[الغاضب لصحابة محمد]

كان السلطان الصاعقة الذي أفزع العالم المسيحي عندما قام بحصار مدينة القسطنطينية أكثر من مرة وسحق جيوش أوروبا في أقوي معركة في تاريخ الحروب الوسطي في عهد الامبراطور البيزنطي مانويل الذي دفع له الجزية اجتمع مجلس اعيان في مدينة البندقية عام 1393م وقرروا إرسال نداء إلي جميع ملوك أوروبا لجمع جهودهم وجيوشهم الجرار لقتال هذا السلطان الصاعقة وأخرج العثمانيين من أوروبا
من جانب آخر عقد سيجموند ملك المجر اتفاقا سريا مع شيشمان ملك البلغار ضد العثمانيين وكان هذا الاتفاق يرمي استرجاع الجزء الذي فتحه العثمانيون في عهد السلطان الشهيد مراد الأول . ما إن سمع الصاعقة بايزيد بهذا الاتفاق حتى أرسل حملة قوية إلي بلغاريا واستطاعت هذه الحملة التقدم نحو العاصمة طور نوفا وحصرها وفتحها
ثم تقدمت واستولت علي مدن سلسترا نيغبولي ( التي وقعت فيها المعركة الطاحنة )
وفيدن علي طول نهر الطونة ( الدانوب ) كما تم أسر الملك شيشمان وإرساله إلي مدينة أدرنة التي كانت آنذاك عاصمة العثمانيين فأصبحت بلغاريا بأجمعها ضمن المملكة العثمانية , ارتعب سيجموند ملك المجر أقوي ملوك أوروبا في ذلك الوقت من هذه التطورات السريعة جدا
وعلم أن الدور سيكون عليه ولكنه أراد أن يظهر اعتزازه بنفسه وأنه لا يخاف أحدا حتى صاعقة الإسلام , فأرسل وفدا إلي السلطان بايزيد بن مراد كان الوفد مكلفا أن يقول للسلطان شيئا واحدا وهو : بأي حق وبأية صلاحية قمتم بغزو بلغاريا ؟
استمع السلطان إلي الوفد وابتسم ابتسامة خفيفة ثم قال للوفد : حسنا سأريكم بأي حق وبأي صلاحية قمنا بغزو بلغاريا ثم همس في أذن الحاجب وطلب منه أن ياتيه بمصحف وعندما أتاه بالمصحف قبله ثم أخذه بيمينه وسل سيفه بيساره وقال للوفد وهو يرفع يده اليمني بالمصحف
بهذا الحق أيها السفير ... بهذا المصحف
ثم رفع سيفه بيساره :
وبهذه الصلاحية أيها السفير ... بهذا السيف
وخرج الوفد من عنده وقد نكسوا رؤوسهم
المصدر
روائع من التاريخ العثماني بتصريف
{ فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ }.