عرض مشاركة واحدة
  #19  
قديم 24-05-2019, 10:16 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,062
الدولة : Egypt
افتراضي رد: نصائح للاسرة المسلمة فى رمضان ***متجدد



حبوب منع الحمل وأثرها على الصيام


د. محمد بن هائل المدحجي

(19)


يعرض للمرأة في العصر الحديث الكثير من المشاكل الصحية والتي تسبب أعراضاً تشكل عليها في عباداتها، وخاصة فيما يتعلق بالدماء الخارجة منها في غير أوقات عادتها، هل هي من الدورة فتقطع صلاتها وصيامها أم أنها دماء عارضة أو دماء استحاضة فلا يكون لها أحكام الحيض ؟ وما هذه الإشكالات إلا نتيجة
لبعض أنواع الأدوية الحديثة التي طرأت في هذا العصر، والتي تؤدي إلى تغيرات كبيرة في الهرمونات، وبالتالي إلى خروج الدماء غير المعتادة في أشكالها وأوقاتها.


ومن هذه الأدوية : حبوب منع الحمل: وهي مركبات هرمونية على هيئة أقراص تؤخذ عن طريق الفم، تحتوي على خليط من هرمون الإستروجين وهرمون البروجسترون المماثلين لهرموني المبيض، أو على هرمون البروجسترون منفرداً، تؤخذ في اليوم الخامس ابتداء من أول يوم للحيض، ولمدة واحد وعشرين يوماً متتالية كل شهر لغرض منع الحمل.


والأصل في استخدام موانع الإنجاب المؤقتة الجواز بدون كراهة إذا كان هناك حاجة، والجواز مع الكراهة مع عدم الحاجة قياساً على العزل، واستخدامها داخل
في القاعدة الشرعية: " الأصل في الأشياء الإباحة " بشرط ألا يكون هناك ضرر في استعمال هذه الموانع سواء على الرجل أو المرأة. واستعمال الأدوية الهرمونية لمنع الإنجاب - ومنها أقراص منع الحمل- لا يخلو من الضرر، وعليه فلابد من إجراء فحص طبي شامل للمرأة قبل تناول الأدوية الهرمونية المانعة للإنجاب، ولا بد من عدم صرف تلك الأدوية إلا بوصفة طبية متخصصة، كما ينبغي على المرأة أن تبقى تحت الإشراف وأن تراجع الطبيبة عند حدوث أي مشكلة،كما أن عليها أن تجري الفحوصات الدورية بواسطة طبيبة كل سنة أو كل ستة أشهر، مع مراعاة أن لا تستعمل المرأة هذه الأدوية لمدة طويلة إلا عند الحاجة الملحة وبإستشارة الطبيبة مع إجراء الفحوصات الدورية.


واستخدام أقراص منع الحمل قد يكون جائزا ً وقد يكون محرماً باختلاف الأحوال :




1- فيجوز عند الحاجة لاستعمالها إذا كان لا يترتب على استعمالها ضرر وتم أخذها باستشارة الطبيبة، وبعد إجراء الفحوص الطبية اللازمة لتحديد مدى مناسبة هذه الأدوية للمرأة، لكن استعمالها من غير حاجة مكروه كالعزل، ولما تقدم من أضرارها، فيكون في استعمالها تعريض للنفس لضرر محتمل من غير حاجة.




2- استعمال أقراص منع الحمل بغير مشورة الطبيبة متردد بين الحرمة والكراهة بحسب حالة المرأة وتاريخها المرضي.



3- إذا كان يترتب على استعمال أقراص منع الحمل ضرر محقق فإنه يحرم استعمالها، لقوله صلى الله عليه وسلم: " لا ضرر ولا ضرار" رواه ابن ماجه،
وعملاً بالقاعدة الشرعية: " الضرر يزال".
والذي يهمنا هنا هو العوارض الناجمة عن تناول أقراص منع الحمل والتي لها تأثير على الصيام ، وهذا يشمل ثلاثة جوانب :


الجانب الأول من العوارض الناجمة عن تناول أقراص منع الحمل والتي لها تأثير على الصيام :



وجود نزف مستمر بتناول أقراص منع الحمل، وهذا من أكثر العوارض الناجمة عن تناول أقراص منع الحمل، ويتمثل في نزول دم مستمر خفيف خلال
الشهر.


ويذكر الأطباء أنه يمكن معالجة هذا النزف المستمر بمضاعفة الجرعة، لكن إذا زادت كمية الدم في أثناء تناول الحبوب,وأصبح كما هو في أيام الطمث,فيذكر
الأطباء أن على المرأة التوقف عن تناول الحبوب,ومراجعة طبيبة لتنظم الدورة الشهرية.


والمهم من الناحية الفقهية أن هذه المرأة التي تناولت أقراص منع الحمل واستمر معها نزول دم خفيف أو كثيف تصبح مستحاضة، فتستمر في الصلاة والصيام،
ولا يفسد صومها ولاتقضي الصيام الواجب, وبانتهاء (21) يوماً من تناول هذه الأقراص تتوقف المرأة عن تناولها كما تقدم ، وحينئذ سينزل دم الحيض ، وتترتب أحكامه.


الجانب الثاني من العوارض الناجمة عن تناول أقراص منع الحمل والتي لها تأثير على الصيام : الدم النازل عند نسيان تناول أقراص منع الحمل، حيث يوصي الأطباء بالدقة في تناول حبوب منع الحمل, حتى إنهم يؤكدون على استعمالها في الوقت المحدد نفسه؛ لأن مبنى تركيبها هرمونات تصب في الدم فتؤثر في عمل الغدة النخامية والمبيض. ولهذا لو نسيت المرأة تناول حبه في المساء يؤكد الأطباء تناولها لها في صباح اليوم التالي, وتناول حبة المساء لليوم نفسه وفي الوقت المعتاد,أو تناول حبتين في المساء ، ذلك أن نسيان المرأة لها, أو الانقطاع عن تناولها لمدة يوم واحد إلى أسبوع سيؤدي إلى: إنضاج المبيض بويضة وإطلاقها دون أن تشعر المرأة ، وبذلك سيتم الحمل، أو سيؤدي إلى اضطراب الدورة الشهرية لأيام عدة, ثم ستبدأ الغدة النخامية في نشاطها من جديد لحث المبيض على التبويض, ولذا إذا نزل دم فينصح الأطباء بانتظار الدم حتى ينتهي ثم البدء بها من جديد.


والمهم أن حكم هذا الدم يدخل في خلاف الفقهاء في الدم النازل قبل وقته المعتاد بفعل الأدوية، و الراجح هو القول بأن الدم النازل بالعقاقير الطبية يعتبر دم حيض يفسد الصوم ويجب معه القضاء؛ وذلك لأن خروج هذا الدم بالعقاقير الطبية إنما هو عن طريق الغشاء المبطن للرحم، ودم الحيض مصدره بطانة الرحم،
فلما اتحدا في المصدر كان حكمهما واحداً، والشريعة لا تفرق بين المتماثلات.



الجانب الثالث من العوارض الناجمة عن تناول أقراص منع الحمل والتي لها تأثير على الصيام : أنه يمكن استخدام حبوب منع الحمل في رفع الحيض،
وطريقة استعمالها: بأن تطيل المرأة مدة تناولها، لأنها عادة تستعمل من اليوم الخامس من بدء الدورة الشهرية لمدة واحد وعشرين يوماً، وبعد التوقف عن تناولها بيومين تقريباً يبدأ نزول الحيض، وإذا أرادت المرأة منع الحيض فإنها تستمر في تناول هذه الأقراص حتى اليوم الذي تريد استجلاب الحيض فيه لتتعدى المدة المراد عدم نزول الحيض فيها.


وتقدم عند الحديث عن حكم استعمال المرأة أدوية لمنع الحيض من أجل الصوم جواز ذلك إذا أمن الضرر، وإن كان ذلك لن يخلو من كراهة لاحتمال الضرر،
ويكون الصوم الذي صامته المرأة أثناء ارتفاع الحيض صحيح، ولا قضاء عليها ؛ لأنها طاهر وليست بحائض ، والله ولي التوفيق . وللحديث بقية بإذن الله تعالى...
والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 20.80 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.17 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.02%)]