عرض مشاركة واحدة
  #56  
قديم 14-07-2013, 08:56 PM
الصورة الرمزية أبو سلمان عبد الغني
أبو سلمان عبد الغني أبو سلمان عبد الغني غير متصل
قلم مميز
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
مكان الإقامة: وهران . الجزائر
الجنس :
المشاركات: 1,388
الدولة : Algeria
افتراضي رد: أحاديث مشهورة ومتداولة لكنها ضعيفة أو موضوعة..فانتبهوا..

ولعلي للفائدة ان شاء الله ادرج بحثا حول أحاديث لا تصح في فضل رمضان للشيخ عبد الله السعد حفظه الله


الحديث الاول :


حديث سلمان الفارسي الطويل المشهور، وفيه:
(قد أظلكم شهر عظيم شهر مبارك...من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ...وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار... من فطّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء).
وهو حديث منكر سنداً ومتناً، ولا يصح ألبتة، ولم أقف على أحدٍ ممن تقدم من أهل العلم أنه صحّحه.
oأما من جهة الإسناد:
فقد جاء منعدة طرق لا يصح منها شيء –سيأتي الكلام عليها وبيان ضعفها- ومداره على:
علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن سلمان به مرفوعاً.
والحديث له عدة علل:
1.علي بن زيد بن جدعان البصري: لا يحتج به، وقد تكلم فيه الجمهور لسوء حفظه، وكان يرفع ما يوقفه غيره، قال شعبة: كان رفّاعاً، وقال حماد بن زيد: ثنا علي بن زيد -وكان يقلب الأحاديث-، وفي رواية: يحدثنا اليوم بالحديث ثم يحدثنا غداً، فكأنه ليس ذاك. وله ما يستنكر، وقد اختلط كما قال شعبة.
وكان متقناً للقرآن، صاحب ليل، من فقهاء البصرة، قال ابن حبان: كان شيخاً جليلاً، وكان يهم في الأخبار.
على أن جميع الطرق إلى زيد لا يثبت منها شيء -كما سيأتي-.
2.أنه على ضعفه قد تفرد به عن سعيد بن المسيب، وهذا مما يدل على نكارته.
3.أن سعيد بن المسيب لا يُعرف بالرواية عن سلمان، فلا يُدرى هل سمع منه أم لا؟[13] وليس له رواية عنه في الكتب الستة. أما في إتحاف المهرة فلم يذكر له عن سلمان غير هذا الحديث، وحديث آخر رواه الدارقطني وهو حديث باطل.
وللحديث عدة طرق:
فقد أخرجه ابن خزيمة (3/191-192) –وقال فيه : إن صح الخبر[14]- قال:ثنا علي بن حجر السعدي ثنا يوسف بن زياد ثنا همام بن يحيى عن علي بن زيد بن جدعان به.
وأخرجه البيهقي في الشعب (3608) من طريق ابن خزيمة، وأخرجه أبو اليُمن ابن عساكر في جزءٍ فيه أحاديث شهر رمضان (7) من طريق البيهقي.
وأخرجه ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (41)، وابن شاهين في فضائل رمضان (16)، والبيهقي في الشعب (3608) وفضائل الأوقات (37)، والأصبهاني في الترغيب (1726)؛ من طرقٍ أخرى عن علي بن حجر به.
ورواه أبو الشيخ ابن حيّان في الثواب كما في الترغيب للمنذري.
قلت: وهذا إسناد لا يصح، فيه يوسف بن زياد: والأقرب أنه البصري أبو عبدالله، كان ببغداد وهو ضعيف جداً. قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث.
طريقٌ آخر:
أخرجه الحارث بن أسامة (كما في المطالب العالية 6/33) قال: حدثنا عبد الله بن بكر حدثني بعض أصحابنا -رجلٌ يقال له: إياس- رفع الحديث إلى سعيد بن المسيب عن سلمان به.
وأخرجه العقيلي في الضعفاء (1/45)، ومن طريقه الخطيب في التاريخ (4/333) من طريق: عبد الله بن بكر السهمي قال حدثنا إياس بن أبي إياس عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي به.
وذكره ابن أبي حاتم في العلل (م: 733) قال: سألت أبي عن حديث حدثناه الحسن بن عرفة، عن عبد الله بن بكر السهمي، قال: حدثني إياس، عن علي بن زيد بن جدعان به.
وأخرجه البيهقي في الشعب (3608) من طريق: عبد الله بن بكر السهمي عن إياس بن عبد الغفار عن علي بن زيد بن جدعان به.
قلت: وهذا إسناد لا يصح، قال أبو حاتم الرازي: «هذا حديث منكر؛ غلط فيه عبد الله بن بكر؛ إنما هو: أبان بن أبي عياش، فجعل عبد الله بن بكر (أبان): (إياس)».
وأبان: متروك.
وذهب العقيلي إلى أنه غيره فقال: إياس بن أبي إياس مجهولٌ أيضاً، وحديثه غير محفوظ.
ولذا قال ابن حجر في إتحاف المهرة (5941): «وأما إياس بن عبد الغفار[15] فما عرفته».
ثم قال عقب ذكره الحديث: «قد روي من غير وجهٍ، ليس له طريقٌ ثبتٌ بيّن».
ويعضد قول أبي حاتم أمران:
1.أن إياساً هذا لا يُعرف إلا في هذا الخبر، فاحتمال خطأ عبدالله بن بكر: قائمٌ.
2.أن أبان وابن جدعان بصريان ومتقاربان في الطبقة، فاحتمال رواية أبان عنه قريبة.
غير أنه يجاب عن هذا:
1.أن إياس من شيوخ عبدالله بن بكر-كما في هذا الحديث- فيكون أدرى بحاله، وقد سمّاه: (إياس بن أبي إياس) وفي رواية: (إياس بن عبد الغفار).
2.أن أبان بن أبي عياش من المشهورين، وهو وعبدالله بن بكر بصريان، فيبعُد أن يكون عبدالله لا يعرفه، ويخطئ في اسمه؛ إلا أن يكون دلّس اسمه (وهو ما يسمى بتدليس الشيوخ)، غير أنه لم يوصف بتدليس.
ومهما يكن من أمر فالإسناد ساقط؛ إن كان أبان فهو: متروك، وإن كان إياس فهو: مجهول.
تنبيه: سقط من سند الحارث والعقيلي والخطيب: (علي بن زيد بن جدعان) والصواب إثباته، كما رواه ابن أبي حاتم وأقره عليه أبوه أبو حاتم.
ولذا قال ابن حجر في الإتحاف: «ومداره على علي بن زيد بن جدعان». والله أعلم.
طريقٌ آخر:
قال أبو حفص ابن شاهين في كتابه فضائل رمضان (15) : ثنا خيثمة بن سليمان ثنا أحمد بن الفرج الحمصي ثنا يحيى بن سعيد العطار ثنا سلاَّم بن سلْم عن علي بن زيد بن جدعان به .
قلت: وهذا إسناد ليس بشيء:
1.أحمد بن الفرج الحمصي: مختلف فيه؛ قال ابن أبي حاتم : كتبنا عنه ومحله الصدق، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ، وقال مسلمة بن قاسم: ثقة مشهور، وقال أبو أحمد الحاكم: قدم العراق فكتبوا عنه، وأهلها حسّنوا الرأي فيه.
وأما الشاميين فقد ضعّفوه؛ فقد كذبه محمد بن عوف الحمصي، وضعفه ابن جوصا، وقال ابن عدي: كان محمد بن عوف يضعفه ومع ضعفه يكتب حديثه.
قلت: والأقرب أنه لا يحتج به؛ فهو شاميّ وأهل الشام أدرى بحاله وقد ضعفوه، لا سيما محمد بن عوف الحمصي؛ فهو من الحفاظ ومن أهل بلده ومعاصرٌ له.
2.يحيى بن سعيد العطار: واهي الحديث؛ فقد ضعفه ابن معين وقال: قد روى أحاديث منكرة. وقال الجوزجاني والعقيلي: منكر الحديث . وقال ابن عدي: له مصنفٌ في حفظ اللسان، وله أحاديث لا يتابع عليها، وهو بيّن الضعف.
3.سلاَّم بن سلْم: واهي الحديث، وقد أُتّهم؛ قال أبو نعيم : متروك بالاتفاق. والله أعلم.
طريقٌ آخر:
أخرجه ابن عدي في الكامل (5/293) من طريق: عبد العزيز بن عبد الله أبو وهب الجدعاني ثنا سعيد بن أبي عروبة عن علي بن زيد بن جدعان به.
قلت: وهذه الطريق خطأ. قال ابن عدي: عبد العزيز بن عبد الله هذا عامة ما يرويه لا يتابعه عليه الثقات.
طريقٌ آخر:
أخرجه ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (58)، والبيهقي في الشعب (3955)، وفضائل الأوقات (72)، والطبراني في الكبير (6/261)، والأصبهاني في الترغيب (1763)، وابن عدي في الكامل (2/220)، وابن حبان في المجروحين (1/300) وقال: «وهذا لا أصل له»؛ كلهم من طريق: حكيم بن حزام، عن علي بن زيد بن جدعان به.
وهذا إسناد باطل؛ حكيم بن حزام[16]: متروك، وكان من أهل العبادة.
طريقٌ آخر:
أخرجه ابن عدي في الكامل (3/311) من طريق: هشام بن عمار ثنا سلام بن سوار ثنا مسلمة بن الصلت عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعاً: ( أول شهر رمضان رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار)
قلت: وهذا إسناد باطل:
1.سلام بن سوار: منكر الحديث كما قاله ابن عدي.
2.مسلمة بن الصلت: متروك الحديث كما قاله أبو حاتم.
3.تفرد به مسلمة، وليس هو من أصحاب الزهري. والله أعلم.


طريقٌ آخر:
أخرج الطبراني في الكبير (6/261)، والبزار في البحر الزخار (6/469)، وابن عدي في الكامل (2/306) من طريق: الحسن بن أبي جعفر عن علي بن زيد بن جدعان به.
وهذا إسناد لا يصح، فالحسن متروك.
هذا ما يتعلق بإسناد هذا الحديث.
oوأما من جهة المتن:
فهو متن منكر؛ وذلك من وجهين:
الوجه الأول: أن فيه فضائل عظيمة لم ترو إلا بهذه الأسانيد الواهية؛ فدل هذا على نكارة هذا الخبر، وذلك في قوله : (من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه) فهذا الفضل العظيم لم يأتِ إلا في هذا الخبر الواهي، الذي لا يصح الاعتماد عليه، والركون إليه.
ولا شك أن فضل الله تعالى واسع، وثوابه لعباده ليس له حد؛ ومن ذلك الحديث -المتقدم أول الرسالة- الذي في الصحيحين من حديث أبي هريرةقال: قال رسول الله r: (كل عمل بن آدم يضاعف، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به، يدع شهوته وطعامه من أجلي..).
وغير ذلك من النصوص الصحيحة التي تقدم ذكرها، لكن هذه الفضائل ثابتة بأسانيد صحيحة بخلاف التي جاءت في حديث سلمان، فإنما جاءت من طرقٍ واهية.
الوجه الثاني: أنه قد جاء في هذا الحديث قوله: (من فطّر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه، وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شيء).
وهذا المعنى قد جاء بإسناد أصح من هذا، وليس فيه ذكر هذه الأجور العظيمة.
فقد أخرج الترمذي (807) وغيره من طرق عن عطاء -وهو ابن أبي رباح- عن زيد بن خالد الجهني t قال: قال رسول الله r: (من فطّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً).
وهذا الخبر قد صححه الترمذي،وابن حبان (8/216).
إلا أنه منقطع؛ عطاء لم يسمع من زيد بن خالد، كما قاله علي بن المديني (المراسيل ص155)
وقد جاء لهذا الحديث شواهد بلفظه:
عن عائشة: مرفوعاً عند الطبراني في الأوسط (8/214) من طريق: الحكم بن عبد الله الأيلي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عائشة عن النبي r به. وهذا سند باطل؛ الحكم: متروك، وجاء موقوفاً عليها عند النسائي في الكبرى (2/256) من طريق: حسين، عن عطاء، عن عائشة به. وهو خطأ، والصواب عطاء عن زيد.
وعن ابن عباس: مرفوعاً عند الطبراني في الكبير (11/187)، والعقيلي (1/244)من طريق: الحسن بن رشيد، عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس عن النبي r به. وهو خطأ، والحسن بن رشيد: لا يحتج به.
وعن أبي هريرة: عند عبد الرزاق (4/311) موقوفاً –كما في المطبوع-، ويبدو أنه خطأ، والصواب رفعه؛ فقد رواه العقيلي (1/244) من طريق:إبراهيم بن محمد الصنعاني، وأبو نعيم في تاريخ أصبهان (2/192) من طريق: محمود بن غيلان، والبيهقي في الشعب (3954) من طريق: أبي الأزهر؛ ثلاثتهم عن: عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة عن النبي r به.
وجاء عنه مرفوعاً عند الطبراني في الأوسط (6/69) من طريق: علي بن بهرام، عن عبد الملك بن أبي كريمة، عن ابن جريج، عن عطاء، عن أبي هريرة عن النبي r به. ولا يصح.
وإن كان لا يصح منها شيء، إلا أن حديث زيد بن خالد الجهني t يتقوّى بها.
وأصل هذا الحديث ما جاء في الصحيحين: البخاري (2843) ومسلم (1895) من حديث بسر بن سعيد عن زيد بن خالد الجهني t أن رسول الله r قال: (من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا، ومن خلفه في أهله بخير فقد غزا).
فتبيّن مما تقدم أن حديث زيد هذا، أقوى من حديث سلمان الذي معنا بكثير.
ويؤيد ما جاء في حديث زيد بن خالد t من حيث المعنى:
1.ما جاء في صحيح مسلم (1893) من حديث أبي مسعود الأنصاري مرفوعاً: (من دل على خير فله مثل أجر فاعله).
2.وما جاء في صحيح مسلم (2674) من حديث العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله r قال: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً).
فكل هذا يقوي القول بنكارة حديث سلمان، والله تعالى أعلم.
تنبيه: اختلف أهل العلم هل يكفي تفطير الصائم بأي شيءٍ كان، أم لابد من إشباعه؟
وحديث زيد بن خالد يدل على الإشباع، وهو قول أبي العباس ابن تيمية وغيره، ولو ثبت حديث سلمان لكان نصاً في المسألة ففيه قوله: (من فطّر صائماً على تمرة، أو شربة ماء، أو مذقة لبن)، ولا شك أن هذا لا يُشبع. والله أعلم.
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم






رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.80 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]