عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 05-07-2020, 12:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,617
الدولة : Egypt
افتراضي فوائد من حديث: بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك

فوائد من حديث: بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك
د. إبراهيم بن فهد بن إبراهيم الودعان







عن أبي هُريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ، وجد غصنَ شوكٍ على الطريق فأخَّره، فشكَرَ الله له، فغفر له))[1].

من فوائد الحديث:
1- أنَّ الله لا يُضِيعُ على الإنسان مثقال ذرَّة.


2- أنَّ الله ذو فضل على الإنسان.


3- أنَّ الله أثاب هذا الرجل على إبعاده غصنَ الشَّوك عن الطريق[2].


4- الشَّوك يؤذِي المارَّ في الطريق.


5- فضل إماطة الأذى عن الطريق.


6- إماطة الأذى عن الطريق من أدنى شعب الإيمان، قال صلى الله عليه وسلم: ((الإيمان بضع وسبعون - أو ستون - شُعبة؛ أعلاها: شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق))[3]، وإذا كان كذلك وقد غُفر لفاعله، فكيف بمن أزال ما هو أشد من ذلك؟


7- شكَر الله له؛ أي: رضي فعله ذلك، وأثابه عليه بالأجر والثناء الجميل[4].


8- نِعمة المشي على القدمين، ونعمة البصر؛ حيث رأى غصن الشوك في الطريق، هي نِعَمُ كثيرة قد لا يشعر الإنسان بها إلا إذا فقدها، أو أُصيب بمرض فيها.


9- قيل: معنى الصدقة: إيصال النفع إلى المُتَصَدَّق عليه، فأما إماطة الأذى عن الطريق فقد تَسَبَّبتْ إلى سلامة أخيه المسلم من ذلك الأذى، فكأنَّه قد تصدَّق عليه بالسلامة منه، فكان له على ذلك أجر الصدقة.


10- الحث على الاستكثار من الخير، وألا يُستقلَّ منه شيء[5].


11- أنَّ قليل العمل قد يَغفِر الله به كثير الذنوب.


12- فيه دلالة على أن طرح الشوك في الطريق والحجارة والكُناسة والمياه المفسدة للطريق، وكل ما يؤذي الناس - يخشى العقوبة عليه في الدنيا والآخرة.


13- لا شك أن نزع الأذى عن الطريق مِن أعمال البرِّ، وأن أعمال البر تُكفِّر السيئات، وتوجب الغفران[6].


14- حرص الإسلام على النظافة.


15- اهتمام الإسلام بطريق الناس الذي يمشون فيه، وأنَّ للطريق حقوقًا؛ منها إماطة الأذى عنه.


16- النفع المتعدي أمرُه عند الله عظيم.


17- إيجابية هذا الرجل، وعلو همَّته.


18- أنَّ الجزاء من الله قد يكون أكثر من جنس العمل.


19- هنا في الحديث قال: ((بينما رجل)) نكرة، لم يوضِّح من هو؛ لأنه لا فائدة من ذكره؛ إذ المُعتبَر هو العمل.


20- مَن أزال عن المسلمين الأذى، فله هذا الثواب العظيم في أمر حسيٍّ، فكيف بالأمر المعنوي؟ هناك بعض الناس - والعياذ بالله - أهل شر وبلاء، وأفكار خبيثة، وأخلاق سيئة، يصدُّون الناس عن دين الله، فإزالة هؤلاء عن طريق المسلمين أفضل بكثير وأعظم أجرًا عند الله، فإذا أزيل أذى هؤلاء، إذا كانوا أصحاب أفكار خبيثة سيئة إلحادية، يُرد عليها، وتبطل أفكارهم.


فإن لم يُجْدِ ذلك شيئًا، قُطعت أعناقُهم؛ لأن الله يقول في كتابه العزيز: ﴿ إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [المائدة: 33][7].


21- مِن أسماء الله الشاكر والشكور، قال سبحانه: ﴿ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا ﴾ [النساء: 147]، وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ ﴾ [الشورى: 23].


[1] صحيح البخاري: 652، صحيح مسلم: 1914.

[2] من 1 - 3 مستفاد من: الإفصاح عن معاني الصحاح؛ لابن هبيرة 6 / 414.

[3] صحيح مسلم: 35.

[4] من 5 - 7 مستفاد من: التوضيح لشرح الجامع الصحيح؛ لابن الملقن 15 / 649.

[5] من 8 - 9 مستفاد من: المرجع السابق 6 / 433.

[6] من 11 - 13 مستفاد من: التوضيح لشرح الجامع الصحيح؛ لابن الملقن 16 / 12.

[7] شرح رياض الصالحين؛ لابن عثيمين 2 / 176.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.27 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.64 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.59%)]