عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 05-12-2019, 02:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,928
الدولة : Egypt
افتراضي رد: اقرئي.. قارني.. ثم قرري طريقة دعوية للحث على الحجاب


التبرج يجلب اللعن والطرد مِن -رحمة الله-: قال -صلى الله عليه وسلم-: (سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى سُرُوجٍ، كَأَشْبَاهِ الرِّحَالِ، يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، عَلَى رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ، الْعَنُوهُنَّ، فَإِنَّهُنَّ مَلْعُونَاتٌ.. ) (رواه أحمد وابن حبان، وحسنه الألباني)، فهي تستر بعض بدنها وتكشف بعضه أو تلبس الثياب الرقيقة أو الضيقة فكأنها عارية، وتعظم رأسها وتكبرها بتكويرها ونحو ذلك..

التبرج من صفات أهل النار: قال -صلى الله عليه وسلم-: (صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا) (رواه مسلم).

التبرج نفاق: قال -صلى الله عليه وسلم-: (خَيْرُ نِسَائِكُمُ الْوَدُودُ الْوَلُودُ الْمَوَاتِيَةُ الْمُوَاسِيَةُ إِذَا اتَّقَيْنَ اللَّهَ، وَشَرُّ نِسَائِكُمُ الْمُتَبَرِّجَاتُ الْمُتَخَيِّلاَتُ وَهُنَّ الْمُنَافِقَاتُ لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْهُنَّ إِلاَّ مِثْلُ الْغُرَابِ الأَعْصَمِ) (رواه البيهقي في السنن الكبرى، وصححه الألباني).

فكما أن هذا النوع مِن الغربان قليل.. فكذا مَن يدخل الجنة مِن هؤلاء، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ وَاطَّلَعْتُ فِي النَّارِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ) (متفق عليه)، ألا فأنقذي نفسك بطاعة الله مِن عذاب النار.

التبرج فاحشة: لأنه معصية لله -تعالى-، والشيطان هو الذي يأمر بالفحشاء وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: (أَيُّمَا امْرَأَةٍ اسْتَعْطَرَتْ فَمَرَّتْ عَلَى قَوْمٍ لِيَجِدُوا مِنْ رِيحِهَا فَهِيَ زَانِيَةٌ) (رواه أحمد وأبو داود والترمذي، وحسنه الألباني)، وكم تضر مِن الرجال حينما تمر بهن؟!

التبرج سنة إبليسية: إذ هو الذي يأمر بمعصية الله -تعالى-، ومنها: كشف العورات (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا) (الأعراف:20)، إنه رائد الدعوة إلى كشف العورات، وتحرير المرأة مِن الستر والصيانة والعفاف.

التبرج من سنن اليهود والنصارى: فإثارة الفواحش ونشر الشهوات المحرمة هو أعظم أسلحة اليهود لتدمير الأمم والشعوب؛ ليتسنى لهم السيطرة على العالم، خاصة والمرأة هي أضر فتنة على الرجال، وقد بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- أن مِن هذه الأمة مَن يتبع سنن هؤلاء فقال: (لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ). قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: (فَمَنْ) (رواه البخاري ومسلم).

والعجيب أن كتب أهل الكتاب قد ذكرت أن الله -سبحانه- عاقب "بنات صهيون على تبرجهن"، ففي الإصحاح الثالث مِن سفر أشعيا: "إن الله سيعاقب بنات صهيون على تبرجهن والمباهات برنين خلاخيلهن بأن ينزع عنهن زينة الخلاخيل والضفائر والأهلة والحِلق والأساور والبراقع والعصائب"؟

إذن لا تجد أبدًا إباحة للفحش والتبرج في أي من الكتب السماوية، بل الأمر بالاحتجاب والاحتشام فهذا نص واضح -"رغم تحريف هذه الكتب"- يدل على ذلك، وأضف إليه ظهور الحجاب في الصورة المزعومة لمريم -عليه السلام-.. فأين هم مِن ذلك؟! ليتهم التزموا بالأمر بالحجاب كما جاء في كتبهم!

التبرج جاهلية منتنة: قال -تعالى-: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى) (الأحزاب:33)، وسنة الجاهلية موضوعة تحت الأقدام كما قال -صلى الله عليه وسلم-: (أَلا كُلُّ شَيْءٍ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ تَحْتَ قَدَمَيَّ مَوْضُوعٌ) (رواه مسلم)، ومَن يحاول بعثها في الناس فهو مِن أبغض الناس إلى الله؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: (أَبْغَضُ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ ثَلاثَةٌ: مُلْحِدٌ فِي الْحَرَمِ، وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ، وَمُطَّلِبُ دَمِ امْرِئٍ بِغَيْرِ حَقٍّ لِيُهَرِيقَ دَمَهُ) (رواه البخاري). فذكر منهم: (وَمُبْتَغٍ فِي الإِسْلامِ سُنَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ).

والعجيب: أن تبرج هذه الأيام قد فاق بكثير تبرج الجاهلية؛ إذ ورد في تفسير الآية السابقة: أن المرأة في الجاهلية كانت تخرج تمشي بين يدي الرجال، أو أنها كانت تتكسر في مشيتها أو إنها كانت تلقي الخمار على رأسها ولا تغطي به قلائدها وعنقها.. هذا ما ورد في تبرج الجاهلية الأولى؛ فأين هو مِن تبرج نساء عصرنا؟! إلى الله المشتكى!

التبرج انتكاس وتخلف وانحطاط: إن الفطرة السليمة تنفر مِن التكشف والتعري؛ ولذا نجد الإنسان مع تطوره وتقدمه بدأ يغطي جسده شيئًا فشيئًا خلافًا للحيوان الذي ظل منكشفًا منذ خُلق إلى الآن، إذن فرؤية العري جمالاً هو انتكاس في الذوق البشري، ومؤشر واضح للتخلف.. ولذا مع التقدم المدني زاد التستر والاحتشام، فلِمَ يريدون لنا الآن العودة إلى عصور التعري.. عصور التكشف والتخلف؟!

التبرج باب شر مستطير:

فمع كل ما سبق فللتبرج مِن الشرور والعواقب الوخيمة ما يلي:

يؤدي إلى كثرة المعاكسات والجرائم والفواحش.

فساد الأخلاق خاصة عند الشباب والمراهقين.

المتاجرة بالمرأة كوسيلة دعاية أو ترفيه أو ترويج للسلع.

الإساءة للمرأة نفسها وإهانتها.

الإعراض عن الزواج وسيطرة الشهوات.

تسابق المتبرجات في الزينة حتى أصبحت المرأة سلعة مهينة لكل مَن شاء أن ينظر إليها.

تحطيم الروابط الأسرية وتفشي الطلاق وانعدام الثقة.

انتشار الأمراض.. خاصة الجنسية.

تسهيل معصية الزنا بالعين (فَزِنَا الْعَيْنَيْنِ النَّظَرُ) (متفق عليه)، وتعسير غض البصر.

استحقاق نزول العقوبات العامة.

سبب لسوء الخاتمة.

ومِن المفسدة الأخيرة.. ألتقط الخيط فأذكر لكِ هذه القصة الواقعية.. فاقرئي.. وقرري: فتاة في العشرين مِن عمرها، وفي الثلث الأخير من الليل وفي غفلة مِن أهلها، بل وغفلة منها عن ربها -سبحانه وتعالى- تزينت وتجملت، ثم جلست أمام الكمبيوتر لتعرض نفسها سلعة رخيصة على حثالة مِن الساقطين عديمي الأخلاق مقابل مبلغ زهيد من المال وذلك من خلال (البال توك) وفجأة.. وبدون مقدمات.. وعلى مرأى مِن الجميع تسقط جثة هامدة! وتبدأ قصة النهاية..

أتاها الموت.. وهي متبرجة.. عارضة لمفاتنها على الرجال؛ فلم تستيقظ إلا وهي في "عسكر الموتى"! وكانت الخاتمة.. ترى كيف سيراها أهلها؟ وماذا ستقول لربها إذا بعثها على هيئتها يوم القيامة؟! فكل عبد يبعث على ما مات عليه. اللهم سلم.. سلم.

وهل تتمنى مسلمة لنفسها مثل هذه الخاتمة؟! تلك عقوبة مِن عقوبات التبرج.. وتلك خاتمة طبيعية لمن عاش على معصية الله -عز وجل-، ولم يراقبه، ولم يعظمه، ولم يقدره حق قدره.

وماذا بعد.. ؟!

أختي الغالية.. هذه كانت فضائل وبركات وخيرات الحجاب والاحتشام.. وتلك كانت عقوبات وأضرار وويلات التبرج والابتذال.. فهل آن لك أن تقرري بعد ما قرأتِ؟!

روي عن صفية بنت شيبة: "بينما نحن عند عائشة -رضي الله عنها- قالت: فذكرت نساء قريش وفضلهن، فقالت عائشة: إن لنساء قريش لفضلاً، وإني والله ما رأيت أفضل مِن نساء الأنصار أشد تصديقًا لكتاب الله ولا إيمانًا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) فانقلب رجالهن إليهن يتلون ما أنزل الله إليهن فيها، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته، وعلى كل ذي قرابته، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل (نوع مِن الأكسية) فاعتجرت به (سترت رأسها ووجهها) تصديقًا وإيمانًا بما أنزل الله في كتابه، فأصبحن وراء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معتجرات كأن على رءوسهن الغربان".

فهل نقول: سمعنا وأطعنا؟ أم يكون حالنا: سمعنا وعصينا؟!

هل تكون هذه الكلمات بداية التغيير والعودة إلى الله -تعالى-، والندم على ما فات مِن تقصير في الحجاب أم تُقرأ كغيرها وتنسى؟!

أما لك عبرة في أختك "هدى".. ؟!

طلبتْ مِن بعض صويحباتها أن تخرج معها لشراء بعض الملابس، فقالت لها: عندي درس نذهب إليه سويًا ثم أذهب معك.. حاولت فلم يكن بد مِن الذهاب سويًا للدرس.. وبالفعل حضر الدرس وكان الشيخ يتكلم عن التوبة والرجوع إلى الله -عز وجل-؛ فأخذت في البكاء حتى انتهى الدرس، ولما همت بالخروج مِن المسجد أصرت ألا تخرج إلا بالحجاب الكامل، فأحضروه لها فلبسته في المسجد لتدلل على صدق توبتها ثم خرجتا سويًا.. وبينما يعبران الطريق صدمتها سيارة ففاضت روحها إلى الله -عز وجل- عقب هذه التوبة والعودة.. فهل مِن مجيب؟!

أختي الكريمة.. لقد قال نبينا -صلى الله عليه وسلم-: (اعْزِلْ الأَذَى عَنْ طَرِيقِ الْمُسْلِمِينَ) (رواه مسلم)، وفي رواية: (نَحِّ الأَذى عَنْ طَرِيقِ المُسْلِمِينَ) (رواه ابن حبان، وصححه الألباني)، وهذا في الشوك والحجر، ونحوه مما يؤذي الأبدان؛ فكيف بما يؤذي القلوب والأديان -وهو أخطر وأشد-؟!

كم مِن شاب فتن بسبب النظر إليك؟!

كم مِن معصية أوقعتِ الرجال فيها ووقعتِ أنت كذلك؟!

بل كم مِن معصية تسببت فيها وعاد ضررها كذلك على أبويك ومَن سمح لك بالخروج متبرجة؟ وكيف ستكون نهاية هذا الطريق.. ؟!

ماذا لو رآك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقابلك في الطريق.. كيف سيكون لقاؤك بك ومقابلتك له؟! وماذا لو سألك عن الحجاب الذي أمرك به الإسلام.. ماذا سيكون الرد؟! وكيف سيكون عرضك على الله -تعالى-؟!

أسئلة تحتاج إلي إجابة.. ؟

أختاه يقول ربك: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى) (طه:82).

اللهم احفظ نساء المسلمين واسترهن في الدنيا والآخرة، ووفقهن لما تحب وترضى.. إنك بالإجابة جدير، وعلى كل شيء قدير، وأنت نعم المولى ونعم النصير.

وصلِّ اللهم على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.99 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.36 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.73%)]