عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-08-2020, 03:30 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,542
الدولة : Egypt
افتراضي مناهج القراء في اجتماع همزتين من كلمة أو كلمتين

مناهج القراء في اجتماع همزتين من كلمة أو كلمتين
حامد شاكر العاني



الغرض من عرض منهج كل قارئ في الهمزتين المتقابلتين سواء أكانتا في كلمة واحدة أم في كلمتين معرفة ما إذا تضمن من جراء هذا التلازم والتقابل مدٌّ أو قصر، لأننا دأبنا في هذا البحث معرفة مناهج القراء في القصر والمدِّ. ومعلوم أن الهمزتين إما أن تكونا متفقتين بالحركة أو مختلفتين وتفصيل ذلك:

القسم الأول: إذا كانتا في كلمة واحدة:

وهي إما أن تكونا متفقتين بالحركة أو مختلفتين وتبيان ذلك:

أولاً: إذا كانتا متفقتين بالحركة:

لم ترد في القرآن همزتان متفقتان في كلمة واحدة إلاَّ في المفتوحتين، وفيما يأتي حكمها لجميع القرَّاء:

1 - حكم قراءة ﴿ أَأَنْذَرْتَهُمْ ﴾، ﴿ أَأَنْتُمْ ﴾، ﴿ أَأَسْلَمْتُمْ ﴾، ﴿ أَأَرْبَابٌ ﴾ ﴿ أَأَلِدُ ﴾، ﴿ أَأَمِنْتُمْ ﴾ وما شابهها:

قرأها قالون عن نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية بينها وبين الألف مع إدخال ألف بينهما.



وقرأها ابن كثير، ورويس عن يعقوب بتسهيل الهمزة الثانية من غير إدخال.



وقرأها ورش عن نافع بوجهين:

الأول:تسهيل الثانية من غير إدخال كابن كثير. (من طريقيه).



والثاني:إبدالها ألفاً مدِّية من طريق الأزرق فحينئذ يلتقي ساكنان الألف والنون التي بعدها فيمدُّها ست حركات إذا جاء بعدها حرف ساكن. أما إذا جاء بعدها حرف متحرك كما في ﴿ أَأَلِدُ ﴾، ﴿ أَأَمِنْتُمْ ﴾ وما شابهها فليس له فيها إلاَّ القصر[1].



وقرأها هشام عن ابن عامر بوجهين:

الأول: تحقيق الهمزتين مع إدخال ألف مدِّية بينهما.

والثاني: تسهيل الثانية مع إدخال ألف في كل منهما.



وقرأها الباقون بتحقيق الهمزتين من غير إدخال.

وإذا وقف حمزة عليها فإنه يسهل الهمزة الثانية، وله وجه تحقيقها.



ملاحظة: المدُّ الذي يكون بين الهمزتين عند من يمدُّ فقط بمقدار حركتين. وذهب بعض العلماء إلى أن المدَّ هنا من قبيل المتصل نظراً لوجود شرط المدِّ وهو الألف وسببه وهو الهمز في كلمة واحدة. لكن الجمهور والمحققين على عدم الاعتداد بهذه الألف لأنها عارضة وإنما أُتي بها لتكون حاجزة بين الهمزتين ومبعدة لإحداهما عن الأخرى لصعوبة النطق بهمزتين متلاصقتين [2].



2 - حكم قراءة ﴿ أَاعْجَميٌ ﴾ في (فصلت 44):

قرأها قالون عن نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية مع إدخال ألف مدِّية بينهما.



وقرأها ابن كثير، وابن ذكوان عن ابن عامر، وحفص عن عاصم، ورويس عن يعقوب بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية من غير إدخال.



وقرأها ورش عن نافع بوجهين:

الأول:كابن كثير بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية من غير إدخال (من طريقيه).

والثاني:إبدالها بحرف مدٍّ مع الإشباع للساكنين ست حركات (من طريق الأزرق).



وقرأها هشام عن ابن عامر بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية.

وقرأها روح عن يعقوب، وشعبة عن عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف العاشر بتحقيقهما من غير إدخال.

والجميع يثبتون الهمزة الأولى ما عدا هشاماً يحذفها.



3 - حكم قراءة ﴿ آمَنْتُمْ ﴾ في (الأعراف 123) و (طه 71) و (الشعراء 49):

إن أصل هذه الكلمة أنها تتكون من ثلاث همزات: الأولى والثانية مفتوحتان، والثالثة ساكنة (أَأَأْمنتم) فالكلُّ مجمعون على إبدال الهمزة الثالثة ألفاً مدِّية من جنس حركة ما قبلها عملاً بقول الإمام الشاطبي في البيت رقم (225) (وإبدال أخرى الهمزتين لكلهم... إذا سكنت عزم كآدم أو هلا). وأما الأولى والثانية فمراتب القراء فيها كما يأتي:

قرأها حفص عن عاصم، ورويس عن يعقوب، وورش من طريق الأصبهاني بحذفها الهمزة الأولى وتحقيق الثانية.



وقرأها قالون، وورش من طريق الأزرق [3]، وأبو جعفر، والبزي عن ابن كثير، وأبو عمرو البصري، وابن ذكوان، وهشام عن ابن عامر [4] بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية من غير إدخال، وهو خلاف مذهب الشاطبي في الإدخال [5].



وقرأها قنبل عن ابن كثير بما يأتي وهو يفرق بين السور الثلاث:

أولاً: سورة الأعراف: قرأها من طريق ابن مجاهد حال وصل (ءامنتم) بـ (فرعون) قبلها بإبدال الهمزة الأولى واواً خالصة وتسهيل الثانية من غير إدخال، وقرأها من طريق ابن شنبوذ بتحقيقها مفتوحة. وفي حال البدء ب (آمنتم) فيقرأها كالبزِّي بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية من غير إدخال.



ثانياً: سورة طه والشعراء: قرأها قنبل من طريق ابن مجاهد بحذف الهمزة الأولى وتحقيق الثانية كحفص. ومن طريق ابن شنبوذ بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية من غير إدخال كالبزي.



وقرأها هشام عن ابن عامر[6]، شعبة عن عاصم، وحمزة، والكسائي، وروح عن يعقوب، وخلف العاشر بتحقيق الهمزة الأولى والثانية.



وقرأها حمزة وقفاً بتحقيق الهمزة الثانية وتسهيلها لتوسطها بزائد وهو همزة الاستفهام.



4 - حكم قراءة ﴿ ءَآلذَّكّرِينِ ﴾ بموضعين في (الأنعام 143)، و ﴿ ءَآلله ﴾ في (يونس 59) و (النمل 59)، و ﴿ ءَآلآنَ ﴾ بموضعين في (يونس 51) فللقرَّاء جميعاً وجهان صحيحان مقروء:

الأول:إبدال الثانية وهي همزة الوصل ألفاً مع المد ست حركات. (ءَآلذكرين)، (ءَآلله)، (ءَآلآن).

والثاني:تسهيل الثانية وهي همزة الوصل مع عدم الإدخال على القصر.



5 - حكم قراءة ﴿ بِهِ السِّحِرَ ﴾ في (يونس 81):

قرأها أبو عمرو البصري، وأبو جعفر بزيادة همزة استفهام قبل همزة الوصل فتقرأ مثل ﴿ ءَآلذَّكّرِينِ ﴾ ففيها وجهان لهما:

الأول:إبدال همزة الوصل بألف مدية مع المد ست حركات للساكنين.

والثاني:تسهيلها بين بين على القصر.



وعند وصل (بِهِ) بها تكون الجملة ﴿ بِهِ ءَآلسِّحِرَ ﴾ فيقرأها السوسي عن أبي عمرو، وأبو جعفر بقصر المنفصل بلا خلاف عنهما.



وقرأها الدوري عن أبي عمرو بالقصر والتوسط حسب مذهبه بالمد المنفصل.

وقرأها الباقون من غير همز قبل همزة الوصل.



ثانياً: إذا كانتا مختلفتين بالحركة:

1 - إذا كانت الأولى مفتوحة والثانية مكسورة: نحو ﴿ أَئِنَّكُمْ ﴾، ﴿ أَئِنَّا ﴾، ﴿ أَئِذَا ﴾... وما شابهها فمذهب القراء فيهما كما يأتي:

قرأهما قالون عن نافع، وأبو عمرو البصري، وأبو جعفر بتسهيل الهمزة الثانية وتحقيق الأول مع إدخال ألف بينهما.

وقرأهما ورش عن نافع، وابن كثير، ورويس بتسهيل الهمزة الثانية من غير إدخال.

وقرأهما هشام عن ابن عامر بوجهين: تحقيقهما مع الإدخال وعدمه.

وقرأهما الباقون بتحقيقهما من غير إدخال.



حكم قراءة ﴿ أَئِمَّة ﴾ (أينما وقعت) فمن طريق الشاطبية [7]:

قرأها نافع وابن كثير وأبو عمرو ورويس عن يعقوب بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية من غير إدخال.

وقرأها أبو جعفر بتسهيل الهمزة الثانية مع الإدخال.

وقرأها هشام عن ابن عامر بتحقيق الهمزتين مع الإدخال وعدمه.

وقرأها الباقون بتحقيق الهمزتين من غير إدخال.

وقرأها حمزة وقفاً بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية فقط.



ملاحظة: وأما إبدالها بياء محضة فليس من طريق الحرز وأصله، بل هو من طريق النشر[8].



2 - إذا كانت الأولى مفتوحة والثانية مضمومة: نحو ﴿ قُلْ أَؤُنَبِئُكُمْ ﴾ في (آل عمران 15): فمذهب القراء فيهما كما يأتي:

قرأها قالون عن نافع، وأبو جعفر بتحقيق الأولى وتسهيل الثانية بينها وبين الواو مع إدخال ألف بينهما.

وقرأها أبو عمرو البصري بتسهيل الثانية مع الإدخال وعدمه[9].

وقرأها ورش عن نافع، وابن كثير، ورويس عن يعقوب بتسهيل الثانية من غير إدخال.

وقرأها هشام عن ابن عامر بتحقيقهما مع الإدخال وعدمه.

وقرأ الباقون بتحقيقهما من غير إدخال.



وقرأها حمزة بما يأتي: اجتمع في هذه الكلمة ثلاث همزات: الأولى مفتوحة بعد ساكن صحيح منفصل رسماً، والثانية مضمومة بعد فتح وقد وقعت متوسطة بزائد، والثالثة مضمومة بعد كسر وهي متوسطة بنفسها، فيكون له فيها وقفاً:

فأما الهمزة الأولى: فلخلف عنه ثلاثة أوجه: النقل كورش، والتحقيق مع السكت، والتحقيق من غير سكت. ولخلاد فيها وجهان: النقل، والتحقيق من غير سكت.



وأما الهمزة الثانية: فلحمزة فيها وجهان: التحقيق، والتسهيل بينها وبين الواو لأنها متوسطة بزائد.



وأما الهمزة الثالثة: فلحمزة فيها وجهان: التسهيل بينها وبين الواو، وله أيضاً الإبدال ياءً خالصة على مذهب الأخفش [10].



ملاحظة: كل من أدخل ألفاً بين الهمزتين فهو على القصر.



القسم الثاني: إذا كانتا في كلمتين:

تكلمنا في القسم الأول عن الهمزتين المتقابلتين الواقعتين في كلمة واحدة ومراتب القرَّاء فيهما، وفي هذا القسم سنتناول الهمزتين المتقابلتين الواقعتين في كلمتين، وهاتان الهمزتان إما أن تكونا متفقتين بالحركة أو مختلفتين وتفصيل ذلك:

أولاً: إذا كانتا متفقتين بالحركة [11]:

فالمتفقتان بالحركة إما أن تكونا مفتوحتين أو مكسورتين أو مضمومتين:

1 - إذا كانتا مفتوحتين: نحو ﴿ جَاءَ أَمْرنَا ﴾ (أينما وقعت)، ﴿ السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمْ ﴾ (النساء 5)، ﴿ جَاءَ آَلَ لُوطٍ ﴾ (الحجر 61)، ﴿ جَاءَ أَحَدٌ ﴾ (أينما وقعت) وما شابهها:

قرأها قالون عن نافع، والبزي عن ابن كثير، وأبو عمرو البصري بإسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية مع القصر والمدِّ. والقصر أرجح نظراً لذهاب الهمزة بالكلية بخلاف ما إذا بقي أثرها، فإن المدَّ حينئذ يكون أرجح [12].



وقرأها ورش من طريق الأصبهاني، وأبو جعفر بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية بين بين.



وقرأها ورش من طريق الأزرق بوجهين:

الأول:تحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية بين بين وافق الأصبهاني.



والثاني:إبدال الهمزة الثانية ألفاً مع المدِّ ست حركات إذا جاء بعدها حرف ساكن. أما إذا جاء بعدها حرف متحرك كما في ﴿ جَاءَ أَحَدٌ ﴾ وما شابهها فليس له فيها إلاَّ القصر[13]. وله في ﴿ جَاءَ آَلَ لُوطٍ ﴾ (الحجر 61) خمسة أوجه: التسهيل مع الأوجه الثلاثة في البدل المغير، والإبدال مع القصر والطول في البدل المغير.



وقرأها قنبل عن ابن كثير بثلاثة أوجه:

الأول:تحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية بين بين.

والثاني:إبدال الهمزة الثانية ألفاً مع المدِّ ست حركات.

والثالث:إسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية مع القصر والمدِّ.



وقرأها رويس عن يعقوب بوجهين:

الأول:تحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية بين بين.

والثاني: إسقاط الهمزة الأولى وتحقيق الثانية مع القصر والمدِّ.



وقرأها الباقون وهم: ابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وروح عن يعقوب، وخلف العاشر بتحقيقهما مطلقاً.



وإذا وقف حمزة، وهشام بخلف عنه على الأولى أبدلاها ألفاً مع ثلاثة المدِّ القصر والتوسط والطول، وإذا وقف حمزة عليهما له فيها تحقيق الهمزتين، وله أيضاً تحقيق الأولى وتسهيل الثانية.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 40.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 40.25 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.54%)]