عرض مشاركة واحدة
  #43  
قديم 18-12-2007, 08:43 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي

..
يتبع

كما تم رسم وتحديد مسار الشمس الظاهري في فصل الشتاء (ويمثله يوم 21 ديسمبر) وفصل الصيف (ويمثله يوم 21يونيه) والاعتدالين (ويمثلهما يومي 21 مارس و21 سبتمبر)، شكل (6)، كما تم تحديد الأوقات التي تدخل فيها الشمس إلى داخل الكهف ورسم وتحديد مساحة ومكان هذه الأشعة الضوئية، شكل (7- أ،ب،ج).
ويتضح من دراسة حركة الشمس بالرسومات السابقة مدى انطباق الوصف القرآني على هذا الكهف، حيث تشرق الشمس على مدار العام (أي في الشتاء والصيف والاعتدالين) عن يمين الكهف ولا تدخل من باب الكهف عند طلوعها، وبدءا من غروب الشمس أي من الساعة 12 ظهرا تبدأ أشعة الشمس في الدخول إلى داخل الكهف على هيئة بقع ضوئية صغيرة المساحة وحتى غروبها في فصل الشتاء وما قبل الغروب في فصلى الربيع والخريف، أما في الصيف فان الشمس تبدأ في الوصول لبداية عتبة المدخل في الساعة الواحدة ظهرا (الساعة 13ظهرا) وتزداد مساحتها حتى تبلغ ذروتها في الساعة الرابعة من بعد الظهر (الساعة 16ظهرا) ولكن لا تتعدى عتبة المدخل.
إن انحراف واجهة مدخل الكهف إلى جهة الجنوب الغربي أدى إلى انطباق الوصف القرآني على كهف الرقيم بالأردن، حيث تشرق الشمس عند طلوعها من على يمين الكهف دون أن تدخله ولكن تقرض الكهف بأشعتها بدءا من الظهر (أي بدءا من أول لحظات رحلتها إلى الغروب) على التفصيل الموضح عاليه، ومن جانب أخرى فان الشمس لا تتعدى أشعتها عتبة مدخل الصيف في الصيف حيث أنه لا يوجد احتياج لذلك لارتفاع درجة حرارة الجو بصفة عامة في ذلك الفصل، في حين أنها تدخل إلى الصالة المركزة فقط في فصلى الشتاء والاعتدالين على هيئة بقع ضوئية صغيرة المساحة وهو مطلوب في هذه المنطقة لإمداد الكهف من الداخل ببعض الدفء حيث أن الأردن في هذه الفصول تميل إلى البرودة.
وبناء على قياسات درجات الحرارة داخل وخارج الكهف في يوم 6يونية (أي في الصيف) فقد وجد أن الانخفاض في درجة الحرارة يصل في المتوسط إلى أكثر من ستة درجات مئوية، ويعزى ذلك لعدم دخول الإشعاع الشمسي المباشر إلى داخل الكهف إلى جانب أن هذه النوعية من الكهوف تتميز بكبر سمك الطبقة الصخرية التي تكسوها من جهة السقف والحوائط مما يؤدى إلى عدم انتقال الحرارة الخارجية إلى داخل الكهف، وصدق الله العظيم حيث يقول: "والله جعل لكم من الجبال أكنانا" تقيكم الحر في الصيف والبرد في الشتاء.


شكل (6): المسار الظاهري للشمس بالنسبة للكهف على مدار العام(15).








شكل (7-أ): أشعة الشمس لا تتعدى عتبة مدخل الكهف في الصيف(16).









شكل (7-ب):الشمس في الاعتدالين تدخل كبقع ضوئية من الساعة 12 إلى 16ظهرا(17).









شكل (7-ج): الشمس تدخل الكهف في الشتاء على هيئة بقع ضوئية من الساعة 13 إلى 16 من بعد الظهر(18).


إن وجود نفق الهواء الرأسي، الذي سبق وأن أشرنا إليه، يقوم بدور ملقف الهواء في أغلب ساعات النهار حيث يقوم بإدخال الهواء البارد إلى داخل الفجوة الشمالية، عن طريق فتحة تشبه الشباك، ومنها إلى باقي الكهف مما يساعد على تجديد الهواء الداخلي بالكهف طوال اليوم، وفي أحيان أخرى خلال أيام الصيف تدخل الشمس داخل هذا النفق الهوائي وتصل إلى أسفل نقطة بالنفق في وقت الظهيرة (الساعة 12 ظهرا) حيث تكون زاوية الشمس قريبة من العمودية فتقوم بتسخين الهواء داخل نفق الهواء الرأسي فيتمدد الهواء ويرتفع إلى أعلى خارجا من فتحة النفق العلوية فيقوم بسحب هواء من داخل الكهف ومن ناحية فتحة مدخل الكهف ليحل محل الهواء الذي يرتفع خارجا من النفق والذي يعمل في هذه الظروف كالمدخنة Stack effectفيساعد أيضا على تحريك الهواء داخل الكهف وتجديده باستمرار.
إن جميع الدلائل التاريخية والأثرية تؤكد أن الكهف الموجود في منطقة "سحاب" في جنوب شرق عمان هو الكهف المذكور في القرآن الكريم، كما أن دراسة أسلوب تصميم الكهف من الناحية المعمارية والشمسية تؤكد الوصف القرآني لحركة الشمس بالنسبة للكهف وأنه في فترات الغروب حتى بالرغم من دخول بعض البقع الضوئية فإنها لاتصل إلى الفجوات الموجودة بالكهف بل تصل فقط للصالة المركزية (ساحة الكهف أو الوصيد)، وهو ما يتطابق أيضا مع الوصف القرآني (وهم في فجوة منه) أي في متسع منه لا تصيبهم أشعة الشمس.
إن الدراسة الميدانية والشمسية لكهف الرقيم بالأردن توضح إعجاز القرآن الكريم في وصف علاقة الكهف بحركة الشمس وهو ما يتوافق مع ما ورد في الآية (17) من سورة الكهف في قوله سبحانه وتعالى: " وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه…"، كما تبرز مدى الكفاءة التصميمية لهذا الكهف من ناحية توفير الظلال صيفا ودخول قدر ضئيل من الشمس شتاءا وفى الاعتدالين في فترات الغروب، إلى جانب التهوية الجيدة والتي تساهم باستمرار في تجديد الهواء بهذا الكهف، وهى كلها عوامل تتوافق تماما مع مبادئ علم التصميم البيئي الحديث، وهى توضح من جانب آخر إحدى النعم التي من الله بها على عباده ألا وهى إمكانية اتخاذ الأكنان بالجبال، مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: "والله جعل لكم من الجبال أكنانا".
وأخيرا فان وجود كهف ما في مكان ما ينطبق عليه آية شروق وغروب الشمس كما وردت في سورة الكهف لهو إعجاز وسبق علمي للقرآن الكريم، لأن هذا لا يمكن أن يتحقق إلا بمعرفة علمية دقيقة بعلاقة حركة ومسار الشمس على مدار العام بهذا الكهف، وهو ما يحتاج لمعرفة علمية دقيقة بالزوايا الشمسية لم تكن تتوفر لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، وهى معرفة يسبق بها عصر الرسالة لأنها من لدن عليم حكيم، وصدق الله العظيم حيث يقول: "أفلا يتدبرون القرآن، ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"، والحمد لله على نعمة الإسلام.

............................

(1) الكهف: 16.
(2) سورة الكهف: الآية 17.
(3) المعجم الوجيز: مرجع سابق.
(4) غالب : مرجع سابق.
(5) المعجم الوجيز : مرجع سابق.
(6) أنظر تفسير الآية (17) من سورة الكهف في كتاب "تفسير القرآن العظيم" للإمام الحافظ ابن كثير.
(7) أنظر تفسير الآية (17) من سورة الكهف في كتاب "فتح القدير" للإمام الشوكانى.
(8) لمزيد من التفاصيل أنظر: جريدة اللواء الإسلامي (1983). تحقيق عن الكهف وأهل الكهف وجبل الرقيم. عدد (56،57)، القاهرة
(9) المؤمن، حيدر (1999). كهف الرجيب فى عمان.. هل هو لأصحاب الكهف؟. مجلة "منار الإسلام"-عدد(6)، السنة(25): 38-43، وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف، دولة الإمارات العربية المتحدة.
(10) جميع الصور من تصوير الباحث.
(11) لمزيد من التفاصيل أنظر: مظهر، سليمان (1989). آخر أيام البادية الأردنية. مجلة العربي- عدد يونيو: 132-155، وزارة الإعلام، الكويت. (12) لمزيد من التفاصيل أنظر: المؤمن (مرجع سابق).
(13) Wazeri, Y. H. (1997). The relationship between solar radiation and building design in North Africa (M.Sc Thesis). Institute of African research and studies, Cairo University.
(14) رفع ورسم الباحث من الدراسة الميدانية على الطبيعة.
(15) رسم ودراسة الباحث.
(16) رسم ودراسة الباحث.
(17) رسم ودراسة الباحث.
(18) رسم ودراسة الباحث.
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.98 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.80%)]