الموضوع: تطبيق المسلم
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 27-06-2017, 06:28 AM
سراج منير سراج منير غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2017
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 597
افتراضي رد: صحيح الاذكار

86-التلقين عند الموت

543 ـ عن أبي هريرة t قال: قال رسول الله e: (( لَقِّنوا موتاكم: لا إله إلا الله, فإنه من كانَ آخِرَ كلامه لا إله إلا الله عند الموتِ, دخل الجنّة يوماً من الدهرِ, وإنْ أصابهَ قبل ذلك ما أصابه )) [صحيح الموارد 719]

قال الشيخ :

وليس التلقين ذكر الشهادة بحضرة الميت وتسميعها إياه, بل هو أمره بأن يقولها, خلاف لما يظن البعض .أهـ [أحكام الجنائز 20.19]

وقال الشيخ : وأما قراءة سورة ] يس[ عنده, وتوجيهه نحو القِبلة فلم يصحّ فيه حديث, بل كرِهَ سعيد بن المسيب توجيهه إليها, وقال( أليس الميتُ امرأً مسلماً )) ؟

وعن زُرعة بن عبد الرحمن أنه شهد سعيد بن المسيب في مرضه وعنده أبو سلمة بن عبد الرحمن فغشي على سعيد, فأمر أبو سلمة أن يحوّل فراشهُ إلى الكعبة. فأفاق, فقال: حوّلتم فراشي! فقالوا نعم. فنظر إلى أبي سلمة فقال: أراه بعلمك فقال: أنا أمرتُهم! فأمر سعيد أن يعاد فراشه. أخرجه ابن أبي شيبة في (المصنف) بسند صحيح عن زُرعة. [أحكام الجنائز 20]

87-الدعاء عند الميت

544 ـ وقالت أم سلمة x دخل رسول الله e على أبي سلمة وقد شَقَّ بَصَرُه فأغمضه. ثمّ قالَ: (( إن الروحَ إذا قُبِضَ تَبِعَهُ البصرُ)) فضجَّ ناس من أهله,فقال( لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير, فإن الملائكةَ يُؤمِّنون على ما تقولون, )) ثم قال: (( اللهمَّ اغفرْ (لأبي سلمة) وارْفع دَرَجتَهُ في المهديين, واخلفُه في عقبِهِ في الغابرين, واغفِرِ لنا وله يا ربَّ العالمين, وافْسحْ له في قبره. ونورِّ له فيه )) [مختصر مسلم 456]

545 ـ عن أم سلمة x قالت: لما مات أبو سلمة أتيت النبي e فقلت: يا رسول الله إن أبا سلمة قد مات, قال: (( قولي اللهمَّ اغفرْ لي وله, وأعقبني منه عقبى حسنة )) [مختصر مسلم 452]

89-دعاء من أصيب بمصيبة

546ـ وقالت أم سلمة x سمعت رسول الله e يقول: (( ما من عبدٍ تُصيبُه مصيبةٌ فيقول: إنا لله وإنا إليه راجعون, اللهم أجُرْني في مصيبتي, وأخلفُ لي خيراً منها, إلا آجَرَهُ الله في مصيبته, وأخلَفَ له خيراً منها )) قالت: فلما توفي أبو سلمة, قلت كما أمرني رسول الله e فأخلف الله لي خيراً منه رسول الله e.[مختصر مسلم 461]

547ـ عن أبي موسى الأشعري t قال رسول الله e: (( إذا مات ولد الرجل يقول الله تعالى لملائكته: أقبضتم ولد عبدي؟ فيقولون: نعم, فيقول: أقبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم, فيقول: فماذا قال عبدي؟ قال: حمدك واسترجع فيقول: ابنوا لعبدي بيتاً وسموه بيت الحمد )) [الصحيحة 1408]

90-صفة صلاة الجنازة

قال الشيخ :1- يكبر عليها أربعاً أو خمساً, إلى تسع تكبيرات, كل ذلك ثبت عن النبي e فأيهما فعل أجزأه, والأولى التنويع, فيفعل هذه تارة, وهـذا تارة, كمـا هو الشأن في أمثالـه, كأدعيـة الاستفتـاح وصيـغ التشهد والصلوات الإبراهيمية ونحوها, وأن كان لا بد من التـزام نوع واحد منها فهو الأربع, لأن الأحاديث فيها أقوى وأكثر, والمقتدي يكبر ما كبر الإمام.

2- ـ ويشرع له أن يرفع يديه في كل التكبيرة الأولى.

3- ثم يضع يده اليمنى على ظهر كفة اليسرى والرسغ والساعد, ثم يشد بهما على صدره.

أما الوضع تحت السرة فضعيف اتفاقاً كما قال النووي والزيلعي وغيرهما

4- ثم يقرأ عقب التكبيرة الأولى فاتحة الكتاب وسورة لحديث طلحة بن عبد الله بن عوف قال: (( صليت خلف ابن عباس t على جنازة فقرأ بفاتحة الكتاب وسورة وجهر حتى أسمعنا, فلما فرغ أخذت بيده, فسألته؟ فقال: إنما جهرت لتعلموا أنها سنة وحق ))

5- ويقرأ سراً لحديث أبي أمامة بن سهل قال: (( السنة في الصلاة على الجنازة أن يقرأ في التكبيرة الأولى بأم القرآن مخافته, ثم يكبر ثلاثاً, والتسليم عند الآخرة ))

6- ـ ثم يكبر التكبير الثانية, ويصلي على النبي e لحديث أبي أمامة المذكور أنه أخبره رجل من أصحاب النبي e :

(( أن السنة في صلاة الجنازة أن يكبر الإمام, ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سراً في نفسه, ثم يصلي على النبي e, ويخلص الدعاء للجنازة في التكبيرات (الثلاث) لا يقرأ في شيء منهن, ثم يسلم سراً في نفسه حين ينصرف عن يمينه, والسنة أن يفعل من ورائه مثلما فعل إمامه ))

وأما صيغة الصلاة على النبي e في الجنازة فلم أقف عليها في شيء من الأحاديث الصحيحة, فالظاهر أن الجنازة ليس لها صيغة خاصة, بل يؤتي فيها بصيغة من الصيغ الثابتة في التشهد في المكتوبة.

7- ـ ثم يأتي ببقية التكبيرات ويخلص الدعاء فيها للميت, وقوله e : (( إذا صليتم على الميت, فأخلصوا له الدعاء ))

8- ـ ويدعو فيها بما ثبت عنه e من الأدعية, وقـد وقفت منهـا

على أربعة:ـ [راجع الباب الذي بعده]

9- الدعاء بين التكبيرة الأخيرة والتسليم مشروع لحديث أبي يعفور عن عبد الله بن أبي أوفى t قال:

(( شهدته وكبر على جنازة أربعاً, ثم قام ساعةـ يعني ـ يدعوا ثم قال: أتروني كنت أكـبر خمساً ؟ قالـوا: لا. قـال: إن رسول الله e كان يكبر أربعاً ))

557 ـ ثم يسلم تسليمتين مثل تسليمه في الصلاة المكتوبة إحداها عن يمينه والأخرى عن يساره لحديث عبد الله بن مسعود t: (( ثلاث خلال كان رسول الله e يفعلهن تركهن الناس, إحداهن التسليم على الجنازة مثل التسليم في الصلاة )) وقد ثبت في مسلم وغيره عن ابن مسعود أن النبي e كان يسلم تسلمتين في الصلاة. فهذا يبين أن المراد بقوله في الحديث (( مثل التسليم في الصلاة )) أي التسليمتين المعهودتين .

10- ويجوز الاقتصار على التسليمة الأولى فقط, لحديث أبي هريرة t: (( أن رسول الله e صلى على جنازة فكبر عليها أربعاً, وسلم تسليمة واحدة ))

11- ـ والسنة أن يسلم في الجنازة سراً, الإمام ومن وراءه في ذلك مثلما سواء, لحديث أبي أمامه المتقدم بلفظ: (( ثم يسلم سراً في نفسه حين ينصرف, والسنة أن يفعل من وراءه مثلما فعل إمامه )) .أهـ [تلخيص أحكام الجنائز 54إلى 57]

91-الدعاء للميت في صلاة الجنازة

560ـ عن عوف بن مالك t قال: صلّى رسولُ الله e على جنازةٍ فحفظتُ من دعائِه وهو يقول: (( اللهمَّ اغفرْ له وارْحمه,ُ وعافهِ واعفُ عنه, وأكرمْ نُزلَه, ووسِّع مُدخلَه, واغسلْه بالماء والثَّلج والبردِ, ونقِّهِ من الخطايا كما نَقَّيْتَ الثوبَ الأبيضَ من الدّنَس, وأبدِله داراً خيراً من دارهِ, وأهلاً خيراً من أهلهِ, وزوْجاً خيراً من زوجهِ, وأدخِلْه الجنةَ, وأعِذْه من عذابِ القبر, ومن عذابِ النار )) [أحكام الجنائز 157]

561 ـ عن أبي هريرة t أن رسول الله e إذا صلّى على جنازةٍ يقولُ: (( اللهمَّ اغفرْ لحينِّا وميِّتنا, وشاهدِنا وغائبِنا,وصغيرنا وكبيرنا وذَكَرنا وأنثانا,اللهمَّ مَنْ أَحْيَيتهَ منّا فأحيهِ على الإسلامِ, ومن توفَّيته منا فتوفَّه على الأيمانِ, اللهمَّ لا تحرِمْنا أجرهَ, ولا تُضلنا بعده )) [ صحيح ابن ماجه1520]

562 ـ عن واثلة بن الأسقع t قال: صلّى رسول الله e على رجلٍ من المسلمينَ فأسمعُهُ يقولُ: (( اللهمَّ إنّ فلانَ ابنَ فلان في ذِمَّتك وحَبْل جوارِك, فَقِهِ فتنةَ القبر وعذابَ النّارِ, وأنت أهلُ الوفاءِ والحقّ, فاغفرْ له وارحمهُ, إنك أنتَ الغفورُ الرحيمُ )) [صحيح ابن ماجه1521][صحيح أبي داود 3202]

563 ـ عن يزيد بن رُكانة بن المطلب t قال: كان رسول الله e إذا قام للجنازةِ لِيُصَلِّي عليها قال:

(( اللهمَّ عبدُك وابنُ أَمَتِك احتاجَ إلى رحمتِك, وأنتَ غنيٌّ عن عذابهِ, إن كان مُحسناً فزد في حسناتِه, وإن كان مُسيئاً فتجاوز عنه (ثم يدعو ما شاءَ الله أن يدعو) ))[أحكام الجنائز 159]

92-الدعاء للطفل

يقولُ: (( اللهمَّ اغفرْ لحينِّا وميِّتنا, وشاهدِنا وغائبِنا, وصغيرنا وكبيرنا, وذَكَرنا وأنثانا, اللهمَّ مَنْ أَحْيَيتهَ منّا فأحيهِ على الإسـلامِ, ومن توفَّيته منا فتوفَّه على الأيمانِ, اللهمَّ لا تحرِمنا أجرهَ ولا تُضلنا بعده )) [ صحيح ابن ماجه1520]

565ـ عن سعيد بنِ المسيِّب قال: صلَّيتُ وراءَ أبي هريرةَ على صبيِّ لم يعملْ خطيئةً قطُّ, فسمعتُهُ يقول: اللَّهمَّ! أعِذهُ من عذابِ القبِر. [هداية الرواة إسناده صحيح 1631]

إذا صلى على الطفلِ يقول: اللهمَّ اجعلْه لنا سلفاً وفَرَطاً وأجراً. [أحكام الجنائز 160/161][مختصر البخاري1/390 عن الحسن بإسناد صحيح]

93-الدعاء إذا صلّى على السِّقْط

567 ـ عن المغيرةِ شُعبةَ t أن النبي e قال: (( والسِّقْطُ يُصَلّى علَيهِ, ويُدْعَى لِوَالِديهِ بِالمغفرَةِ والرَّحمةِ )) [صحيح الجامع 3525] [صحيح أبي داود 3180]

94- دعاء دخول الميت القبر

568 ـ عن ابن عمر قال كـان إذا وَضَعَ الميتَ في القـَبر قال: ((بسم الِله وعلى سُنّة رسول الله, أو على ملّة رسولِ الله )) [صحيح أبي داود 3213][أحكام الجنائز 192]

t عن رسول الله أنه :

(( الميتُ إذا وُضع في قبره فَلْيقـل الذين يَضعُونه حـين يوضـعُ في اللحِد: باسم اللهِ وباللهِ وعلى ملّة رسولِ الله ))

[أحكام الجنائز 193]

tإذا أدخل الميت في لحدهِ قال:

(( بسمِ اللهِ, وفي سبيل اللهِ, وعلى ملَّة رسولِ الله )) [صحيح ابن ماجه 1572]

95-الدعاء بعد الدفن

ـ إذا فرغَ من دفن الميتِ وقف عليه فقال: (( استغفروا لأخيكمْ وسلُوا له التثبيتَ, الآن يسأل ))

[صحيح أبي داود 3221]

قال الشيخ : التلقين المعروف اليوم لا يصح فيه حديث, والعمل به بدعة, ولا يرد هنا ما اشتهر من القول بالعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال, فإن هذا محله فيما ثبت مشروعيته بالكتاب أو السنة الصحيحة, وأما ما ليس كذلك فلا يجوز العمل فيه بالحديث الضعيف, لأنه تشريع ولا يجوز ذلك بالحديث الضعيف, لأنه لا يفيد إلا الظن المرجوح اتفاقاً, فكيف يجوز العمل بمثله؟‍ فلينتبه لهذا من أراد السلامة في دينه .أهـ [الضعيفة تحت رقم 599]

وقال: ومما سبق تعلم أن قول الناس اليوم في بعض البلاد: ( الفاتحة على روح فلان) مخالفٌ للسنة المذكورة, فهو بدعةٌ بلا شك, لاسيما والقراءةُ لا تصلُ إلى الميت على القول الصحيح .أهـ [أحكام الجنائز 47]

96- دعاء التعزية

572 ـ عن أسامة بن زيد t قال: أرسلَتْ إلى رسولِ الله e بعضُ بناته: إنَّ صبياً لها, ابناً أو ابنة, قد احْتُضِرَت, فأشهدْنا, قال: فأرسَلَ إليها يَقْرَأ السلامَ ويقولُ: (( أن لله ما أخذَ ولله ما أعطى, وكُلَ شيءٍ عنده إلى أجلٍ مُسَمّى فلْتصبر, ولْتَحْتَسب ))

قال الشيخ وهذه الصيغة من التعزية وإن وردت فيمن شارف الموت فالتعزية بها فيمن قد مات أولى بدلالة النص, ولهذا قال النووي في (( الأذكار )) وغيره (( وهذا الحديث أحسن ما يعزّى به )).أهـ [أحكام الجنائز 206, 207]

97-دعاء زيارة المقابر

573 ـ قال بريدة t كان رسول الله e يُعَلِّمهُم إذا خَرََجُوا إلى المقابِر, فكان قائلُهم يقولُ: (( السَّلامُ عليكم أهلَ الديار من المؤمنين والمسلمين, وإنّا إنْ شاءَ الله بكم لاحِقُون, أنتمُ لنا فَرَطُ, ونحنُ لكُم تَبَعٌ, أسألُ الله لنا ولكم العافيةَ )) [صحيح الكلم الطيب 123][أحكام الجنائز 240]

574 ـ عن عائشة رضي الله عنها قال رسول الله e: (( السلام على أهل الديار من المؤمنيَن والمسلمين ويَرْحَمُ الله المستَقدمين منّا والمستأخِرين و إنا أن شاءَ الله بكم للاحِقُونَ )) [مختصر مسلم 497]

575ـ عن عائشة t أن رسول الله e كُلّما كان ليلتَها من رسولِ الله e يخرجُ من آخِرِ الليلِ فيقول: (( السلامُ عليكُم أهلَ دارِ قوم مؤمنين, وإنّا وإيّاكم وما تُوعَدون غَداً مُؤجَّلون, وإنّا إن شاءَ الله بِكُم لاحقُون, اللهمَّ اغفِر لأهلِ بَقيعِ الغَرْقَدِ )) [أحكام الجنائز 239]

قال الشيخ t: وأمّا قراءةُ القرآن عند زيارتها, فمما لا أصلَ له في السُّنةِ, بل الأحاديثُ المذكورةُ تُشعر بَعَدم مشروعيّتها, إذ لو كانت مشروعةً, لَفَعَلها رسولُ الله e وعلَّمها أصحابَه, لا سيّما وقد سألته عائشة رضي الله عنها وهي من أحبِّ الناس إليه e عمّا تقولُ إذا زارت القبور؟ فعلّمَها السلام والدُّعاء, ولم يُعلِّمها أنْ تقرأ الفاتحة أو غيرهـا

من القُرآن, فلو أنّ القراءة كانت مشروعةً لما كتمَ ذلك عنها, كيف وتأخيرُ البيان عن وقتِ الحاجةِ لا يجوزُ كما تقرر في علمِ الأصولِ, فكيف بالكتمانِ ولو أنه e علمهم شيئاً من ذلك لنقِلَ إلينا, فإذا لم ينقل بالسند الثابتِ دلّ على أنه لم يَقَعْ.أهـ

[أحكام الجنائز 241]

قال : قراءة القرآن عند القبور, ليس في السنة الصحيحة ما يشهد لذلك, بل هي تدل على أن المشروع عند زيارة القبور إنما السلام عليهم, وتذكر الآخرة فقط, وعلى ذلك جرى عمل السلف الصالح رضي الله عنهم, فقراءة القرآن عندها بدعة مكروهة, كما صرح به جماعة من العلماء المتقدمين منهم أبو حنيفة, ومالـك, وأحمد في رواية كما في [شـرح الإحيـاء للزبيـدي 2/285]

قـاللأنـه لم تـرد به سنـة, وقـال محمـد بن الحسن وأحمـد في رواية: لا تكره, لما روي عن ابن عمر أنه أوصي أن يُقرأ على قبره وقت الدفن بفواتح سورة البقرة وخواتمها)

قلت: هذا الأثر عن ابن عمر لا يصح سنده إليه, ولو صح فلا يدل إلا على القراءة عند الدفن, لا مطلقاً كما, هو ظاهر. فعليك أيها المسلم بالسنة, وإياك والبدعة, وإن رآها الناس حسنة, فإن(( كل بدعة ضلالة )) كما قال e .أهـ

[الضعيفة 1/128]





98-ما يقال عند المرور بقبور المشركين

576ـ جاء أعرابيُّ إلى النبي e فقال: أن أبي كان يصلُ الرحمَ, و كان و كان فأين هو؟ قال: (( في النّارِ )) فكأنّ الأعرابيَّ وجد في ذلك, فقال : يا رسول الله فأين أبوك؟ قال: (( حَيْثُما مررتَ بقبرِ كافرٍ فبشرهُ بالنَّار )) قال: فأسلمَ الأعرابيُّ بعْدُ, فقال: لقد كلَّفني رسول الله e تعباً! ما مررت بقبر كافرٍ إلا بشرته بالنار.

قال الشيخ: وإذا زار قبرَ الكافرِ فلا يُسلّم عليه, ولا يدعوا له, بل يُبَشرهُ بالنار, كذلك أمرَ رسولُ الله e في حديث سعد بن أبي وقاص t قال جاء أعرابيُّ إلى النبي e فقال: أن أبي كان يصلُ الرحمَ, و كان و كان فأين هو؟ قال( في النّارِ )) الحديث. [أحكام الجنائز 251]

وقال : وفي هذا الحديث فائدة عظيمة هامة أغفلتها عامة كتب الفقه, ألا وهي مشروعية تبشير الكافر بالنار إذا مرّ بقبره, ولا يخفى ما في هذا التشريع من إيقاظ المؤمن, وتذكيره بخطورة جرم هذا الكافر, حيث ارتكب ذنباً عظيماً تهون ذنوب الدنيا كلها تجاهه ولو اجتمعت, وهو الكفر بالله عز وجل والإشراك به, الذي أبان الله تعالى عن شدّةِ مقته إياه حين استثناه من المغفرة فقال:

] إنَّ اللهَ لا يغفرُ أنْ يُشركَ بهِ ويغفرُ ما دونَ ذلك لمنْ يشاءُ[ ولهذا قال e: (( أكبر الكبائر أن تجعل لله ندّاً وقد خلقك)) متفق عليه

وإن الجهل بهذه الفائدة مما أدى ببعض المسلمين إلى الوقوع في خلاف ما أراد الشارع الحكيم منها, فإننا نعلم أن كثير من المسلمين يأتون بلاد الكفر لقضاء بعض المصالح الخاصة أو العامة, فلا يكتفون بذلك, حتى يقصدوا زيارة بعض قبـور من يسمُّونهـم بعظماء الرجال من الكفار!

ويضعون على قبورهم الأزهار والأكاليل, ويقفون أمامها خاشعين محزونين, مما يُشْعِر برضاهم عنهم, وعدم مقتهم إياهم, مع أن الأسوة الحسنة بالأنبياء عليهم السلام تقضي خلاف ذلك, كما في هذا الحديث الصحيح, واسمع قول الله عز وجل: ] قدْ كانتْ لكمْ أسوةٌ حسنةٌ في إبراهيمَ والذين معهُ إذ قالـوا لقومهِمْ إنا براءُ منكم ومما تعبدون من دونِ الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكمُ العداوةُ والبغضاءُ أبداً [ هذا موقفهم منهم وهم أحياء فكيف وهم أموات؟!

وروى البخاري وغيره عن ابن عمر أنه e قال لهم لما مر بالحجر: (( لا تدخُلوا على هؤلاءِ القومِ المعذَّبينَ, إلا أن تكونوا باكينَ, فإن لم تكونوا باكينَ, فلا تدخُلوا عليهِم أن يصيبكم ما أصابهُم وتقنَّعَ بردائِهِ وهو على الرَّحل ))

وقد ترجم لهذا الحديث صديق خان في (( نزل الأبرار )) [ص 293] بـ(( باب البكاء والخوف عند المرور بقبور الظالمين وبمصارعهم, وإظهار الافتقار إلى الله تعالى, والتحذير من الغفلة عن ذلك )) أسأل الله تعالى أن يفقهنا في ديننا وأن يلهمنا العمل به إنه سميع مجيب .أهـ [الصحيحة 1/57]

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.85 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.24 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (1.93%)]