عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 20-05-2019, 09:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,316
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح للاسرة المسلمة فى رمضان ***متجدد



رمضان والخطط التي لا تكتمل


دلال عبدالعزيز
(15)



يدرك العديد من النّاس فضل رمضان والأجر المترتّب على العمل فيه، ولا يخفى على الكثيرين ما لدى تلك الأيّام من منزلة
عند ربّ العباد، حتّى أنّه –سبحانه وتعالى- ذكر فضلها في آيات عديدة من القرآن الكريم، وأسهب رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- في ذكر محاسن هذا الشهر ومدى أهميّته في حياة كل مُسلم. كلّ تلك النقاط ذُكرت وسُمعت آلاف المرات في كلّ مكان، في المساجد والنشرات والكُتب .. إلخ. ولذلك لا يوجد لأحدهم حجّة في جهل هذه الأمور حتّى وإن كان منالقلّة القليلة التي لا تعرف تفاصيل هذا الشهر، فلا عُذر لديه حيث يَجب عليه أن يبحث وينتقي كلّ المصادر التي تُساعده


لإيجاد ضالته. ومع كلّ ذلك وذاك، ومع كلّ الأصوات التي تُنادي بأخذ الفائدة والاستفادة من هذا الشهر الكريم، وتكريس 30
يوماً من حياة المُسلم لعبادة الله – تعالى- والتفكّر في نعمه وخلقه وعزّته وجلاله، فإنّ الغالبيّة العُظمى من المسلمين- وللأسف- مشغولون بدنياهم، يلهيهم الشيطان وجُنوده عن أساس رحلتهم في هذه الدنيا، ويَتناسىون في غمرة الملذّات كلّ تلك الصيحات المُنادية لطريق الخير والصّواب.
هكذا صار حال مسلمينا في هذا الزمان، رُبما يغرق بعضهم في الإلهاء بالدنيا عوضاً عن تحصيل الأجر، وبعضهم الآخر ينادي
في داخله صوت الإيمان القويّ القابع خلف القلوب، يَظهر في كلّ حين يُذكر ويُذكر. ومع كلّ ذلك الوخز الذي يُصاحب إخواننا، نجدهم يُسكتونه بأمنيات وخطط واهية (تتكرّر كلّ عام) حول الاستفادة من هذا الشهر الكريم، واستغلاله في ختم القرآن الكريم، و صلاة التراويح كاملة في المسجد، وقيام الليل كلّ ليلة، والتصدّق كلّ يوم، وفي قرارة أنَفسهم يعلمون أنّ تلك النوايا(كالسنة التي قبلها .. والتي قبلها .. والتي قبلها) ما هي إلّا أماني تغرق بين الرغبة في تحصيل أكبر قدر من الملذّات التي خصّصها جنود الشيطان في كلّ مكان لإلهاء المسلمين عن ذكره؛ فتجدهم يتابعون بشغف البرامج التي سـتعرض في شهر القرآن، ويتسابقون لإخبار بعضهم كما لو كانوا يُبشرون بعضهم "فلان سيُمثل هذا الشهر"، "فلانة بدت من خلال الدعايات بحلّة جديدة(لا تفوتك)"، "المُخرج الفلاني عاد بعد انتظار في القناة الفلانيّة"، وهكذا .. فهم لا يكتفون بذلك لأنفسهم فقط، بل يُأدّون أدواراً ترويجيّة لتلك القنوات .. وكأنّ الإثم الذي يُمارسونه لا يكفيهم، بل يَنشرونه في الأمّة وكأنه خبر لا يُمكن إخفاؤه. ومع اقتراب رَمضان .. تبدو تلك الخطط الواهية وهم سراب .. يشيحون النظر عنها ويَنقادون نحو الظلام.


عندما يغرق الإنسان في هذا الطريق الذي لا يقود إلا إلى الـلامكان، يغفل عن حقيقة مهمّة ويجب أن لا ينساها أبداً، وهي
أنّ الحياة أنفاس تخرج فلا تَعود أبداً؛ فإن خرج نفسك فلن يكون بمقدور أحد في هذا العالم استراجعه لك، والدنيا ما هي إلا لحظات تتلاشى في عجلة الأيام فلا تلبثُ أن تكون إلا ذكريات وماضي لا يرجع. ألم يخطر ببال أحد منهم أنّه رُبما يكون هذا آخر رمضان قد تحياه في عُمرك القصير؟ وأنّ الأجر الذي ضيّعته من بين يديك رُبما يكون السبب الذي يُنجيك من النار؟ وأنّ العمل فيه قد يكون مدعاة ليمنن الله عليك بواسع رحمته؟ أسئلة كثيرة يجب أن تطرق ذهن كلّ واحد منّا قبل أن يبدأ رمضان ليتدارك أنفاسه التي ستمضي.

وعد الله – تعالى- عباده أنّه إذا نوى بالحسنة فإنّها تُكتب له حتّى وإن لم يقم بها، في حين أنّ السيئة لا تُحسب له عندما
ينوي بها ولا يقوم بها. من هذا المُنطلق ومن هذه النقطة التي ما هي إلا غيض من فيض رحمة الله – سبحانه وتعالى- بعبادة .. لنقوم كُلنا بجدول نُطبّقه في رمضان، نُخلص فيه نيّتنا لله – سبحانه وتعالى- ونصفّيها من شوائب الدنيا وفنائها. ولتكن لدينا نقطة ارتكاز، فإخلاصنا في الصوم والصلاة والدعاء وختم القرآن الكريم.. هي أمور أساسيّة وبإذن الله لن نتوانى عنها .. ولكن لتكُن لدينا نشاطات أُخرى نحاول من خلالها تحصيل أكبر قدر من الحسنات في هذا الشهر الكريم. ارتكازنا سيكون على حسب ما نبدع فيه .. وعلى حسب ما يتميّز فيه كل شخص، فبإمكاننا استغلال هذه النعم و القدرات التي أنعم الله –تعالى- بها علينا من أجل خدمة الإسلام والمسلمين في كلّ أنحاء العالم .. وسأسرُد لكم فيما يلي مُجرّد أمثلة ربما تُساعد البعض لإيجاد نقطة بداية له:

إذا كُنت مبدعاً في التصميم: فأبواب البدء مفتوحة على مصراعيها .. حيثُ يُمكنك:
تصميم مجلّة رمضانيّة مطبوعة أو نشرات ونشرها على أقربائك وأصدقائك ورُبما في المساجد التي ترتادها وفي الأماكن العامّة والشوارع .. أي .. في كلّ الأمكنة التي تستطيع الوصول إليها .. وتذكّر الأجر الذي سيبلغك لو أثّرت كلمة ممّا كتب في نفس أحدهم.


تصميم شعارات أو كروت يُمكنك نشرها في الإنترنت أو إرسالها كـنوع من التهنئة في رمضان إلى أصدقائك أو إلى مجلات
مهتمّة بهذا النوع من الفنّ.

إذا كانت لديك مهارة الخطابة .. يمكنك:

التوجّه إلى المراكز التي تٌقيم ندوات ومحاضرات في المساجد والمراكز وغيرها .. وإبداء استعدادك للمشاركة وتقديم المُساعدة في هذا الأجر بإذن الله.
استغلال الاجتماعات الرمضانيّة التي يُقيمها الأهل والأصدقاء، وإلقاء كلمة قصيرة خفيفة تُعرّف الحاضرين بموضوع شيّق وجذّاب.

إذا كُنت أحد المتمكّنين بالإنترنت .. يُمكنك:
استغلال البريد الإلكترونيّ لاختيار مواضيع مثيرة للاهتمام عن الإسلام والمسلمين في رمضان ونشرها إلى أكبر عدد ممكن
من أصدقائك ومعارفك.
استغلال المجلات الإلكترونيّة في مراسلتهم بمقالات ومختارات كـوسيلة للمساعدة على الخير.


إذا كانت لديك القدرة في التواصل مع الناس ولديك مَلَكة الاندماج بسهولة .. يمكنك:
اختيار أحد الأماكن العامّة التي عادة ما يجتمع فيها الناس كـدور تحفيظ القرآن ومراكز الندوات والمساجد .. ومحاولة النصح
والإرشاد وممارسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بطريقة قريبة ومؤثّرة في قلوب الناس.


هذه بعض الأفكار التي نتمنّى أن تُفيد الجميع في محاولة جعل رمضان القادم شهر تَعمّ فيه الروحانيّة والإيمان في نفوس
جميع المسلمين في هذا العالم الواسع.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.39 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.77 كيلو بايت... تم توفير 0.62 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]