عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 01-12-2010, 04:48 PM
الصورة الرمزية نهر الكوثر
نهر الكوثر نهر الكوثر غير متصل
مشرفةواحة الزهرات
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
مكان الإقامة: عابرة سبيل بلا عنوان
الجنس :
المشاركات: 7,793
افتراضي رد: مخالفات بعض النساء في الحفلات والأفراح

الـزفــة
وهي ابتداع جديد أخذته المسلمات من الغرب ومن أجواء المسلسلات والأفلام حيث يدخل العروسان أمام الحاضرات، وعلى أنغام الموسيقى، ويجلسان في المنصة، والعريس ينظر إلى النساء اللاتي قد احتجب بعضهن، وبعضهن تساهلوا في ذلك، وثم يتناولان شيء من الشراب وتلتقط لهم الصور التذكارية.. وقصور الأفراح تختلف في اختراع أشكال زفة العروسين تقليداً مضحكة للغرب.. ليس من الدين في شيء.. وليس من العادات والتقاليد في شيء.
الاستهزاء والسخرية بعباد الله
هناك الكثير من الناس لا متعة لهم إلا بالحديث في أعراض المسلمين والمسلمات، والبحث في جوانب حياتهم الماضية والحاضرة، والسخرية والاستهزاء ببعضهم وخصوصاً في المناسبات العامة والخاصة والاجتماعات سواء في مراكز الدراسة أو العمل وغيرها..
فمثلاً: نرى ونسمع بعض النساء في حفلات الزواج تستهزيء بغيرها، فلا يكفيها ما نالته من لهو ونميمة وغيبة فتركت عيوبها ومساوؤها واشتغلت بعيوب وأخطاء المسلمات الغافلات ثم تبدأ تتهكم على تلك القصيرة والبدينة والنحيلة والفقيرة..! وتسخر من فستان تلك التي احتشمت وترميها بالتخلف والتعقيد! تظن هذه السفيهة أن التطور والتقدم في العري وقلة الحياء! ثم تبدأ في إشراك من حولها في الضحك والتقليد على بعض الحاضرات.. انظري إلى مشيتها!! انظري إلى تسريحتها! وانظري، وانظري حتى تنهض بكل وقاحة تقلد مشيتها!!
انظروا سفاهة بعض العقول يا عباد الله!
وصدق القائل حين قال:
إذا لم تخشى عاقبة الليالي ولم تستحي فاصنع ما تشاء
وهاهي تخبر صديقاتها.. هل تعرفن فلانة؟!.. انظرن إنها تلك ذات الفستان الأحمر المخملي!
إن أسرتها فقيرة معدمة فكيف لها بمثل هذا الفستان الساحر؟!
لا شك إنها استعارته من صديقتها فلانة!
يا لها من شحاذة! سنعرف خبرها غداً في المدرسة!!
قال الرحيم الحليم في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ َ} (11) سورة الحجرات وهكذا بعض النساء هن طوال الحفل.. تافهات.. يتسلين بما يرونه من أخواتهن المسلمات وإني لأعجب من هذا السلوك؟!
ألا دين لهم فيردع! آلا عقل يزجر.. آلا تربيه فيهن تثمر!..
أختاه احذري غيبة الأنام.. لفظاً وتعريضاً مدى الأيام. الهمز واللمز مع النميمة فإنها ذخائر ذميمة.
ثم نأتي إلى بعض الفتيات اللاتي يضحكن ويعلقن على كبيرات السن، وينكرون حضورهن إلى الحفلات أو الزيارات.. وكأنهن من سقط المتاع!.
وقد جاء في اقتراحاتهن العجيبة أن تكتب على بطاقات الدعوات ممنوع دخول كبيرات السن "العجائز"، فلا داعي لتشريفهن ولا نفع لوجودهن!! والله إنها لمهزلة أن يصل تفكير بعض المسلمات الشابات لهذه الدرجة!
اغترت هذه الشابة بصغر عمرها وحيويتها وقوتها ونضارتها.. فتندرت على ملابس تلك العجوز وعلى طريقة سيرها!.. وعلى..!! وكأنها هي ستبقى طوال حياتها شابة.. قوية.. نشيطة.. جميلة.. لن تفقد نضارتها.. ولن تفقد حلاوتها.. وجاذبيتها! لن يظهر في شعر رأسها الشيب!!
ولن ينحني ظهرها.. ولن تشكو وجع ركبتيها، وإنه فعلاً لمن السفاهة والحماقة الاستهزاء بالعجوز التي شاب شعر رأسها أو الرجل الكبير الذي شاب شعر رأسه ولحيته..
قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم " (أخرجه أبو داود في سننه وقال الشيخ آلألباني: حسن، كما في صحيح الجامع. )..
وإن الشيب لوقار للإنسان، ونذير له والكبر والهرم هي مصير ابن آدم ما دام حياً على وجه هذه الأرض.. وقد قال أحدهم مفتخراً بالشيب:
عيرتني بالشــيب وهو وقار ليتها عيرت بما هو عار
إن تكن شابت العوارض مني فالليالي تزينها الأقـمار
وإن التي دائماً تضحك وتسخر من كبيرات السن فإن الأيام ستخبرها أنه سيأتي ذلك اليوم الذي ستجد فيه من يضحك عليها من الشابات، وسينكرون عليها حضورها وأشياء هي قد فعلتها بغيرها! طالت بها الأيام أو قصرت!
ثم ألا تعرف هذه الفتاة وغيرها من اللاتي لا إحساس ولا احترام لديهن أن هذه المرأة الكبيرة أو "العجوز" عزيزة.. محترمة.. عند بناتها وأبنائها.. عند حفيداتها وأحفادها. عند قرابتها ومعارفها.. فهم يتمنون طول بقائها ويفخرون بها ويسعدون بفرحها وحضورها، ويتمنون رضاها وخدمتها.. فمكانتها لديهم جليلة..
ولما لا وهي الأم الكبيرة الشريفة؟!..
ولن تعتلي هذه المكانة عندهم إلا من هي في مثل عمرها وشرفها!
فهل تتوقع هذه الفتاة المستهترة وأمثالها أن كل الناس مثلها أو مثل أهلها لا يحترمون كبارهم ولا يخدمون عجائزهم ولا يعرفون قدر بعضهم!
ألم تسمع بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم "ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويعرف شرف كبيرنا " (أخرجه أحمد وصححة الألباني) وفي رواية " حق كبيرنا "؟!.
وجاء عنه صلوات ربي عليه وسلامه أنه قال: "ما أكرم شاب شيخاً لسنه إلا قيض الله له من يكرمه عند سنه ". ( رواه الترمذي)
فعلى من هذا فعلها وهذه طريقتها أن ترتدع وتعيد حساباتها، فتترك وتتجنب الاستهزاء بغيرها وتبتعد عن السخرية بكبار السن أو كبيرات السن حتى ولو على سبيل الدعابة والمزاح فوقروا كباركم يوقركم صغاركم.. فعلينا احترامهم ورفع مكانتهم فهؤلاء الكبار من نساء ورجال لهم شرف وقدر عند كل من له عقل، فيه وعي وفهم وكل من له قلب ينبض بالحب والحنان، وكل من لديه أخلاق تعتلي به إلى المكارم والمعالي..
وقد قال حكيم لابنه: يا بني وقر الشيوخ فهم مواطن الوقار ومعادن الآثار ورواة ا لأخبار وحفظة الأسرار، إذا رأوك في قبيح أو جميل ساعدوك.
ثم أيضاً هناك بعض من النساء قد تحجر قلبها وأصبح قاسياً مع الأيام لا يلين! وانعكس ذلك على أطفالها الذين ربتهم على الغلاظة والجلافة والقساوة! حيث أنها إذا رأت بعض النساء أو الفتيات أو الرجال أو الشباب قد ابتلاهم الله، فمنهم من لديه عاهة أو مرض ظاهرة أو يشكي عله أفقدته عقله وإدراكه- عافاهم الله- فهذه المرأة لا تدعو لهم ولا تغض البصر عنهم.. ولا ترحم.. ولا تصمت بل تتأملهم بنظرات جارحة وتسفههم وتلمزهم وتضحك
من بعض حركاتهم أو أشاكلهم، ثم تطلب من طفلها الصغير أو طفلتها.. أن يقلد حركة فلان أو فلانة.. ذاك المعوق أو العرجاء.. أو ذلك أو تلك.. يا سبحان الله..
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم "لا تنزع الرحمة إلا من شقي " ( أخرجه الترمذي وصححه الألباني، كما في صحيح الجامع).
وقانا الله من الشقاوة في الدنيا والآخرة وجعلنا من الذين يرحمون خلقه ويرحمون يوم بعثه وحسابه وعندما تضطر بعض النساء إلى إحضار طفلها المتخلف ذهنيا معها أو طفلتها المعاقة فسترى بعض النساء تنكر عليها ذلك؟!
ليس رحمه وإشفاق على ذاك الطفل المريض- شفاه الله- بل حتى لا يشوه الحفل والمظاهر..
أو لأن بعضهم لا يطيق رؤية مثل هذه الأشكال..!!
- يا سبحان الله- من لا يرحم الناس لا يرحمه الله.. اللهم اجعلنا من الذين يرحمون عبادك فترحمنا برحمتنا لهم.
اللهم اجعل رحمتنا صادقة خالصة بعيدة عن الرياء والنفاق وحب السمعة والإدعاء والخداع..
تناست هذه السفيهة وأمثالها أن هؤلاء المعوقين جسدياً أو عقلياً إنما هم بشر مثلنا!
لهم أحاسيس ومشاعر.. تجرحهم النظر القاسية. تؤذي أحاسيسهم الشفافة الضحكات المتندرة عليهم.. فتبكي قلوبهم ألماً.. وتدمع عيونهم حزناً .. فكم من هؤلاء المعوقين يشعرون بالنظرة الراحمة وباللمسة الحانية وبالكلمات الطيبة والحضن الدافىء..
إنما هم بشر من لحم ودم يرحمكم الله..
أيها الأفاضل يا من تقرؤون كلامي وتسمعون بقولي:
"افعلوا الخير لعلكم ترحمون ".. كونوا بلسماً شافياً لهم.. واحمدوا الله الذي عافاكم فكونوا لهم عوناً في هذه الدنيا الزائلة.. لا تكونوا عليهم.. ساعدوهم ولو بدعاء في ظهر الغيب أو دعوهم منكم .. لا تؤذوهم وتجرحوهم بنظراتكم القاسية وتعليقاتكم اللاذعة.. إن كان سيأتي منكم خير وإلا فلا يأتي منكم شر..
ويا من قسى قلبك وتحجر.. ويا من تسخرين من أخواتك وإخوانك المسلمين وتهزئين بهم. هل يرضيك أن تجعلك النساء نادرة أو طرفة يضحكون لسماعها؟! هل توافقين على أن تكوني مصدر ضحكهم وسخريتهم وتعليقاتهم اللاذعة؟
هل ترضين أن يسخرون من شكلك أو من أهلك أو من شعرك؟!.. أو.. أو..
هل تسمحين أن يفتش الناس في حياتك الخاصة وينشروا أخبارك أو يختلقوا عليك ا لأكاذيب والإشاعات؟!
وبالطبع.. ستقولين.. لا وألف لا.. لن ترضين ولن توافقين ولن تسمحين ولن يرضيك ما تفعليه في غيرك؟!
واقرئي ما قاله سيدنا الكريم الأمين صلى الله عليه وسلم.. عندما سئل عن أفضل الإيمان فقال: "أن تحب لله وتبغض لله وتستخدم لسانك في ذكر الله وأن تحب للناس ما تحب لنفسك وتكره لهم ما تكره لنفسك ".
ثم تعالى هداك الله.. ألا تخافين أن يعاقبك الرب في بدنك ويجعلك مريضة على فراشك طريحة.. يتحسن فيك أهلك وجيرانك.. الصغير والكبير.. الفقير والغني؟!
ألا تخافين أن يشوهك الرب وتصبحين قبيحة.. دميمة.. ناقصة؟!!
ألا تخافين أن يصبح لك طفلا معاقا أو طفلة؟!! وليس كل من ابتلاه الله بطفل مريض أو معاق هو عقاب.. بل إن شاء الله رحمة وأعظم أجرا.
فاتقي الله يا أختاه، واعلمي أن لك رباً لا يغفل وأن أمهل وأمهل.. واستغفري الله لذنبك أنه غفور رحيم، واتقي الله في ما بقي من عمرك.
لا تعلمين هل ستبقين طويلا أم سترحلين سريعا. فسارعي في فعل الخيرات والطاعات واستجيبي لقول الله تعالى } وافعلوا الخير لعلكم تفلحون { سورة الحج آية رقم (77).
سارعي في كسب المعروف وفعل الخير لعل الله يرحمك ويغفر لك.. تواضعي لله يرفعك جربي أن تمسحي على رأس صبي يتيم بحنان ورحمة.. وجربي أن تقبلي وتضمي في حضنك طفلاً معوق.. وجربي أن تزرعي الابتسامة على شفاه أطفال فقراء.. وجربي أن تطهري نفسك بما تنفقه يدك على من يحتاج .. الأرملة واليتامى العجوز الفقيرة..
قال صلى الله عليه وسلم: "من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة" (قطعة من حديث آخرجه مسلم ).
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه " (قطعة من الحديث السابق نفسه ) جربي أن تزوري مريضة فتدعين لها بالشفاء وتخففي عنها بحضورك البهي وكلامك النقي.. جربي أن تعطي من يحتاج في الخفاء وبكل سخاء.. تصدقي واهدي.. ولا
تذكري شيئاً.. تناسي كأنك لم تفعلي شيئاً.. وقدمي لنفسك العمل الصالح يحبك الله ويرحمك برحمته وستنالين بطيب فعلك الفوز في الدنيا و الآخرة..
ولعمرك ما الأيام إلا معاره فما استطعت من معروفها فتزود
قال الله سبحانه: }والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبينا{ (سورة الأحزاب آية رقم ) أوصي أخواتي الطيبات.. أن يبتعدوا عن كل فتاة أخلاقها سيئة.. طباعها قاسية، حركاتها وقحة سمعتها ملوثة.. أحاديثها تافهة...
ولا شك أن كلامها سيدل على ما تخفيه نفسها السيئة لأن من تسخر من أخواتها وإخوانها المسلمين وتستهزىء بهم وتقسو على صغارهم وعجائزهم ومرضاهم وضعفائهم.. امرأة غير محترمة وغير مهذبة ولا دين لها ولا أخلاق لديها.. فماذا ترجي بعد منها تلك التي ترافقها؟!!
واطلبن يا أخوات صحب! الفتيات الصالحات.. الشريفات. الكريمات الماجدات بكل خلق شريف وبكل فعل عفيف.. قال تعالى:{الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} (67) سورة الزخرف
وتجنبوا عيوب وأفعال الجاهلات السفيهات حتى لا تفسدوا طباعكم!
وانصحوا لا تخافوا ولا تصمتوا عندما يساء إلى المسلمين والمسلمات الشرفاء ولا تجعلوهم يتمادوا في أفعالهم القبيحة وأنتم حاضريهم.
إذا جاريت في خلق دنيئاً *** فأنت ومن تجاريه سواء
ردو عن أعراض بعضكم، ولا تقولوا إلا خيرا.
قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: "من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة " (أخرجه أحمد في مسنده، وصححه الألباني ).
وكونوا من الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويدعون إلى الخير.. فالحق أنه منصور من يرفع كلمة الله ويقيم شعائره ويدعو إلى طاعته وينهي عن عصيانه قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس " (متفق عليه. ).

يتبع
__________________
اللهم احفظ جميع المسلمين وامن ديارهم
ورد عنهم شر الاشرار وكيد الفجار
وملأ قلوبهم محبة لك وتعظيماً لكتابك
وسنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.07 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.43 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.75%)]