عرض مشاركة واحدة
  #1530  
قديم 15-12-2013, 07:17 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبـــع الموضوع السابق ( 3 )

كنت نصرانيـا ـ قصة واقعية لشاب جزائري



العهد الأخير
خلال فترة الحيرة هذه، والصراع النّفسي، هناك شيء واحد ثبّتني وأمدّني بالأمل ؛إنّه الاعتقاد بوجود إله.
فكنت أدعو الله دوما وأرجوه أن ينقذني، ولم أيأس في طلبي...
هناك بدأت أبحاثي حول الإسلام، ومثلما ذكرت سابقا، كانت لي معرفة سطحية حول هذا الدّين خاصة بعد إعتناقي للنّصرانية، إذ كنت أشعر ببغض شديد للإسلام ولرسوله ( عليه الصلاة والسلام ).
أتذكر أنّي بمجرد سماع هذه الكلمة " إسلام " يخيّل إليّ وكأنّّه ستار أسود فوق قلب أسود !
لقد كانت لي أحكام مسبقة كثيرة حول هذا الدّين، وخاصة أنّ الواقع الذي تعيشه بلادنا يأتي ليؤكد هذه الأحكام.
وبكلمة واحدة، كنت أراه مثلما يقول النّصارى :" هو دين له ثمار خبيثة، لأنّه شجرة خبيثة ".
متوخيا التأكد من هذه القاعدة، شرعت في قراء ة القرآن الكريم.إذ عندما يكون لديك ألم في الأسنان تستشير طبعا طبيب أسنان، وليس طبيب العيون أو غيره !!إذن لمعرفة الإسلام، ذهبت مباشرة إلى النّبع : القرآن، وتركت أحكامي المسبقة جانبا.
أولا مجرّد وجوب طهارة الشخص الذي يريد قراءة القرآن يجعل من هذا الكتاب مميزا، عكس الكتب الأخرى، وذلك في العالم أجمع...قرأت وأعدّت قراءة القرآن الكريم، وفي الوقت نفسه أتردّد مرارا على مكتبة ثانويتنا- وكانت مفتوحة للرّاغبين في المطالعة من أهل القرية - التي كانت نوعا ما غنية بتصانيف تشرح الإسلام، لقد كان إكتشافا عظيما بالنسبة لي.
إنّ ما اكتشفته في بداية الأمر هو المعنى الحقيقي لعبارة "الله أكبر " ؛ الله أكبر من كل شيء، أكبر ممّا يقوله اليهود والنّصارى، وأكبر ممّا يتصوره أحد، إن في القرآن التعريف الكامل للّه، إله أهلٌ بهذا الاسم، أحد لا يتجزأ، ليس له مثيل، وليس له كفؤًا أحد، مثل ما ورد في سورة الإيمان الخالص (الاخلاص).
(( قل هو الله أحد (1) الله الصمد (2)لم يلد ولم يولد (3) ولم يكن له كفوا أحد )) (سورة الاخلاص).
الله ليس شيئا مركبا، لا يأكل ولا يشرب ولايبكي، إذ أنّه ليس بمخلوق، لكنه الخالق.
الحيّ الذي لا يموت أبدا.
لنسمع لله يعرّف نفسه بنفسه، ويعرف نفسه للنّاس :(هُوَ اللّهُ الّذِي لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ هُوَ الرّحْمَـَنُ الرّحِيمُ [22] هُوَ اللّهُ الّذِي لاَ إِلَـَهَ إِلاّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدّوسُ السّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبّرُ سُبْحَانَ اللّهِ عَمّا يُشْرِكُونَ [23] هُوَ اللّهُ الْخَالِقُ الْبَارِىءُ الْمُصَوّرُ لَهُ الأسْمَآءُ الْحُسْنَىَ يُسَبّحُ لَهُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [24] [الحشر 22-24].
الشيء الجديد الذي اكتشفته كذلك هو : "التوحيد "، الذي يعتبر مسألة محورية وأساسية في الإسلام، وأن تجعل مع الله إلها آخر (الشرك) من أكبر الذنوب التي لا تغفر إذا لم يتب منها العبد قبل موته : (إِنّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَىَ إِثْماً عَظِيماً) [سورة: النساء - الآية: 48].
إنّ التوحيد هي الرسالة الرئيسية من الله إلى البشر، وبالتالي فهو الذي يُوحّد جميع الرسالات والرسل، ومن أجل هذا بعثوا، ليذّكروا النّاس بأنّ لهم خالقا واحدا لا يُعبد إلاّ هو، اله واحد أحد (وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رّسُولٍ إِلاّ نُوحِيَ إِلَيْهِ أَنّهُ لآ إِلَـَهَ إِلاّ أَنَاْ فَاعْبُدُونِ) [سورة: الأنبياء - الآية: 25].
إنّها الرسالة نفسها التي تجدها في العهد القديم :" إسمع إسرائيل ! الأبديّ ربُّنا، الأبديّ واحد، أحبّ الأبديّ ربّك بكلّ مقلبك، بكل روحك، وبكل قوتك :وهذه الكلمات التي أعطيها لك هذا اليوم ستصبح في قلبك، تحفّظها لأولادك، وستتكلم بها عندما تكون في دارك، وعندما تسافر وعندما تنام، وعندما تستيقظ، تقرؤها وكأنّها علامة في يدك، وستكون كعصابة بين عينيك، تكتبها على أعمدة دارك وأبوابها "(التثنية 6:نص4-9).
بالفعل ؛إنّ هذا هو عين ما وعظ به يسوع ( عليه السلام) للفوز بالخلاص الأبدي والحياة الخالدة، فيقول وهو يناجي الرّبّ :" والحياة الأبدية هي أن يعرفوك أنت الإله الحقّ وحدك "(يوحنا:17 نصّ3).
الرسول الخاتم محمد (صلى الله عليه وسلم ) كذلك وعظ بالكلام نفسه، حيث نقرأ في القرآن : (قُلْ إِنّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مّثْلُكُمْ يُوحَىَ إِلَيّ أَنّمَآ إِلَـَهُكُمْ إِلَـَهٌ وَاحِدٌ) [سورة: الكهف - الآية: 110]
إنّ الشهادة بأن "لا اله إلاّ الله " توجب علينا أن ننفي كل ألوهية باطلة، وأنّ نقيم عبادتنا لله وحده، لأنّ الله خلقنا من أجل هذا الهدف الوحيد: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنّ وَالإِنسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ) [سورة: الذاريات - الآية: 56].
عكس النّصرانية، الإسلام يدعوك –قبل أن تؤمن –للنّقد وللتفكير، لكن على أساس من البراهين والحجج.وهذا فقط من أجل أن يثبّت قلبك ويشتد عزمه، حتى يؤمن عقلك بهذه العقيدة التي هي في غاية البساطة والوضوح.
(قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنْتُمْ صَادِقِينَ) [سورة: البقرة - الآية: 111].
في حين أنّ العقيدة النّصرانية (عقيدة التثليث ) معقدة لدرجة أنّ النّصراني بنفسه يجد مضضا لتكوين فكرة واضحة المعالم في ذهنه.
إنّ القرآن يمدّ المسلم بتربية شاملة، كاملة منسجمة، والتي تبني شخصية سوية، فهو يعتني ويأخذ بعين الاعتبار كل خصائص الإنسان : الروحية، الثقافية، النفسية، الجسدية، الاجتماعية...الخ.
إنّ المسلم لا يقيّد نفسه ولا يحصرها في مجال واحد، إنّه يجد في القرآن ما يحثه على التفكير والتأمل، وعلى البحث لمعرفة العلم وفهم شتّى الظواهر.
الله لا يطلب من الإنسان أن يستأصل غريزته، وأن يُعذب جسده، فهي معركة بلا جدوى،إذ هي ضد الفطرة، بل إنّه يأمر بمجاهدة النّفس لتملك زمامها، دون أن ننسى الإعتناء بالجسد، فلا ينبغي حرمانه من حقوقه.
إنّ الإسلام يحثّ المسلم أن يكون فعالا، وأن يشارك في الحياة الاجتماعية، وذلك بفعل الخير، وزرع الحب والسلّم، وأن يشعر بأنّه نافع وخادم لغيره من الناس، ومطلوب من المسلم كذلك مكافحة الأمراض والآفات الاجتماعية وذلك بالحكمة.
أما التربية التي تريدها النّصرانية، فهي أُحادية الجانب !لا تعتمد إلاّ على الجانب الروحي، فالنّصراني المقطوع عن الواقع تبدو عليه غيبوبة جد ظاهرة، والتي يمكن لها أن تتفاقم مع مرور الوقت لتصبح في الأخير عبارة عن فصام.
ومما لفت إنتباهي كذلك هو : "الآيات " ذات الصبغة العلمية في القرآن، فالله يتحدث عن الظواهر الكونية حديثا موافقا للإكتشافات العلمية الحديثة، فالقرآن وأحاديث الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) تتحدث واقعيا عن جميع المجالات العلمية : علم الفلك، علم النفس، علم البيولوجيا، علم الأجنّة...إلى غير ذلك.
إكتشفت أيضا أنّ الإسلام حقيقة عبارة عن تواصل للوحي الإلهي، وأنّ محمدا (صلى الله عليه وسلم ) هو آخر الرسل، لكن أعداء الحقيقة يريدون –وبأي ثمن –أن يقطعوا الطريق أمام الوحي الأخير.
(يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَىَ اللّهُ إِلاّ أَن يُتِمّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [32] هُوَ الّذِيَ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىَ وَدِينِ الْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ [33]) [سورة: التوبة - الآية:32- 33]
فاليهود والنّصارى لا يعترفون بأنّ محمدا (صلى الله عليه وسلم ) خاتم الرسل...
وبعد فترة من الزمن، وأنا أتابع أبحاثي في كتب العلماء، مثل الشيخ أحمد ديدات، إكتشفت أنّ رسول الإسلام ذكر بوضوح في الكتاب المقدس، وسأذكر هنا بعض الأمثلة :
° أليس الربّ هو الذي وعد هاجر من أنّه سيجعل من إبنها إسماعيل (عليه السلام ) أمّة كبيرة (التكوين 21:18)؟فماذا قيل عن هذه الأمة الكبيرة في الكتاب المقدّس ؟ لا شيء !رغم أنّ (محمدا صلى الله عليه وسلم ) من سلالة إسماعيل، وهذه الأمة الكبيرة هي الأمة الإسلامية.
° الرّبّ وعد موسى (عليه السلام) بأن يُوجد رسولا مثله (العهد القديم:18نص18)
والوحيد الذي يشبه موسى (عليه السلام ) هو محمد (صلى الله عليه وسلم)أما النصارى فيقولون بأنّه يسوع( عيسى عليه السلام)، في حين أنّه لا يشابهه قطّ.
ولنكتفي بذكر سبب واحد فقط، فإنّ موسى (عليه السلام )رسول، ويسوع (عليه السلام )ربّ –حسب العقيدة النصرانية-.
°في عهد يسوع،إختلف النّاس اختلافا شديدا في قضية بعثة يسوع المسيح ( عليه السلام ) : البعض قالوا إنّه الرسول الموعود لموسى (عليه السلام) من طرف الربّ، أمّا الآخرون قالوا إنّه المسيح (إنجيل يوحنا:7 نصّ 40-41) ؟، ما يفهم أنّهم كانوا ينتظرون رسولا آخر غير يسوع، والذي ما هو إلاّ محمّد (صلى الله عليه وسلم ).
° يوحنا المعمدان (يحي –عليه السلام- ) في (إنجيل يوحنا:1نص19-25) سئل عن شخصية عيسى (عليه السلام)، فأجاب بأنّه المسيح، لا النبيّ، ولا إيليا.من يكون إذن ذلك النبيّ (الذي ذكره يوحنا) إن لم يكن محمدا (صلى الله عليه وسلم) ؟!.
°يسوع بشّر بمجيء "بار قليط آخر"، المشتق من الكلمة اليونانية (بار قليطوس)، مترجمو الكتاب المقدّس يترجمون هذه الكلمة بالمعزّى /الروح القدس(يوحنا 14نصّ :15-26)لكن الحقيقة "بار قليط " تعني شفيعا آخر"، أي :إنسان آخر.
لاحظوا ما ورد في (يوحنا16نصّ13-14)عن يسوع (عليه السلام) :"لأنّه لا يتكلم من عنده، بل يتكلم بما يسمع، ويخبركم بما سيحدث ".إنّ هذه النبوءة لا تنطبق على "الروح القُدس" التي هي الشخصية الثالثة في عقيدة التثليث، إنّه لمن المستحيل بأن تكون الكلمات التي ينطقها الروح القدس الله، لكن لاحظوا كيف أنّ هذا المقطع ينطبق تماما على وصف محمد (صلى الله عليه وسلم) لأنّه ورد في القرآن وصفه:
°((( وما ينطق عن الهوى 3 إن هو إلاّ وحيٌ يوحى))))النجم (3-4)
إنّ الكلام الذي سيقوله محمد (صلى الله عليه وسلم )لن يأتي من عنده، لكن من عند الله بواسطة الملك جبريل (عليه السلام)، ليكون بعد ذلك مسموعا من طرف الرسول (عليه السلام)، مثلما يختمه (يوحنا:16نص13-14).
والرسول محمّد (صلى الله عليه وسلم ) أخبر عن أمور مستقبلية، نبوءات وعلامات القيامة الصغرى والكبرى، كما صوّر التصوير التام ليوم القيامة.
أغلب هذه النبوءات والعلامات الصغرى التي تحدث عنها تحققت تقريبا، مما يثبت رسالته.
أليس من علامة مدّعي النبوءة الذي يتكلم باسم الربّ أنّ قوله لن يتحقق (التثنية :18النص21-22)؟
°ثم انظر كيف أنّ الربّ، بوحيه لموسى (عليه السلام)، بشّر بالرسالات الثلاثة الكبرى، تلك التي بعث بها موسى وعيسى ومحمد (عليهم الصلاة والسلام).
"الأبدي جاء من سيناء، أشرق عليهم من سير، سطح من جبل باران" (التثنية:33نص2).
"باران" هو ما نطلق عليه اليوم اسم"مكة"، أين وجد إسماعيل (عليه السلام) قديما، (التكوين:21نص21)، وأين بعث الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) برسالة الإسلام.
وقارن الآن النصوص السابقة من الكتاب المقدس مع هذه الآيات من القرآن :
(وَالتّينِ وَالزّيْتُونِ [1] وَطُورِ سِينِينَ [2] وَهَـَذَا الْبَلَدِ الأمِينِ) [سورة: التين - الأية: 1-3].
إنّ هذه الآيات تشير إلى أماكن وحي رسالات التوحيد الثلاثة.
إذن بهذه الأدلة نستنتج أنّ الإسلام ما هو إلاّ تواصل للرسالات السابقة، وأنّ محمدا (صلى الله عليه وسلم ) حقا هو خليفة عيسى (عليه السلام).
أما من الناحية الأدبية فالقرآن تحفة لا نظير لها.
العارفون باللغة ظلّوا منبهرين ومعترفين بعظمة هذا الكتاب المقدّس، قالوا : إنّه من المستحيل أنّ رجلا أمّيا مثل محمد (صلى الله عليه وسلم ) يمكن له أن يكتب القرآن، لكن بعض النّصارى يقولون بكل اعتباط أنّ محمدا نقل من الكتاب المقدّس !فتحققت من الأمر، فإذ بي أجد أنّ القرآن بالعكس ما هو إلا مواصلة للرسالات السابقة، بل حتى أنّه يصحّح الكتاب المقدس في كثير من تناقضاته المهندسة من طرف المحترفين.
حتى لا يخطئ النّصارى أو غيرهم إذا ما وجد نوعٌ من التشابه بين الكتاب المقدّس والقرآن حول بعض الأمور، فما هو إلا برهان أنّ الله الذي أوحى بأحدهما هو الذي أوحى بالآخر.
-القرآن حجة واقعية، بأنّ الله الحكيم العليم، أوفى بعهده، إذ هو الحافظ الأمين لرسالته المبعوثة للنّاس، لأنّنا نجد في القرآن قوانين الأخلاق التي أوحيت لموسى وعيسى (عليهما الصلاة والسلام)، وكذلك القوانين الأخلاقية الجديدة (الشريعة ) التي أوحيت لنبيّنا محمّد (صلى الله عليه وسلم ).
إذن ؛رسالة الله إلى النّاس كاملة شاملة وتامة ومحفوظة من الله بنفسه :
(إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ) [سورة: الحجر - الآية: 9]
في أحد الأيام، وبينما كنت أتحدث مع أحد النّصارى حول موضوع القرآن، عبّرت له عن انبهاري وتفاجئي الكبيرين حول هذا الكتاب، فطلبت منه بكلّ سذاجة، وأنا لا زلت نصّرانيا آنذاك أن يخبرني من أين جاء القرآن، فأجابني بأنّ القرآن كلمة الشيطان !
وحدث لي فيما بعد –وأنا أقرأ القرآن-أن أصادف هذه الآيات من سورة التكوير : قال تعالى: (وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رّجِيمٍ 25 فَأيْنَ تَذْهَبُونَ 26 إِنْ هُوَ إِلاّ ذِكْرٌ لّلْعَالَمِينَ 27لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَسْتَقِيمَ) [سورة: التكوير - الآية:25- 28].
بقراءتي هذه الآيات إهتزّت فرائصي من منبت شعري إلى أخمص قدمي !
هكذا ؛كانت أبحاثي هذه، إكتشفت حقيقة الإسلام، فعرفت جيدا الفرق بين حقيقة واقع المسلمين وما ينبغي أن يكونوا عليه كما هو في القرآن الكريم.فلقد كان الرسول (صلى الله عليه وسلم) صادقا ومحقّا إذ قال قبل أربعة عشر قرنا من الزمان : (وَقَالَ الرّسُولُ يَرَبّ إِنّ قَوْمِي اتّخَذُواْ هَـَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) [سورة: الفرقان - الآية: 30].
إنّها الحقيقة، فالمسلمون هجروا القرآن، هدايتهم ونورهم ومنبعهم الحقيقي للوحدة والحياة.
أصارحكم القول، بالرغم من أنّ قلبي وعقلي إنتعشا برسالة الإسلام، وبالرغم من أنّي كنت مقتنعا بصحّة القرآن، لكن لم يكن من السهل عليّ أن أبدّل مرة أخرى ديني.كنت خائفا، التجربة النّصرانية علمتني أن لا أتعجل في قراراتي،قلت في نفسي :لربما سيحدث لي مع الإسلام الشيء نفسه الذي حدث لي مع النّصرانية،فلعل غضون أعوام، أكتشف مرة أخرى عدم صحة الإسلام، فقررت التريث والإنتظار.
في خلال هذه المدة، القلق إستولى على قلبي، كلما تقدمت في أبحاثي، كلما إكتشفت بأنّ إعتناقي للنّصرانية كان أكبر خطأ وقعت فيه في حياتي، كنت أقول لنفسي بأنّي ضيّعت ثلاث سنين في بهتان مبين.ثم هناك تلك المسؤولية الثقيلة ثقل الجبل، والتي كنت أحسّ بها إزاء أناس كنت سبب اعتناقهم للنّصرانية.فكيف أفعل لأقنعهم بخطئي وخطئهم ؟وكيف ستكون مسؤوليتي أمام الله إذا ما مات أحد منهم على هذه العقيدة بدون أن أنذره؟.
وقبل كلّ هذا، هذا الحياء وهذا الجرم الذي أشعر به تجاه الله، العليّ القدير، إذ أنّي كفرت به بأن جعلت له شريكا، ونسبت له ولدا!.
في أحد الأيام، وأنا أفكّر في كل هذا، نظرت إلى السماء وأنا أبكي وأردّد من أعماق قلبي دعاء يونس (عليه السلام)، هذا الدعاء الذي أحبّه كثيرا: (لاّ إِلَـَهَ إِلاّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنّي كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَ) [سورة: الأنبياء - الآية: 87].



يتبـــــــــــــع



 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.64 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.04 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (1.90%)]