الموضوع: تعليق التمائم
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 23-10-2019, 05:56 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,534
الدولة : Egypt
افتراضي تعليق التمائم

تعليق التمائم











الشيخ صالح بن عبدالرحمن الأطرم







الحمد لله الكافي الشافي، أحمده - سبحانه - وأشكره، مَن توكَّل عليه كفاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يحفظ مَن اعتصم به، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله إمام الموحِّدين، وأفضل المتوكلين على رب العالمين، اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك وسولك محمد وعلى آله وأصحابه، الذين بَرئوا مما برئ منه رسولُهم الكريم.





أما بعد:


فيا أيها الناس، اتقوا الله تعالى الذي يخلق ويهدي، ويُطعِم ويَسقي، ويُمرِض ويَشفي، ويُحيي ويميت، ويغفر الخطايا يوم الدين؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ﴾ [يونس: 107]، فاتقوا الله ربكم وتعلَّقوا به، واحذروا كل تعلُّقٍ بغيره؛ فإنه القادر، والمخلوق هو العاجز مهما عَظُم: ﴿ قُلْ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [الزمر: 38]، فلا يجوز للمسلم أن يُعلِّق شفاءه من الأمراض، أو حمايته للنفس والعين بما يُسمَّى تمائم، وهي: ما يُعلَّق في الأعناق، أو تحت الوسائد، أو في الصناديق، لمن لا يُولَد لها، فكل ذلك حرام، ومِثل هذا النوع من السحر تتَّخِذه النساء لتُحبِّب زوجها إليها، ومِثل ذلك ما يُعلَّق بالدواب أو السيارات مخافةَ العين، أو ما يُتَّخذ من الرقى، وهي: العزائم المخالفة للطريق المشروع، والتي تكتب بحروف مقطَّعة أو بغير العربية، فالرُّقية الجائزة - يا عباد الله - هي: ما كانت بأسماء الله تعالى وصفاته، وبالأدعية القرآنية والنبوية، وباللسان العربي، وألا يُعلِّق العبد بها ثقتَه وآماله؛ بل يجعلها سببًا، والشافي هو الله تعالى وحده، فمن اتخذها لغير ذلك، فعليه الخطر من العقوبة؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: ((من تعلَّق تميمة، فلا أتمَّ الله له، ومَن تعلَّق ودَعةً، فلا ودَع الله له))؛ لأن هذا من الشرك؛ ورسالتُه -صلى الله عليه وسلم- تُحارِب الشرك.





فمن لم يتَّبِع سنَّته، فقد عرَّض نفسَه لما يُسخِط الله تعالى ورسوله - صلى الله عليه وسلم.





جاء عشرة رجال إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليبايعوه، فبايع تسعةً وأمسك عن العاشر، فقالوا: ما شأنه؟ فقال: ((إن في عضده تميمة))، فقطع الرجل التميمةَ، فبايعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: ((مَن تعلَّق تميمةً، فقد أشرك)).





فانظر أخي المسلم إلى هذا الرجل كيف بادر إلى ما يُرضي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليَحظى بصحبتِه في الدنيا والآخرة، فبادر أنت إلى سُنَّته؛ لتحظى بصحبته في الآخرة، واسمع مقالته -صلى الله عليه وسلم-: ((ويحك ما هذه؟))، قال: من الواهنة، قال: ((أمَا إنها لا تَزيدك إلا وَهنًا، انبذها عنك، انبذها عنك؛ فإنك إن متَّ وهي عليك، ما أفلحتَ أبدًا))؛ رواه أحمد.





فأي عقوبة أكبر من عدم الفلاح على من اتخذ التمائم؟ فعلى المسلم أن يُبادِر إلى تغيير ما رأى من ذلك؛ فعن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه دخل على امرأته وفي عُنقها شيء مقصود فجذبه فقطعه، ثم قال: ((لقد أصبح آل عبدالله أغنياء عن الشرك بالله مما لم يُنزِّل به سلطانًا)).





ثم قال: سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((إن الرقى والتمائم والتِّولة شرك))، وجاء في عقوبة من تعلَّق بشيء من ذلك أن الله تعالى يَنزِع منه عونَه ومدده ونُصرتَه؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: ((مَن تعلَّق بشيء، وُكِل إليه))، هل يربح مَن وكِل إلى نفسه أو إلى أحد من المخلوقين؟! ولو لم يكن في عقوبة مَن اتخذ الأوتار والتمائم ونحوها إلا أن تبرَّأ الرسول -صلى الله عليه وسلم- منه لكفى، وجاء في فضل مَن غيَّر شيئًا منها قوله -صلى الله عليه وسلم-: ((من قطَع تميمةً من إنسان، كان كعَدْل رقبة))، فمن تعلَّق بالله تعالى وأنزل حوائجه به والتجأ إليه، وفوَّض أمره إليه، كفاه، وقرَّب إليه كل بعيد، ويسَّر له كل عسير، ومن تعلَّق بغير الله تعالى أو سكَن إلى رأيه وعقله ودوائه وتمائمه وأوتاره وعزائمه ونحو ذلك، وكَلَه الله تعالى إلى ما ركَن إليه وخذَله، فاتقوا الله تعالى وثِقوا فيه، وإياكم والبدعَ وانحراف العقيدة، وكونوا دائمًا ربانيين، تفوزوا برضا رب العالمين.





أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ * وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ * وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ ﴾ [الشعراء: 78 - 82].





بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذِّكر الحكيم، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.86 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.24 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.33%)]