الموضوع: نبض إحساس
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 14-09-2019, 12:43 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,014
الدولة : Egypt
افتراضي نبض إحساس

نبض إحساس
ذكرى المجدلي




كثيرة هي قضايانا الاجتماعية والحلول أمامنا كثيرة لكنها ليست هي المشكلة الحقيقية التي تعيقنا في إيجاد الحلول إذ إن المشكلة تكمن في إحساسنا بحجم المشكلة ومدى أهمية اتخاذ الحلول القاطعة حيالها·
قضية تؤرق هاجس جميع البيوت بنسبة كبيرة إذ إن الاستقرار الأسري أخذ يتلاشى على الرغم من تحسن الأحوال المعيشية إذ أغلب أفراد الأسرة الواحدة له مدخلوه المعيشي الخاص به، وعلى الرغم من بلوغ أفراد الأسرة مراتب متقدمة في الشهادات العلمية وعلى الرغم من توفير الدولة لأغلب متطلبات الأسرة من مجانية التعليم والصحة والسكن، وإن كان هاجس السكن يؤرق طالبيه لبعد مداه في المنال غير أنه في نهاية الانتظار يتحقق حلم الأسرة ولكن بعد ماذا ؟
بعد أن تمر بها عواصف ومشكلات ليس لها آخر ونهاية وقد تبقى الأسرة بصمودها أو لا تبقى وإن بقت هل تكون بصمود كاف لاستمرار الحياة سنوات أخرى.
نظرتنا للأمور ليست سوداوية ولكنها واقعية فهذه قصص وحكايات تذرف دموعها على ملفات قضايا الأحوال الشخصية في المحاكم فبعض هذه القضايا ينتحب وبعضها يتألم وبعضها يكابر وبعضها يتحدى··· صفوف من المشكلات بأثواب عدة تستصرخ الضمائر إلى متى عدم الاستقرار الأسري وإلى متى أفراد الأسرة في ضياع من هو المكابر في أقطاب الأسرة المرأة أم الرجل؟ هل هناك مشكلات حقيقية تستدعي وجود الاختلاف أم هو اختلاف للاختلاف··· المرأة والرجل الآن وعلى تبدل الأحوال المادية والتعليمية هل يفتقرون للثقافة التي يجب أن تكون أم الحقيقة يفتقرون لنبض الإحساس والشفافية؟
متى يبدأ نبض الإحساس منذ بداية الاختيار في الزواج وقبل القبول؟ أم بعد أن يفرض الواقع نفسه!.
حقيقة نبض الإحساس يجب أن يكون رديف شخصياتنا أينما حللنا لينضح ذلك الإحساس التواق للصدق والوضوح المفعم بالشعور الثاقب القاطع لكل تسيب ولا مسؤولية فالأشخاص عندما يتلاقى نبض الإحساس لديهم يستطيعون الوصول لنقطة التلاقي دون مواراة أو مراوغة إذ نبض الإحساس يكون بداية الضوء الذي مع تواتره سيكون كشافا منيرا لدرب من يتعامل معه ··· ولكن؟
قد يتصادم بمن يرفض أن ينبض لديه الإحساس وهنا نقطة الصدام في التلاقي وهي قد تكون أو هي الأساس في اعوجاج الحلول وعدم قبول التلاقي في الوفاق··· المرأة والرجل هما شيء في الحياة فمنهم ينتثر لؤلؤ الطفولة ويعمر الكون بضحكات الطفولة غير أنهم أيضا سببا لشقاء الطفولة لعدم التلاقي الذي يفرضه نبض الإحساس.
نبض الإحساس يفرض المرونة والتنازل.
نبض الإحساس يقاوم أي صدأ عاطفي يشكل على مرور الحياة الزوجية.
نبض الإحساس يتقيأ الخمول والتخاذل.
نبض الإحساس هو الصوت المسموع لكل ضمير يتفاعل مع الحياة.
فهل لنا أن نترجل عن صهوت خيولنا الجامحة لنستمع لنبض الإحساس... الذي تستصرخه الضمائر لنحيا حياة ليست مثالية !.
لأننا لسنا في المدينة الفاضلة ولكن على الأقل نريد أن نحيا حياة بها قدر من الاستقرار وقليل من الدفء.. وإن كانت الديمومة مستحيلة فهذه سنة الحياة
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.61 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.98 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.78%)]