عرض مشاركة واحدة
  #419  
قديم 26-04-2008, 02:42 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

طيــور الجـمـــاجـم


إذا رغبت أن تنعتق من أسوار المدنية وتقرأ صفحة من سفر الجذور في حضارة هذه الأمة
لتشهد صورا لمصارع قوم طوتهم صفحة الزمن الغابر وتتعظ .........
لو قدر لك أن تلج تاريخا غيبت جل آثاره يد المنون وطحنته السنون طحنا...........
فستدهشكالمفاجأة الماثلة عيانا: عظام صبّ الحجر لحمها فاصطبغ بالدم حتى قـــدّ الخليط سحرا وماهو بالسحر.
رفات قوم هلكوا وحيواناتهم وما كانوا يقتنون ...............
فتلك بيوتهم خاوية على عروشها وأطلال بنيانهم الذي بنوا عبرة لأولي الألباب..........
ترى ؟ هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا ..؟
ولقد راودتني لهول مارأيت أحاسيس وأفكار وهواجس فاستعصمت العبرات .
في صباح يوم قائظ كانت الرحلة,ولهدف صناعة الحياة بتسجيل أنواع الطيور في هذه البيئة الفريدة والنائية فقد انتبذنا من مدينة السويداء مكانا شرقيا فلقينا من سفرنا هذا نصبا لكن حسن الضيافة وخلات الخلق الأصيل شعت من مضيفي الكرام فمسحت عن كاهليّ كل ضنك.
فجأة صاح الدليل : أوقفوا الركب !هذا هو موقع الهبارية الأثري لنلقي عليه نظرة قبل مواصلة الرحلة.

صورة القبرة المقرنة

وقد كنت مشدوها طوال يمنة الطريق ويسرته بطيور كثيرة منها الحجل الرملي واسمه العلمي Ammoperdix heyiوالكروان العسلي أو العــدّاء عسلي اللون واسمه العلمي Cursorius cursor يقود فرخه وشراذم صغيرة من القبرة الصحراوية واسمها العلمي Ammomanes deserti تبحث عن الحشرات والديدان الملتحفة بثنايا الحجارة البازلتية السوداء المتوقدة تحت الشمس كما كنت أسمع بين الفينة والأخرى أصواتا للقطا لكنني لا أجزم بتحديد نوعه وربما يكون القطا أبري الذيل واسمه العلمي Pterocles alchata .
نزلنا وطفقت أجول في هذا الموقع الأثري الهام الذي يحتاج للمزيد من الدراسات العلمية.
حدقت مليا وإذ بأنواع مختلفة من الطيور ترتاد الموقع ميزت منها القبّرة المقـّرنة واسمها العلمي Eremophila bilophaوطائر الأبلق الصحراوي واسمه العلمي Oenanthe deserti ترتاد المكان هنيهة ثم تهبط إلى مستنقع مجاور جمعته آثار الشتاء لتعب من الماء ربما لتطفئ بعضا من حرارة الجو.( حوض الماء)
ذلك أن التربة تحت هذه الحجارة وفي جزء منها ذرات أشبه بحبات السمسم مختلف ألوانها أو هي أقل حجما.
هل تعلم أخي القارئ الكريم ماهذه التربة؟

صورة لمستنقع ماء قريب من موقع الهبارية
إنها مزيج فريد من بقايا عظام القوم وحيواناتهم وما كانوا يعرشون .
ولكن لماذا تؤمها الطيور ؟
إنها الغريزة الإلهية التي أعطت كل شيء خلقه ثم هداه.......................
في موسم التكاثر النابض بالحياة هناك نوعان من التكاثر:
1.ملازمات العش: معظم أنواع الطيور من ملازمات العش حيث تفقس البيضة بعد الحضن فرخا مغمض العينين وعار جزئيا أو كليا من الزغب
صورة لأبلق الصحراء
وضعيف البنية , تعتمد الأفراخ على والديها اعتمادا كليا فتطعم في العش حتى اكتمال نمو الريش نسبيا ثم تغادره برفقة والديها أو أحدهما وربما مع مجموعات أخرى مماثلة بالنوع للتدرب على طرق التكيف مع الحياة وينتمي لهذا الوصف أكبر رتبة في عالم الطيور والمعروفة باسم العصفوريات PASSERIFORMES التي تشكل 59% من الطيور المعروفة ومنها عصفور المساكن( الدوري) واسمه العلميPasser domesticus الذي يتواجد في كل أنحاء العالم.
2.مبارحات العش: هي التي تفقس من البيضة في حالة متقدمة من النمو فتغادر العش حال الفقس فورا وجسمها مكسوا بزغب فتقفز وتجري بسهولة وتسبح إن كانت من طيور الماء , تتغذى بنفسها وتتعلم بخبرة الآباء الغذاء الذي يناسبها من غيره وتبقى تحت رعاية الوالدين معا أو أحدهما فتتدرب على التقاط الغذاء ومعرفة الأعداء وتدفئها أمها تحت جناحيها أثناء النومويندرج تحت هذا الوصف رتبة الدجاجيات GALLIFORMES مثل الحجل واسمه العلمي Alectoris chukarالذي يميز محافظة السويداء عن غيرها من محافظات القطر بغزارة تكاثره.
تستهلك كل الطيور خلال موسم التكاثر معظم مخزونها من الكلس الذي تطرحه عبر البيض ولتعويض ذلك تأكل - في كثير من أنواعها - قشور البيض بعد فقسه مباشرة ,ثم إن هذه الأفراخ الجائعة أبدا من ملازمات العش والتي تنمو بسرعة مذهلة لشد ماتحتاج لهذا الكلس الذي يتبلور في أبويها متحولا إلى خليط سائل بما اقتاتت معه من ديدان وحشرات وأعشاب وحبوب.
أما مبارحات العش فتلتقط كل ما تحتاجه من البيئة المحيطة وهذا ما يدفع كلا النوعين للتردد على هذا الموقع الغني بهذه المادة .
إن البحث العلمي والذي يتطلب إقامة في الموقع خلال موسم التكاثر الذي يبدأ عادة من الشهر الثالث كل عام حتى نهاية السابع منه مع اختلافات زمنية بسيطة من بيئة لأخرى سيظهر بالتأكيد أعشاشا لطيور قد تجاوزت العدد المألوف من البيض وربما تغير لون هذا البيض أيضا نتيجة لتوفر هذه المادة الكلسية المهمة جدا لتكوينه وهذا جانب علمي غاية في الأهمية على المستوى الوطني والدولي.
بقلم الأستاذ يوسفعليالزعبي
خبير وباحث في مجال الطيور البرية
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.42 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.81 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.96%)]