عرض مشاركة واحدة
  #1473  
قديم 14-12-2013, 09:07 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

يتبـــــع الموضوع السابق ( 2 )


إسماعيل أدهم، ذلك المغرور المنتحر



الواقع أن كلام أدهم لا يبعث على التصديق، فكله ثغرات، وثغرات قاتلة لا بد لمن يريد أن يقتنع بها أن يضع كفه على عينيه حتى لا يرى الحقائق الماثلة حياله والتى تصرخ بأعلى ما فى حِسّها أنه ليس فوق الشبهات والالتواءات! وإلا ففَضْلاً عن كل ما عرضتُه مما لا يقنع قطةً تموء لا بشرًا يفكر ويمكنه أن يجادل ويكذّب ويطالب بالبرهان واحترام العقل والمنطق، هناك كلامه عن أختيه اللتين كانتا لا تؤمنان بأى شىء فى الكتاب المقدس وتَسْخَران بالقيامة والحساب. بالله عليكم ماذا بقى فى النصرانية مما يمكن أن يؤمن الإنسان به إذا كان يكذّب بكتابها ويرفض ما تقوله عن المعجزات ويسخر به وينكر ما تحاول أن تغرسه فى نفوس أتباعها من وجود عالم آخر وجنة ونار وما إلى هذا؟ ألا إن أدهم لعجيب، ولا أريد أن أقول إنه كان كذابا أشرا كما كان كذابا أشرا حين زعم ببجاسة يُحْسَد أو لا يُحْسَد عليها أنه مطمئنّ لإلحاده أكثر مما يطمئنّ المؤمن المُخْبِت إلى دينه، ليأتى هو نفسه فيكذّب نفسه بنفسه ويضع حدا لحياته البائسة التاعسة التى طالما حاول كذبا أن يقنعنا أنها كانت وردا وريحانا ورَوْحا ونعيما مقيما، بينما هى، فى حقيقة الأمر، الجحيم والعذاب الأليم! وهذا فى الدنيا فقط، أما القيامة فأمره فيها إلى الله! وصدق المثل الشعبى: "أسمع كلامك أصدّقك، أشوف أمورك أستعجب!".
وقد عرَّف أدهم الإلحاد على النحو التالى: "الإلحاد هو الإيمان بأن سبب الكون يتضمنه الكون في ذاته وأن ثمة لا شيء وراء هذا العالم"، ومن رأيه أن "فكرة الله فكرة أولية، وقد أصبحت من مستلزمات الجماعات منذ ألفي سنة، ومن هنا يمكننا بكل اطمئنان أن نقول أن مقام فكرة الله الفلسفية أو مكانها في عالم الفكر الإنساني لا يرجع لما فيها عناصر القوة الإقناعية الفلسفية، وإنما يعود لحالة يسميها علماء النفس التبرير. ومن هنا فإنك لا تجد لكل الأدلة التي تقام لأجل إثبات وجود السبب الأول قيمة علمية أو عقلية. ونحن نعلم مع رجال الأديان والعقائد أن أصل فكرة الله تطورت عن حالات بدائية، وأنها شقت طريقها لعالم الفكر من حالات وهم وخوف وجهل بأسباب الأشياء الطبيعية. ومعرفتنا بأصل فكرة الله تذهب بالقدسية التي كنا نخلعها عليها".
وبغض البصر عما فى كلام صاحبنا من تأكيدات عجيبة غريبة يرجم فيها بالغيب عن جهل وغرور قائلا إن فكرة الألوهية قد طرأت على الفكر البشرى منذ ألفى سنة، وكأنه كانت معه آنذاك مفكرة يقيد فيها حوادث الدنيا وتطوراتها الفكرية أولا بأول حتى لا تضيع فى طيات النسيان، فمن الغريب أن يقول إن سبب الكون يتضمنه الكون فى ذاته، أى أن السبب لاحق للمسبَّب لا العكس، بمعنى أن وجود الكون قد وقع أوّلاً، ثم وقع السببُ فى هذا الوجود بعد ذلك، وأخيرا جاء دور البحث عن السبب فى داخله، وهو ما يجافى المنطق تمام المجافاة. إن هذا إنما يصح لو كان مراده القول بأن العالم إله لا يحتاج شيئا خارجه، فهو الكمال المطلق الموجود منذ الأزل وإلى الأبد. ولا يقولَنّ قائل: فليكن هذا هو المعنى الذى قصده أدهم، نعم لا يقولن قائل ذلك لأن كلام أدهم إنما يدور حول هذا الكون المادى الذى نعرفه، ونعرف كذلك (ويعرف هو أيضا معنا) أنه كون بلا عقل ولا إرادة، والذى يمثّل فيه الإنسان أرقى كائناته، والإنسان (كما نعرف جميعا ولا يحتاج إلى أى برهان لأنه من الوضوح بمكان مكين وركن ركين) لا يعلم من أمور الكون إلا الفتافيت التى لا تسمن ولا تغنى من جوع العقل أو النفس والتى أنفق فى تحصيلها على تفاهتها وتبعثرها ملايين السنين كما يقول علماء الطبيعة. فإذا كان هذا هو حال أرقى كائنات ذلك الكون، فما بالنا بسائر الكائنات، تلك التى لا تعقل كما يعقل الإنسان ولا لها إرادة كالتى لدى الإنسان أو كالتى يتصور الإنسان أنها لديه، على الأقل من واقع قدرته على تغيير كثير من مظاهر حياته وتطويرها باستمرار على عكس بقية الكائنات، جمادات كانت أو حيوانات. وإذا كان هذا هو حال أرقى الكائنات فى هذا الكون، فكيف يتصور متصور أن هذا الكون الهائل باتساعه الهائل الذى يقاس الآن بملايين السنين الضوئية تبعًا لمحدودية معارفنا الحالية، ثم غدًا بالمليارات من تلك السنين، وبعد غد بالتريليونات منها مع اتساع دائرة معارفنا، وكذلك بما يحويه من معارف وأسرار وما يقوم عليه من نظام دقيق معقد يقف الإنسان أمامه حائرا بائرا مبهورا محسورا ولا يستطيع فى معظم أحواله إزاءه حولا ولا طولا بل يستسلم له استسلام الصاغر الذليل مهما أوتى من قوة ومن علم ومن مال ومن معونة كما فى حالة كثير من الأمراض، وكما فى حالة الموت، وكما فى حالة الزلازل والبراكين، وكما فى حالة العجز عن مواجهة بعض مسائل الفكر والعلم والعمل، وكما فى حالة فقدان الذاكرة، وكما فى حالة الجهل بالغيب، وكما فى حالة الخيانة الزوجية مثلا، هو وجود شيطانى ونظام عشوائى لا يحتاج إلى إله؟ هل يمكن أن يتفوق الأدنى فى كل شىء (وهو الكون المادى العاجز تمام العجز) على الأعلى (الذى هو الإنسان ذو القدرات مهما تكن هذه القدرات موهوبة ومحدودة ونسبية) ويتحكم فيه ويأخذه يمينًا ويسارًا وأمامًا ووراءً وفوقًا وتحتًا كما يحلو له، والأعلى فى كل الأحوال صاغر عاجز عن أن يقول له: لا؟ بل قبل ذلك كيف يا ترى يكون الأعلى هو مِنْ خَلْق الأدنى؟ وأى أدنى؟ إنه الأدنى الأعمى الأصم الأخرس الأشلّ الذى لا يملك من أمر نفسه ولا من أمر غيره شيئا البتة!
وإذا كان أدهم يقول عن انتهائه إلى الإلحاد وتخليه عن الإيمان بالله: "إن الأسباب التي دعتني للتخلي عن الإيمان بالله كثيرة: منها ما هو علمي بحت، ومنها ما هو فلسفي صرف، ومنها ما هو بين بين، ومنها ما يرجع لبيئتي وظروفي، ومنها ما يرجع لأسباب سيكلوجية، وليس من شأني في هذا البحث أن أستفيض في ذكر هذه الأسباب، فقد شرعتُ منذ وقت أضع كتابا عن عقيدتي الدينية والفلسفية، ولكن غايتي هنا أن أكتفي بذكر السبب العلمي الذي دعاني للتخلي عن فكرة "الله"، وإن كان هذا لا يمنعني من أعود في فرصة أخرى (إذا سنحت لي) لبقية الأسباب"، بما يفيد أن الأسباب لا بد منها بالنسبة للكون، فلماذا يستثنى سيادته، من مبدإ السببية، الكون فى بدايته، زاعما أنه لا سبب له أو أن السبب متضمَّن فى ذاته؟ وإذا كانت الأسباب عنصرا أصيلا من عناصر الكون لا يمكن أن يتم شىء فيه دونها، فمن الذى جعلها هكذا؟ ثم من الذى قضى باستثنائها فى حالة الكون فى مبتدإ أمره؟ أسئلة لا يحاول أدهم ولا غيره من الملاحدة أن يقفوا إزاءها قليلا ليجيبوا عليها، والسبب أنها تفضحهم وتكشف زيف منطقهم وترينا تهافتَ عقولهم وفجاجةَ تفكيرهم وتسرُّعَهم ونزقَهم وأن الأمر عندهم لا يستند لغير نزعة التمرد ليس إلا!
وإذا كان الشىء بالشىء يُذْكَر فقد كتب صاحبنا عن إسماعيل مظهر ذى الأصول التركية مثله مثنيا على إلحاده (حين كان مظهر يعلن عن ذلك الإلحاد ويباهى به)، متغزلا فى عقليته وعبقريته وأستاذيته، وجاعلا منه المثل الأعلى للكتاب والمفكرين، ومتحدثا عنه على أساس أنه سيفتح عكا وغير عكا. ويجد القارئ هذا الكلام عن مظهر وغيره ممن يسميهم أدهم بــ"أبطال التفكير الحر فى مصر" فى عدد يناير1938م من مجلة "الحديث" الحلبية التى كان يحررها سامى الكيالى، ثم ننظر بعد ذلك فنجد مظهر ينزع عن نفسه ثياب الإلحاد ويعود إلى حظيرة الإسلام فيكتب منافحا عنه بعد أن كان لا يعجبه العجب فيه، وكان يجاهر بإلحاده ويتنزَّى تمردًا على الإيمان وتحديًّا للمؤمنين. وبالمثل كتب أدهم عن طه حسين بحثا مستقلا صدر عن نفس المجلة وفى نفس العام، يمدحه فيه هو أيضا بالإلحاد والثورة على الدين، وإن كان الكيالى، حين طبعه كمقال فى أحد أعداد المجلة ذاتها، قد حذف منه كلام أدهم عن إلحاد طه ووضع مكانه نقطا. والغريب أن الكيالى استشاط غضبا ممن وصفوا الدكتور طه حسين بالإلحاد (مع طه حسين/ سلسلة "اقرأ"/ العدد 301/ 2/ 56 وما بعدها)، مع أنه لم يجد فيما كتبه أدهم عن إلحاد طه ما يدفع إلى الغضب! ولكن لا تأخذ فى بالك أيها القارئ، فهذا ديدن فريق من الكفرة الملحدين: يريدون ألا يكشف أحد من المؤمنين حقيقتهم، ويعملون بكل ما فى طاقتهم على التشكيك فى الكتابات الصادقة الموثقة التى تفضحهم وتعرِّى ما يخفونه فى أعماق قلوبهم رياءً ومخادعة. وإنى لأرى أن أدهم أشرف من الكيالى وطه حسين كثيرا لأنه كان واضحا فى إلحاده رغم ما أخذناه عليه من اضطراب فى الفكر، إلا أن طه حسين والكيالى وأضرابهما لا يَفْضُلون أدهم فى هذه النقطة الأخيرة كثيرا.
ويقول أدهم أيضا: "إن العالم الخارجي (عالم الحادثات) يخضع لقوانين الاحتمال، فالسنة الطبيعية لا تخرج عن كونها اشتمال القيمة التقديرية التي يخلص بها الباحث من حادثة على ما يماثلها من حوادث. والسببية العلمية لا تخرج في صميمها عن أنها وصف لسلوك الحوادث وصلاتها بعضها ببعض. وقد نجحنا في ساحة الفيزيقا (الطبيعيات) في أن نثبت أن (أ) إذا كانت نتيجة للسبب فإن معنى ذلك أن هناك علاقة بين الحادثتين (أ) و (ب). ويحتمل أن تحدث هذه العلاقة بين (أ) و(ج) وبينها وبين (د) و(هـ) فكأنه يحتمل أن تكون نتيجة للحادثة (ب) وقتا، وللحادثة (ج) وقتا آخر، وللحادثة (د) حينا، وللحادثة (هـ) حينا آخر. والذي نخرج به من ذلك أن العلاقة بين ما نطلق عليه اصطلاح السبب وبين ما نطلق عليه اصطلاح النتيجة تخضع لسنن الاحتمال المحضة التي هي أساس الفكر العلمي الحديث. ونحن نعلم أن قرارة النظر الفيزيقي الحديث هو الوجهة الاحتمالية المحضة. وليس لي أن أطيل في هذه النقطة، وإنما أحيل القارئ إلى مذكرتي العلمية لمعهد الطبيعيات الألماني والمرسلة في 14 سبتمبر سنة 1934 والتي تُلِيَتْ في اجتماع 17 سبتمبر ونُشِرَتْ في أعمال المعهد لشهر أكتوبر عن "المادة وبنائها الكهربائي". وقد لخصت جانبا من مقدمتها بجريدة "البصير" عدد 12120 المؤرخ الأربعاء 21 يوليه سنة 1937. وفي هذه المذكرة أثبتُّ أن الاحتمال هو قرارة النظر العلمي للذرّة، فإذا كان كل ما في العالم يخضع لقانون الاحتمال فإني أمضي بهذا الرأي إلى نهايته وأقرر أن العالم يخضع لقانون الصدفة".




يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــع





 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.38 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.78 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]