عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 13-08-2019, 10:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,466
الدولة : Egypt
افتراضي تجديد أصول الفقه

تجديد أصول الفقه



أبو الحسن هشام المحجوبي ووديع الراضي


الحمد لله مُعلِّم الأصول، والصلاة والسلام على خير رسول، وعلى آله وصحبه أهل العلم والقلب العقول، واللسان السؤول، أما بعد:



فإن من الألفاظ الشرعية الشائعة الاستعمال في المؤلفات والمقالات والمحاضرات واللقاءات - لفظة تجديد علم أصول الفقه، ولكننا بتنا نرى أن الكثير من المستعملين لهذه العبارة هم من المشككين في ميراث الأمة أو المتطفلين، وليس المتخصصين الملمين بخبايا هذا العلم من المنصفين للسابقين المتقدمين من فحول الأصوليين.



فمن هؤلاء من يصف تجديد أصول الفقه بتغيير قواعده حتى تلائم الزمان، أو بزيادة أصول ما أنزل الله بها من سلطان، وسمعنا أحدهم يقول: من تجديد أصول الفقه حذف أصل السنة، وآخر يقول: لا بد من استمداد أحكام توافق العصر وإن خالفت النصوص مراعاة لمقاصد العالم الجديد، وكل هذا تعالُمٌ وتقوُّلٌ على الله ورسوله والمؤمنين بغير حق.



فأصول الفقه لا تتبدل ولا تتغير، فإذا نظرنا في رسالة الشافعي، فكل أصل مذكور إلا له مستند في فتاوى الصحابة، وعلى هذا عمل جميع المؤلفين الأصوليين، إنما التجديد في طريقة عرض هذا العلم؛ كالنظر في طرق التيسير والتفصيل والتطبيق حتى يوافق كل عصر، خاصة أن هذا العلم ضروري في عملية استمداد الأحكام الشرعية التي يحتاجها المكلفون؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (يبعث الله على رأس كل مائة عام من يجدد لهذه الأمة أمر دينها)، لم يقل الدين؛ لأنه لا يتغير لكن أمر الدين أي عرضه على الناس وتطبيق أحكامه في واقعهم حيث ما كانوا.




وينبغي أن نشير أن بعض الباحثين يخلط بين الفقه وأصول الفقه، فالتغير قد يكون في بعض الأحكام على حسب أحوال الإنسان، وأما الأصول التي نستخرج بها الأحكام ونفهم بها السنة والقرآن، فلا تتغير إلا بعض القواعد القليلة التي اختلف فيها الأصوليون لكونها ظنية؛ أي: لم يقطعوا بصحتها أو بطلانها كعمل أهل المدينة عند المالكية، وهذا كله بعلم ومستند من الأولين، وأما هذا التعسف والتجرؤ على الأصول كما نراه عند البعض، فإنه تحريف لا تجديد واتباع للهوى: ﴿ يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ﴾ [ص: 26].




وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.95 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (4.00%)]