عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 02-06-2009, 03:03 PM
الصورة الرمزية غفساوية
غفساوية غفساوية غير متصل
أستغفر الله
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
مكان الإقامة: بين الأبيض المتوسط والأطلسي
الجنس :
المشاركات: 11,032
افتراضي رد: العبر في بعض قصار الصور ( الشيخ عائض القرني )

سورة الفيل
بسم الله الرحمن الرحيم



(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ) (الفيل:1) أما أخبروك عنا؟ ماذا فعلنا، جاء أبرهة ليهدم بيتنا فهدمنا كيانه، زلزلنا أركانه، و أهلكنا جنوده و أعوانه، جاؤوا في صحبة الفيل، فكان هو القائد الدليل، فوقف من خوف الجليل، و أما هم فأبوا إلا الاستكبار و الحقارة، فأمطرهم الله بالحجارة، و صب عليهم العذاب و الويل و الخسارة، فعادوا بأقبح حال و أخسر تجارة. (أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ) (الفيل:2) أما ردهم خائبين، أما قمعهم خاسرين، أما شرد كتائبهمـ أما سطر للعالمين مصائبهم؟ ها هم شذر مذذر، قد مزقت الحجارة جلودهم، و أبادت الطير جنودهم، فسبحان من نقض ما أبرموه، و ابطل ما دبروه، و حل ما عقدوه. (وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ) (الفيل:3) لم ينزل عليهم ملائكة فهم اقل و أذل من ذلك، و لم يأخذهم بصيحة أو حاصب، أو ريح فليسوا في القوة هنالك، و إنما أرسل عليهم طيرا صغيرة الحجم، ضئيلة اللحم و العظم، ترشقهم بالنبال حتى جعلت أمرهم في سفال. (تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ) (الفيل:4) جاءتهم حجارة من طين، تسحق الطاغين، و تمزق المارقين، كتب على كل حجر اسم صاحبه فلا يتركه حتى يصرعه، فسبحان من الهم هذه الطير السداد في الرمي و إصابة المرمى، و ما رمت الطيور يوم رمت، و لكن الله رمى، و لبيته حمى، و للمعتدي الموت و العمى. (فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ) (الفيل:5) هلاك لهم تحقق فمزقهم كل ممزق، صارت عظة للمتعظين، و عبرة للمعتبرين، فها هم بعد الغارة أجزاء و اثر المعركة أشلاء، يلفهم الفناء و البيداء.


* * * *
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 13.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.25 كيلو بايت... تم توفير 0.61 كيلو بايت...بمعدل (4.42%)]