عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 15-03-2006, 09:37 PM
الصورة الرمزية الشيخ أبوالبراءالأحمدى
الشيخ أبوالبراءالأحمدى الشيخ أبوالبراءالأحمدى غير متصل
إسأل ونحن نجيب بحول الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: برمبال القديمة ــ منية النصر ــ المنصورة
الجنس :
المشاركات: 2,684
الدولة : Egypt
Lightbulb

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابتسامة شهيد


:salam: فضيلة الشيخ..
جزاك الله كل خير على ما تقدمه لنا من عون نحن في أمس الحاجة إليه..
أود ان اسأل عن مشكلة لم أجد لها حلا إلى الآن .. فصديقتي التي تلازمني في كل مكان وحتى بعد دراستي تلازمني العمل.. هي غير محجبة.. لم انفك أدعوها إلى الحجاب بكل الوسائل والطرق باللين والرفق وبالكلام غير المابشر.. لكن لم اقابل منها سوى الرفض العنيف لأنها تعتبر ذلك أمرا من خصوصياتها لا يحق لأحد التدخل به.. ولأني اريد الرفقة الصالحة لا احتمل بقاؤها معي على هذا الحال فرغم اصرارها على حفظ القرآن الكريم وعلى المدوامة على صلواتها بل وتتقرب بالنوافل إلى غير ذلك مما أشهده بنفسي.. إلا إنني
لا زلت لا ارى فيها الصحبة الصالحة وهي دون حجابها العفيف.. أما هي فتعتبرني الصديقة الأولى والأخيرة في حياتها.. رغم صبري عليها إلا أنني ضقت بها وأخشى بعد أن توقفت محاولاتي لدعوتها أن يحاسبني الله على ذلك..
ماذا أفعل لآخذ بيدها إلى درب الرشاد؟
وجزاك الله كل خير...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ


بسم الله الرحمن الرحيم

أختى الكريمة /
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعــد
اعلمى رحمنى الله وإياك
أن سبيل الله عز وجل يحتاج إلى دعاه لهم صفات خاصة وأول هذه الصفات الحكمة والموعظة الحسنة قال الله عز وجل :
" ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين (125) " سورة النحل
قال القرطبي :أمره أن يدعو إلى دين الله وشرعه بتلطف ولين دون مخاشنة وتعنيف وهكذا ينبغي أن يوعظ المسلمون إلى يوم القيامة فهي محكمة في جهة العصاة من الموحدين .
فالحكمة والموعظة الحسنة خفض الجناح ولين الجانب والقول الحسن للعصاة من المسلمين .
وقيل : الموعظة الحسنة هي الدعاء إلى الله بالترغيب والترهيب .
وقيل : هو القول اللين الرقيق من غير غلظة ولا تعنيف .
وأحكم الله عز وجل أن القول اللين للكافر يشرح صدور بعضهم
قال الله عز وجل :
" اذهبا إلى فرعون إنه طغى (43) فقولا له
قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى (44) "
سورة طه
وحكمة المُجادلة فى الدعوة :
اختيار الكلمات التىيحتاجها الموقف لترقيق القلوب
والعودة إلى خشية الله عز وجل قال الله عز وجل :
" قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين(108)
سورة يوسف
وأحـــــــــذر الداعى إلى الله
بعدم الركون إلى أهل الضلال فإن وجد فى نفسه ميل لأعمالهم فليتركهم ويصاحب الأطهار الأخيار
أهل الهدى والإيمان ، وإن كان يؤثر فيهم فلا بأس
وليستعن بأهل الخير فى ذلك .
عن أم حبيبة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
[ كلام ابن آدم كله عليه لا له إلا ذكر الله عز وجل
أو أمر بمعروف أو نهي عن منكر ]
فقال سفيان : أو ما سمعت الله في كتابه يقول :
{ لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف
أو إصلاح بين الناس }
الحديث ضعفه شيخنا الألبانى وحسنه المنذرى فى الترغيب والترهيب ولتحسين المنذري وجاهته .

وأحــــــــذر المفرط فى أمر الله
قال الله عز وجل : " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا (115) "
سورة النساء


الخلاصــــة
قال سيدى شيخ الإسلام ابن تيمية
عليه من الله الرحمات والبركات :
" فمن الدعوة إلى الله الأمر به وكل ما أبغضه الله ورسوله من باطن وظاهر فمن الدعوة إلى الله النهى عنه .
ولا تتم الدعوة إلى الله إلا بالدعوة إلى أن يفعل ما أحبه الله ، ويترك ما أبغضه الله سواء كان من الأقوال أو الأعمال الباطنة
أو الظاهرة كالتصديق بما أخبر به الرسول من أسماء الله وصفاته والمَعَاد وتفصيل ذلك
وما أخبر به عن سائر المخلوقات كالعرش والكرسي والملائكة والأنبياء وأُمَمِهم وأعدائهم وكإخلاص الدين لله وأن يكون الله ورسوله أحب إلينا مما سواهها وكالتوكل عليه والرجاء لرحمته وخشية عذابه والصبر لحكمه وأمثال ذلك .
وكصدق الحديث وأداء الأمانة والوفاء بالعهد وصلة الأرحام وحسن الجوار وكالجهاد في سبيله بالقلب واليد واللسان .
إذا تبين ذلك فالدعوة إلى الله واجبة على من اتبعه وهُم أُمتُه يدعون إلى الله كما دعا إلى الله .
وكذلك يتضن أمرهم بما أمر به ونهيهم عما نهى عنه وإخبارهم بما أخبر به
إذ الدعوة تتضمن الأمر وذلك يتناول الأمر بكل معروف والنهي عن كل منكر
وقد وصف أمته بذلك في غير موضع كما وصفها بذلك
فقال تعالى :
" كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر "
وقال تعالى :
" والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"
الآية كفاية ـــ أى فرض كفاية ـــ إذا قام به طائفة منهم سقط عن الباقين
فالأمة كلها مخاطبة بفعل ذلك ولكن إذا قامت به طائفة سقط عن الباقين
قال تعالى :
" ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير
ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
وأولئك هم المفلحون "
فمجموع أمته تقوم مقامه فى الدعوة إلى الله
ولهذا كان إجماعهم
بارك الله فيك أختى الكريمة وجعلنا وإياك من المنيبين إليه
الداعين إلى دينه المخلصين له العاملين بشريعته المتوكلين
حق التوكل عليه
وأسأله سبحانه وتعالى أن يجمعنا مع نبيه
المصطفى صلى الله عليه وسلم
فى الفردوس الأعلى
اللهم أوردنى حوضه واسقنا من يده الشريفة
شربة لا نظمأ بعدها أبدا
اللهم آمــــــــين













__________________
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) سورة الزمر
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.97 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.30 كيلو بايت... تم توفير 0.67 كيلو بايت...بمعدل (2.79%)]