس: 48-50].

والثالث حال تزلزلها عند البعث، وعندئذ يختلف حديث المؤمن عن حديث الكافر، قال تعالى ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ﴾ [يس: 51-52]، يقول الإمام البقاعي: (يجوز أن يكون القائل الكافر كما يقول: ﴿ مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ﴾ [يس: 52] فيقول له المؤمن: ﴿ هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ﴾ [يس: 52]، يقول صاحب الظلال (هو سؤال المشدوه المبهوت المفجوء، الذي يرى ما لم يعهد، ويواجه ما لا يدرك، ويشهد ما لا يملك الصبر أمامه والسكوت).

الآية (4) قوله تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾.
ذلك أنها ظلت تشتكي من معصية ابن آدم، وتدعو الله تعالى أن يكف عن ذلك وأن لا يستكثر منها، وإنما يكتفي بما قل، ويكثر من الخير، وظلت على هذا الحال حتى قامت القيامة، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (ما طلعت شمس قط إلا بعث بجنبتيها ملكان إنهما يُسمعان أهل الأرض إلا الثقلين يا أيها الناس هلموا إلى ربكم، فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى، ولا غربت شمس قط إلا وبعث بجنبتيها ملكان يناديان اللهم عجل لمنفق خلفا وعجل لممسك تلفا) [19]، ولكنه سبحانه يسمح لها أن تنفث عن نفسها بين الحين والآخر لتعبر عن شكايتها بتلك الزلزلة، قال الرازي: (كأن الأرض تشكو من العصاة) [20].

ثم هي تحدث مرة أخرى بأنه قد جاء وقت فنائها، فقد اكتفت من معصية ابن آدم، وجاءها الإذن من ربها بأن تهلكه بذنوبه، وسوف تهلك معه كذلك، قال تعالى ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ ۞ وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً ۞ فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ ﴾ [الحاقة: 13-15]، ويقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة فتأخذهم تحت آباطهم فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس يتهارجون[21] فيها تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة) [22].

ثم هي تتحدث عن حالها مرة ثالثة، تلك الأم التي أنجبت آدم وذريته، تحدث عما جرى على ظهرها مما فعله ابن آدم سواء أكان خيرا - حيث يشهد له موضع سجوده في الأرض وموضع صعود عمله الصالح في السماء - أو شرا حيثما كان مكان إفساده في الأرض، فعن أبي هريرة قال قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا ﴾ [الزلزلة: 4] قال أتدرون ما أخبارها؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال - صلى الله عليه وسلم - فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها أن تقول عمل كذا وكذا يوم كذا وكذا قال فهذه أخبارها)[23]، حتى إذا قامت ساعة البعث يقسم المجرمون نادمين أنهم لم يمضوا في الدنيا على الأرض غير وقت قصير لم يدركوا فيه شيئا، لكن المؤمنين يختلفون معهم في الرأي ليؤكدوا لهم أنهم لبثوا في الدنيا ما أدركوا فيه كل شيء حتى جاءهم يوم البعث، قال تعالى ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ ۞وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [الروم: 55، 56]، وهكذا تحدثت الأرض لتسطر نهاية قصتها مع ابن آدم سواء من حيث زمن مكوثه عليها أو ما فعل فيها أو مواطن طاعته عليها أو إفساده فيها.

الآية (5) قوله تعالى: ﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ﴾.
ونظير ذلك قوله تعالى ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ﴾ [إبراهيم: 13]، فكما أن الله تعالى يُصَبِّر رسله بأن أوحى إليهم بقرب هلاك الظالمين، فكذلك يوحي الله تعالى للأرض بأن تصبر على ابن آدم فإنه سوف يأتي اليوم الذي تقوم فيه القيامة وتتزلزل الأرض لتهلك شرار الخلق، قال تعالى ﴿ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ﴾ [يس: 53]، فكان وحي الله إلى الرسل من قبيل الإخبار بهلاك الظالمين، أما وحيه سبحانه للأرض بأن تهلك الظالمين برجفتها ورجتها وزلزلتها، فقد أوحى لها الأمر بأن تتزلزل وترتج، فهو وحي أمر يجب تنفيذه، من قبيل كن فيكون، قال تعالى ﴿ إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا ۞وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا ۞ فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا ﴾ [الواقعة: 4-6].

وكذلك وحيه لها بأن تلد أبنائها التي كفتتهم في بطنها فترة الحياة البرزخية ليشهدوا ما عملوه من عمل،ولتشهد عليهم الأرض كذلك بحكايتها عن أخبارهم معها، ونسب مادة (الخبر) لها لمحاكاة الأرض لواقع وحياة ابن آدم فكانت الأرض خير شاهد على كل فعل وعمل عمله ابن آدم على ظهرها، قال البغوي (أمرها بالكلام وأذن لها بأن تخبر بما عمل عليها)، قال ابن عباس والقرظي: أوحى إليها، ومجاز الآية: يوحي الله إليها، يقال: (أوحى لها)، و(أوحى إليها) واحد[24].

الآية (6) قوله تعالى: ﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ﴾.
قال علماء اللغة "يصدر ": ينصرف ويخرج، والصدور ضد الورود، فالوارد الآتي، والصادر المنصرف[25]، فهم يصدرون من قبورهم أشتاتا متفرقين ومنتشرين، يقول سبحانه ﴿ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ ﴾ [القمر: 7]، قال تعالى﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِي الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ۞ وَأَنَّ السَّاعَةَ آَتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ [الحج: 6-7].

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما بين النفختين أربعون قال أربعون يوما قال أبيت قال أربعون شهرا قال أبيت قال أربعون سنة قال أبيت قال ثم ينزل الله من السماء ماء فينبتون كما ينبت البقل ليس من الإنسان شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة [26]، قال العلماء: (هذه الأحاديث من الملح والمنثورات، بين النفختين أربعون يعني النفخ في الصور، والصور موكل به ملك من الملائكة يسمى إسرافيل هذا الصور ينفخ فيه أول مرة فيفزع الناس لهوله وشدته ثم يصعقون كلهم أي يموتون كما قال الله تعالى ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين وقال تعالى ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴾ [الزمر: 68] فالنفخة الأولى يكون بها الفزع والصعق يعني الموت والفناء، والنفخة الثانية يكون فيها القيام ﴿ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ﴾ قيام من قبورهم ينظرون ماذا حدث، وذلك أن الله تعالى يرسل عليهم قبل ذلك مطرا غليظا كمني الرجال ثم ينبتون في قبورهم كما ينبت حمى السيل، يعني حبة تنبت في الأرض ثم تخرج وهم كذلك ينبتون ثم ينفخ في الصور النفخة الثانية، فيخرج من هذا الصور كل نفوس العالم بإذن الله وتذهب كل نفس إلى جسدها الذي كانت تعمره في الدنيا لا تخطئه..) [27].

الآية (7) قوله تعالى: ﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴾.
يخبرنا الله تعالى أنه بعد تلك الزلزلة وقيام الساعة يكون يوم الجزاء، هذا اليوم الذي ينصب فيه الميزان، فالانتباه كل الانتباه أن تقع في هذا الميزان ذرة تثقل أي كفة منه، فهو ميزان الذرات، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (اتقوا النار ولو بشق تمرة ولو بكلمة طيبة)، فرب نصف تمرة أن تنقذ من تصدق بها من النار؟ وليس ذلك في عرف أحد من الناس لكنه قانون عند الله الحسنة بعشر أمثالها، ويزيد بفضله لمن يشاء، ويقول - صلى الله عليه وسلم - (يا معشر نساء المؤمنات لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة [28]) [29]، فكيف بامرأة تهدي أنها لجارتها عظام الشاة وبها قليل من اللحم أتكون بذلك قد أحسنت لجارتها؟ وهو ما يثقل ميزان حسناتها يوم القيامة، اقتداءا بحديث النبي - صلى الله عليه وسلم - تهادوا تحابوا، يقول المولى سبحانه ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾.

فعلى المسلم أن يستزيد من الخيرات، فلا يفرق بين سنة أو فريضة، ولا بين سنة مؤكدة أو غير مؤكدة، حيث لا ينفع الندم لو فرط المسلم في حسنة، فترجحت عليه كفة السيئات، فيقول لو كنت قد سبحت لله تعالى تسبيحة واحدة، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفع الله بها درجات) [30].

وليس ذلك فحسب بل إن أهل الكبائر الذي أسرفوا في معصية الله تعالى إذا لم ييئسوا من رحمة الله تعالى وظلوا يطلبون مغفرته ورحمته لينتهوا بها عن معاصيهم وفعلوا من الخيرات ما يكفر عن السيئات لسوف يعمهم الله بالرحمة والمغفرة بإذن الله، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل،فنزعت موقها فسقته فغفر لها به) [31]، فبالرغم من أنها أسرفت في المعصية، لكنها علمت أن لها رب يغفر الذنوب فالتمست مغفرته بهذا العمل الذي يبدو للعيان أنه بسيطا إلا أن أجره عند الله عظيم.

إن الكون لينفعل بشكل إيجابي عندما يكون شاغل المسلم طاعة الله تعالى، فاسمع إن شئت قول النبي - صلى الله عليه وسلم - (إذا أحب الله عبدا نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحبه، فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء، إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في أهل الأرض) [32]، كما أن الكون لينفعل إيجابا كذلك عندما يسمع قراءة القرآن، ألم تسمع قول الحق تبارك وتعالى ﴿ يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ ﴾.

ومن أعجب ما يراه المؤمن من الخير حينما يفعل الخير ما يكشف الله له من الكرامات، ففي قصة أسيد ابن حضير وهو يقرأ القرآن والملائكة حوله شاهد على ذلك، فعن أسيد بن حضير قال بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس فسكت فسكتت فقرأ فجالت الفرس فسكت وسكتت الفرس ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف وكان ابنه يحيى قريبا منها فأشفق أن تصيبه فلما اجتره رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها فلما أصبح حدث النبي صلى الله عليه وسلم فقال اقرأ يا ابن حضير اقرأ يا ابن حضير قال فأشفقت يا رسول الله أن تطأ يحيى وكان منها قريبا فرفعت رأسي فانصرفت إليه فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فخرجت حتى لا أراها قال وتدري ما ذاك قال لا قال تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم [33].

الآية (8) قوله تعالى: ﴿ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾.
يقول النبي - صلى الله عليه وسلم - (وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم)[34]، فقد لا يدري الإنسان الفرق بين صغائر الذنوب وكبائر الذنوب، ذلك أن العبرة بمن تعصي، فالاستهانة بالمعصية كبيرة من الكبائر، فعن أنس - رضى الله عنه - قال: إنكم لتعملون أعمالا هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات [35]، فلا صغيرة مع إصرار ولا كبيرة مع استغفار، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال (إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه، وإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضرب لهن مثلا كمثل قوم نزلوا أرض فلاة فحضر صنيع القوم فجعل الرجل ينطلق فيجيء بالعود والرجل يجيء بالعود حتى جمعوا سوادا وأججوا نارا وأنضجوا ما قذفوا فيها) [36].

وحتى ينتهي الإنسان عن معصية ربه، ولا يحتج بعدم علمه أوجه الحلال والحرام في شرع ربه، فقد وضع الله تعالى ميزان يزن به الحلال والحرام، وهو ميزان الخير والشر، فكل ما هو خير فهو حلال، وكل ما هو شر فهو حرام، فلو لم يُعرف الحلال من الحرام تفصيلا في كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -، فإن هاتين الآيتين كافيتان لمعرفتهما، فعن أبي هريرة رضي الله عنه: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الحمر فقال (لم ينزل علي فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7] [37]، يقول صاحب الظلال (هذا الميزان لم يوجد له نظير أو شبيه بعد في الأرض إلا في القلب المؤمن.. الذي يرتعش لمثقال ذرة من خير أو شر.. وفي الأرض قلوب لا تتحرك للجبل من الذنوب والمعاصي والجرائر).


[1] مصنف ابن أبي شيبة ج2 ص 472 رقم 8420.

[2] رواه البخاري ج14 ص 160 رقم 4262.

[3] الجواب الكافي ج1 ص 43.

[4] رواه الترمذي ج8 ص 48 رقم 2078، وأخرجه ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي " ( ق 153 / 1 )، وصححه الألباني: الجامع الصغير ج1ص960 رقم 9598.

[5] رواه البخاري ج 4ص 146 رقم 978 صححه الألباني: الجامع الصغير ج1 ص 1339 رقم 13385.

[6] أخرجه ابن ماجة ( 4059 )وصححه الألباني: الجامع الصغير ج1ص517 رقم 5167.

[7] ذكره جمع كثير من المفسرين منهم ابن كثير والقرطبي والإمام البقاعي وغيرهم.

[8] زاد المعاد في هدي خير العباد ج4 ص 358.

[9] الشيخ محمد بن صالح العثيمين حفظه الله مجلة الدعوة العدد 1754 ص 36.
الإسلام سؤال وجواب موقع الشيخ محمد صالح المنجد: http://www.islamqa.com/ar/ref/10538

[10] رواه مسلم ج5 ص 188 رقم 1683.

[11] القاضي أبو الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي السبتي المالكي - مشارق الأنوار على صحاح الآثار ج2 ص 158.

[12] محمد عبدالرحمن بن عبدالرحيم المباركفوري أبو العلا - تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي ج6 ص 375.

[13] رواه ابن ماجة ج12 ص56 رقم4037، وصححه الألباني: صحيح ابن ماجة ج2 ص 377 رقم 3271.

[14] رواه أحمد وابن حبان في صحيحه، ورواه البخاري ج11 ص266 رقم 3192، وصححه الألباني: صحيح وضعيف الجامع الصغير ج27 ص 105 رقم 13033.

[15] فتح القدير للشوكاني ج8ص41.

[16] رواه مسلم ج14 ص 200 رقم 5253.

[17] مصنف ابن أبي شيبة ج2 ص 473.
أثر صحيح: رواه ابن أبي شيبة في المصنف (2/473) والبيهقي في سننه (3/342) وإسناده صحيح.
وأما رواية ابن أبي الدنيا فهي مرسلة كما قال السيوطي في كشف الصلصلة (44) إلا أنها تشهد للرواية الأولى.
رابط الموضوع http://www.alukah.net/sharia/0/55070/#ixzz2gOtLXOvj

[18] رواه مسلم ج13 ص299 رقم 4934.

[19] صحيح الترغيب والترهيب ج 3 ص 127 رقم 3167 للشيخ الألباني، وقد رواه البخاري بلفظه حديث رقم 1374 ومسلم بلفظه 1010.

[20] تفسير الرازي ج32 ص 61.

[21] أي يجامع الرجال النساء علانية بحضرة الناس كما يفعل الحمير ولا يكترثون لذلك ويقال هرج زوجته أي جامعها.

[22] رواه مسلم ج 4 ص 2250 رقم 2937.

[23] رواه الترمذي ج8 ص 460 رقم 2353، وقال: حديث حسن صحيح ورواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين ج2ص281رقم3012 وقال الذهبي في التلخيص على شرط البخاري ومسلم.

[24] وقد بينا الفارق بين أوحى لها وأوحى إليها.

[25] الصابوني: صفوة التفاسير - سورة الزلزلة.

[26] رواه البخاري ج15 ص261 رقم 4554.

[27] الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله - شرح أحاديث رياض الصالحين باب المنثورات والملح.

[28] فرسن الشاة هو عظم قليل اللحم والمقصود المبالغة في الحث على الإهداء ولو في الشيء اليسير.

[29] رواه البخاري ج 2 ص 907 رقم 2427.

[30] رواه البخاري ج 5 ص 2377 رقم 6113.

[31] رواه البخاري ج 3 ص 1279 رقم 3280.

[32] رواه البخاري رقم 6040.

[33] رواه البخاري ج15 ص 424 رقم 4630.

[34] رواه البخاري ج 5 ص 2377 رقم 6113.

[35] البخاري ج 5 ص 2381 رقم 6127.

[36] مسند أحمد ج 1 ص 402 رقم 3818 - وانظر صحيح الترغيب والترهيب للعلامة الألباني ج 2 ص 323 رقم 2470.

[37] البخاري ج 4 ص 1898 رقم 4679.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 49.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 49.12 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.26%)]