عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 30-04-2008, 09:58 PM
الصورة الرمزية فجر العزة
فجر العزة فجر العزة غير متصل
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2007
مكان الإقامة: في الدنيا الفانية
الجنس :
المشاركات: 615
الدولة : Palestine
73 73 :: أطياف المجد :: حواري معه و قصة غرام لا تنتهي ::




كان هذا حواري معه..





لا تسل عن سلامته ... روحه فوق راحته .. بدلته همومه .. كفنا من وسادته ..


الردى منه خائف ..


صامت لو تكلما .. لفظ النار و الدما .. قل لمن عاب صمته .. خلق الحزم أبكما ..


لا لتلومه قد رأى منهج الحق مظلما .. و بلادا أحبها .. ركنها قد تهدما ..







التقيت به لقاء طُبع في مخيلتي .. لن تمحيه السنون من ذاكرتي ..


عينان بريقهما رعدا صاعقا .. نظرته كالصقر الجارح ..


وقفت وجلة .. لا أعرف من أين أبدأ حديثي معه ..






و بينما أنا في شرود تام .. ابتدرني قائلاً:


أختي الكريمة .. حياكِ الله .. تفضلي بطرح أسئلتك علي فأنا بالانتظار


فقلت بنفسي : ودود أيضا ..






قلت : عرفنا بنفسك و من تكون ؟؟


قال: أنا الفعل كلامي ، و الصمت سلاحي ، و البندقية رعدي و بركاني ، و ثورتي نار على أعدائي





قلت : أتراه لغزا ؟


قال : و ما اللغز في تعريفي ، أنا خلقتُ لتكون هي قضيتي ،، فهذه محبوبتي .. كبر حبها في قلبي يوما بعد يوم ..


فكثر الحساد و أرادوا غدرا قتلها .. فجاد شرياني بالدم لأفديها بها





نعم : متى بدأت قصتكما معاً من يراك يعتقد أنك لا تملك قلبا لتحب و لتهوى؟ معذرة


قاطعني:


اسمعي و أصغي و لتسمع الدنيا بأسرها قصتنا قديمة قدم الدنيا ذاتها ولدت معها ..وولدت معي ... ترافقني كظلي في كل مكان تطأه قدماي ، تخشى علي من الهواء الذي أتنفسه . منحتني دفئا حبا حنانا .. تكلؤني برعاية تفوق الوصف ..




أحببتها حتى أصبحت متيم بها .. من يعرف قصتنا سويا .. يعتقد أنه لا محبوبين غيرنا في العالم أجمع ..


قلبي تعلق بها تعلقا لا تستطيع الكلمات وصفه أبدا و لا الشعراء و لا حتى أصحاب الأقلام الحرة..


و بينما كنا نعيش في هناء تغبطنا عليه الطيور و الأشجار و تتهامس السماء به علينا





ما الذي حدث لم توقفت عن الكلام .. تابع .. ما الذي أستوقفك..؟؟





قصتنا بدأت هنا .. تخضبت يداي بدمائها .. امتزجت روحها الطاهرة بثرى الأرض .. تهاوت أمام ناظري في لحظات كانت ثقيلة ثقيلة ..



هل قتلت؟؟





لا ، بل اغتيلت براءتها ، امتدت إليها يد الغدر في عتمة الليل ، وطعنتها بخنجر في صدرها ،كاد أن يرديها قتيلة ،،


و لكنها لم تمت بعد ، مازالت تتنفس ،، و مازلت أحاول إنعاش قلبها .. و سأبقى أداوي هذا الجرح إلى أن تعود لي حبيبتي كما كانت ..




و هنا تتساقط دموعا من عينيه و يسود الصمت المكان .. بكيت بحرقة .. فكيف يفعل هكذا بهذه الحبيبة الجميلة ..


فلقد شاهدت صورها حوله على الجدران و الشطآن و الرمال و أينما ألتفت أجد صورتها أمامي .. تأسرك من النظرة الأولى بسحر جمالها .. تفهم معنى الجمال عندما تراها .. كأني لم أعرف معنى الجمال قبل ذلك ..






قال لي : أعتذر لما سببته لك و لكني أحبها و ربي و سيبقى حبها ساكنا روحي و صدري
،,
,,


أسمعك : تابع


نظر إليّ بعينين ثائرتين وبنبرة صوت قوية أحسست من خلالها برهبة و خوف فانقلب من شخص وديع إلى أسد جسور


و قال : فليعلموا إني لها ثائر سائر .. سأدك الحصون و لن يمنعني دمع العيون و لن تكفيني بحورا من دمائهم العفنة لتشفي صدري مما فعلوه بها..


قسما لكِ يا أغلى حبيبة اكتحلت عيناي برؤياها و امتزجت روحي بروحا الطاهرة فغدت دنيانا وأاحدة بأن اجعل جماجمهم سلما يرقى بي إلى عليين و تكون أجسادهم العفنة ممرا أعبر به إلى الحور العين و سأدون قصتي التي أهوى ليقرأها الكبير و الشبل الصغير على رمالها و شطآنها و صخورها و جبالها أنا صامدون باقون على العهد حتى يأتي اليوم الموعود





بقلم أختكم في الله :


فجر العزة



من مجموعة:


أطيــــــــــــاف المجــــــــــــــد
__________________
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]