عرض مشاركة واحدة
  #1317  
قديم 11-12-2013, 07:28 PM
الصورة الرمزية القلب الحزين
القلب الحزين القلب الحزين غير متصل
& كــ الخواطــــر ــلـــم &
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
مكان الإقامة: هناك .. الحزن مدينة لا يسكنها غيري .. أنـــا ...!! كان هنـــا !!^_^ 10
الجنس :
المشاركات: 6,024
الدولة : Yemen
افتراضي رد: موسوعة الشفاء للإعجاز العلمي فى القران والسنه .. بالإضافه الى اخر المقالات المنشو

سؤال حول الخوارق والظواهر العجيبة


وردنا سؤال من إمام مسجد بفرنسا نصها:
(كثيرا ما نسمع ونشاهد عن مظاهر تدل على خوارق وإعجاز كما يسميها البعض مثل: رأس إنسان او حيوان متشكل في بطيخة أوبططا أو لفض الجلالة أو محمد متشكل تلفيف أذن بشرية أو على فاكهة وما شابه هذا وهنا يهرع الخواص والعوام الينا لنقول كلمتنا فيما يعتبرونه توعا من الإعجاز الإلهي فلا نملك إلا أن نقول سبحان الله، والسؤال: ما هو حكم الشرع في مثل هذه الظواهرالمذكورة وفي غيرها؟)
أجاب عليه مشكوراً فضيلة الدكتور محمد دودح الطبيب والداعية الإسلامية المعروف:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ وبعد:
لا أجيب على هذا السؤال كفتوى شرعية؛ فإنما الفتوى لأهلها, وإنما كباحث علمي يلتزم بمنهج السلف في التحري والتحقيق ونبذ الأوهام والخرافات وسد الطريق أمام المُتَرَبِّصِين, فأقول مستعينًا بالعلي القدير سائله تعالى العون والتوفيق:
كانت المُبالغات في باب الترغيب والترهيب والمواعظ المفتعلة والمكذوبة مدخلا في تاريخ الأمة لنشر الروايات الضعيفة والمكذوبة استلزم لدفعها الكثير من جهود وأعمار المحققين, وربما كان تأثر العامة دافعًا لصناعة ركام من الكذب على خاتم النبيين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ ولكن الأثر البعيد هو منح المُتَرَبِّصِين اليوم مدخلا لإثارة الشبهات طمعًا في النيل من الإسلام, ولا سبيل سوى الالتفاف حول العلماء المحققين لدفع الشبهات وبيان أصول الدين, ويذخر التاريخ بإشاعة أوهام الخوارق والغرائب والخرافات والمزاعم التي لم يقم عليها دليل ففاضت بالمبالغات المفتعلة طلبًا للثواب؛ إن لم تكن صناعة معاول هَدَّامة بغرض النخر في صرح الإسلام العظيم الرَّافع لراية العلم والصدق والتَحَرِّي والتحقيق.
ومع توفر وسائل حديثة للنشر أطلت نفس التجاوزات في باب الترغيب والترهيب وإن كانت بوجه جديد يعتمد على التأثير بالصوت والصورة, ولكن المقولة:

الترجمة المنشورة: (هذه الصورة التقطها رجل ألماني وهي صورة لأغصان على هيئة عبارة "لا "إله إلا الله" وهذا المنظر كان بمزرعة بألمانيا، وقد اعتنق كثيرا من الألمان الإسلام بعد رؤية هذه المعجزة, وقد وضعت الحكومة الألمانية سياج من فولاذ لحماية هذه الأغصان).
(أنا لا أكذب على رسول الله بل أكذب له) تُعارضها الدعوة إلى التثبت وعدم القول بغير علم وينالها التهديد الصارم في مثل الحديث النبوي الذي رواه البخاري: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ), ولن تحتاج إلى تتبع أخبار الكرامات وكشف زيفها إذا ما التزمت بقاعدة التحقيق؛ وهي: ما لم يقم عليه دليل فلا يُحتج به, وحتى لو ثَبُت رسم ما يشبه لفظ الجلالة أو اسم النبي الكريم ولم تصنعه في الخفاء يد فلا يعني أنه معجزة مقرونة بالتحدي سلمت من المعارضة تقهر الخصم سواء شكلته السحب أو حشود النحل أو حاكه لحاء الشجر أو نوابغ الثمار, وإذا اعتبرها الفطين كرامات فلن تُبلغه درجة اليقين عدة تساؤلات؛ كالسبب في توجيه النحل همته للكتابة بالعربية فحسب وإهمال غيرها ولا يؤدي دوره لمن هم أولى بالبلاغ إن كان عليما باللغات ومن واجبه إقامة الحجج على البشر!, ولماذا غفل عن إدراك تلك الكرامات في كتابة اللوحات الفنية كل علماء السلف بلا استثناء؛ فهل اكتسب النحل مهارات خاصة في عصرنا ونشط فجأة ليقيم الحجة بين عوام المسلمين وحدهم بصناعة الكرامات!, وليست ببعيد قصة الأشجار التي شاع أنها نمت في ألمانيا فرسمت بسيقانها وأغصانها جملة التوحيد (لا إله إلا الله), فقد رسمها كلوحة فنية من الخيال من عرفته شخصيًّا وجمعتني به نفس الجامعة؛ الدكتور سيد الخضري (رحمه الله تعالى), وسجلها رسميا في الشهر العقاري بالمنصورة في مصر في العاشر من سبتمبر عام ألف وتسعمائة وسبعةٍ وثمانين, وإذا بها تُصبح أعجوبة ترويها أكذوبة, ولك أن تُحصي ما شئت من ادعاءات بزعم أن الكذب والتلفيق يبرره حُسن القصد وتحقيق المصلحة اغترارًا بافتتان العامة؛ إن لم تكن كيد أعداء يصنعون الحيل بمكر ودهاء للاستهزاء والنيل من الإسلام بإظهار المسلمين سُذَّج؛ اعتقاداتهم خرافات.

صورة ملفقة لما يعتقد انها فتاة عمانية
وقصة الفتاة العُمانية التي تحولت لعنزة مشوهة لأنها استهترت بقراءة القرآن مع توثيق الخبر بصورة مصطنعة ملفقة نسبها البعض كعمل فني إلى فنانة فرنسية!, وقصة الشاب الذي فتحوا قبره بعد ثلاث ساعات فوجدوه متفحماً؛ فقد نُسبت الصورة لفتاة احترقت في حادث!, وليس من الصعب اليوم محاولة التوثيق بصورة جسم متفحم خاصة مع توفر إمكانيات تحرير الصور, وصورة الجني الذي قام شاب إماراتي بتصويره في كهف ومات بعد التقاط الصورة مباشرة, ونُشِر لاحقًا أنه عبارة عن نحت مُتقن في كهف وعيونه متصلة بمفتاح كهربائي لإضاءتها باللون الأحمر!, ولو كان الواعظ أو الساخر هذا عليمًا بالإسلام ما تجرأ على اللعب بعقول أمة واعية؛ لقوله تعالى: ﴿إِنّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ﴾ الأعراف 27.
وصورة بالأقمار الصناعية للحرمين تُظهرهما مضيئين ليلا, ولكن التلوين الغامق للمباني المجاورة في صورة التقطت نهارًا تكفي لتقوم بالإيهام بأشعة لا يراها المُجاور للحرم وترصدها الأقمار الصناعية ويُخفي رؤيتها قصدًا كل رواد الفضاء, والإدعاء بتطابق اتجاه الطول الجغرافي مع المغناطيسي في موقع مكة المكرمة لا يستند إلى حقيقة علمية, ولا يفيد الإسلام في شيء إلا التشويش على الإعجاز العلمي للقرآن الكريم الذي لا يملك معه المُكابر سوى التجاهل أو الافتراء والتشويش, ومثله صورة ادعوا زورًا أنها من وكالة ناسا توضح فلق على سطح القمر يلفه كله كأثر لانشقاقه في عصر النبي محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم, ولكن لا يعلم به كل الجيولوجيين ولا تجد له أثرا في تاريخ وكالة ناسا للفضاء, ويكفي للحذر من مزاعم يعوزها الدليل فضيحة الصورة التي عُرِفَ أن وراءها منتدى يهودي يهزأ بالمسلمين ويستطلع إمكان توجيههم والتأثير على عواطفهم بصورة لجهاز رسم القلب استخدم لمريض بأمريكا وزعموا أنه رَسَمَ لفظ الجلالة.
ومن الغرائب المفتعلة ادعاء اكتشاف شركة أرامكو بالسعودية في الربع الخالي هيكل عظمي عملاق من قوم عاد جمجمته بحجم عدة رجال؛ ثم تبين أن صورة الهيكل المزعومة تلك ليست إلا خدعة قُدِّمَت في مسابقة فنية باسم "العودة لأرض العمالقة" للفنان إيارن كايت من مدينة كالجاري استوحاها من صورة حقيقية منشورة في موقع جامعة كورنل Cornell أخذت بالطائرة عام 2000 لموقع حفريات بحديقة الهايد بارك بنيويورك عُثِرَ فيه على أحد أسلاف الفيل.
صورة الهيكل البشري المزيفة بجانب الصورة الأصلية لموقع حفريات
أحد أسلاف الفيل بنيويورك المنشورة بموقع جامعة كورنيل الأمريكية
وأما شجرة الكافور المباركة في مصر المنقوش عليها لفظ الجلالة واسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم وتُشَد إليها الرحال ويتزاحم حولها الناس فمثال صارخ على حال نفوس بلغ فضولها وتشوفها للكرامات واحتياجها لمن يوقظ وعيها تعظيم الغرائب واتخاذها مزارات للتبرك والعبرة, فقد اتخذت الشجرة
مزارا بالفعل ولم ينصت كثيرون لقرار اللجنة العلمية التي فحصتها برئاسة عميد زراعة عين شمس الدكتور عبد العزيز حسن؛ فقد أكدت أن العبارات المكتوبة عليها حفرها شخص منذ أشهر وأفرزت مكان الحفر مادة صبغية أعطت انطباعاً بأن النقش طبيعي, واستمر التزاحم ووجد الباعة المتجولون فرصة لعرض بضائعهم مع محاولة رجال الشرطة تنظيم الحشود, وتسمع من حين لآخر صيحات التكبير وأصوات النساء وهن يجهشن في البكاء, ومن واتته فرصة للاقتراب والتمسح بالشجرة المباركة محظوظ!, ولكن التعظيم والتَّبَرُّك لما يُخيَّل أنه كرامة واتخاذه مزارًا للاعتبار قد دفعه الشيخ ابن تيمية (رحمه الله تعالى) حتى لو كان الموضع لقدمي النبي محمد عليه الصلاة والسلام أو ما زعموا أنه نعله (اقتضاء الصراط المستقيم ج21ص70): "المكان الذي كان النبي صلى

صورة للنقوش التي على شجرة الكافور
الله عليه و سلم يُصلي فيه.. لم يكن أحد من السلف يستلمه.., ولا المواضع التي صلى فيها بمكة وغيرها.., وإذا كان هذا ليس بمشروع في موضع قدميه للصلاة فكيف بالنعل الذي هو موضع قدميه للمشي وغيره!, هذا إذا كان النقل صحيحًا فكيف بما لا يُعلم صحته أو بما لا يُعلم أنه كذب؛ كحجارة كثيرة يأخذها الكذابون وينحتون فيها موضع قدم ويزعمون عند الجهال أن هذا موضع قدم النبي صلى الله عليه وسلم, وإذا كان هذا غير مشروع في موضع قدميه.., فكيف بما يُقال أنه موضع قدميه كذبًا وافتراءً عليه!.., لم يُشرِّع النبي صلى الله عليه وسلم قصد شيء من هذه البقاع لصلاة ولا دعاء ولا غير ذلك, وأما تقبيل شيء من ذلك والتمسح به فالأمر فيه أظهر, إذ قد علم العلماء بالاضطرار من دين الإسلام أن هذا ليس من شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم".



يتبـــــــــــــــــــــــــع

 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.62 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 22.01 كيلو بايت... تم توفير 0.60 كيلو بايت...بمعدل (2.66%)]