عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 16-05-2020, 09:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: القرآن .......... وليالى رمضان متجدد


(23)

هجر القرآن*

أبو أنس محمد بن فتحي
كيف نتدبر القرآن الكريم؟
ثانياً: الطريق العملي: وذلك باتباع الخطوات الآتية:
1 - الالتزام بآداب التلاوة وبخاصة الإخلاص والطهارة والسواك والاستعاذة واختيار المكان المناسب ... وقد سبق ذكرها بشيء من التفصيل في هجر التلاوة.
2 - تفريغ القلب من الشواغل، والتخلي عن موانع الفهم وبخاصة الذنوب
والمعاصي، والغفلة والكبر .. ، والعمل على صلاح القلوب وطهارتها عن طريق الذكر والتسبيح والاستغفار، والإنابة والتوبة، والتخلص من فضول الطعام والمنام والنظر والمخالطة.
قال الإمام ابن القيم - رحمه الله -:


(فإذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته، وألقِ سمعك، واحضر حضور من يخاطبه به من تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه سبحانه لك على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وذلك أن تمام التأثير، لما كان موقوفاً على مُؤَثِّرٍ مُقْتَضٍ، ومَحْلٍ قَابل، وشرط لحصول الأثر، وانتفاء المانع الذي يمنع منه: تضمنت الآية بيان ذلك كله بأوجز لفظ وأبينه، وأدله على المراد.
فقوله: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (37) سورة ق. وهذا هو المؤثر. وقوله: {لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ} فهذا هو المحل القابل، والمراد به: القلب الحي الذي يعقل عن الله، كما قال - تعالى -: {إِ
نْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ * لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ} (69 - 70) سورة يس. أي: حَيّ القلب.
وقوله: {أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} أي: وَجَّه سمعه وأصغى حاسة سمعه إلى ما يُقَال، وهذا هو شرط التأثير بالكلام. وقوله: {وَهُوَ شَهِيدٌ} أي: شاهد القلب حاضر غير غائب.


قال ابن قتيبة: استمع لكتاب الله وأنت شاهد القلب والفهم، ليس بغافل ولا ساه. وهو إشارة إلى المانع من حصول التأثير وهو: سهو القلب وغيبته عن تعقل ما يقال له،
والنظر فيه وتأمله.
فإذا حصل المؤثر: وهو القرآن.
والمحل القابل: وهو القلب الحي.
ووجد الشرط: وهو الإصغاء.
وانتفى المانع: وهو اشتغال القلب وذهوله عن معنى الخطاب، وانصرافه إلى شيء آخر , حصل الأثر: وهو الانتفاع بالقرآن والتذكر) (1).


3 - ترتيل القرآن، قال تعالى: {أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} (4) سورة المزمل. إن ترتيل القرآن يساعد على تدبر الآيات، وفهم معانيها.
قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: (لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إليَّ من أن أقرأ القرآن كله).
وعن مجاهد أنه سُئلَ عن رجلَين: قرأ أحدهما البقرة وآل عمران، والآخر قرأ
البقرة وحدها، وزمنهما وركوعهما وسجودهما وجلوسهما سواء، قال: الذي قرأ البقرة وحدها أفضل) (1).
وأكثر العلماء يستحبون الترتيل في القراءة ليتدبره القارئ ويفهم معانيه.
عن حفصة - رضي الله عنها -: (كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بالسورة فيرتلها حتى تكون أطول منها) (2).


4 - ترديد الآية حتى
يتحصل على التدبر
عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قام النبي - صلى الله عليه وسلم - بآية من القرآن ليلة (3).
وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: قام النبي - صلى الله عليه وسلم - بآية يرددها حتى أصبح، الآية {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (118) سورة المائدة (4).
وقام قتادة بن النعمان - رضي الله عنه - الليل لا يقرأ إلا {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} يرددها لا يزيد عليها. (5)
وعن تميم الداري - رضي الله عنه - أنه كرر هذه الآية حتى أصبح {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} (21) سورة الج
اثية. (1)
5 - التفاعل مع الآيات، وإظهار الحزن والتأثر، أثناء القراءة
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من أحسن الناس صوتاً بالقرآن الذي إذا سمعتموه يقرأ حسبتموه يخشى الله " (2).


ولقد ورد في سنن ابن ماجه بإسناد ضعيف (3) " اقرءوا القرآن وابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا " فإن لم يتأثر الإنسان بالقراءة، وتبكي عينه، وتقشعر جوارحه، فعليه أن يتظاهر بالحزن والبكاء على الحرمان من
ذلك، فإنه من أعظم المصائب.
عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: (صليت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة، فافتتح (البقرة) فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح (النساء) فقرأها، ثم افتتح (آل عمران) فقرأها، يقرأ مسترسلاً، وإذا مَرَّ بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مَرَّ بآية سؤال سأل، وإذا مَرَّ بتعوذ تعوذ) (4).
قال الإمام النووي - رحمه الله -:
(يستحب هذا السؤال والاستعانة، والتسبيح لكل قارئ سواء كان في الصلاة أو خارج منها ...) (5).


_________

(1) الفوائد للإمام ابن القيم ص (3 - 5) طبعة دار الكتب العلمية.
(1) التبيان للإمام النووي ص (64 - 65) طب
عة مكتبة ابن عباس.
(2) رواه مسلم والترمذي.
(3) (حديث صحيح) رواه الترمذي، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (370).
(4) (حديث صحيح) رواه أحمد (4/ 149) وذكره الألباني في صفة الصلاة.
(5) رواه البخاري (الفتح 9/ 59).
(1) (إسناده صحيح) رواه ابن أبي شيبة، هامش التبيان ص (62).
(2) أخرجه ابن ماجه والدارمي. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (2202)، وضعفه البوصيري والعراقي، والحويني انظرتفسير ابن كثير (1/ 270). تحقيق الحويني.

(3) راجع ضعيف ابن ماجه (281)، وضعيف الجامع (2025).
(4) رواه مسلم وأبوداود والترمذي.
(5) التبيان للإمام النووي ص (66).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]