عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 13-03-2024, 08:56 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,276
الدولة : Egypt
افتراضي رد: المرأة المسلمة.. مكانتها وحقوقها في الشريعة

المرأة المسلمة ومكانتها في الشريعة

– 2 – اهتمام الإسلام بتعليم المرأة


  • حث الإسلام على تعليم المرأة وعني بها عناية بالغة تتناسب وعظمة الرسالة التي عليها أن تحملها فكان التعليم أول مشروع إسلامي للمجتمع دون تفريق بين الرجل والمرأة
  • حرصت المرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على حضور مجالس العلم وحضور الجمع والجماعات والحج ولم يمنعها النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على أن يجعل للمرأة يوما يعظها فيه ويعلمها أمور دينها ودنياها
تكلمنا في المقال السابق عن أهمية دور المرأة فى المجتمع، وكيف اهتمت الشريعة الغراء بهذا الدور اهتماما بالغا، ووضعت له أسس ومعايير للنهوض بالمرأة في المجتمع المسلم، لكى تؤدى دورها على أكمل وجه، وكيف اهتم الشارع الحنيف بقضاياها ومشكلاتها بما يلائم طبيعتها الفطرية والنفسية، وكانت أولى خطوات هذا الاهتمام هو الاهتمام بتعليم المرأة.
فالإسلام هو الشريعة التي أنصفت المرأة وكرامتها، وردت إليها آدميتها بعد أن كانت في الجاهلية أداة للهو واللعب وإثارة الغرائز، فحث الإسلام على تعليم المرأة، وعنى بها عناية بالغة تتناسب وعظمة الرسالة التي عليها أن تحملها؛ فكان التعليم أول مشروع إسلامي للمجتمع دون تفريق بين الرجل والمرأة، بنداء تضمن أداة التعليم الأولى وهي القراءة والكتابة، قال -تعالى-: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}، ووردت في القرآن آيات عديدة تحث على العلم وتكرم العلماء قال -تعالى-: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}، وقال -تعالى-: {وقل رب زدني علما}، كما أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بطلب العلم لكل مؤمن ومؤمنة؛ فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «طلَبُ العِلمِ فَريضةٌ على كلِّ مُسلمٍ».
تعلم أركان الإسلام والفرائض
وقد فرض الإسلام على المرأة العلم بأركان الإسلام من التوحيد والفرائض، وما تحتاجه نحو زوجها وبيتها وأسرتها ومجتمعها، وهذا لا يتم الا بالتعلم، فجاءت الرعاية النبوية بتطبيقها العملي للنساء بالاهتمام بتعليم المرأة على وجه الخصوص، فورد عن أبى بردة عن أبيه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ثَلَاثَةٌ لهمْ أجْرَانِ: رَجُلٌ مِن أهْلِ الكِتَابِ، آمَنَ بنَبِيِّهِ وآمَنَ بمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وسلم -، والعَبْدُ المَمْلُوكُ إذَا أدَّى حَقَّ اللَّهِ وحَقَّ مَوَالِيهِ، ورَجُلٌ كَانَتْ عِنْدَهُ أمَةٌ فأدَّبَهَا فأحْسَنَ تَأْدِيبَهَا، وعَلَّمَهَا فأحْسَنَ تَعْلِيمَهَا، ثُمَّ أعْتَقَهَا فَتَزَوَّجَهَا فَلَهُ أجْرَانِ».
يوم خاص للمرأة للتعلم
وكان - صلى الله عليه وسلم - يحرص على أن يجعل للمرأة يوما يعظها فيه ويعلمها أمور دينها ودنياها، ومن ذلك ماروى عن أبي سعيد الخدري قال: قالتِ النِّسَاءُ للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: «غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ؛ فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِن نَفْسِكَ، فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ، فَوَعَظَهُنَّ وأَمَرَهُنَّ، فَكانَ فِيما قَالَ لهنَّ: ما مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلَاثَةً مِن ولَدِهَا، إلَّا كانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ فَقالتِ امْرَأَةٌ: واثْنَتَيْنِ؟ فَقَالَ: واثْنَتَيْنِ»، فدل ذلك الحديث على اهتمام النبي - صلى الله عليه وسلم - بتعليم المرأة وحرص نساء الصحابيات وإلحاحهن على طلب العلم من النبي - صلى الله عليه وسلم .
أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الصحابيات
كما كانت أحوال النبي - صلى الله عليه وسلم - مع الصحابيات الكريمات خطوات هادفة، ساهمت فى زرع الثقة فى نفوسهن، وكانت دافعا قويا لهن لتحصيل العلم من منابعه الأصلية، بعد تشرب الإيمان بالله في صدورهن، وقد فاضت كتب التاريخ والسير والحديث بذكر أخباره - صلى الله عليه وسلم - مع عامة النساء، بما يوحي بفائق العناية تجاههن مع إرادة تأهيليهن للأمانة التي عجزت السماوات والأرض أن يحملنها، ولتحقيق هذا الهدف كان لابد من إزالة كم هائل من رواسب الجاهلية، وإعادة تكوين تفسية وعقلية جديدة لا تخضع إلا لموازين الشرع، فكن -رضي الله عنهن- يسألن النبي - صلى الله عليه وسلم - ويراجعنه ويستفسرن عما أشكل عليهن، قالت عائشه -رضى الله عنها-: «نِعمَ النساءُ نساءُ الأنصارِ لم يكنْ يَمنعُهنَّ الحياءُ أن يسألْنَ عنِ الدينِ وأن يتفقَّهنَ فيه».
حضور مجالس العلم
وحرصت المرأة في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - على حضور مجالس العلم وحضور الجمع والجماعات والحج، ولم يمنعها النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك؛ فقال: «لا تَمْنَعُوا النِّساءَ حُظُوظَهُنَّ مِنَ المَساجِدِ، إذا اسْتَأْذَنُوكُمْ»، بل كانت المرأة تحضر الصلاة مع صبيها فإذا بكى كان - صلى الله عليه وسلم - يخفف الصلاة مراعاة لأمه وهذا من تمام رعايته بالمرأة.
حضورهن صلاة العيد
وحرص على حضورهن صلاة العيد حتى لو كانت حائضًا، أو ليس لديها ثوب تخرج فيه، ففى حديث أم عطية أنها قالت: «أُمِرْنَا أنْ نُخْرِجَ الحُيَّضَ يَومَ العِيدَيْنِ، وذَوَاتِ الخُدُورِ فَيَشْهَدْنَ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ، ودَعْوَتَهُمْ ويَعْتَزِلُ الحُيَّضُ عن مُصَلَّاهُنَّ، قالتِ امْرَأَةٌ: يا رَسولَ اللَّهِ إحْدَانَا ليسَ لَهَا جِلْبَابٌ؟ قالَ: لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِن جِلْبَابِهَا». فخرجن -رضوان الله عليهن- يطلبن العلم وهن خير قدوة فى التأدب والحياء؛ فكانت المرأة تتعلم ومعها دينها يحفظها، وحياؤها يكسوها مهابة ووقارا، مراعية فى خلال رحلتها لطلب العلم الضوابط الشرعية التى أقرها الإسلام، ومن أولها الإخلاص لله -عزوجل-، والالتزام باللباس الشرعى الذى فرضه الله عليها صيانة لها وحماية، غير متطيبة ولا متزينة، غاضة لبصرها، عملا بقوله -تعالى-: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ}. ملتزمات بعدم الاختلاط مع الرجال، فالإسلام حافظ على المرأة في جميع تشريعاته، ومنعها من كل ما يعرضها للأذى أو يحط من قدرها، فحرم الاختلاط بين الرجال والنساء، ولو فى مواطن العبادة أو التعليم، وقد ظهر هذا الأدب الشرعي في تعليم النساء في عصر النبوة بطريقة واضحة، كما فى حديث ابن عباس «أنَّ رَسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - خَرَجَ ومعهُ بلَالٌ، فَظَنَّ أنَّه لَمْ يُسْمِعْ فَوَعَظَهُنَّ وأَمَرَهُنَّ بالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ المَرْأَةُ تُلْقِي القُرْطَ والخَاتَمَ، وبِلَالٌ يَأْخُذُ في طَرَفِ ثَوْبِهِ»، قال ابن حجر: قوله: ثم أتى النساء، يشعر بأن النساء كن على حدة من الرجال غير مختلطات بهم، وفى رواية أخرى، أنَّ نسوةً مِن الأنصارِ قُلْنَ له: يا رسولَ اللهِ، إنَّا لا نستطيعُ أنْ نأتيَك مع الرِّجالِ فقال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: «موعدُكنَّ بيتُ فلانةَ» فجاء فتحدَّث معهنَّ ثمَّ قال: «لا يموتُ لإحداكنَّ ثلاثةٌ مِن الولدِ فتحتسبُه، إلَّا دخَلتِ الجنَّةَ» فقالتِ امرأةٌ منهنَّ: واثنينِ يا رسولَ اللهِ؟ قال: (واثنينِ).
ثمار يانعة
واستمر أثر مدرسة النبي - صلى الله عليه وسلم - في إخراج ثمارها إلى العصور التالية لعصر النبوة؛ فكانت المرأة المسلمة على صلة قوية بكتاب الله وسنة نبيه وما يتصل بهما ويخدمهما، كما كانت على جانب كبير من الاهتمام بالعلم والدراية بما ينفعها فى دينها، ويهيئها لحياة كريمة هانئة، وتزخر كتب التاريخ والتراجم والطبقات بأسماء كثير من النساء اللواتى تعلمن القراءة والكتابة، وتعلمن القرآن وحفظنه، وروين الحديث وبرعن فى الفقه والإفتاء، وكان منهن الأديبات الشاعرات، وتميز من النساء من أتقنت علوما أخري كالطب والصيدلة وغيرها من العلوم التى تناسب المرأة، وكن مثالا يحتذى به فى طلب العلم ونشره بمختلف الوسائل الشرعية، فكان لهن أثر واضح فى إثراء الحركة العلمية فى تاريخنا الإسلامي على مر العصور.

اعداد: أميرة عبدالقادر

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.


التعديل الأخير تم بواسطة ابوالوليد المسلم ; 02-05-2024 الساعة 05:31 AM.
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.27 كيلو بايت... تم توفير 0.66 كيلو بايت...بمعدل (3.01%)]