عرض مشاركة واحدة
  #1329  
قديم 12-12-2013, 03:18 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

العصرانيون والصحابة

بقلم الدكتور حمزة أبوالفتح حسين قاسم محمد
مسؤول قسم التدريب والدورات العلمية الهيئة العالمية
للإعجاز العلمي في القرآن والسنة مكتب جدة
منذ أن بزغ فجر الرسالة المحمدية وأعداء الإسلام يناصبونها العداء، واستمروا في معاداتها على مر العصور والأزمان إلى يومنا هذا، متبعين في ذلك أساليب عدة، ووسائل مختلفة، باذلين كل ما في وسعهم في سبيل إضعاف هذا الدين، أو تشكيك المسلمين وزعزعة ثقتهم في وصول هذا الدين إلينا سالما من كل شائبة.
ومن أجل تحقيق مآربهم قام فريق منهم بتوجيه سهام الحقد والطعن والتشكيك نحو الصحابة الكرام رضي الله عنه، منادين بـ (( ضرورة إعادة النظر في قواعد علم الجرح والتعديل، ووجوب وضع ضوابط جديدة له بحيث تتماشى مع القواعد المنطقية لأسس البحث العلمي الحديث )).
وهي دعوى الهدف منها هدم وتدمير القواعد والأسس التي بني عليها هذا الدين، وذلك بنسف الإسناد الذي اعتمد عليه في نقل المصادر الأساس للتشريع في الإسلام، والذي يعتبر أحد الخصائص التي تميزت بها أمة الإسلام عن غيرها من الأمم.
وسببها هو: أنه لما تم بيان الأصول والقواعد التي بني عليها علم الجرح والتعديل، تم وضع الضوابط والقيود فيمن يتوجه إليه البحث والنقد من سلسلة إسناد الحديث.
وكان منهج السلف الصالح رحمهم الله تعالى، البحث في كافة رجال السند، فإذا وصلوا إلى الصحابة توقفوا عن البحث في أحوالهم، خلافا لغيرهم من الفرق الأخرى كالشيعة والخوارج والمعتزلة الذين أطلقوا ألسنتهم في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لذا فقد كانت الدعوة إلى إعادة النظر في مسألة عدالة الصحابة، من أخطر الدعوات التي أثيرت في أواخر القرن الماضي، ولا زالت مستمرة إلى يومنا هذا.
ومدار هذه الدعوى المثارة يقوم على: (( التشنيع على علماء الحديث في مسألة الجرح والتعديل ))، بدعوى أن علماء الحديث قد أغفلوا هذا الجانب الرئيس من إسناد الحديث، وهذا الأمر ـ حسب زعمهم ـ يعد تقصيرا خطيرا من قبل علماء الحديث النبوي في العصور المتقدمة، لذا أصبح من اللازم ـ حسب دعواهم ـ تلافي هذا التقصير، وسد هذه الفجوة في مناهج المحدثين.
وقد بُنيت هذه الدعوى على أساس: أن المحدثين قد خالفوا في هذا الجانب ما كان عليه الصحابة من نقد بعضهم بعضا، ومخالفة بعضهم البعض في كثير من المسائل، وتتبع البعض منهم للبعض من أجل التثبت من نص الحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وحاولت قدر استطاعتي أن أبين حقيقة المراد من هذه الدعوة ومنشأها، وأبرز المنادين بها، والآثار المترتبة عليها في المجتمع الإسلامي المعاصر. مع بيان وجه التوقف في عدالة الصحابة عند سلفنا الصالح رضي الله عنه.
آخذا بعين الاعتبار أنه لا يمكن الحكم على كل من صدر عنه قول فيه شائبة أنه من أعضاء هذه المدرسة. على الرغم من وجود بعض المقولات الصادرة عن بعض الشخصيات من الرموز الإسلامية أدت بفحواها إلى أنها التقت مع العصرانيين في زاوية من الزوايا، أو فكرة من الأفكار، مع أن صاحب المقولة مخالف لهم في كثير من المسائل المطروحة.
تعريف العصرانيين:
نسبة إلى العصرانية: وهو مصطلح دخيل على اللغة العربية، ليس له تعريف في معاجم اللغة العربية الأصيلة. يراد به: مجاراة روح العصر، والتعاطف مع الأفكار، والمواقف والمقاييس الحديثة (1).
مزاعم العصرانيين:
يزعم العصرانيون المنتسبون إلى الإسلام أنهم يريدون التجديد لتنهض الأمة من كبوتها، وأصبح من الضرورة ـ حسب زعمهم ـ أن تعاد كتابة التاريخ الإسلامي والعربي، وذلك من خلال طرح العديد من الدراسات والأبحاث المتعلقة بالتراث، وعرضها في إطار عقلاني تحت مظلة الانتماء إلى التراث الإسلامي(2).
ومن أجل تحقيق مآربهم قاموا بشن حملة شعواء، مدعومة من قبل المستشرقين والجمعيات التبشيرية ضد ثوابت الإسلام، وعلومه المعيارية، كأصول الفقه، وأصول التفسير، وعلوم الحديث. مقدمين لهم كل ما يحتاجونه من رعاية وحماية، وسخروا لهم الإمكانات الهائلة لتمكينهم من بث أفكارهم، ونشر آرائهم بين أبناء المسلمين، كما فعلوا مع محمود أبورية، وطه حسين، وأحمد أمين، والشيخ محمد مصطفى المراغي، وغيرهم.
هجمتهم على الصحابة:
الصحابة رضوان الله عليهم هم حلقة الوصل الرئيسة بيننا وبين الرسول صلى الله عليه وسلم. وهم الذين اختارهم الله عز وجل لحمل رسالة الإسلام من بعده صلى الله عليه وسلم.
ولما وجدت الثقة بهم من المسلمين، وجهوا سهام الحقد إليهم في محاولة منهم لزعزعة الثقة في نفوس المسلمين تجاههم، بحيث يتسنى لهم بعد ذلك التشكيك والطعن في مصداقية الدين الإسلامي، ومصداقية صحة وصوله إلينا، ومن ثم عدم الثقة بما وصلنا سواء أكان ذلك قرآنا أو سنة.
أبرز من قام بذلك:
هناك عدة أسماء تولت كبر هذا الأمر، وسعت إليه بكل ما أوتيت من قوة، وجندت إمكاناتها وأقلامها في سبيل هذا الغرض، ومن أبرزها:
محمود أبورية، في كتابه: (( أضواء على السنة المحمدية ))، والذي لم يتورع فيه من اتهام الصحابة رضوان الله عليهم بالغفلة والسذاجة وعدم التيقظ، وأنهم لم يتوصلوا إلى معرفة حقائق كثيرة غابت عن أذهانهم، تمكن هو ـ حسب زعمه وادعائه ـ من التوصل إليها، وأودعها في كتابه، الذي يرى أنه ـ أي الكتاب ـ كان ينبغي تأليفه أو مثله منذ ألف سنة (3).
كما أنه لم يترك فيه طريقة للتشكيك في السنة النبوية، وكذا التشكيك في رواتها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إلا وسلكها، بزعم أنه أراد خدمة هذه السنة (4).
أحمد أمين، وأصدق وصف وُصِفَ به كان من مُعَاصِرهُ الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله، حيث قال فيه: (( من أبرز الكتاب المعاصرين الذين سلكوا هذا السبيل ـ سبيل الهجوم المقنع وغير السافر ـ أحمد أمين، خريج القضاء الشرعي، وعميد كلية الآداب سابقا، مؤلف كتاب: فجر الإسلام، وضحاه، وظهره. وقد تحدث في فجر الإسلام عن الحديث، فمزج السم بالدسم، وخلط الحق بالباطل )) (5).
وقد أجاد الشيخ مصطفى السباعي رحمه الله في كشف الشبهات التي أثارها: محمود أبورية وأحمد أمين، وفندها الواحدة تلو الأخرى، في كتابه القيم المسمى: (( السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي )) فجزاه الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
طه حسين، والذي يقول عنه الشيخ محمد الغزالي رحمه الله: (( إن طه حسين لم يكن في الحقيقة إلا بوقا من أبواق الغرب، وواحدا من عملائه الذين أقامهم لخدمة مصالحه، وتنفيذ مخططاته، وترويج حضارته، وثقافته، ليدفع المسلمين إلى الخضوع له )) (6).
ومن أبرز كتبه التي تعرض فيها للطعن بالصحابة رضوان الله عليهم، كتابه المسمى: (( الشيخان )).
مطاعنهم في الصحابة:
أولا ـ مطاعن أبورية:
يقول أبورية: (( إنهم ـ أي: العلماء ـ قد جعلوا جرح الرواة وتعديلهم واجبا تطبيقه على كل راو مهما كان قدره، وإنهم قد وقفوا عند عتبة الصحابة فلم يتجاوزوها، إذ اعتبروهم جميعا عدولا لا يجوز عليهم نقد، ولا يتجه إليهم تجريح.
ومن قولهم في ذلك: إن بساطهم قد طوي.
ومن العجب أنهم يقفون هذا الموقف، على حين أن الصحابة أنفسهم قد انتقد بعضهم بعضا )) (7).
وقال: (( وإذا كان الجمهور على أن الصحابة كلهم عدول، ولم يقبلوا الجرح والتعديل فيهم كما قبلوه في سائر الرواة، واعتبروهم جميعا معصومين من الخطأ والسهو والنسيان، فإن كثيرا من المحققين لم يأخذوا بهذه العدالة المطلقة لجميع الصحابة، وإنما قالوا كما قال العلامة المقبلي: إنها أغلبية لا عامة، وأنهم يجوز عليهم ما يجوز على غيرهم من الغلط والنسيان والسهو، بل والهوى. ويؤيدون رأيهم: بأن الصحابة إن هم إلا بشر، يقع منهم ما يقع من غيرهم، مما يرجع إلى الطبيعة البشرية. ويعززون حكمهم بمن كان منهم في عهده صلى الله عليه وسلم من المنافقين والكاذبين، وبأن كثيرا منهم قد ارتد عن دينه بعد أن انتقل إلى الرفيق الأعلى، بله ما وقع منهم من الحروب والفتن التي أهلكت الحرث والنسل، ولا تزال آثارها، ولن تزال إلى اليوم وما بعد اليوم )) (8).
ثانيا ـ مطاعن أحمد أمين:
يقول أحمد أمين: (( ويظهر أن الصحابة أنفسهم في زمنهم كان يضع بعضهم بعضا موضع النقد، وينزلون بعضا منزلة أسمى من بعض، فقد رأيت قبل أن منهم من كان إذا روي له حديث طلب من المحدث برهانا، بل روي ما هو أكثر من ذلك )) (9).
ثالثا ـ مطاعن طه حسين:
يقول طه حسين: (( ولا نرى في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ما لم يكونوا يرون في أنفسهم، فهم كانوا يرون أنهم من البشر، فيتعرضون لما يتعرض له غيرهم من الخطايا والآثام، وهم تقاذفوا التهم الخطيرة، وكان منهم فريق تراموا بالكفر والفسوق )) (10).
خلاصة الطعون الموجهة نحو الصحابة:
1 ـ الاعتقاد بعدالة كافة الصحابة أمر يؤدي إلى القول بعصمتهم، وهو ليس بقول المحققين من أمثال: المقبلي وأحمد أمين وأبي رية وطه حسين.
2 ـ الاعتقاد بعدالة الصحابة يصطدم بمن كان موجودا بين الصحابة من المنافقين والكذابين.
3 ـ الاعتقاد بعدالة الصحابة يصطدم بما وقع من ردة في صفوفهم بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم.
4 ـ صدور ما ينافي العدالة من الصحابة أنفسهم من تكفير بعضهم بعضا، وكذا تكذيب بعضهم بعضا، كما كانوا يضعون أنفسهم في مقام النقد والتجريح.
5 ـ القول بعدالة الصحابة مخالف لما هم عليه من الطبيعة البشرية، لذا فيجوز عليهم ما يجوز على سائر البشر من الخطأ والنسيان والسهو والهوى.
6 ـ وقوع حروب وفتن بينهم كان من نتائجها إهلاك الحرث والنسل.
7 ـ وقوع بعضهم في الخطايا والآثام.




يتبــــــــــــــــــــــع

 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 24.68 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.36%)]