عرض مشاركة واحدة
  #523  
قديم 22-10-2022, 06:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,871
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب الجدول في إعراب القرآن ------ متجدد

كتاب الجدول في إعراب القرآن
محمود بن عبد الرحيم صافي
الجزء السادمس والعشرون
سورة ق
الحلقة (523)
من صــ305 الى صـ 317



[سورة ق (50) : آية 15]
أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15)

الإعراب:
(الهمزة) للاستفهام الإنكاريّ (الفاء) عاطفة (بالخلق) متعلّق ب (عيينا) ، (بل) للإضراب الانتقاليّ (في لبس) متعلّق بخبر المبتدأ (هم) (من خلق) متعلّق (بلبس) بتضمينه معنى شكّ..
جملة: «عيينا ... » لا محلّ لها معطوفة على استئناف مقدّر أي: أبدأنا الخلق الأول فعيينا به؟
وجملة: «هم في لبس ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
الصرف:
(عيينا) ، جاء في المصباح: عيي بالأمر وعن حجّته يعيا من باب تعب عيّا عجز عنه وقد يدغم الماضي فيقال عيّ فالرجل عيّ وعييّ على فعل- بكسر الفاء وسكون العين- وفعيل، وعيي بالأمر لم يهتد لوجهه وأعياني بالألف أتعبني فأعييت يستعمل لازما ومتعدّيا، وأعيا في مشيه فهو معيّ منقوص.
(لبس) ، مصدر سماعيّ للثلاثيّ لبس باب نصع أي اختلط عليه الأمر، وزنه فعل بفتح فسكون.
البلاغة
فن التعريف والتنكير: في قوله تعالى «أَفَعَيِينا بِالْخَلْقِ الْأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ» . فقد عرّف الخلق الأول، ونكّر اللبس والخلق الجديد، والتعريف لا غرض منه إلا تفخيم ما قصد تعريفه وتعظيمه، ومنه تعريف الذكور في قوله «وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ» ولهذا المقصد عرّف الخلق الأول، لأن الغرض جعله دليلا على إمكان الخلق الثاني بطريق الأولى، أي إذا لم يعي تعالى بالخلق الأول على عظمته، فالخلق الآخر أولى أن لا يعبأ به، فهذا سر تعريف الخلق الأول.
وأما التنكير فأمر منقسم: فمرة يقصد به تفخيم المنكر، من حيث ما فيه من الإبهام، كأنه أفخم من أن يخاطبه معرفة ومرة يقصد به التقليل من المنكر والوضع منه. وعلى الأول (سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ) وقوله «لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ» وهو أكثر من أن يحصى. والثاني: هو الأصل في التنكير، فلا يحتاج إلى تمثيله، فتنكير اللبس من التعظيم والتفخيم، كأنه قال: في لبس أيّ لبس، وتنكير الخلق الجديد للتقليل منه والتهوين لأمره بالنسبة إلى الخلق الأول، ويحتمل أن يكون للتفخيم، كأنه أمر أعظم من أن يرضى الإنسان بكونه متلبسا عليه، مع أنه أول ما تبصر فيه صحته.

[سورة ق (50) : الآيات 16 الى 18]
وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ وَنَعْلَمُ ما تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ (16) إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (17) ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (18)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (الواو) حاليّة (ما) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به «1» ، (به) متعلّق ب (توسوس) ، (الواو) عاطفة (إليه) متعلّق ب (أقرب) (من حبل) متعلّق ب (أقرب) .
جملة: «خلقنا ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «نعلم ... » في محلّ رفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره نحن..
والجملة الاسميّة في محلّ نصب حال «2» .
وجملة: «توسوس» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «نحن أقرب ... » في محلّ نصب معطوفة على جملة (نحن) نعلم.
17- (إذ) ظرف للزمن الماضي في محلّ نصب متعلّق ب (أقرب) «3» ، (عن اليمين) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (قعيد) .. وقد أفرد لأنه على وزن فعيل حيث يستوي فيه الإفراد والتثنية والجمع (عن الشمال) معطوف على الجارّ الأول.
وجملة: «يتلقّى المتلقّيان ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «عن اليمين ... قعيد» في محلّ نصب حال من (المتلقّيان) .
18- (ما) نافية (قول) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به (إلّا) للحصر (لديه) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (رقيب) ..
وجملة: «ما يلفظ ... » لا محلّ لها استئناف بياني.
وجملة: «لديه رقيب» في محلّ نصب حال من فاعل يلفظ.
الصرف:
(16) الوريد: اسم لأحد العرقين في صفحتي العنق والذي فيه الدم يجري إلى القلب للتصفية، وهو فعيل بمعنى فاعل.
(17) المتلقّيان: مثنّى المتلقّي، اسم فاعل من الخماسي تلقّى، وزنه متفعّل بضمّ الميم وكسر العين وإعادة الألف إلى أصلها اليائيّ.
(قعيد) ، صفة مشبّهة من الثلاثيّ قعد، وهو فعيل بمعنى فاعل.
(18) عتيد: صفة مشبّهة من الثلاثيّ عتد باب كرم بمعنى حضر، وهو فعيل بمعنى فاعل.
[سورة ق (50) : آية 19]
وَجاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذلِكَ ما كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (بالحقّ) متعلّق بحال من سكرة، و (الباء) للملابسة «4» ، (ما) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (ذلك) ، (منه) متعلّق ب (تحيد) .
جملة: «جاءت سكرة الموت ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ذلك ما ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر معطوف على الاستئناف.
وجملة: «كنت منه تحيد» لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «تحيد» في محلّ نصب خبر كنت.

[سورة ق (50) : الآيات 20 الى 23]
وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22) وَقالَ قَرِينُهُ هذا ما لَدَيَّ عَتِيدٌ (23)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (في الصور) نائب الفاعل (يوم) خبر المبتدأ ذلك مرفوع.
جملة: «نفخ في الصور ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «ذلك يوم ... » لا محلّ لها تعليليّة.
21- (الواو) عاطفة (معها) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ (سائق) ..
وجملة: «جاءت كلّ ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة نفخ في الصور.
وجملة: «معها سائق» في محلّ رفع نعت لكلّ «5» .
22- (اللام) لام القسم لقسم مقدّر (قد) حرف تحقيق (في غفلة) متعلّق بخبر كنت (من هذا) متعلّق ب (غفلة) بتضمينه معنى نجوة أو نجاة (الفاء) عاطفة في الموضعين (عنك) متعلّق ب (كشفنا) ، (اليوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (حديد) .
وجملة: «كنت في غفلة ... » لا محلّ لها جواب القسم المقدّر.. وجملة القسم المقدّرة في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر..
وجملة: «كشفنا ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة جواب القسم.
وجملة: «بصرك اليوم حديد» لا محلّ لها معطوفة على جملة كشفنا.
23- (الواو) عاطفة (ما) اسم موصول في محلّ رفع بدل من ذا «6» ، (لديّ) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بمحذوف صلة ما «7» ، (عتيد) خبر المبتدأ هذا «8» .
وجملة: «قال قرينه ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة القول المقدّرة.
وجملة: «هذا ... عتيد» في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(21) سائق: اسم فاعل من الثلاثي ساق، وزنه فاعل، وفيه إبدال عينة همزة أصله ساوق.
22) حديد: صفة مشبّهة من (حدّت السكين) باب ضرب، وزنه فعيل بمعنى فاعل، واستعمل في الآية على المجاز.
البلاغة
الكناية: في قوله تعالى «فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ» .
كناية عن الغفلة كأنها غطّت جميعه أو عينيه فهو لا يبصر شيئا، فإذا كان يوم القيامة تيقظ وزالت الغفلة عنه فيبصر ما لم يبصره من الحقّ.
[سورة ق (50) : الآيات 24 الى 26]
أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ (24) مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ (25) الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَأَلْقِياهُ فِي الْعَذابِ الشَّدِيدِ (26)
الإعراب:
(في جهنّم) متعلّق ب (ألقيا) ، (الخير) مجرور لفظا بلام التقوية منصوب محلّا مفعول به لمنّاع «9» ، (الذي) موصول في محلّ رفع مبتدأ خبره جملة ألقياه «10» ، (مع) ظرف منصوب متعلّق بمحذوف مفعول به ثان عامله جعل (الفاء) زائدة في خبر الموصول لشبهه بالشرط (في العذاب) متعلّق ب (ألقياه) ..
جملة: «ألقيا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «الذي جعل ... » لا محلّ لها استئنافيّة مقررة لمضمون ما سبق.
وجملة: «جعل ... » لا محلّ لها صلة الموصول (الذي) .
وجملة: «ألقياه ... » في محلّ رفع خبر المبتدأ (الذي) «11» .
الصرف:
(منّاع) ، صيغة مبالغة للثلاثيّ منع، وزنه فعّال بفتح الفاء والعين المشدّدة.
[سورة ق (50) : آية 27]
قالَ قَرِينُهُ رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ وَلكِنْ كانَ فِي ضَلالٍ بَعِيدٍ (27)

الإعراب:
(ربّنا) منادى مضاف منصوب (ما) نافية (الواو) عاطفة (لكن) للاستدراك لا عمل له (في ضلال) متعلّق بخبر كان جملة: «قال قرينه ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «النداء ... » في محلّ نصب مقول القول «12» .
وجملة: «ما أطغيته ... » لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: «كان في ضلال ... » لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.

[سورة ق (50) : الآيات 28 الى 30]
قالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُمْ بِالْوَعِيدِ (28) ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَما أَنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ (29) يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (30)

الإعراب:
(لا) ناهية جازمة (لديّ) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق ب (تختصموا) ، (الواو) حالية (قد) حرف تحقيق (إليكم) متعلّق ب (قدّمت) ، (بالوعيد) متعلّق بمحذوف حال من فاعل قدّمت أو من مفعوله المقدّر «13» .
جملة: «قال ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «لا تختصموا ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «قدّمت ... » في محلّ نصب حال «14» .
29- (ما) نافية (لديّ) مثل الأول متعلّق ب (يبدّل) ، (الواو) عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (ظلّام) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (اللام) زائدة للتقوية (العبيد) مجرور لفظا منصوب محلّا مفعول به لظلّام.
وجملة: «ما يبدّل القول ... » لا محلّ لها استئناف في حيّز القول.
وجملة: «ما أنا بظلّام ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة ما يبدل ...
30- (يوم) ظرف زمان منصوب متعلّق ب (ظلّام) (لجهنّم) متعلّق ب (نقول) ، (هل) حرف استفهام في الموضعين (مزيد) مجرور لفظا بمن مرفوع محلّا مبتدأ خبره محذوف أي هل هناك مزيد «15» .
وجملة: «نقول ... » في محلّ جرّ مضاف إليه.
وجملة: «هل امتلأت ... » في محلّ نصب مقول القول.
وجملة: «تقول ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة نقول.
وجملة: «هل من مزيد» في محلّ نصب مقول القول.
الصرف:
(مزيد) ، مصدر ميميّ من الثلاثيّ زاد زنة مفعل بفتح الميم وكسر العين- على غير القياس- ثمّ طرأ عليه الإعلال بالتسكين فنقلت حركة عينه إلى فائه وسكنت العين. ويجوز أن يكون اسم مكان من الثلاثيّ زاد.
البلاغة
التمثيل: في قوله تعالى «يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ» .
سؤال وجواب، جيء بهما على منهاج التمثيل والتخييل، لتهويل أمرها والمعنى أنها- مع اتساعها وتباعد أقطارها- تطرح فيها من الجنّة والناس فوجا بعد فوج حتى تمتلئ أو أنها من السعة، بحيث يدخلها من يدخلها، وفيها بعد محلّ فارغ، أو أنها لغيظها على العصاة تطلب زيادتهم.
وهذا من جمال وروائع التخييل الحسيّ، والتجسيم لجهنم، المتغيظة والنهمة التي لا تشبع، وقد تهافت عليها أولئك الذين كانوا يصمّون في دنياهم آذانهم عن الدعوة إلى الهدى، ويصرون على غيّهم ولجاجهم.
الفوائد:
- الجملة الواقعة في محلّ جرّ بالإضافة..
ورد في هذه الآية قوله تعالى يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ فجملة (نقول) في محلّ جرّ بالإضافة لوقوعها بعد الظرف، وسنوضح فيما يلي ما يتعلق بهذه الجملة، فلا يضاف إلى الجملة إلا ثمانية:
1- أسماء الزمان: كقوله تعالى: وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وقوله تعالى: لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ يَوْمَ هُمْ بارِزُونَ ومن أسماء الزمان ثلاثة إضافتها إلى الجملة واجبة:
(إذ) باتفاق، و (إذا) عند الجمهور، و (لما) عند من قال باسميتها.
2- حيث: وتختص بذلك عن سائر أسماء المكان، وإضافتها إلى الجملة واجبة، ولا يشترط لذلك كونها ظرفا، وذلك كقوله تعالى: وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ.
3- آية بمعنى علامة: فإنها تضاف جوازا إلى الجملة الفعلية المتصرف فعلها، مثبتا أو منفيا بما، كقول الشاعر:
بآية يقدمون الخيل شعثا ... كأنّ على سنابكها مداما
وقوله:
ألكني إلى قومي السلام رسالة ... بآية ما كانوا ضعافا ولا عزلا
الاك: أبلغ والبيت لعمرو بن شأس.
4- (ذو) في قولهم: «اذهب بذي تسلم» والباء في ذلك ظرفية، وذي صفة لزمن محذوف. ثم قال الأكثرون هي بمعنى صاحب، فالموصوف نكرة، أي اذهب في وقت صاحب سلامة «أي في وقت هو مظنة السلامة» .
5- لدن، و6- ريث، فإنهما يضافان جوازا إلى الجملة الفعلية التي فعلها متصرف، ويشترط كونه مثبتا، بخلافه مع آية.
فأما لدن، فهي اسم لمبتدأ الغاية، زمانية كانت أو مكانية، ومن شواهدها قول الشاعر:
لزمنا لدن سألتمونا وفاقكم ... فلا يك منكم للخلاف جنوح
وأما ريث، فهي مصدر راث إذا أبطأ، وعوملت معاملة أسماء الزمان في الإضافة إلى الجملة، كما عوملت المصادر معاملة أسماء الزمان في التوقيت، كقولك «جئتك صلاة العصر» . قال الشاعر:
خليلىّ رفقا ريث أقضى لبانة ... من العرصات المذكرات عهودا
7 و8: (قول) و (قائل) : كقول الشاعر:
قول يا للرجال ينهض منا ... مسرعين الكهول والشبانا
وقول الشاعر:
وأجبت قائل كيف أنت بصالح ... حتى مللت وملّني عوّادي

[سورة ق (50) : الآيات 31 الى 35]
وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هذا ما تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ وَجاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ (33) ادْخُلُوها بِسَلامٍ ذلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ ما يَشاؤُنَ فِيها وَلَدَيْنا مَزِيدٌ (35)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (للمتّقين) متعلّق ب (أزلفت) ، (غير) ظرف مكان قام مقام الظرف المقدّر أي مكانا غير بعيد فهو صفته «16» .
جملة: «أزلفت الجنّة ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
32- 34- (ما) موصول في محلّ رفع خبر المبتدأ (هذا) ، والعائد محذوف، و (الواو) في (توعدون) نائب الفاعل (لكلّ) بدل من المتقين بإعادة الجارّ (من) اسم موصول في محلّ جرّ بدل من (كلّ) «17» ، (بالغيب) حال من الرحمن أي غائبا (بقلب) حال من فاعل جاء (بسلام) حال من فاعل ادخلوها.. (يوم) خبر المبتدأ (ذلك) ، والإشارة إلى زمان الدخول.
وجملة: «هذا ما توعدون ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
وجملة: «توعدون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «خشي الرحمن ... » لا محلّ لها صلة الموصول (من) .
وجملة: «جاء ... » لا محلّ لها معطوفة على جملة خشي.
وجملة: «ادخلوها ... » في محلّ نصب مقول القول لقول مقدّر مستأنف.
وجملة: «ذلك يوم ... » لا محلّ لها اعتراضيّة.
(لهم) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ المؤخّر (ما) والعائد محذوف (فيها) متعلّق ب (يشاءون) «18» (الواو) عاطفة (لدينا) ظرف مبنيّ في محلّ نصب متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ (مزيد) .
وجملة: «لهم ما يشاءون ... » في محلّ نصب حال من فاعل ادخلوها وفيها التفات أي لكم ما تشاؤون فيها «19» .
وجملة: «يشاءون ... » لا محلّ لها صلة الموصول (ما) .
وجملة: «لدينا مزيد» في محلّ نصب معطوفة على جملة لهم ما يشاءون.
الصرف:
(34) الخلود: مصدر سماعيّ لفعل خلد باب نصر بمعنى دام، وزنه فعول بضمّتين.
البلاغة
الثناء البليغ: في قوله تعالى «مَنْ خَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ» .
حيث قرن بالخشية اسمه الدال على سعة الرحمة، وذلك للثناء البليغ على الخاشي، وهو خشيته مع علمه أنه واسع الرحمة، كما أثنى عليه بأنه خاش، مع أن المخشي منه غائب. ونحوه «وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ» فوصفهم بالوجل مع كثرة الطاعات. وصف القلب بالإنابة وهي الرجوع إلى الله تعالى، لأن الاعتبار بما ثبت منها في القلب.

[سورة ق (50) : آية 36]
وَكَمْ أَهْلَكْنا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشاً فَنَقَّبُوا فِي الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ (36)

الإعراب:
(الواو) استئنافيّة (كم) خبريّة لفظ مبنيّ في محلّ نصب مفعول به مقدّم (من قبلهم) متعلّق ب (أهلكنا) (من قرن) تمييزكم (منهم) متعلّق ب (أشدّ) (بطشا) تمييز منصوب (الفاء) عاطفة (في البلاد) متعلّق ب (نقّبوا) ، (هل) حرف استفهام (محيص) مجرور لفظا بمن الزائدة مرفوع محلّا مبتدأ، والخبر محذوف تقديره لهم.
جملة: «أهلكنا ... » لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: «هم أشدّ ... » في محلّ جرّ نعت لقرن.
وجملة: «نقّبوا ... » في محلّ جرّ معطوفة على جملة هم أشدّ ...
وجملة: «هل من محيص ... » لا محلّ لها استئنافيّة «20» .
__________
(1) والضمير في (به) هو العائد ... ويجوز أن يكون (ما) حرفا مصدريّا، والضمير في (به) يعود على الإنسان أي: وسوسة نفسه إيّاه. [.....]
(2) يجوز أن تكون جملة نعلم استئنافيّة لا محلّ لها.
(3) أو اسم ظرفيّ في محلّ نصب مفعول به لفعل محذوف تقديره اذكر.
(4) أو الباء للتعدية فهي متعلّقة ب (جاءت) ، أي: أظهرت سكرة الموت الحقّ.
(5) أو في محلّ نصب حال من كلّ نفس ... أو في محلّ جرّ نعت لنفس.
(6) يجوز أن يكون نكرة موصوفة خبرا للمبتدأ.. ويجوز في الموصول أن يكون مبتدأ خبره عتيد، والاسميّة خبر الاشارة.
(7) يجوز أن يكون الظرف متعلّقا بعتيد إذا كان (ما) نكرة موصوفة و (عتيد) نعت لها..
كما يجوز أن يكون الظرف نعتا للنكرة الموصوفة و (عتيد) خبرا.
(8) وأجاز الزمخشري أن يكون بدلا من (ما) أو خبرا بعد خبر أو خبرا لمبتدأ محذوف.
(9) يجوز أن يكون الجارّ أصليّا متعلّقا بمنّاع.
(10) يجوز أن يكون بدلا من كلّ أو بدلا من كفّار.
(11) وهي جواب شرط مقدّر ان أعرب الموصول بدلا.
(12) أو اعتراضيّة وجملة ما أطغيته مقول القول.
(13) (الباء) عند بعضهم زائدة في المفعول.
(14) المعنى: لا تختصموا وقد صحّ عندكم الآن أنّي قدّمت إليكم بالوعيد.
(15) الاستفهام إمّا للتحقيق والإخبار أي لقد اكتفيت وإمّا للطلب أي زيدوني. [.....]
(16) أو هو حال من الجنّة مؤكّدة لعاملها ... ولم يؤنّث بعيد امّا لأنه فعيل الذي يستوي فيه التذكير والتأنيث، وامّا بتضمين الجنّة معنى البستان أو قصد مكان الجنّة..
(17) أو هو مبتدأ في محلّ رفع خبره محذوف والتقدير: يقال لهم ادخلوها بسلام.
(18) أو متعلّق بحال من العائد المحذوف.
(19) يجوز أن تكون استئنافيّة لا محلّ لها.
(20) يجوز أن تكون مقول القول لقول مقدّر هو حال من فاعل نقّبوا ... أي نقّبوا قائلين هل من محيص.

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 37.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.68%)]