عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-03-2021, 04:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي رد: العقيدة والعبر من قصار السور

العقيدة والعبر من قصار السور
- الفلق


د. أمير الحداد


{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} (الفلق).
هذه إحدى السور الخمس التي ابتدأت بـ(قل)، وفيها يرشد الله -سبحانه وتعالى- رسوله ومن بعده عباده أن يلوذ ويلجأ ويعتصم به سبحانه من شر كل شيء وذكر من صفاته أنه (رب الفلق) سبحانه وتعالى، والفلق هو الصبح أو الزرع أو الجمادات أو الإنسان، فكأنه -سبحانه- يشير إلى أنه (رب كل شيء).
وهذا ما ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في خطبة الحاجة «ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا».
- نعم.
كان الوقت أواخر شهر ديسمبر؛ حيث يقصر النهار، وتصبح معظم النشاطات بعد صلاة العشاء، اقترح علي صاحبي أن نقضي الوقت بعد صلاة العصر نتريض في الممشى الموازي للبحر.
- ثم بعد أن ذكر (شر ما خلق) وهذا عام ذكر بعض الشرور الخاصة، لبيان شدة أثرها والتنبيه إلى خطرها سواء من التعاطي بها أم الوقوع تحت تأثيرها.
- وما شر الغاسق إذا وقب؟
- الليل إذا أقبل، ومن آيات الله الليل، ويحصل في الليل من الشر ما لا نعلمه، يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: «ذكر الله عز وجل الغاسق إذا وقب والنفاثات في العقد والحاسد إذا حسد؛ لأن البلاء كله في هذه الأحوال الثلاثة يكون خفيا».
والنفاثات في العقد الأنفس التي تنفخ لعقد السحر.
والحسد معروف.
وعندما يأمرنا الله أن نستعيذ به من هذه الأمور إنما ليبين أنها شر قد يقع أذاه علينا، والسبيل للنجاة هو الاعتصام بالله واللجوء إليه، ولا ينبغي لمؤمن أن يفعلها ولاسيما السحر والحسد، يقول الشيخ ابن عثيمين في تتمة كلامه: «الطريق للتخلص من هذه الشرور أن يتعلق القلب بالله، ويتوكل عليه، ومن التوكل استعمال الأوراد الشرعية التي بها يحصن نفسه، لكن مع الأسف لا يعرف كثير من الناس هذه الأوراد، ومن عرفها يغفل عنها، ومن قرأها قلبه غير حاضر معها، وكل هذا يعرض النفس لهذه الشرور وغيرها».
صاحبي أنشط مني في المشي الرياضي، لكنه يراعي ذلك فيبطئ من مشيه لنكون سويا.
- وأين ذكرت الاستعاذة في شريعتنا؟
- يقول الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}(النح ل: 98)، ويقول تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۚ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}(الأعراف : 200)، ويقول تعالى: {}(المؤمنون: 97)، ويقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ ۙ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ ۚ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}(غافر : 56)، ويقول تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ۖ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}(فصلت : 36).
وفي الأحاديث: «أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق»، «أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون» (الصحيحة).
وفي الحديث: «أتاني جبريل فقال: يا محمد قل. قلت: وما أقول؟ قال قل: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء، ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ماذرأ في الأرض، ومن شر ما يخرج منها، ومن شر فتن الليل والنهار، ومن شر كل طارق إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن» (صحيح).
وأيضاً: «إن هذه الحشوش محتضرة فإذا أتى أحدكم الخلاء، فليقل: أعوذ بالله من الخبث والخبائث» (صحيح).
وأحاديث أخرى كثيرة، ولكن دعني أختم لك بحديث ييسر لك هذه القضية. عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يا ابن عباس ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المعوذون؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: {قل أعوذ برب الفلق}، و{قل أعوذ برب الناس}».




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.19 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.73%)]