عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 30-03-2024, 03:54 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 134,666
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دروس رمضانية محمد بن سند الزهراني

الدَّرْسُ السَّابِعَ عَشَرَ

مُشَاهَدَ وَأَسْرَارِ آيَةُ الْكُرْسِيِّ فِي الْعِبَادَاتِ

محمد بن سند الزهراني
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ.

تُرَبِّي فِينَا آيَةُ الْكُرْسِيِّ مُشَاهَدَةَ أَسْرَارِهِ فِي الْعِبَادَاتِ وَالْأَدْعِيَةِ وَالْأَذْكَارِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ، فَيَسْتَشْعِرُ الْعَبْدُ مُصَاحَبَةَ هَذَا الِاسْمِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَنِ، فَاَللَّهُ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ، وَهُنَا يَسْتَيْقَنُ بِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَائِمٌ بِتَدْبِيرِ أُمُورِ الْعِبَادِ، وَأَرْزَاقِهِمْ وَجَمِيعِ أَحْوَالِهِمْ؛ كَمَا أَنَّ مَنْ أَعْطَى هَذَا الِاسْمَ حَقَّهُ مِنْ التَّعَبُّدِ لِلَّهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - فَقَدْ تَوَكَّلَ عَلَى رَبِّهِ، وَانْقَطَعَ رَجَاؤُهُ مِنْ الْخَلْقِ إلَى اللَّهِ تَعَالَى، وَاسْتَغْنَى عَمَّا فِي أَيْدِيهِمْ إلَى مَا فِي يَدِ اللَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - لِأَنَّ الْعِبَادَ مُفْتَقِرُونَ إلَى خَالِقِهِمْ فِي قِيَامِهِمْ وَقُعُودِهِمْ وَحَرَكَاتِهِمْ وَسَكَنَاتِهِمْ، وَفِي كُلِّ شُئُونِهِمْ؛ فِي دُنْيَاهُمْ وَأُخْرَاهُمْ، وَفِي حَيَاتِهِمْ وَبُعْدِ مَمَاتِهِمْ.

قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللَّهُ- فِي شَرْحِ اسْمِ اللَّهِ الْحَيُّ الْقَيُّومُ: (فَانْتَظَمَ هَذَانِ الِاسْمَانِ صِفَاتُ الْكَمَالِ وَالْغِنَى التَّامِّ، وَالْقُدْرَةُ التَّامَّةُ، فَكَأَنَّ الْمُسْتَغِيثَ بِهَا مُسْتَغِيثٌ بِكُلِّ اسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ الرَّبِّ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - وَبِكُلِّ صِفَةٍ مِنْ صِفَاتِهِ مِمَّا أَوْلَى الِاسْتِغَانَةُ بِهَذَيْنِ الِاسْمَيْنِ أَنْ يَكُونَا مَظِنَّةَ تَفْرِيجِ الْكُرُوبَاتِ وَإِغَاثَةِ اللَّهَفَاتِ وَإِنَالَةِ الطَّلَبَاتِ)[1] .

هَكَذَا هِيَ آيَةُ الْكُرْسِيِّ الَّتِي تُدَارَسْنَاهَا خِلَالَ هَذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ:
آيَةُ الْكُرْسِيِّ نَسْتَشْعِرُ فِيهَا عَظَمَةَ الْجَلِيلِ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ.
آيَةُ الْكُرْسِيِّ الَّتِي هِيَ حِصْنُ حَصِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ.
آيَةُ الْكُرْسِيِّ مَنْ قَرَأَهَا فِي لَيْلَةٍ لَا يَقْرَبُهُ شَيْطَانٌ حَتَّى يُصْبِحَ.
الْآيَةُ الَّتِي هِيَ مِفْتَاحٌ مِنْ مَفَاتِيحِ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ.
الْآيَةَ الَّتِي مَنْ لَزِمَ قِرَاءَتَهَا دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ دُخُولِ الْجَنَّةِ إِلَّا أَنْ يَمُوتَ.
الْآيَةُ الْمُشْتَمِلَةُ عَلَى اسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ الَّذِي إِذَا دُعِيَ بِهِ أَجَابَ، وَإِذَا سُئِلَ بِهِ أَعْطَى.
الْآيَةُ الْعَظِيمَةُ الْمُشْتَمِلَةُ عَلَى عَشْرِ جُمَلٍ كُلُّهَا تَتَحَدَّثُ عَنْ اللَّهِ.
الْآيَةُ الْمُبْتَدِئَةُ بِاسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْعَظِيمِ، وَمُخْتَتَمَةٌ بِاسْمٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْعَظِيمِ.
الْآيَةُ الْمُشْتَمِلَةُ عَلَى خَمْسِ أَسْمَاءٍ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْعَظِيمَةِ.
اَلْآيَةُ الْوَحِيدَةُ اَلَّتِي تَحَدَّثَتْ عَنْ الْكُرْسِيِّ.

فَهَنِيئًا لِمَنْ حَفِظَهَا وَتَتَدَبَّرُهَا، وَعَمِلَ بِمُقْتَضَاهَا، اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عَهِدك، ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شرِّ ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي، فاغفر لي فإنهُ لا يغفر الذنوب إلا أنت، وآخر دعوانا أنْ الحمد لله رب العالمين.

وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.

[1] بدائع الفوائد - ط الكتاب العربي 2 /184.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.60%)]