عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 08-09-2019, 11:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,060
الدولة : Egypt
افتراضي رد: حرف حتى في النحو

[*] انظر: (أوضح المسالك) لابن هشام رحمه الله 3 /324.
[**] أما الكوفيون فقد أثبتوا ذلك، فأثبتوا أن (حتى) تنصب الفعل المضارع بنفسها، لا بـ(أن) مضمرة، كما هو قول البصريين، وهذا هو الذي مشينا عليه في هذا الشرح: تبعًا لما ذهب إليه المؤلف ابن آجروم رحمه الله، وانظر ما تقدم.
[5] انظر ما تقدم.
[6] ويُقال في إعراب (حتى) الجارة: حرف غاية وجر، ويُقال في إعراب الاسم الواقع بعدها: اسم مجرور بـ(حتى)، وعلامة جره... (حسب نوع الاسم المجرور بها).
[7] فعلامة (حتى) الابتدائية: أنها تأتي وتبتدئ بعدها الجمل، وهي لا عمل لها في هذه الجمل التي تأتي بعدها.
[8] ويقال في إعراب هذا المثال: فاز: فعل ماضٍ مبني على الفتح، لا محل له من الإعراب، الطلاب: فاعل مرفوع بالفعل، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، حتى: حرف ابتداء وغاية [***].
محمد: مبتدأ مرفوع بالابتداء، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، ناجح: خبر المبتدأ مرفوع به، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
[***] وإنما كانت (حتى) الابتدائية حرف غاية؛ لأنها تدخل على جملةٍ مضمونُها غايةٌ لشيء قبلها.
ومن أمثلة (حتى) الابتدائية من كلام العرب: قول الشاعر:
فما زالتِ القتلى تمجُّ دماءها *** بدجلةَ حتى ماءُ دجلة أشكَلُ
فـ(حتى) في هذا البيت ابتدائية، قد أتى بعدها الجملة الاسمية (ماءُ دجلة أشكلُ)، و(ماء): مبتدأ، و(أشكل): خبره، ومعنى (أشكل): مختلط بالدم.
ومنه أيضًا: قول الفرزدق:
فوا عجبًا حتى كليبٌ تسبُّني *** كأنَّ أباها نهشلٌ أو مُجاشعُ
فـ(حتى) في هذا البيت ابتدائية، وقد أتى بعدها الجملة الاسمية (كليب تسبني)، و(نهشل، ومجاشع) من آباء الفرزدق.
ومن ذلك أيضًا: الحديث الذي رواه البخاري رحمه الله، من حديث أبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما يصيب المسلمَ من نَصَب ولا وَصَب، ولا هَمٍّ ولا حزنٍ، ولا أذًى ولا غَمٍّ، حتى الشَّوكةُ يُشاكُها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه))، فـ(حتى) في هذا الحديث: حرف غاية وابتداء، و(الشوكة): مبتدأ، و(يشاكها): خبر المبتدأ، وهذا على أحد الأوجه، وهناك أوجه أخرى في إعراب هذه الجملة، سيأتينا ذكرها قريبًا، إن شاء الله تعالى.
وقد وردت (حتى) الابتدائية في كتاب الله في عدة مواضع، منها: قوله تعالى: ï´؟ حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ ï´¾ [آل عمران: 152]، ï´؟ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَا حَسْرَتَنَا ï´¾ [الأنعام: 31]، ï´؟ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ ï´¾ [محمد: 4].
وقد جاءت إذا الشرطية بعد (حتى) في اثنتين وأربعين آية من القرآن، وأعرَبَها الجمهور ابتدائية، وتفيد الغاية.

[9] ولتعدُّد أنواع (حتى) في اللغة العربية - كما رأيت - فإنها قد أهمَّت بعض علماء النحو، حتى إنه لم يفارقْه همُّها، وهو يعالج سكرات الموت، فكان من آخر ما قاله: أموت وفي نفسي شيء من (حتى)، وما هو بملوم على ذلك؛ فقد يكون لمسائل العلم موقع في القلب أكبر من موقع الأهل والولد.
[10] فتحصَّل بذلك أن (حتى) ترد في اللغة العربية: ناصبةً للفعل المضارع، وابتدائيةً، وجارةً، وعاطفةً [*].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
[*] ومن هنا تعلم لماذا قال ابن آجروم رحمه الله عند ذكر (حتى) العاطفة ضمن حروف العطف: "و(حتى) في بعض المواضع"، فهذه إشارة منه رحمه الله إلى تعدُّد أنواع (حتى) في اللغة العربية.
وقد نظم بعض الشناقطة هذه الأنواع الأربعة لـ(حتى) في بيتين، فقال رحمه الله:
حتى تكونُ حرفَ جرٍّ يا فتى
وحرف نصب لمضارعٍ أتى

وحرف عطفٍ ثم حرف الابتدا
أربعة فكن لها مقيِّدا



وقد ورد في كتاب الله تعالى أمثلة لهذه الأنواع الأربعة لـ(حتى) ما عدا (حتى) العاطفة، فليس عليها مثال في كتاب الله تعالى.

[11] قال ابن هشام رحمه الله تعالى في (مغني اللبيب) 1 /149: وقد يكون الموضع صالحًا لأقسام (حتى) الثلاثة؛ كقولك: أكلت السمكة حتى رأسها، فلك أن تخفض على معنى (إلى)، وأن تنصب على معنى (الواو)، وأن ترفع على الابتداء؛ ا هـ.
[12] وقد أشار ابن هشام رحمه الله تعالى إلى ذلك في (مغني اللبيب) كما ذكرنا قبل.
[13] وإنما حذف الخبر؛ لدلالة الحال عليه.
[14] وسواء كانت (حتى) ابتدائية، أم عاطفة، أم جارة، وأيًّا كان نوعها، فإن ما بعدها يدخل في حكم ما قبلها؛ ولذلك نقول: إن الرأس على أي وجه من هذه الأوجه الثلاثة يكون مأكولًا[*]، وهذا بلا شك، وكما تقدم، بخلاف ما لو قلت: أكلت السمكة إلى رأسها، باستعمال حرف الجر (إلى)، فإنه حينئذٍ لا تكون الرأس مأكولة؛ لأن الأصل فيما بعد (إلى) أنه لا يدخل في حكم ما قبلها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
[*] إلا أنه في (حتى) العاطفة لا خلاف بين النحاة في وجوب دخول ما بعد (حتى) في حكم ما قبلها، وهذا واضح من المعنى الذي ذكرناه لـ(حتى) العاطفة؛ فإنها لما كانت بمعنى الواو العاطفة، وكانت الواو العاطفة - كما هو معلوم - تقتضي التشريك بين المعطوف والمعطوف عليه في المعنى، كانت (حتى) العاطفة كذلك تقتضي التشريك بين المعطوف والمعطوف عليه في المعنى، وأما (حتى) الجارة فهي موضع خلاف بين النحاة، هل يدخل ما بعدها في حكم ما قبلها أم لا؟
احتمالان.
وليُعلم أن العطف بـ(حتى) قليل، والأكثر فيها أن تكون حرف جر، أو حرف ابتداء، ويُراعى هذا في كل موضع يصلح فيه ذلك؛ نحو: قرأت الكتاب حتى الخاتمةَ، أو: الخاتمةِ، فيجوز في هذا المثال نصب (الخاتمة) باعتبارها معطوفةً بـ(حتى) على (الكتاب)، ويجوز كذلك جرُّها باعتبار أن (حتى) حرف جر، والأحسن الجر؛ لأن العطف بـ(حتى) أقل في كلام العرب من استعمالها جارة.

[15] وعليه فتكون كلمة (الشوكة) مبتدأ، وجملة (يشاكها) خبر المبتدأ.
[16] وانظر أيضًا: (إتحاف الحثيث) للعكبري صـ 105، وذكر رحمه الله في الرفع وجهًا آخر، وهو أن تكون (حتى) عاطفة، وتكون قد عطفت كلمة (الشوكة) على الضمير المستتر (هي) في الفعل (تصيب)، كما أنه رحمه الله جوَّز في (الشوكة) النصب، ولكن لا باعتبار نوع (حتى)، فلا داعي لذكره في هذه العجالة.
[17] كما أجاز أيضًا القرطبي رحمه الله في (المفهم) 15/8، والقسطلاني في شرحه على صحيح البخاري - الجر على أن (حتى) جارة.
[18] وهذا العامل المحذوف سيجعل ما بعد (حتى) جملةً، وبالتالي تكون (حتى) ابتدائية.
[19] ولعل الأقرب من هذين القولين هو قول البصريين؛ لأن الأصل عدم التقدير، والكوفيون - كما علمت - قد قدَّروا عاملًا محذوفًا.
[20] في اقتضاء (حتى) العاطفة الترتيبَ بين المعطوف والمعطوف عليه خلافٌ بين النحاة، والذي اختاره ابن مالك وابن هشام رحمهما الله أنها لا تقتضي الترتيب بين المعطوف والمعطوف عليه، وإنما تفيد مطلقَ الجمع بينهما كالواو العاطفة تمامًا، قال ابن هشام رحمه الله في شرحه على القطر: وزعم بعضهم أن (حتى) تفيد الترتيب، كما تفيده (ثم، والفاء)، وليس كذلك؛ وإنما هي لمطلق الجمع. ا هـ.
وجعل ابن مالك رحمه الله في التسهيل (القول بعدم إفادتها للترتيب هو الأصح).

[21] ولذلك يقال في إعراب (حتى) العاطفة: حرف غاية وعطف.
[22] وليس معنى ذلك أن الرأس هي آخر ما يؤكل من السمكة؛ لأن (حتى) العاطفة - كما سبق - لا تفيد الترتيب؛ وإنما المعنى أنه تدرج في أكل السمكة حتى أكلها كلها؛ سواء في ذلك بدأ بالرأس أم بالذيل، أم بمنتصف السمكة.
[23] يعني: في الاسم الواقع بعدها.
[24] فلا يجوز أن يعطف بها ضمير، فلا يقال: قام الناس حتى أنا، بل نقول: إن الضمير لا يقع بعد (حتى) أيًّا كان نوعها، فلا يقع بعدها - كما تقدم - إلا اسم مفرد، أو جملة بنوعيها، أو فعل مضارع منصوب.
[25] فلا يعطف بها الفعل، فلا يقال: أكرمت زيدًا بكل ما أقدر عليه حتى أقمت نفسي خادمًا له.
[26] فلا يقال: جاء زيد حتى عمرو - ولا الرجال حتى النساء؛ لأن كلًّا من (عمرو، والنساء) ليسا بعضًا مما قبلهما، فلا عمرو بعضٌ من زيد، ولا النساء بعضٌ من الرجال، ويعتبر بعضًا كلُّ واحد من ثلاثة أنواع:
1 - أن يكون جزءًا من كل؛ نحو: أكلت السمكة حتى رأسَها، فـ(الرأس) جزء من (السمكة).
2 - أن يكون فردًا من جمع؛ نحو: قدم الحُجاج حتى المشاة، فالمشاة بعض الحجاج.
3 - أن يكون نوعًا من جنس؛ نحو: أعجبني التمر حتى البَرْنيُّ [*].
[*] التمر البرني: نوع جيد من التمر، مدور، أحمر، مشرب بصفرة. المعجم الوسيط (ب ر ن).

[27] فالمعطوف في هذه الأمثلة الثلاثة - وهو (الأنبياء) في المثال الأول، و(الأطفال) في المثال الثاني، و(الرأس) في المثال الثالث - بعضٌ من المعطوف عليه؛ لأن (الأنبياء) بعض (الناس)، وكذا (الأطفال)، و(الرأس) جزءٌ من (السمكة).
ومن هنا تعلم لماذا امتنع العطف بـ(حتى) في قوله تعالى: ï´؟ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ï´¾ [القدر: 5]؛ لأن ما بعد (حتى) - وهو الفجر - ليس بعضًا من الليل؛ وإنما المعنى أن مطلع الفجر هو نهاية ذلك السلام الحاصل في الليل إلى الفجر، فـ(حتى) في هذه الآية حرف غاية وجرٍّ بمعنى (إلى).

[28] وقد جمع ابن مالك رحمه الله هذين الشرطين الأخيرين في قوله في ألفيته:
بعضًا بـ(حتى) اعطف على كل ولا *** يكون إلا غاية الذي تلا

[29] والزيادة تشمل القوة والتعظيم والشرف.
[30] والنقص يشمل الضعف والتحقير.
[31] ولذلك ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرحه على الآجرومية صـ 567 بتحقيقنا أن (حتى) العاطفة إما أن يراد بها بيان الخسة أو الشرف، ثم قال رحمه الله: وليس المراد بالخسة هنا الدناءة، ولكن المعنى: أنهم - يعني: مَن بعد (حتى) - أدون من الذين قبلهم؛ يعني: من قبل (حتى).
[32] وقد اجتمعت الزيادة والنقص في قول النابغة الذبياني:
قهرناكمُ حتى الكماةَ فأنتمُ *** تهابوننا حتى بَنِينَا الأصاغرَا
وكما ذكرنا: شاهد على الزيادة، وشاهد على النقص:
الشاهد الأول: وهو على الزيادة، قول الشاعر: قهرناكم حتى الكماة، فالمعطوف (الكماة): وهم الفرسان المدججون، بلغوا الغاية في الزيادة والقوة، بالنسبة إلى المعطوف عليه؛ الضمير (كم).
والشاهد الثاني، وهو على النقص، قول الشاعر: تهابوننا حتى بنينا، فالمعطوف (بنينا): وهم الصغار، قد بلغوا الغاية في النقص والضعف بالنسبة إلى المعطوف عليه؛ الضمير (نا)، وهو الرجال.

[34] وليس ضميرًا.
[35] ومن أمثلة (حتى) العاطفة كذلك: الله يحصي الأشياء حتى مثقال الذرة - هذا أمر يعرفه الناس حتى الصبيان.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 26.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.44 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.41%)]