الموضوع: رياض الصالحين
عرض مشاركة واحدة
  #136  
قديم 24-05-2014, 07:44 PM
الصورة الرمزية أبــو أحمد
أبــو أحمد أبــو أحمد متصل الآن
مراقب الملتقيات
 
تاريخ التسجيل: Dec 2005
مكان الإقامة: صــنعاء
الجنس :
المشاركات: 25,539
الدولة : Yemen
افتراضي رد: رياض الصالحين

202-
وعن أَبِي خُبَيْبٍ بضم الخاءِ المعجمة عبد اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ ، رضي اللَّه عنهما قال :
لَمَّا وَقَفَ الزبَيْرُ يَوْمَ الْجَمَلِ دَعانِي فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ ،
فَقَالَ :
يَا بُنَيَّ إِنَّهُ لا يُقْتَلُ الْيَوْمَ إِلاَّ ظَالِمٌ أَوْ مَظْلُومٌ ، وإِنِّي لاأُرَنِي إِلاَّ سَأُقْتَلُ الْيَومَ مَظْلُوماً،
وَإِنَّ مِنْ أَكْبَرِ هَمِّي لَدَينْيِ أَفَتَرَى دَيْنَنَا يُبْقى مِنْ مالنا شَيْئاً ؟
ثُمَّ قَالَ :
بعْ مَالَنَا واقْضِ دَيْنِي ، وَأَوْصَى بالثُّلُثِ ، وَثُلُثِهُ لبنيه ،
يَعْنِي لبَنِي عَبْدِ اللَّه بن الزبير ثُلُثُ الثُّلُث .
قَالَ :
فَإِن فَضلِ مِنْ مالِنَا بعْدَ قَضَاءِ الدَّيْنِ شَيءٌ فثُلُثُهُ لِبَنِيك ،
قَالَ هِشَامٌ :
وكان وَلَدُ عَبْدِ اللَّهِ قَدْ ورأى بَعْضَ بَني الزبَيْرِ خُبيبٍ وَعَبَّادٍ ،
وَلَهُ يَوْمَئذٍ تَسْعَةُ بَنينَ وتِسعُ بَنَاتٍ .
قَالَ عَبْدُ اللَّه :
فَجَعَل يُوصِينِي بديْنِهِ وَيَقُول :
يَا بُنَيَّ إِنْ عَجزْتَ عنْ شَيءٍ مِنْهُ فَاسْتَعِنْ عَلَيْهِ بموْلايَ .
قَالَ :
فَوَاللَّهِ مَا دَريْتُ ما أرادَ حَتَّى قُلْتُ يَا أَبَتِ مَنْ مَوْلاَكَ ؟
قَالَ : اللَّه .
قال :
فَواللَّهِ مَا وَقَعْتُ في كُرْبَةٍ مِنْ دَيْنِهِ إِلاَّ قُلْتُ:
يَا مَوْلَى الزبَيْرِ اقض عَنْهُ دَيْنَهُ ، فَيَقْضِيَهُ .
قَالَ :
فَقُتِلَ الزُّبَيْرُ وَلَمْ يَدَعْ دِينَاراً وَلاَ دِرْهَماً إِلاَّ أَرَضِينَ ،
مِنْهَا الْغَابَةُ وَإِحْدَى عَشَرَةَ داراً بالْمَدِينَةِ .
وداريْن بالْبَصْرَةِ ، وَدَارَاً بالْكُوفَة وَدَاراً بِمِصْرَ .
قال :
وَإِنَّمَا كَانَ دَيْنُهُ الذي كَانَ عَلَيْهِ أَنَّ الرَّجُلَ يَأْتَيهِ بِالمالِ ،
فَيَسْتَودِعُهُ إِيَّاهُ ، فَيَقُولُ الزُّبيْرُ:
لا وَلَكنْ هُوَ سَلَفٌ إِنِّي أَخْشَى عَلَيْهِ الضَّيْعةَ .
وَمَا ولِي إَمَارَةً قَطُّ وَلا جِبَايةً ولا خَراجاً ولا شَيْئاً إِلاَّ أَنْ يَكُونَ في غَزْوٍ مَعَ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ،
أَوْ مَعَ أَبِي بَكْر وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رضي اللَّه عنهم ،
قَالَ عَبْدُ اللَّه :
فَحَسَبْتُ مَا كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الدَّيْنِ فَوَجَدْتُهُ أَلْفَيْ أَلْفٍ وَمائَتَيْ أَلْفٍ،
فَلَقِيَ حَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ عَبدَ اللَّهِ بْن الزُّبَيْرِ
فَقَالَ :
يَا ابْنَ أَخِي كَمْ عَلَى أَخِي مِنَ الدَّيْنِ ؟
فَكَتَمْتُهُ وَقُلْتُ :
مِائَةُ أَلْفٍ .
فَقَالَ :
حَكيمٌ :
وَاللَّه مَا أَرى أَمْوَالَكُمْ تَسعُ هَذِهِ ،
فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ :
أَرَأَيْتُكَ إِنْ كَانَتْ أَلْفَي أَلْفٍ ؟
وَمِائَتَيْ أَلْفٍ ؟
قَالَ :
مَا أَرَاكُمْ تُطِيقُونَ هَذَا ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ عَنْ شَىْء مِنْهُ فَاسْتَعِينُوا بِي .
قَالَ :
وكَانَ الزُّبَيْرُ قدِ اشْتَرَى الْغَابَةَ بِسَبْعِينَ ومِائَة أَلْف،
فَبَاعَهَا عَبْدُ اللَّهِ بِأْلف ألفٍ وسِتِّمِائَةِ أَلْفَ ،
ثُمَّ قَامَ فَقالَ :
مَنْ كَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ شَيْء فَلْيُوافِنَا بِالْغَابَةِ ،
فأَتَاهُ عبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعفر ، وكَانَ لَهُ عَلَى الزُّبَيْرِ أَرْبعُمِائةِ أَلْفٍ ،
فَقَالَ لعَبْدِ اللَّه :
إِنْ شِئْتُمْ تَرَكْتُهَا لَكُمْ ؟
قَالَ عَبْدُ اللَّه :
لا ، قال فَإِنْ شِئْتُمْ جعَلْتُمْوهَا فِيمَا تُؤخِّرُونَ إِنْ أَخَّرْتُمْ ،
فقال عَبْدُ اللَّه :
لا ، قال :
فَاقْطَعُوا لِي قِطْعَةً ،
قال عبْدُ اللَّه :
لَكَ مِنْ هاهُنا إِلَى هاهُنَا.
فَبَاعَ عَبْدُ اللَّهِ مِنْهَا فَقَضَى عَنْهُ دَيْنَه ، وَوَفَّاهُ وَبَقِيَ منْهَا أَرْبَعةُ أَسْهُمٍ وَنِصْفٌ ،
فَقَدم عَلَى مُعَاوِيَةَ وَعَنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ ، وَالْمُنْذِرُ بْنُ الزُّبيْرِ ، وَابْن زَمْعَةَ .
فقال لَهُ مُعَاوِيَةُ :
كَمْ قَوَّمَتِ الْغَابَةُ ؟
قال :
كُلُّ سَهْمٍ بِمائَةِ أَلْفٍ قال:
كَمْ بَقِي مِنْهَا ؟
قال :
أَرْبَعَةُ أَسْهُمٍ ونِصْفٌ ،
فقال الْمُنْذرُ بْنُ الزَّبَيْرِ :
قَدْ أَخَذْتُ مِنْهَا سَهْماً بِمائَةِ أَلْفٍ ،
وقال عَمْرُو بنُ عُثْمان :
قَدْ أَخَذْتُ مِنْهَا سَهْماً بِمِائَةِ أَلْفٍ .
وقال ابْن زمْعَةَ :
قَدُ أَخَذْتُ مِنها سَهْماً بِمِائَةِ أَلْفٍ ،
فَقَالَ مُعَاوِيةُ :
كَمْ بَقِيَ مِنْهَا؟
قال :
سَهْمٌ ونصْفُ سَهْمٍ ،
قَالَ :
قَدْ أَخَذْتُهُ بِخَمسينَ ومائَةِ ألف .
قَالَ
: وبَاعَ عَبْدُ اللَّه بْنُ جَعْفَرٍ نصِيبَهُ مِنْ مُعَاوِيَةَ بسِتِّمِائَةِ أَلْفٍ.
فَلَمَّا فَرغَ ابنُ الزُّبَيْرِ مِنْ قََضاءِ ديْنِهِ قَالَ بَنُو الزُّبْيرِ :
اقْسِمْ بَيْنَنَا مِيراثَنَا .
قَالَ :
وَاللَّهِ لا أَقْسِمُ بيْنَكُمْ حَتَّى أَنَادِيَ بالموسم أَرْبَع سِنِين :
أَلا مَنْ كان لَهُ عَلَى الزُّبَيَّرِ دَيْنٌ فَلْيَأْتِنَا فَلْنَقْضِهِ .
فَجَعَلَ كُلُّ سَنَةٍ يُنَادِي في الْمَوسمِ ،
فَلَمَّا مَضى أَرْبَعُ سِنينَ قَسم بَيْنَهُمْ ودَفَعَ الثُلث وكَان للزُّبَيْرِ أَرْبَعُ نِسْوةٍ ،
فَأَصاب كُلَّ امْرَأَةٍ أَلْفُ أَلْفٍ ومِائَتَا أَلْفٍ ،
فَجَمِيعُ مَالِهِ خَمْسُونَ أَلْف أَلْفٍ ومِائَتَا أَلْف.

رواه البخاري .
__________________
__________________
أَلاَ بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.09 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.57%)]