عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-02-2020, 10:07 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,900
الدولة : Egypt
افتراضي صور مشرقة من تاريخ المرأة المسلمة

مقتطفات من :
صور مشرقة من تاريخ المرأة المسلمة

الشيخ ناصر بن سليمان العمر



هلّا اتخذتها قدوة

"زينب المقدسية" محدثة جليلة، ولدت سنة ستمائة وستة وأربعين، تعلمت وعلمت، وقرئ عليها أكثر من ثلاثين كتابا من كتب العلم، الله أكبر، قرئ عليها من بنات جنسها أكثر من ثلاثين كتابا من كتب العلم، نحن نتمنى من أخواتنا أن يقرأن ثلاثين كتابا من كتب العلم.



أما "سيدة بنت عبد الغني" فهي عالمة فاضلة، وحافظة متقنة للقرآن الكريم، اعتنى والدها بتربيتها وتعليمها؛ ليؤهلها لحرفة تعليم النساء، فحفظت القرآن الكريم، وبرعت في حفظه، وتلقت بعض العلوم، وجودت الخط، واجتمعت بالأندية النسائية، وكانت تتبرع بكل ما كانت تتقاضاه من أجر تعليمها في طرق الخير.
أما الدعوة فانظروا إلى هذه الصفحات "زينب بنت أبي البركات" واعظة من واعظات النساء، في القرن السادس الهجري، وعظت النساء في رباط البغدادية، ودرست الفقه والأدب.
و"سمراء بنت نهيك" من ربات الوعظ والإرشاد، أدركت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعمرت، فكانت تمر في الأسواق، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتضرب النساء على ذلك بسوط كان معها.
نحن لا نريد من نسائنا أن يضربن بسوط، ولكن نريد منهن ألا ينزلن للأسواق إلا في حالة الضرورة القصوى، وضمن الضوابط الشرعية المعتبرة.
أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية
الجلوس في البيت، وهذه قضية - الله المستعان - أصبح البيت عند كثير من النساء كالسجن، لابد أن تخرج، تصوروا يا إخوان، تخرج كل أيام الأسبوع، إما للمدرسة، أو للوظيفة، أو للمستوصف، أو لجاراتها، وإذا جاء الخميس والجمعة لابد أن تخرج، بدل أن كانت المرأة لا تخرج في الشهر إلا مرة أو مرتين، وبضوابط شرعية، أصبحت المرأة لا تقر في البيت ثلاثة أيام - إلا من شاء الله -.
اسمعوا إلى هذه القضية: وهي صفحة مشرقة من صفحاتنا: أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية، محدثة فاضلة، ومجاهدة جليلة، كانت من ذوات العقل والدين والخطابة، حتى لقبوها بخطيبة النساء.
" أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في أصحابه، فقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك " اسمعوا أيها الأخوة، بل اسمعن أيتها الأخوات إلى قصتها:


" أنا وافدة النساء إليك، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد في بيوتكم، ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع، والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا ".
اسمعن أيها الأخوات " وإن الرجل منكم إذا خرج حاجا أو مجاهدا حفظنا لكم أموالكم، وغسلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، أفلا نشارككم في هذا الأجر؟ ".
كل مطلبها ما هو؟ المشاركة في الأجر " فالتفت النبي - صلى الله عليه وسلم - بوجهه الكريم إلى أصحابه ثم قال: هل سمعتم بما قالت امرأة قط أحسن من مسائلها في أمر دينها من هذه؟ قالوا: يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت النبي - صلى الله عليه وسلم - إليها فقال: افهمي أيتها المرأة، وأعلمي من خلفك من النساء أن حسن تبعل المرأة لزوجها، وطلبها مرضاته، واتباعها - موافقته - يعدل ذلك كله، فانصرفت وهي تهلل ".


وصفحة أخرى: قام أحد الدعاة يدعو إلى التبرع للجهاد في سبيل الله، فيفاجأ أنه قد جاءه تبرع من نوع غريب، جاءته الأموال، جاءته الملابس، جاءه الذهب، لكنه جاءه تبرع من نوع غريب، ما هو هذا الذي تُبرع به؟ إنه ظفيرة امرأة، فأرسلت المرأة تقول: إنك حثثتنا على التبرع للجهاد، وأنا لا أملك ما أتبرع به إلا ظفيرتي، فإنني أقطعها لتكون حبلا لفرس في سبيل الله -جل وعلا-.
مواقف عجيبة، وصفحات مشرقة.



والصورة الأخيرة التي أختم بها هذه الصور المشرقة، في الصبر والمصابرة، وقصدت أن تكون هي الأخيرة؛ لأننا نريد من المرأة، ومن الفتاة الملتزمة أن تصبر على ما تلاقي.
كما قلت قبل قليل: إن السهام مشرعة ضد الدعاة عموما، وضد المرأة خصوصا، وضد الفتاة المسلمة بشكل أخص، فأقول لها: لك قدوة في "سمية بنت خياط" سيدة جليلة، ذات إيمان قوي في الإسلام، أسلمت قديما بمكة، فكانت سابعة سبعة في الإسلام، فعذبت من قبل المشركين عذابا أليما - وهي عجوز كبيرة - فصبرت، ولم ترتد عن الإسلام.
فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمر بعمار بن ياسر، وأمه سمية، وأبيه، وهم يعذبون بالأبطح في رمضان في مكة فيقول: " صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة " وقد مر بها أبو جهل - عليه من الله ما يستحق - فطعنها بحربة في قبلها، فماتت - رضي الله عنها - وهي أول شهيدة في الإسلام.


:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::


أقول أخيرا: أيها الأخوة الكرام، أيتها الأخت الكريمة، نريد منك أن تحيي، وأن تعيشي، وأن تموتي لله جل وعلا
(قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ)


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.81 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.18 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.17%)]