عرض مشاركة واحدة
  #32  
قديم 02-12-2011, 09:05 PM
الصورة الرمزية الشيخ أبوالبراءالأحمدى
الشيخ أبوالبراءالأحمدى الشيخ أبوالبراءالأحمدى غير متصل
إسأل ونحن نجيب بحول الله تعالى
 
تاريخ التسجيل: Mar 2006
مكان الإقامة: برمبال القديمة ــ منية النصر ــ المنصورة
الجنس :
المشاركات: 2,684
الدولة : Egypt
Lightbulb جميع مواضيع فضيلة الشيخ أبو البراء الأحمدي في ملتقيات الشفاء الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين نصر عباده المؤمنين ، وصلى الله على الصادق الأمين محمد بن عبد الله خير من عبد الله وحمد وخير من ركع وسجد ، ورضي الله على الآل والصحب والتابعين بإحسان إلى يوم الدين . وبعــد
فاعلم رحمنى الله وإياك أن مقام شكر النعمة من أجلِّ المقامات وأعلاها ، وحال الإنسان مع نعم الله عليه إما شاكراً وإما كفورا ، واعلم أن الله عز وجل يُبغض الكفر وأهله ، ويُحب الشكر وأهله ، قال سبحانه وتعالى : { إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا (3) } سورة الإنسان .
وليعلم كل مسلم أن للشكر جائزة ربانية هى زيادة النعمة ، وعدم الشكر على النعمة كفر بالمُنعم وعاقبته الخسران ومحق البركة ، قال الله تعالى : { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) } سورة إبراهيم .
وليعلم كل مسلم أن الله غنى عن العالمين فالكافر بالنعمة لا يُنقص من عند الله شئ ، كما أن الشاكر للنعمة لا يَزيد عند الله شئ ، ولكن الله عز وجل لا يرضى لعباده أن يكفروا به وإنما يرضى لهم الإيمان الذى يدلل عليه شكر الشاكر قال الله تعالى : { إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7) } سورة الزمر .
والمسلم حين يمن الله عليه بنعمة وجب عليه أن يتذكر أنها من فضل الله عليه فيعلن شكره لله ويكون حاله حال الشاكرين فيوافق قوله فعله ، وهذا حال سليمان ابن داود عليهما السلام مع نعمة الله عليه حيث قال الله تعالى مخبراً عنه : { قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ (40) } سورة النمل .
والشاكر هو الثابت على نعمة الإيمان فلم ينقلب على عقبيه كما انقلب الذى لم يشكر بل فاز برضى الله والزيادة فى النعم والإيمان بالله ، وجزاء الشكر مطلق أخبر به الله سبحانه حيث قال : { وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (144) ... وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ (145) } سورة آل عمران .
وليعلم كل مسلم أن الشاكرين قليل عددهم بين العباد ، فليحرص أن يكون من هذا العدد القليل الشاكر لله ، وقد أمر الله سبحانه وتعالى آل داود عليهم السلام أن يعملوا بطاعة الله شكراً له على ما آتاهم فقال تعالى : { اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) } سورة سبأ .
وذكر الإمام أحمد أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع رجلاً يقول : اللهم اجعلني من الأقلين . فقال : ما هذا ؟ فقال : يا أمير المؤمنين إن الله قال : { وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ (40) } سورة هود ، وقال تعالى : { وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13) } سورة سبأ ، وقال : { إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ } سورة ص . فقال عمر : صدقت .
وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على نبيه نوح عليه السلام ـ أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض ـ بالشكر فقال : { ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3) } سورة الإسراء .
وأخبر الله سبحانه وتعالى أن الشكر هو الغاية التي خلق لأجلها العباد فقال سبحانه : { وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (78) } سورة النحل .
وفى الصحيحين من حديث المغيرة بن شعبة قال : { قام النبي صلى الله عليه وسلم حتى تورمت قدماه ، فقيل له : غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، قال : أفلا أكون عبدا شكورا } .
وعند مسلم من حديث أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها } .
وقال عمر بن عبد العزيز : قيدوا نعم الله بشكر الله .
وقال مطرف بن عبد الله : لأن أعافى فأشكر أحب إلى من أن أبتلى فأصبر .
وليعلم كل مسلم أن إبليس لما عرف قدر مقام الشكر وأنه من أجلِّ المقامات وأعلاها جعل غايته أن يسعى في قطع الناس عنه فقال : { ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ (17) } سورة الأعراف .
ومن هنا كان لنا أن نشكر الله عز وجل أن ظهرت ملامح التمكين لدولة الشريعة الإسلامية فى مصر فنسجد لله شكراً على هذه النعمة ، وأحذر من أن تكون الفرحة تجعل المسلم ينسى فضل الله عليه ، ولابد أن يكون هذا الفرح فرحا بفضل الله وحده وبرحمة الله وحده قال الله تعالى : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ (58) } سورة يونس .
اللهم اجعلنا شاكرين حامدين ، اللهم أذن لشريعتك أن تحكم وتسود ، اللهم قيض لنا حاكما ربانيا يعيد للمسلمين عزتهم فيُمكَّن لهم فى الأرض حتى يتوحد الصف المسلم ويحرَّر المسجد الأقصى . اللهم آمين .
__________________
قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ(53) سورة الزمر
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 19.49 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.10%)]