عرض مشاركة واحدة
  #24  
قديم 17-05-2020, 05:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رقائق قلبية بعد صلاة التراويح ---- يوميا فى رمضان


كيف تعيش رمضان؟
مجمد حسين يعقوب
(24)
أيها الأحبة في الله ..
مشاهد العبودية في الصيام
إخوتاه ..

الاعت
كاف

حكم الاعتكاف:
سُنَّة مؤكدة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ففي الحديث عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتكف العشر الأول من رمضان، ثم اعتكف العشر الأوسط في قبة تركية على سدتها حصير، قال: فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة، ثم أطلع رأسه فكلم الناس، فدنوا منها، فقال: "إني اعتكفت العشر الأول ألتمس هذه الليلة، ثم اعتكفت العشر الأوسط، ثم أتيت فقيل: إنها في العشر الأواخر، فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف"، فاعتكف الناس معه، قال: "وإني أُريتها وترًا وإني أسجد صبيحتها في طين وماء"، فأصبح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من ليلة إحدى وعشرين وقد قام إلى الصبح
فمطرت السماء، فوكف المسجد، فأبصرت الطين والماء، فخرج حين فرغ من صلاة الصبح وجبينه وروثة أنفه فيهما الطين والماء؛ وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر (1).

شروط الاعتكاف:
(1) الإِسلام: إذ لا يصح من كافر، وكذلك المرتد عن دينه.
(2) التمييز: إذ لا يصح
من صبي غير مميِّز.
(3) الطهارة من الحدث الأكبر (من جنابة، وحيض، ونفاس)، وإن طرأت مثل هذه الأمور على المعتكف أثناء اعتكافه وجب عليه الخروج من المسجد؛ لأن مكثه على هذه الحالف في المسجد حرام.
(4) أن يكون في مسجد: والأفضل أن يكون الاعتكاف في مسجد جامع تقام فيه الجمعة، حتى لا يضطر إلى الخروج من المسجد لأجل صلاة الجمعة.

أركان الاعتكاف:
(1) النية: وهي أمرٌ ضروري، وفيه إخلاص العمل إلى الله -عز وجل-، وهو كذلك في سائر الأعمال.
(2) المكث في المسجد: وذلك لقوله تعالى: {وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ} [البقرة:
125]، وفي هذا تأكيد على أن مكان الاعتكاف هو المسجد.

زمانه وبداية وقته:
إذا كان في رمضان فآكدُ وقتِهِ العشرُ الأواخر منه، ويجوز في أي وقت في رمضان أو غيره، فهو لا يختص بزمنٍ معين؛ لأنه أمرٌ مستحب في جميع الأوقات، وخاصةً إذا ألزم المسلم نفسه بنذر، وأما بالنسبة لبداية وقته فقبل غروب الشمس لمن أراد أن يعتكف ليلة أو أكثر.

محظورات الاعتكاف:
(1) الخروج من المسجد: يبطل الاعتكاف
إذا خرج من المسجد لغير حاجة.
(2) مباشرة النساء: ومنها الجماع، فهذا الأمر يبطل الاعتكاف؛ لورود النهي عنه صريحا في قوله تعالى: {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ في الْمَسَاجِدِ} [البقرة: 187].
(3) الحيض والنفاس: فإذا حاضت المرأة المعتكفة أو نفَسَت وجب عليها الخروج من المسجد؛ وذلك للحفاظ على طهارة وقدسيه المسجد، وكذلك الجنب حتى يغتسل.
(4) قضاء العِدَّة: وذلك إذا تُوفِّي زوج المعتكفة وهي في المسجد، وجب عليها الخروج لقضاء العدة في منزلها.
(5) الرِّدَّة: حيث إن من شروط الاعتكاف الإِسلام، فيبطل اعتكاف المرتد.

أهداف الاع
تكاف:
لا بد أيها الأحبة في الله من تحديد الأهداف المطلوبة وراء هذا العمل العظيم؛ لأن معرفة الأهداف وتحديدها يجعل النفس تتشرف لها وتتطلع إليها دومًا وتحرص على تحصيلها .. وهي كثيرة:
(1) تطبيق مفهوم العبادة بصورتها الكلية:
يؤصل الاعتكاف في نفس المعتكف مفهوم العبودية الحقة لله -عز وجل-، ويدرِّبه على هذا الأمر العظيم الذي من أجله خلق الإنسان؛ إذ يقول بالحق تبارك وتعالى: ({وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، حيث إن المعتكف قد وهب نفسَه كلَّها ووقته كله متعبدا لله -عز وجل-، فالإنسان كثيرًا ما يضيع أوقاتًا ثمينة، قضاها في أمورٍ مُباحة دون أن ينويَ بها طاعة الله -عز وجل-، وفي هذا المدار تسير حياته، ويعيش
كثيرًا من ساعات الغفلة

وخاصة في زمننا المعاصر الذي كثرت فيه المغريات والصوارف عن طاعة الله.
فالمعتكف بَادِئَ ذِي بَدْء نجد أنه ينوي الاعتكاف مخلصًا لله -عز وجل-، ويبدأ ذلك بلزومه المسجد من أجل طاعة ربه، ويكون شغله الشاغل في زمن الاعتكاف هو مرضاة الله -عز وجل-، فهو يشغل بدنَه وحواسَّه ووقته من أجل هذا الأمر، بالصلاة من فرض ونفل، وبالدعاء، والذكر وقراءة القرآن، وغيرها، ويبتعد في نفس الوقت عن صوارف هذه الطاعة، فيبتعد عن مجالس الكلام المباح، وإن تكلم مع أخيه ففي حدود الحاجة و
في مدار طاعة الله -عز وجل-.
وبذلك يتحقق في واقعه مفهوم العبادة لله -عز وجل- التي عرفها شيخ الإِسلام ابن تيمية عليه رحمة الله بقوله: العبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة، فالصلاة والزكاة، والصيام، والحج، وأداء الأمانة، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والوفاء بالعهود، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والجهاد للكفار والمنافقين، والإحسان إلى الجار واليتيم، والمسكين وابن السبيل

من الآدميين أو البهائم، والدعاء والذكر والقراءة، وأمثال ذلك من
العبادة، وكذلك حب الله ورسوله، وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له، والصبر لحُكمه، والشكر لنعمه، والرضا بقضائه، والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، وأمثال ذلك من العبادة لله. اهـ.
وبهذه الدُّرْبة في مثل أيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك يتربى المعتكف على كيفية تطبيق مفهوم العبودية لله -عز وجل- في حياته العامة والخاصة، ويضع موضع التطبيق قول الحق تبارك وتعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}
[الأنعام: 162 - 163].(243)
(1) متفق عليه، البخاري (780)، مسلم (1167).


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.58 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.96 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]