عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 22-01-2009, 07:27 PM
الصورة الرمزية بدر من المغرب
بدر من المغرب بدر من المغرب غير متصل
قلم برونزي
 
تاريخ التسجيل: Sep 2006
مكان الإقامة: المغرب
الجنس :
المشاركات: 1,803
الدولة : Morocco
افتراضي رد: هل الغفلة عن ذكر الله سبب للمس

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشيخ أبوالبراءالأحمدى مشاهدة المشاركة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوى الكريمان / عبد الله فرحات ، وبدر الجزائرى
أختى الكريمة / ملاك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعــــــــــــد
تابعت حواركم الهادئ الممتع بارك الله فيكم ، وأحب أن أقرر لكم أمرا ، فاعلموا رحمنى الله وإياك أن
علاقة الشيطان بالإنسان ــ لمجرد بشريته ــ علاقة عداوة إلى يوم البعث ولهذا حذرنا الله عز وجل من الشيطان وأمرنا أن نتخذه عدوا لأنه يتخذنا أعداء فقال الله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168) " سورة البقرة
وقال سبحانه وبحمده : " وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا (53) " سورة الإسراء
وقال سبحانه وبحمده : " إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6) " سورة فاطر
وقال سبحانه وبحمده : " أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) " سورة يس
ومن الناس من يتبع هواه فيعصى ربه خالقه ومولاه ويتخذ الشيطان صاحبا فيستكين لشرَكه ويسمع لوسوسته ويتأثر بنغزه ، فيكون قرينا له يأتمر بأمره وينتهى بنهيه ، فلايأمره إلآ بشر ، ولاينهيه إلآ عن خير ، قال الله تعالى : "
وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ (36) وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (37) حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ (38) وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ (39) " سورة الزخرف
قال ابن الجوزى فى زاد المسير : قوله تعالى : { ومن يَعْشُ } فيه ثلاثة أقوال :
أحدها : يُعْرَضْ ، قاله الضحاك عن ابن عباس ، وبه قال قتادة ، والفراء ، والزجاج .
والثاني : يَعْمَ ، روي عن ابن عباس أيضاً ، وبه قال عطاء ، وابن زيد .
والثالث : أنه البَصَر الضعيف ، حكاه الماوردي . وقال أبوعبيدة : تُظْلِمْ عينه عنه . وقال الفراء : من قرأ : « يَعْشُ » ، فمعناه : يُعْرِضْ ، ومن نصب الشين ، أراد : يَعْمَ عنه؛ قال ابن قتيبة : لا أرى القول إلاّ قولَ أبي عبيدة ، ولم نر أحداً يجيز « عَشَوْتُ عن الشيء » : أعرضتُ عنه ، إِنما يقال : « تَعاشَيْتُ عن كذا » ، أي : تغافلتُ عنه ، كأنِّي لم أره . ومثلُه : تعامَيْتُ والعرب تقول : « عَشَوْتُ إِلى النار » : إِذا استدللتَ إِليها ببصر ضعيف ، قال الحطيئة :
متَى تَأْتِهِ تَعْشُو إِلى ضَوْءِ نَارِهِ ... تَجِدْ خَيْرَ نَارٍ عِنْدَهَا خَيْرُ مُوقِدِ
ومنه حديث ابن المسّيب : « أن إحدى عينَيْه ذهبتْ ، وهو يَعْشُو بالأًخرى » ، أي : يُبْصِر بها بصراً ضعيفاً . قال المفسرون : « ومَنْ يَعْشُ عن ذِكْر الرحمن » فلم يَخَف عِقابه ولم يلتفت إِلى كلامه « نقيِّضْ له » أي : نسبب له « شيطاناً » فنجعل ذلك جزاءَه « فهو له قرين » لا يفارقه .
والمس ذكر فى القرآن الكريم فى مواطن كثيرة وشاهدنا آية الربا قال الله تعالى : " الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (275) " سورة البقرة
قال أبو جعفر: ومعنى قوله:"يتخبطه الشيطانُ من المسّ"، يتخبله من مَسِّه إياه. يقال منه:"قد مُسّ الرجل وأُلقِ، فهو مَمسوس ومَألوق"، كل ذلك إذا ألمّ به اللَّمَمُ فجُنّ.
والمس فى لغة العرب مصدره المسيس ومعناه : الإصابة . سواء فى النفس والمال أو فى شئون الحياة ، قال الله تعالى على لسان أصحاب القرية : " وَقَالُوا قَدْ مَسَّ آَبَاءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ " سورة الأعراف ، وقوله تعالى : " وَإِذَا مَسَّ الإنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا (12) " سورة يونس
قال ابن مسعود : البأساء : الفقر ، والضراء : المرض ، وهذا معنى قول من قال : البأساء في المال ، والضراء في النفس ، وقيل : البأساء البؤس وضيق العيش ، والضراء والضر سوء الحال.
ومن هنا نعلم أن المس معنى لأمر يصيب الإنسان إصابة مباشرة ، ولو عدنا إلى آية الربا وتأملنا قوله تعالى : " يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ " لعلمنا أن التخبط هو الاضطراب ، والاضطراب يؤدى إلى الإفساد ، وأصل التخبط أن يضرب البعير الشيء بخف يده فيسقط ، وفى تخبط الشيطان إفساد للعقل والدين ، وقد ورد عند أبى داود بسند صححه سيخنا العلامة الألبانى من حديث أبي اليسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو : " اللهم إني أعوذ بك من الهدم وأعوذ بك من التردي وأعوذ بك من الغرق والحرق والهرم وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت وأعوذ بك أن أموت في سبيلك مدبرا وأعوذ بك أن أموت لديغا ".
قال القاضي : أي من أن يمسني الشيطان بنزغاته التي تزل الأقدام وتصارع العقول والأوهام .
وطريق الشيطان خسران ومذلة فمن ادعى أن الشيطان ينفع ويضر فقد خسر وخاب لأنه ارتكن لركن ذليل ركن عدو ألدُّ ، قال الله تعالى : " إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا (117) لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (118) وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آَذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (120) أُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَا يَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصًا (121) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا (122) " سورة النساء
قوله تعالى : { لَّعَنَهُ الله } أصل اللعن الطرد ، والإبعاد . وقد تقدّم وهو في العرف إبعاد مقترن بسخط . قوله : { وَقَالَ لاَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً } معطوف على قوله : { لَّعْنَهُ الله } والجملتان صفة لشيطان ، أي : شيطاناً مريداً جامعاً بين لعنة الله له وبين هذا القول الشنيع .
وقوله تعالى : { وَلأضِلَّنَّهُمْ } أي : عن الحق ، { وَلأَمَنّيَنَّهُمْ } المراد بالأماني التي يمنيهم بها الشيطان : هي الأماني الباطلة الناشئة عن تسويله ووسوسته ، أي: أزين لهم ترك التوبة ، وأعدهم الأماني ، وآمرهم بالتسويف والتأخير ، وأغرهم من أنفسهم .
وقوله تعالى : { وَمَن يَتَّخِذِ الشيطان وَلِيّاً مّن دُونِ الله } باتباعه وامتثال ما يأمر به من دون اتباع لما أمر الله به ، ولا امتثال له { فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُّبِيناً } أي : واضحاً ظاهراً { يَعِدُهُمْ } المواعيد الباطلة { وَيُمَنّيهِمْ } الأماني العاطلة { وَمَا يَعِدُهُمْ الشيطان إِلاَّ غُرُوراً } أي : وما يعدهم الشيطان بما يوقعه في خواطرهم من الوساوس الفارغة { إِلاَّ غُرُوراً } يغرّهم به ويظهر لهم فيه النفع ، وهو ضرر محض .
قال ابن عرفة : الغرور ما رأيت له ظاهراً تحبه ، وله باطن مكروه .
فمن اتبع طريقا من طرق الشيطان كان فى شرَكه ومشرف على غوايته ومهالكه وكان فى خسران مبين " وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا " .
ومن هنا كانت استعاذة الرسول صلى الله عليه وسلم من الشيطان استعاذة من الركون إلى هوى النفس الذى به ينزغ الشيطان ، فإن نزغ الشيطان واستكان المرء طاف الشيطان على هذه النفس ، فإن طاف الشيطان علي النفس واستكانت ركِبها وألجمها بلجامه ، فكانت مطية لعدو لابد وأن يسيرها فى طريق السوء ، وهذه جملة من الأحاديث التى تبين استعاذته صلى الله عليه وسلم من شر النفس ، ليعلم أمته كيفية ملاقاة العدو والانتصار عليه ، حيث أن الانتصار على هذا العدو بتأديب النفس وتقويمها على طاعة ربها ،
فكان دعاء سيد الاستغفار كما عند البخارى من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم سيد الاستغفار أن تقول : " اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة " .
وعنده من حديث عائشة رضي الله عنها قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار وفتنة القبر وعذاب القبر وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم إني أعوذ بك من الكسل والمأثم والمغرم " .
وعند مسلم من حديث سهيل قال كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم ربنا ورب كل شيء فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر وكان يروي ذلك عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وعنده من حديث فروة بن نوفل الأشجعي قال سألت عائشة عما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو به الله قالت كان يقول : " اللهم إني أعوذ بك من شر ما عملت ومن شر ما لم أعمل " .
وعند أبى داود بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث أبي أحمد شكل بن حميد قال قلت يا رسول الله علمني دعاء قال قل : " اللهم إني أعوذ بك من شر سمعي ومن شر بصري ومن شر لساني ومن شر قلبي ومن شر منيي " .
وعند ابن ماجة بسند صححه شيخنا العلامة الألبانى من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا أوى إلى فراشه اللهم رب السموات ورب الأرض ورب كل شيء فالق الحب والنوى منزل التوراة والإنجيل والقرآن أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء زاد وهب في حديثه اقض عني الدين وأغنني من الفقر .
وعند أبى داود والترمذى بسند صححه سيخنا العلامة الألبانى من حديث أبي هريرة أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت قال قل اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي وشر الشيطان وشركه قال قلها إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك .
ومن ناحية إيقاع الشيطان الأذى بالإنسان ، لايهم الكيفية التى بها يقع الأذى ، المهم جاء الأذى ، ولدفع هذا الأذى لابد من التعلق بالله سبحانه وبحمده والعودة لحماه وتحقيق التوكل على الله ـ حق التوكل ـ والدعاء بكشف الضر بإخلاص النية ، والإيمان بأن الله وحده كاشف الضر ، وأن يستغفر الله من كل ذنب وخطيئة ، يكون النجاح سبيله والشفاء حليفه بإذن الله ، ورد عند أحمد فى المسند والسلسلة الصحيحة للألبانى من حديث أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن المؤمن لينضي شياطينه كما ينضي أحدكم بعيره في السفر " .
(ينضى) : أى يهزله ويتعبه والمراد أن المؤمن يُتعب شيطانه كما يُتعب أحدكم بعيره فى السفر .
قال ابن مسعود رضى الله عنه : شيطان المؤمن مهزول .
وقال قيس بن الحجاج : قال لي شيطاني دخلت فيك وأنا مثل الجزور وأنا الآن مثل العصفور ، قلت : ولم ذاك ؟ قال : تذيبني بذكر الله تعالى.
فمن سلك سبيل الله سبحانه وبحمده وترك سبيل الشيطان فقد فاز ونجا من دركات الشيطان وشرُكه فعند الترمذى بسند صحيح من حديث عبد الله بن مسعود قال : " خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا مربعا وخط في وسط الخط خطا وخط خارجا من الخط خطا وحول الذي في الوسط خطوطا فقال : هذا ابن آدم وهذا أجله محيط به وهذا الذي في الوسط الإنسان وهذه الخطوط عروضه إن نجا من هذا ينهشه هذا والخط الخارج الأمل " .
وعند ابن ماجة من حديث جابر بن عبد الله قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا وخط خطين عن يمينه وخط خطين عن يساره ثم وضع يده في الخط الأوسط فقال هذا سبيل الله ثم تلا هذه الآية ( وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ) .
بارك الله فيكم
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 29.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 29.25 كيلو بايت... تم توفير 0.67 كيلو بايت...بمعدل (2.23%)]