عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-12-2020, 11:55 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,445
الدولة : Egypt
افتراضي قصص قصيرة جدًّا

قصص قصيرة جدًّا




فاطمة بلحاج





دقيقة صمت
تدق الساعة بساحة البلدة كدقِّ المسامير على نعش سيد القوم، والكل على حاله.

يمر ليل وآخر، ونهار وآخر، إلى أن توقفت عقارب الساعة على صيحة من مكبِّر الصوت: حداد وطني.. حداد وطني!

تساءل العابرون والوافدون والمقيمون في دهشة: من الميت؟!
أتى الجواب سريعًا من مكبِّر الصوت: الحداد لثلاثة أيام بلياليها على وفاة هرِّ الحاكم!
♦ ♦ ♦ ♦

خلف القناع
نبرة صوته العالية تتراقَص لها الجدران، وكلماته العسلية يطرب لها المنبر.
وتأوهاته تُصيب الميكرفون بالخشوع والاستسلام!

ما أن ينتهي، حتى ترى الجموع تقبِّل رائحة فمه التي تعبئ المسرح.

وقرب باب سيارته يقف وهو يشير بيده مودعًا آخر لحظة ما قبل الفوز، ثم يطلق حشرجة لا يعلم نوعها سوى السائق والحارس، وهو ما زال يحافظ على ابتسامته العريضة، التي لا تكشف ما خلف القناع!
♦ ♦ ♦ ♦

تجارة
قال له قلبه الدافئ في صدره المتآكل:
قم من مكانك وكفاك كسلاً، أرأيت ابن الجيران كيف أصبح غنيًّا بمجرد أن باع حلمه؟

قام من الكنبة المتهالكة كسنوات عمره، وجر قدميه نحو النافذة، أطلَّ منها محدقًا بالزاوية القريبة من بيته، فلمح ابن الجيران وهو يُشيَّع في صمت فوق أكتاف رفاقه!
♦ ♦ ♦ ♦

تأمل
باتا يسهران كل ليلة يتأملان القمر وهما يتخيلان وجه الآخر.
مرت السنون...
أصبحت هي حُبلى بالأوهام.

وأصبح هو أبًا لحلم مبتور!
♦ ♦ ♦ ♦

صدفة
لحن الحب الذي يَعزفه أسكرها.
نبرة صوته احتلت موجاتها الصوتية.
وفي لقاء الصدفة، كان معه صغارٌ.. وآخر يتقلب في أحشاء سيدة تمشي خلفه!
♦ ♦ ♦ ♦

العتمة
امتدت يدهُ إليها، علمها كيف ترسم شمسًا تُضيء دروبها، ابتسمت للشمس، وودعته مع العتمة!
♦ ♦ ♦ ♦

فن الطيران
كانت تجهل فن الطيران، وهَب لها جناحيه، فحلَّقت من دونه، ولم تعد!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.70 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.59%)]