عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 23-08-2010, 11:32 PM
mahdiy mahdiy غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
مكان الإقامة: ...
الجنس :
المشاركات: 88
افتراضي رد: مسألة مهمة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزف الامنيات مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله

بالنسبة لحديث النفس هل يحاسب عليها الانسان .. بالمثال يتضح المقال

لو يا شيخنا "رأيت انسان اعرج، فقلت في نفسي انني افضل منه هو اعرج وانا معافى"
ولم أتلفظ بها ولم اغتابه فقط حدثتني بها نفسي ..

هل في ذلك اثم علي
وعليكم السلام ورحمة الله،
تقول في نفسك أنك أفضل منه، وما أدراك لعله هو الذي أفضل منك.
قال تعالى :
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ"
49:11
فلا يسخرُ قوم من قوم آخرين غالبا إلا لأن هؤلاء الآخرين ظاهرهم يوحي بالسخرية. ولكنه تعالى يقول : "عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ". فحينئذ يكونون حقيقة خيرا من الساخرين. وهذا يعني أن الظاهر قد يخالف الحقيقة. فالمظاهر خداعة، فقد يكون الذي تسخر من حاله هو أحسن منك في الايمان والتقوى. كما قال تعالى :
"إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ "
49:13
فالاختلاف والتفاضل الحقيقي بين الناس ليس بتاتا في ظاهرهم ولكن في قلوبهم. والقلوب لا يعلم ما فيها الا الله تعالى.
وظن الشخص أنه خير من الآخر كبر، كما فعل الشيطان الرجيم عندما رفض السجود لآدم عليه السلام. قال تعالى :
"قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ "
7:12
أو كما أخبرنا الله تعالى في سورة الكهف عن رجلين أحدهما له أموال وبنون وآخر لم يُؤت مثله. قال تعالى :
"وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالا وَأَعَزُّ نَفَرًا
وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا
وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلا
لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا
وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالا وَوَلَدًا
فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا
أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا
وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا
وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا
هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا "
18:34-44
والله تعالى جعل المستقبل غيبا بالنسبة الينا كي لا يفتخر صاحب النعمة بنعم الله عليه ولا ييأس المبتلى من تحسُّن الحال كما قال تعالى :
"لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ "
57:23
فكم ممن انقلب حسن حاله رأسا على عقب كأن لم يكن شيئا، ودوام الحال من المحال.
فربما الذي تظن أنك أفضل منه اليوم، قد تصاب غدا بأشد مما ابتلي هو به. ولا أحد منا يضمن شيئا في المستقبل. فليس الا التوكّل على الله في الحفظ.
والسخرية من الآخرين سبب الابتلاء بنفس ما سَخِر به منهم.
وقال تعالى :
"وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ "
2:235
"لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ "
2:284
وهناك فرق بين ما يتبادر في الذهن من الوسواس الذي لا يستطيع أن يدفعه عن نفسه. الذي قال فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام : "إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به نفسها ما لم تتكلم به أو تعمل".
وبين ما يطمئن إليه من مثل هذه الأفكار كأن يفتخر في قرارة نفسه أنه أحسن من غيره ولا يستعيذ بالله من ذلك.
وأحسن ما يفعل الانسان في هذه الحال هو الدعاء المشهور : "الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا".
وكم من عافية تخفي نقمة، وكم من نقمة في طيّها نعمة. وها هي عافيتك دليل على ذلك كانت سببا في ورود هذه الأفكار في نفسك (نقمة)، وربما تكون نقمة الآخر سببا في تواضعه (نعمة). وكل شيء ناقص في هذه الدنيا لا يبلغ الكمال أبدا مهما بلغ.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.08 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.43 كيلو بايت... تم توفير 0.65 كيلو بايت...بمعدل (3.40%)]