الموضوع: الماء العذب
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-06-2019, 09:37 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,578
الدولة : Egypt
افتراضي الماء العذب

الماء العذب


د. زيد بن محمد الرماني







الماء العذب مورد حيوي لاغنى عنه، بَيْدَ أنّ هذا الماء الذي هو مصدر للحياة كلها يختلف عن الموارد الأخرى، من حيث إنه لا بديل له، إذ أنّ النشاطات اليومية كالشرب والاغتسال وريّ المحاصيل تعتمد جميعها على موارد المياه، بَيْدَ أنه نتيجة للضغط السكاني فإنّ نصيب الفرد من الماء العذب آخذ في التناقص المستمر. بل حتى أنّ البلدان التي اعتادت وجود وفرة من الماء فيها، تعاني حالياً أو ستعاني في القـرن القـادم مـن عجز لا يُعـرف مـداه. فإلى أيّ مدى سنمضي وما الثمن الذي سندفعه جراء هذا الاستهلاك المتزايد للمياه.













لقد زاد استهلاك المياه على المستوى العالمي عشـرة أضعـاف مُنذ بداية هذا القرن وتُعزى هذه الزيادة المتفجّرة إلـى اتجاهيـن مترابطين: تضاعف عـدد سكـان العالم نحو أربع مرات، من 6ر1 بليـون عـام 1900م إلى 2ر6 بليون عام 2000م، وازدياد استهـلاك الفـرد من الميـاه من جميع الأغـراض 400م3. بينمـا تضاعف هذا الرقم عام 1990م. وفي البلدان النامية بلغ معدل الاستهلاك الشخصي السنوي بالنسبـة لاحتياجات الزراعة والصناعة والاستعمال المنزلي نحو 1200م3 من المـاء العـذب.







إنّ الارتباط ما بين مستوى المعيشة واستهلاك المياه ارتباط وثيـق للغايـة فعنـد مقارنـة مستويـات التنميـة قد يتفاوت الطلب على المياه تفاوتاً كبيراً.







ويعتمـد أيّ انخفاض في الاستهلاك المنزلي أساساً على سلوكيات المستهلك. لذا فمن واجب البلديـات تقديـم المعلومات التي تجعل الناس على وعي بمسؤولياتهم.







إنّ وسيلة علاج ندرة الماء لا تتأتّى من خلال التخفيض الحـاد في نمـو السكان، أو من خلال التخفيض الحاد في الاستهلاك، ولكنها تتأتّى من خلال توحيد للإجراءين، السكان والاستهلاك، يتسم بالحكمة والترشيد.







والمضي بلا تخطيط، كما هو حادث على نحو واسع في الوقت الراهن، سيكون أمراً غير سليم، نظراً للتهديدات الوشيكة لندرة المياه، وتوقّي السلامة خير من الوقوع في الندم. إنّ علينا أن نطبّق المبدأ الوقائي.







إنّ المستقبل يمكن في تطوير استخدام ماء قليل الملوحة وتكرير ماء النفايات، وملاحقة للثورة الخضراء. ومن ثمّ، فإن الوقت قد حان للثورة الزرقاء.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.38 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.92%)]