11-12-2011, 03:57 PM
|
|
عضو مبدع
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2010
مكان الإقامة: مصراوى
الجنس :
المشاركات: 895
الدولة :
|
|
الحديث رقم 165
سلسلة الأحاديث الصحيحة ــ المجلد الأول
للشيخ الإمام المحدث
محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
الحديث رقم 165
" الوزن وزن أهل مكة , والمكيال مكيال أهل المدينة " .
قال الألباني في السلسلة الصحيحة 1 / 267 :
رواه ابن الأعرابي في " معجمه " ( 167 / 2 ) وأبو داود ( 2340 ) والنسائي ( 7 / 281 المطبعة المصرية ) وابن حبان ( 1105 ) والطبراني ( 3 / 202 / 1 ) والطحاوي في " مشكل الآثار " ( 2 / 99 ) وأبو نعيم في " الحلية " ( 4 / 20 ) والبيهقي ( 6 / 31 ) من طريقين عن سفيان عن حنظلة عن طاووس عن # ابن عمر # مرفوعاً .
قلت : وهذا سند صحيح كما قال ابن الملقن في " الخلاصة " ( 64 - 65 ) وصححه ابن حبان والدارقطني والنووي وابن دقيق العيد والعلائي كما في " فيض القدير " ورواه بعضهم عن سفيان به فقال " عن ابن عباس " بدل " ابن عمر " وهو خطأ كما بينته في تخريج أحاديث بيوع الموسوعة الفقهية , ثم في " الإرواء " ( 1331 ) .
قال الإمام أبو جعفر الطحاوي رحمه الله :
" تأملنا هذا الحديث , فوجدنا مكة لم يكن بها ثمرة ولا زرع حينئذ , وكذلك كانت قبل ذلك الزمان , ألا ترى إلى قول إبراهيم عليه السلام : ( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع ) , وإنما كانت بلد متجر , يوافي الحاج إليها بتجارات فيبيعونها هناك , وكانت المدينة بخلاف ذلك , لأنها دار النخل , ومن ثمارها حياتهم , وكانت الصدقات تدخلها فيكون الواجب فيها من صدقة تؤخذ كيلاً , فجعل النبي صلى الله عليه وسلم الأمصار كلها لهذين المصريين أتباعاً , وكان الناس يحتاجون إلى الوزن في أثمان ما يبتاعون , وفيما سواها مما يتصرفون فيه من العروض ومن أداء الزكوات وما سوى ذلك مما يستعملونه , فيما يسلمونه فيه من غيره من الأشياء التي يكيلونها , وكانت السنة قد منعت من إسلام موزون في موزون ومن إسلام مكيل في مكيل , وأجازت إسلام المكيل في موزون , والموزون في مكيل ومنعت من بيع الموزون بالموزون , إلا مثلاً بمثل , ومن بيع المكيل بالمكيل إلا مثلاً بمثل , وكان الوزن في ذلك أصله ما كان عليه بمكة , والمكيال مكيال أهل المدينة , لا يتغير عن ذلك , وإن غيره الناس عما كان عليه إلى ما سواه من ضده فيرحبون بذلك إلى معرفة الأشياء المكيلات التي لها حكم المكيال إلى ما كان عليه أهل المكاييل فيها يومئذ , وفي الأشياء الموزونات إلى ما كان عليه أهل الميزان يومئذ , وأن أحكامها لا تتغير عن ذلك ولا تنقلب عنها إلى أضدادها " .
قلت : ومن ذلك يتبين لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من وضع أصل توحيد الموازين والمكاييل , ووجه المسلمين إلى الرجوع في ذلك إلى أهل هذين البلدين المفضلين : مكة المكرمة والمدينة المنورة . فليتأمل العاقل هذا ولينظر حال المسلمين اليوم واختلافهم في مكاييلهم وموازينهم , على أنواع شتى بسبب هجرهم لهذا التوجيه النبوي الكريم . ولما شعر بعض المسؤولين في بعض الدول العربية المسلمة بسوء هذا الاختلاف اقترح البعض عليهم توحيد ذلك وغيره كالمقاييس , بالرجوع إلى عرف الكفار فيها ! فوا أسفاه , لقد كنا سادة وقادة لغيرنا بعلمنا وتمسكنا بشريعتنا , وإذا بنا اليوم أتباع ومقلدون ! ولمن ! لمن كانوا في الأمس القريب يقلدوننا , ويأخذون العلوم عنا ! ولكن لابد لهذا الليل من أن ينجلي , ولابد للشمس أن تشرق مرة أخرى , وها قد لاحت تباشير الصبح , وأخذت الدول الإسلامية تعتمد على نفسها في كل شؤون حياتها , بعد أن كانت فيها عالة على غيرها , ولعلها تسير في ذلك على هدي كتاب ربها وسنة نبيها .
ولله في خلقه شؤون .
يتبع
الحديث التالي إن شاء الله تعالى
|