الموضوع: قصص الانبياء
عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 12-12-2006, 12:38 AM
الصورة الرمزية راجية الشهادة
راجية الشهادة راجية الشهادة غير متصل
مراقبة سابقة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2006
مكان الإقامة: egypt
الجنس :
المشاركات: 3,018
افتراضي

قصة سيدنا هود
(عليه السلام)
بعد مرور سنوات على موت سيدنا نوح عادت عبادة الاصنام فارسل الله سيدنا هود الى قومه فهم اول الامم الذين عبدوا الاصنام بعد الطوفان
كان هود من قبيلة اسمها عاد تسكن مكان يسمى الاحقاف وهو صحراء تمتلئ بجبال الرمل المائلة وتطل على البحر اما مساكنهم فكانت خياما كبيرة
وكان قوم عاد اعظم اهل زمانهم فى قوة الاجسام والطول والشدة
كانوا جفاة كافرين، عتاة متمردين في عبادة الأصنام، فأرسل الله فيهم رجلاً منهم يدعوهم إلى الله وإلى إفراده بالعبادة والإخلاص له،فلما أمرهم بعبادة الله ورغبهم في طاعته واستغفاره، ووعدهم على ذلك خير الدنيا والآخرة، وتوعدهم على مخالفة ذلك عقوبة الدنيا والآخرة
فكذبوه وخالفوه وتنقصوه، فأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر.

أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنتُمْ تُرَاباً وَعِظَاماً أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ، إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ،
هكذا كذب قوم هود نبيهم فاستغربوا ان يبعث الله من فى القبور واستغربوا ان يعيد الله خلق الانسان بعد تحوله الى تراب
(وقال الملا من قومه)
والملا هم الرؤساء ويسمون ملأ لانهم مليئون بما يقولون ولهم مصلحة فى استمرار الاوضاع الفاسدة
وكلما استمر الصراع بين هود وقومه زاد قوم هود استكبارا وعنادا وبداوا يتهمون هود ا عليه السلام بانه سفيه مجنون
(ومانحن بتاركى آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين)
بعد هذا التحدى لم يبقى لهود الا التوجه الى الله وحده ولم يبق امامه الا انذار اخير ينطوى على وعيد للمكذبين وهو فى حديثه يفهم قومه انه ادى الامانة وبلغ الرسالة فان كفروا فسوف يستبدل بهم قوما آخرين
وهكذا اعلن هود براءته منهم ومن آلهتهم
وقال تعالى: {قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ، قَالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ وَأُبَلِّغُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ، فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضاً مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا بَلْ هُوَ مَا اسْتَعْجَلْتُمْ بِهِ رِيحٌ فِيهَا عَذَابٌ أَلِيمٌ، تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلا مَسَاكِنُهُمْ كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ).
وانتظر هود وانتظر قومه وعد الله
وبدا الجفاف فى الارض ولم تعد السماء تمطر وكانت الشمس تلهب الرمال وتبدو مثل قرص من النار يستقر على رؤوس الناس وهرع قوم هود اليه وسالوه ما هذا الجفاف فقال لهم ان الله غاضب عليهم ولو ءامنوافسوف يرضى عنهم ويرسل المطر ويزيدهم قوة الى قوتهم فسخروا منه وزادوا فى العناد والسخرية
ثم جاء يوم ظهر فيه سحاب عظيم ملأ السماء ففرح قوم هود وخرجوا من بيوتهم يقولون هذا عارض ممطرنا
وتغير الجو فجاة من الجفاف الشديد الى البرد القارس وبدات الريح تهب وارتعش كل شئ واستمرت الريح يوما بعد يوم وكل ساعة كانت برودتها تزداد ففر قوم هود الى الخيام واختباوا داخلها فاشتد هبوب الرياح واقتلع الخيام وكانت الرياح تمزق كل شئ حتى الجلد
واستمرت الرياح مسلطة عليهم سبع ليال وثمانية ايام فلم يعد باقيا من قوم هود الا مايبقى من النخل الميت
وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ
سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ
وهكذا نجا هود ومن آمن معه وهلك الجبابرة

__________________
والله لو يمحو الزمان فضائلا


"
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.45 كيلو بايت... تم توفير 0.64 كيلو بايت...بمعدل (3.72%)]