عرض مشاركة واحدة
  #29  
قديم 03-06-2019, 07:40 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مع الصائمين***يوميا فى رمضان




- أحكام وآداب الصّيام
ختـام الأعمـال
عبد الحليم توميات
(29)



الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فإنّ ختام الأعمال كلّها وسيّدها:
1- الإكثار من الاستغفار:


يقول الله تبارك وتعالى يصف عباده الطّائعين، الرّاكعين السّاجدين، القائمين العابدين:{وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذّاريات:18].

وقال عنهم:{الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16) الصَّابِرِينَ
وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ (17)} [آل عمران].

قال الحسن البصري رحمه الله:" قاموا اللّيل إلى وقت السّحر، ثمّ جلسوا يستغفرون".
وكان ابن عمر رضي الله عنه يصلّي من اللّيل ثمّ يقول: يا نافع، هل أقبل السّحر ؟ فإذا قال:
نعم، أقبل على الدّعاء والاستغفار حتّى يؤذّن الفجر.
فبالاستغفار تختم الصّلاة، يقول ثوبانُ رضي الله عنه: ( كَانَ رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّمإِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا ) [رواه مسلم].


وبالاستغفار تختم أعمال الحجّ، يقول المولى تبارك وتعالى:{ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [البقرة: 199].
وبالاستغفار تختم المجالس، فكان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم لا يقوم من مجلسٍ - وهو
كلّه ذكر وطاعة لله - حتّى يَقُول:" سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ " [رواه أبو داود].
وبالاستغفار يختم هذا الشّهر الكريم، فقد قالت عائشة رضي الله عنها: يا رسول اللهِ، أَرَأَيْتَ
إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ لَيْلَةُ الْقَدْرِ ؟ مَا أَقُولُ فِيهَا ؟ قَالَ: (( قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عُفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي )).


فالاستغفار كالطّابع للأعمال إن كانت ذكرا، وهو كفّارةٌ إن كانت لغوا ولهوا.
وممّا يختم به هذا الشّهر الكريم:
2- الإكثار من عتق الرّقاب: لعلّ الله تعالى يعتق رقابنا من النّار.
فقد روى البخاري عن سعيد بن مرجانة عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبيّ
صلّى الله عليه وسلّم قال: (( أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًااسْتَنْقَذَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنْ النَّارِ )).
فبلغ الحديثُ عَلِيَّ بْنَ الحُسين، فَعَمَدَ إِلَى عَبْدٍ لَهُ فَأَعْتَقَهُ، وقد عرضُوا عليه أن يبيعهم إيّاه
عشرة آلافِ درهمٍ، فأبى إلاّ أن يعتِقَه.
وكان أبو قلابة رحمه اللهفي آخر رمضان يشتري جاريةً حسناءَ مزيّنةً، فيعتقها يرجو بها العتقَ من النّار.

واليوم في عصرنا هذا، فاتنا عتقُ الرّقاب، ولكنّ الله جلّ جلاله جعل لنا بديلا من ذلك: وهو كلمة التّوحيد: لا إله إلاّ الله.
فإنّ كلمة التّوحيد تقوم مقام عتق العبيد، فقد روى البخاري عن أبي عيَّاشٍ رضي الله عنه



قال: قال رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (( مَنْ قَالَ حِينَ أَصْبَحَ:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " كَانَ لَهُ كَعَدْلِ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِإِسْمَاعِيلَ، وَكُتِبَ لَهُ بِهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَتْ لَهُ بِهَا عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنْ الشَّيْطَانِ، حَتَّىيُمْسِيَ، وَإِذَا أَمْسَى مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ)).
وفيه أيضا: (( مَنْ قَالَ:" لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، أَرْبَعَ مِرَارٍ كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَرَقَبَةًمِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ)).

وبهذا تكون أيّها المسلم قد جمعت بين شهادة التّوحيد والاستغفار، وذاك من أعظم أسباب المغفرة، والنّجاة من النّار، وكشف الكربات.
قال الله تعالى لنبيّه صلّى الله عليه وسلّم:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} [محمّد
من:19]، وقال عن يونس عليه السّلام:{فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء:87].
فنسأل الله تعالىأن يغفر لنا ذنوبنا كلّها، دِقّها وجِلّها، وصغيرها وكبيرها، عمدها وخطأها، إنّه غفور رحيم، برّ كريم.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.56 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]