عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 28-02-2019, 11:44 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,839
الدولة : Egypt
افتراضي ومضات تربوية وسلوكية

ومضات تربوية وسلوكية(1)
د. خالد النجار



تَزخر بطونُ الكتبِ بالعديد من الأفكار الذهبية، والعبارات المِحْوَرِيَّةِ ، الجديرةِ برَصْدِها وتدوينِها؛ للوقوفِ على كنوزِ مُفَكِّرينا وكُتَّابِنا العِظام، وللانتفاع بالفائدة المرجوة منها؛ ولذلك حرَصْتُ - خلال جولتي بين رفوف الكتب - أن أرصُدَ هذه الثرواتِ الفكريةَ والتربوية والتحليلية، وأنقلَها بنصِّها كما وَرَدَت فيها أو باختصار طفيف في بعض الأحيان، هذا؛ كي يستفيد منها القاصي والداني، سائلًا المولى عز وجل أن ينفع بها الكبير والصغير، وأن يكتب لكاتبِها وجامعِها وقارئِها الأجرَ والمثوبةَ، إنه نعم المولى ونعم النصير.

(تقبيل أيدي الملوك)
دخل رجلٌ على هشام بن عبدالملك، فقَبَّلَ يده، فقال عبدالملك: أُفٍّ له؛ إنَّ العربَ ما قَبَّلَت الأيدي إلا هلوعًا، ولا فعلَتْه العَجَمُ إلا خضوعًا.

استأذَن رجلٌ المأمونَ في تقبيل يده، فقال له: إنَّ قُبلة اليد من المسلم ذِلَّة، ومن الذميِّ خديعة، ولا حاجة بك أن تَذِلَّ، ولا بنا أن نُخدَع.

(القليل يفدي الكثير)
حَدَّث أبو محمد، عبدُالله بن علي المقري، قال: دَفن رجل مالًا في مكان، وترك عليه ترابًا كثيرًا، ثم ترك فوق ذلك حُزْمَةً فيها عشرون دينارًا، وترك عليها ترابًا كثيرًا ومضى، فلما احتاج إلى الذهب، كشف عن العشرين فلم يجدها، فكشف عن الباقي فوجده، فحَمِدَ الله على سلامة مالِه؛ وإنما فعل ذلك خوفًا أن يكون قد رآه أحد، وكذلك كان، فإنه لمَّا جاء الذي رآه، وجد العشرين فأخذها، ولم يعتقد أن ثَم شيئًا آخر.

(طريق النجاة)
ثلاثةٌ إن ضَعُفْتَ عن فعلها، فلا تَضْعُفْ عن ثلاثة غيرِها:
إن ضعفت عن فعل الخير، فلا تضعف عن أن تمسك عن الشر.
وإن ضعفت عن نفع الناس، فأمسك عن أن تضرهم.
وإن ضعفت عن الصيام، فلا تأكل لحوم الناس؛ إن شر الناس من لم يكن صالحًا، ويقعُ في الصالحين.

(أعظم الناس أجرًا)
عن أرطاة بن منذر أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لجلسائه: "أي الناس أعظم أجرًا؟"، فجعلوا يذكرون له الصوم والصلاة، ويقولون: فلان وفلان بعد أمير المؤمنين، فقال: "ألا أخبركم بأعظم الناس أجرًا ممن ذكرتم ومن أمير المؤمنين؟"، قالوا: بلى، قال: "رُوَيْجِلٌ بالشام، آخذٌ بلِجام فرسه، يكلأ من وراء بيضةِ المسلمين، لا يدري أسَبعٌ يفترسُه، أو هامَّةٌ تلدغُه، أو عدوٌّ يغشاه، فذلك أعظم أجرًا ممن ذكرتم، ومن أمير المؤمنين"؛ [كنز العمال 289/ 92].


(حديث عن المستقبل)
لا مستقبلَ بغير جذور، ولا عراقةَ بدون مستقبل.. قول مأثور.
إذا أطلقت نيران مسدسِك على الماضي، أطلق المستقبلُ نيران مدافعِه عليك.. شاعر من داغستان.
ينبغي ألا يكون مستقبلُنا هو ماضي غيرنا.. كاتب إفريقي. [حديث عن المستقبل، د.محمد العبدة، دار الصفوة، ص 1].

(صنع المستقبل)
العمل اليسير قد يقوم به عدد قليل من البشر، ولكنهم يصنعون مستقبلًا.. القوارب التي غادرت شواطئ اليمن باتجاه الشرق للتجارة لم يكن أهلها يَعلمون أنهم يصنعون تاريخًا، وسيكون مائتا مليون مسلم في إندونيسيا من آثار تلك الرحلة المباركة [المصدر السابق].

(وصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه)
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أَوصَى به علي بن أبي طالب، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، ثم إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين، لا شريك له وبذلك أُمرت وأنا من المسلمين، ثم أُوصِيك يا حسنُ - وجميعَ ولدي وأهلي - بتقوى الله ربِّكم ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تَفَرقوا؛ فإني سمعتُ أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول: ((إنَّ صلاح ذات البين أفضل من عامَّة الصلاة والصيام))، انظُروا إلى ذوي أرحامكم فصِلُوهم يُهَوِّن الله عليكم الحساب، اللهَ اللهَ في الأيتام فلا تعنوا أفواههم، ولا يضيعُنَّ بحضرتكم، واللهَ اللهَ في جيرانكم؛ فإنهم وصيةُ نبيِّكم صلى الله عليه وسلم، ما زال يوصي به حتى ظننَّا أنه سيُوَرِّثُه، واللهَ اللهَ في القرآن، فلا يسبقَنَّكم إلى العمل به غيرُكم، واللهَ اللهَ في الصلاة؛ فإنها عمود دينكم، واللهَ اللهَ في بيت ربكم، فلا تُخْلوه ما بقيتم، فإنه إن تُرِك لم يُنَاظَر، واللهَ اللهَ في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم، واللهَ اللهَ في الزكاة؛ فإنها تطفئ غضب الرب، واللهَ اللهَ في ذمة نبيكم، فلا يُظْلَمَنَّ بين أظهُركم، واللهَ اللهَ في أصحاب نبيكم؛ فإن رسول الله أوصى بهم، واللهَ اللهَ في الفقراء والمساكين، فأشرِكوهم في معايِشكم، واللهَ اللهَ فيما ملكَت أيمانكم، الصلاةَ الصلاةَ، لا تخافُنَّ في الله لومةَ لائم، يكفيكم من أرادكم وبَغَى عليكم، وقولوا للناس حسنًا كما أمركم الله، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيُولي الأمر شِراركم، ثم تدعون فلا يستجابُ لكم، وعليكم بالتواصل والتباذل، وإياكم والتدابرَ والتقاطعَ والتفرقَ، وتعاوَنوا على البر والتقوى، ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا الله إن الله شديد العقاب، حفظكم الله من أهل بيت، وحفظ فيكم نبيَّكم، أستودعُكم الله وأقرأ عليكم السلام ورحمة الله [تاريخ الطبري (تاريخ الرسل والملوك) ج5، ص147/ 148].
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.96 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.38%)]