[ღ بحر العطاء ღ]

بسم الله الرحمن الرحيم

ها قد أتيت وأحمل بين كفي دفتري ...... ذلك الدفتر الذي أخزن فيه أحزاني .... ذلك الدفتر الذي أسجل فيه خواطري .... مشاعري .... وما يجول في خاطري ..... فبلمحة بصر مسكته ودونت هذه الكلمات التي ستكون بمثابة الذكرى ... تلك الذكرى المؤلمة المفرحة .... تلك الذكرى الجميلة الجارحة .... ذكرى لن أنساها ما حييت
وفكرت برهة من الزمن وقررت أن أخط كلمات بعنوان

**رسالة من القلب إلى القلب**


كتبت لكم بحروف ضائعة ، وجدتها لكن بعد عناء وتعب ، وجدتها خائفة مفزوعة تشكو ظلمها وحسرتها ؛ فأخذت بيدها وأرشدتها إلى طريق تعرف فيه معنى لحياتها ، جلبتها إلى هنا لأتحدث معها ، ولتختلط همومي بهمومها ولأتنشق منها عبيرها وفحواها ، آخذ منها وأعطيها ، وأكتب فيها أجمل ما يكتب فيها ............

كم من أشخاص يعرفون الألم ، والظلم والفساد ، كم من أشخاص يعرفون الفقر والظلمة والعزلة ، كم من أشخاص يعانون ويهانون ، يا له من عالم : جميل قبيح ، مريح مخيف ، واسع ردئ ، كم من اختلافات وتناقضات ، كم من ألغاز لم يعرف حلها بعد ، فهذه الدنيا مشكلة صعبة وحل لبعض المشاكل، سجن قبيح وحرية لبعض السجناء ، لو بقيت أفكر لما انتهت سلسلة التفكير ، شبكة ضخمة معقدة دقيقة ......

ولكن لكل شيء نهاية ولا بد أن يكون لهذا اللغز حل ، لا بد أن يكون هناك بصيص من الأمل ، نور صغير يضيء الطريق ، لا بد أن يكون لهذا العالم نهاية .... حزينة كانت أم سعيدة ، لا بد أن ينتهي بنا الطريق حتى نصل إلى كف في شارع ، إتجاه فيه يوصل إلى النعيم والاتجاه الآخر يوصل إلى الجحيم ، فلا بد الآن أن تختار أنت .....ولكن عملك في هذه الأثناء هو الذي سيختار النهاية .... نهاية سعيدة للبعض وللبعض الآخر حزينة....

ولكن هذه هي النهاية الوحيدة التي هي بداية الأمن والأمان ... بداية السلم والسلام ...... بداية الفرح والسرور ....لإنسان عاش كل حياته يحب الله ورسوله ، يعمل بإخلاص ، يحب الناس والناس يحبونه .... فلا من تناقضات في هذا العالم الجديد ..... لا من تعب وجهد ومشقة .... لا من حزن وألم ، وظلمة وعذاب وقهر ..... فهذه هي البداية .....

هذه الرسالة أوجهها لكل إنسان .... أوجهها لكل متفهم
فأيامنا هي ساعات قليلة .... تمضي مسرعة نحو غد مشرق ... أو غد محزن ....أو غد لامع .... لا ندري ولكننا لا نعلم متي تأتي لحظة النهاية فلذا يجب علينا أن نقدم ... نقدم لديننا ... نقدم لأنفسنا ... نقدم للآخرين ونعمل ... نعمل بضمير .... نعمل باتقان وإخلاص

هذه الكلمات ستكون بمثابة بريق لامع يبقى حين أذهب ولا أعود ...... حينما يختفي صوتي أو حتى صداه ... حينما أنقطع .... أنقطع عن الحياة ....أنقطع عن اللذات ... ولكني سأبقى فخورة بأني كنت في يوم من الأيام عضوة في هذا الملتقى الطيب وأمام هذا الصرح العظيم ... وستكون هذه الكلمات التي أخطها بين طيات صفحاته شاهدا على ما أقول ...

وفي النهاية فإني أتقدم بالشكر الجزيل لأختنا وغاليتنا عاشقة فلسطين التي أتاحت لي ولغيري مثل هذه الفرصة .... فرصة وبكل صراحة لا تعوض فبارك الله فيها وأسكنها فسيح جناته وسدد خطاها ووفقها دنيا وآخرة
لكم مني جزيل الشكر وكل الاحترام والتقدير
تحياتي لكل من قرأ هذه الكلمات
أختكم في الله
بحر العطاء