عرض مشاركة واحدة
  #615  
قديم 09-05-2008, 04:03 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

يتبــع موضوع .... كابوس الكفــــر

يحث الإسلام المؤمنين على البذل والعطاء ومواساة الآخرين. والمؤمنين والمؤمناتيوالي بعضهم بعضا: " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيم " (التوبة :71) وهم يفرحون لأي خير يناله أحد منهم. إن تسخير كل واحد من هؤلاء المؤمنين لمهاراته وخبراته في سبيل الله يشيع في المجتمع روح التعاون والتآسي. إن أفراد مثل هذا المجتمع يؤمنون أن الله هو الذي برأ الإنسان فتطبع هذه القناعة طريقة تعاملهم فيما بينهم بطابع الرحمة والتقدير. إن مجتمعا كهذا تختفي منه مظاهر الظلم الاجتماعي والتدافع واختلال النظام. إن مصدر السلام والأمن في قلوب المؤمنين يوضحه حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه: "ليس الغنى من كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس" (البخاري ومسلم)
التمسك بقيم الدين يقضي على آفة الحسد

لقد سبق أن قلنا أن القرآن عرف الحسد بأنه حالة عقلية غير أخلاقية، وهذا هو سبب اجتناب المؤمنين للحسد ذلك الخلق الذي يتعارض مع إرادة الله. أما الكفار فلا يحول بينهم وبين الحسد حائل وذلك لأنه قد تقرر في منطقهم أن لا وجود لأي دافع للامتناع عن الحسد. إن التنافس يولد في النفوس مشاعر الغيرة والأنانية والانفعال. فالبنت الشابة تحسد بنتا شابة أخرى لأنها أكثر منها جمالا وأفضل هنداما. وتساور الشاب مشاعر الحسد تجاه شاب آخر لأنه أكثر شهرة منه. والحسد مشاهد في كل المستويات الاجتماعية، وهو يكون عادة فيما يملكه الآخرون. فالانتقال للعيش في حي راق وقضاء عطلة الصيف في مصطاف مشهور واقتناء سيارة جديدة والسفر خارج البلاد كل هذه أوضاع تجر حسد الحاسدين. إن الطموح يغلب على البعض بحيث يعجزهم حتى عن التعبير عن سعادتهم بما يحرزه الآخرون من نجاح أو كسب. والعنت الذي يسببه التنافس للروح الإنسانية مشاهد بوضوح ولا سيما في مجال التجارة والمال. وتكاد الرغبة في تحقيق تقدم مرموق في مجال المال والأعمال والحسد الذي ينشأ بسبب ذلك أن تكون أنماطا سلوكية معتادة في الحياة اليومية.
لكن القرآن يرسم للمؤمنين سبيل حياة مبرأة من الرغبات الأنانية، ولهذا فإنهم يفرحون بما يصيب إخوانهم من نعمة أو خير: " وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيم " (الحشر: 9-10)
ويوصي الرسول، نزولا عند أمر الله، يوصي المؤمنين باجتناب الحسد: "إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب" (أبو داوود)
أخلاق الإسلام تشيع الحب والاحترام بين الناس
إن الحب ومكارم الأخلاق هما عماد الدين الحق. ويرغب الله الإنسان في القرآن في معاني الحب والتضحية. والله رحيم بعباده، ويبين الله رحمته لعباده في قوله تعالى: "وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ" (البروج: 14). ويأمر الله عباده بأن يتواصوا بالمحبة والمرحمة. ولهذا يتراحم المؤمنون ويتحابون تدفعهم إلى ذلك رغبة في إرضاء الله، إلى جانب إيمانهم بقيمة الإنسان الذي خلقه الله ونفخ فيه من روحه وهداه إلى سبل الإيمان.
إن يقين المؤمنين بحقيقة أن العالم دار ابتلاء تدفعهم إلى الإحسان في تعاملهم مع الآخرين وذلك لعلمهم أنهم سيجازون بالحسنى حين يردون إلى خالقهم. إذ تدفعهم مخافة الله التي تنطوي عليها ضمائرهم إلى توخي الإحسان إلى الآخرين في كل ما يأتون. إنهم يستشفون جمال الله في كل ما تقع عليه أعينهم من مخلوقاته فتمتلئ نفوسهم بحبه. كما أن إيمانهم بالحياة التي تنتظرهم في دار المعاد يقوي مشاعر الحب والاحترام هذه ويعمقها.
وهكذا فإن دفء الحياة وهنائها لا يناله إلا المستمسكون بقيم الدين. فحياة الأسرة تغدو أكثر سعادة وذلك بما يكتنفها من مشاعر الاحترام العميق من قبل الأبناء تجاه والديهم وتجاه من يبلغ الكبر عندهم. إن القرآن يأمر بهذا النوع من السلوك: "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا" ( الإسراء: 23) كما يلفت الرسول صلى الله عليه وسلم الأنظار صوب هذا المعنى وذلك بقوله: "ليس منا من لا يرحم صغيرنا ولا يوقر كبيرنا" (الترمذي) وفي آية أخرى يرشد الله المؤمنين بقوله: "وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا " (النساء: 36)
فإن سادت أخلاق الدين في مكان ما تنافس أهله في التحلي بكريم السلوك والآداب. والحق أنه ليس سوى الدين ما يبعث مثل هذه النزعة الأخلاقية في النفوس: "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءتُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون" (إبراهيم: 24-25)فالصداقة والحب والتراحم معان لا يلتزم بها إلا الذين يأتمرون بأمر الله، وهذا هو الحب الخالص الذي لا يحث عليه سوى التطلع إلى نيل رضا الله: "وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ" (التوبة: 71)
إن رابطة الصداقة التي تصورها الآية أعلاه تفضي إلى تضامن لا انفصام له في المجتمع بوجه عام، تضامن يحس به جميع أفراد هذا المجتمع. أما المجتمعات التي لا تؤمن بقيم الدين فإنها تفتقر إلى الشعور بالمحبة الصادقة وذلك لأنها لا تحب وتحترم غير الجمال والمال والمكانة الاجتماعية.
إن صداقة الشخص الذي يؤسس صداقاته على ثروة أو جمال أو غير ذلك حري بأن تظل صداقته دائرة على محور هذه القيم. كما تظهر الآثار السلبية لهذه العقلية بعمق في العلاقات الزوجية. ففي المجتمعات الكافرة تنكح المرأة لمالها أو لجمالها أو لحسبها. وفي أغلب الأحوال يتبخر حب الرجل لامرأته في هذه المجتمعات إذا بهت جمالها أو أصابها المرض، وفوق ذلك فإن الذي يجهل الآخرة ولا يؤمن بها ليس عنده استعداد لأن يبدد حياته القصيرة في رعاية وتمريض امرأة طريحة الفراش. وهناك أمثلة كثيرة أخرى على أثر الكفر على العلاقات الاجتماعية في مثل هذه المجتمعات.
إن الاحترام لا يقل أهمية عن الحب. فهو تعبير عن مدى الأهمية التي يوليها المرء لشخص ما. لكن في المجتمعات التي لا تأبه لقيم الدين تكون حظوظ الناس من الاحترام بحسب ما عندهم من سلطة أو مال أو جاه، فإن غابت هذه الأسباب لم يكن ثمة ما يحث الأشخاص على احترام بعضهم الآخر.
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.23 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.62 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.99%)]