عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 28-11-2009, 03:22 AM
الصورة الرمزية أبو جهاد المصري
أبو جهاد المصري أبو جهاد المصري غير متصل
قلم فضي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2009
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 4,682
الدولة : Egypt
افتراضي رد: شروط التكفير وموانعه مهم جدا وللقراءه المتأنيه

متى يكفر المعين:
قبل الحكم على المسلم بكفر أو فسق ينظر في أمرين:
1_ دلالة الكتاب والسنة على أن هذا القول أو الفعل موجب للكفر أو الفسق.
2_ انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين بحيث تتم شروط التكفير أو التفسيق في حقه وتنتفي الموانع .
ومن أهم الشروط أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت أن يكون كافراً أو فاسقاً ومن الموانع أن يتبع ما يوجب الكفر أو الفسق بغير إرادة منه ".. أ هـ القواعد المثلى صـ 87 بحذف يسير ..
3_ قيام الحجة لتكفير المعين لابد من قيام الحجة الشرعية عليه والحجة تقوم عليه بأي وسيلة توصل إليه الدليل الشرعي وبالقدر الذي يدفع عنه جهله وعذره.
التكفير بالمعصية:
روى مسلم في صحيحه عن أبي سفيان قال: جاورت مع جابر بن عبد الله بمكة ستة أشهر فسأله رجل : هل كنتم تسمون أحداً من أهل القبلة كافراً فقال معاذ الله قال : فهل تسمون مشركاً قال : لا . قال شيخ الإسلام " ولا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله ولا بخطأ أخطأ فيه كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة " .. الفتاوى 2/282
وقال بعد ما سئل: هل يكفر العبد بالمعصية أم لا ؟
" لا يكفر بمجرد الذنب فإنه ثبت بالكتاب والسنة وإجماع السلف أن الزاني غير المحصن يجلد , والشارب يجلد والقاذف يجلد ولو كانوا كفاراً لكانوا مرتدين ولوجب قتلهم .. الفتاوى 2/282
وقال الشيخ حافظ حكمي في سلم الوصول " ولا نكفر بالمعاصي مؤمناً إلا مع استحلاله لما جنى
معارج القبول ( 2/328)
في التكفير قواعد:
القاعدة الأولى: الكفر العام لا يستلزم دائماً كفر المعين أي أن التكفير العام الوارد في النصوص الشرعية لا يصح حمله دائماً على الأشخاص بأعيانهم ممن قد وقع في ذلك الكفر لاحتمال وجود موانع التكفير فيهم وانتقاء لوازمه.
أمثله :
1_ القوم الذين يشربون الخمر متأولين قوله تعالى ( ليس مع الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا ...... ) الآية المائدة 935
فاستحلوا الخمر فحكم على بأن يستتابوا فإن لم يتوبوا جلدوا ثمانين لشربهم الخمر وإن لم يتوبوا ضربت أعناقهم. وذلك لأنهم متأولين.
2_ وقصة الرجل الذي أوصى بأن يحرق ثم يذر في البر والبحر... شك في قدرة الله ولكن كان جاهلاً .
3_قصة القوم الذين قالوا يا رسول الله اجعل لنا أنواطا كما لهم ذات أنواط.. عذرهم لحداثة عدهم بالكفر .
هذه القواعد باختصار وتصرف من كتاب قواعد في التكفير عبد المنعم حليمة صـ53 وما بعدها
موانع التكفير
كل كفر يعجز صاحبه _لعلة شرعية_ عن دفعه فهو لا يكفره وبالتالي فإن جميع موانع التكفير يشترط فيها عجزهما....... عن دفعهما والتخلص منهما أما إذا توفرت لديه الاستطاعة والمقدرة على دفع السبب الذي يؤدي به إلى الكفر ثم لا يعمل على دفعه وقع في الكفر .
من موانع تكفير المعين
1_ عدم بلوغه الخطاب الشرعي .
كالذي أهدى إلى النبي r خمراً ومثل الذين كانوا يصلون نحو بيت المقدس.
2_ التأويل أو الفهم الخاطئ للمراد من النص .
كالذي استحلوا الخمر بسبب فهم خاطئ لقوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُواْ……. }المائدة93
3_ حداثة عهده بالكفر .
كالذي قالوا ( اجعل لنا ذات أنواط.... ).
4_ العيش في منطقة نائية يتعذر وصول العلم إليها ولا يستطيع أن يسير الرجال إلى المناطق الذي يتوفر فيها العلم الشرعي.
يقول ابن حزم : من بلغه ذكر النبي r وما جاء به ثم لا يجد في بلاده من يخبره عنه ففرض عليه الخروج عنها إلى بلاد يستبرئ في الحقائق ... وفرض على جميعهم من رجل أو امرأة أن يرحلوا إلى مكان يجدون فيه فقيهاً يعلمهم دينهم ... " الأحكام (5/112).
5_ الخطأ غير المقصود . قصة الرجل الذي وجد راحلته فقال: " اللهم أنت عبدي وأنا ربك " .
6_ الخطأ. قصة أسامة بن زيد الذي قتل رجلاً بعد أن قال لا إله إلا الله.
7_ الإكراه. كمن أظهر الكفر مكرهاً وقلبه مطمئن للإيمان .
القاعدة الثانية : إنجاز الوعد إرجاء الوعيد .
قال ابن عمر: كنا نوجب لأهل الكبائر النار حتى نزلت هذه الآية على النبي r ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ... ) فنهانا رسول الله r أن نوجب لأحد من أهل الدين النار ".
رواه ابن أبي عاصم في السنة, قال الألباني إسناده صحيح 973
وقال r " من وعده الله على عمل ثواباً فهو منجزه له ومن وعده على عمل عقاباً فهو فيه بالخيار ".. رواه ابن أبي عاصم في السنة .
في السلسلة الصحيحة رقم 2463
ويستثنى من ذلك الوعيد الخاص بحقوق العباد .
( لتؤدن الحقوق إلى أهلها يوم القيامة حتى يقاد للشاة الحلماء من الشاة القرناء ) .. رواه مسلم
موانع...... الوعيد
1_ الحسنات الماحية.
2_ البلاء.
3_ التوبة والاستغفار.
4_ الشفاعة " شفاعة النبي r وشفاعة المؤمنين من بعده ".
5_ إقامة الحد.
6_ التأويل.
القاعدة الثالثة : الرضى بالكفر كفر .
من رضي بالكفر وحسنه أو أقر بشرعيته من غير إكراه ورضيه أن يكون أو يسود فهو كافر ظاهراً وباطناً.
ومن الأدلة على هذه القاعدة قوله تعالى {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ........ }النساء140
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب : إن معنى الآية على ظاهرها , وهو أن الرجل إذا سمع آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فجلس عند الكافرين المستهزئين من غير إكراه ولا إنكار ولا قيام عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره فهو كافر مثلهم, وإن لم يفعل فعلهم لأن ذلك يتضمن الرضى بالكفر, والرضى بالكفر كفر . وبهذه الآية ونحوها استدل العلماء على أن الراضي بالذنب كفاعله, فإن ادعى أنه يكره ذلك بقلبه لم يقبل منه , لأن الحكم على الظاهر وهو قد أظهر الكفر فيكون كافراً (1)
قال ابن تيمية : تغيير المنكر يكون تارة بالقلب , وتارة باللسان , وتارة باليد , فأما القلب فيجب بكل حال, إذ لا ضرر في فعله, ومن لم يفعله فليس هو بمؤمن .. الفتاوى (28/127)
القرائن الدالة على الباطن :
الرضى مقره القلب وهو أمر باطن لا سبيل لنا إلى معرفته والحكم عليه إلا من خلال قرائن لفظية وعملية ظاهرة على الجوارح تدل عليه , فمن أتى بشيء منها كان دالاً على حقيقة باطنه وما وقر في القلب .
1_ قرائن لفظية :
وهي أشد القرائن دلالة على حقيقة الباطن كأن يعبر المرء عن نفسه من غير إكراه بكلام صريح يدل على رضاه بالكفر واستحلاله له كالذي يحسن الشرائع الوضعية التي تضاهي شرع الله تعالى , ويعتبرها الشرائع الأفضل التي بها يتحقق التقدم والازدهار وغير ذلك من العبارات التي تدل على حقيقة ماوقر في القلب واطمأنت إليه النفس .
2_ قرائن عملية :
وهي أعمال الجوارح الظاهرة التي تدل على حقيقة الباطن ومنها :
1_ الجلوس في مجالس الكفر والاستهزاء بالدين . الآية السابقة
قال القرطبي في التفسير : لأن من لم يجتنبهم فقد رضي فعلهم والرضى بالكفر كفر .... الخ
الجامع لأحكام القرآن (5/418)
2_ الاستهزاء بالدين وهو على سبيل المثال الخوض واللعب .
قال أبو بكر بن العربي: " فإن الهزل بالكفر كفر لا خلاف فيه بين الأمة ".
الجامع لأحكام القرآن (8/197)
3_ إظهار الكفر من غير إكراه . " من كفر بالله من بعد إيمانه ...... " الآية
فدل على أن كل من أظهر الكفر البواح من غير إكراه فقد شرع بالكفر صدراً, سواء أقر بذلك أم لم يقر فإن لسان الحال يكذب لسان المقال .
4_ التحاكم إلى الطاغوت
كما في قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء60
فدل على أن من يتحاكم إلى الطاغوت طوعاً فإن إيمانه الذي يدعيه هو عبارة عن ادعاء كاذب وزعم لا أصل له في القلب إذ لو كان صادقاً بأنه مؤمن لما تحاكم طوعا إلى الطاغوت وشرائع الطاغوت معرضاً عن شرع الله تعالى .
5_ الإعراض عن التحاكم إلى شرع الله عزوجل.
كما في قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ *وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُم مُّعْرِضُونَ }النور48,47
6_ طاعة المشركين فيما كفروا . كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ * ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لِلَّذِينَ كَرِهُوا مَا نَزَّلَ اللَّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الْأَمْرِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ }محمد25, 26
7_ حصول الحرج وانتقاء الرضى بحكم الله عز و جل . قال تعالى {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً }النساء65
8_ من لوازم الإيمان الحاصل في القلب رد المنازعات إلى الله والرسول r .
قال تعالى : { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ }النساء59
9_ انتقاء المتابعة الظاهرة. كما في قوله تعالى: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ }آل عمران31
قال ابن كثير- يرحمه الله - " هذه الآية حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله ".. التفسير (1/366)
10_ عدم الحكم بما أنزل الله .
11_ موالاة المشركين ومظاهرتهم على المسلمين .
12_ ترك مجاهدة الكفار .
13_ قرائن عملية أخرى تدل على فساد الباطن وسوء الاعتقاد .
القاعدة الرابعة:
اعتبار الظاهرين في الكفر والإيمان.. أي أن المرء يحكم عليه بالكفر أو الإيمان بناء على ظاهره فإن أظهر الكفر يحكم عليه بالكفر وإن أظهر الإيمان يحكم عليه بالإيمان من دون أن نتتبع باطنه أو نسأل عن حقيقة ما وقر في قلبه.
القاعدة الخامسة :
الكفر العملي الأصغر لا يقال إلا بقرينة شرعية تدل عليه.
إذا أطلق الشارع على فعل معين حكم الكفر فالأصل أن يحمل هذا الكفر على ظاهره ومدلولاته الشرعية وهو الكفر المناقض للإيمان الذي يوجب لصاحبه الخلود في نار جهنم ولا يجوز صرف هذا الكفر عن ظاهره ومدلوله إلى كفر النعمة أو الكفر الأصغر الرديف للمعصية أو الذنب الذي يستوجب الخلود في نار جهنم إلا بدليل شرعي آخر يقيد هذا الصرف والتأويل .
http://www.islamlight.net/index.php?...k=view&id=9759
__________________
مدونتي ميدان الحرية والعدالة
رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 32.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 31.64 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.94%)]