عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 18-02-2020, 02:50 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 133,873
الدولة : Egypt
افتراضي وجوب الرجوع إلى العلماء في الفتن

وجوب الرجوع إلى العلماء في الفتن


عبدالعظيم أنفلوس




مقدمة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وخاتم النبيين، وعلى آله الأخيار وصحابته الأطهار، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.



وبعد:

يتخبط عالمنا الإسلامي اليوم أيَّما تخبُّطٍ في ظلِّ عواصفَ هوجاءَ، كأمواج البحر المتلاطم، لا يكاد يجد المسلم لنفسه مخرجًا منها، وفتنٍ كقِطَع الليل المظلم، يصبح المسلم فيها مؤمنًا ويمسي كافرًا، وفي زمن الْمُغْرِيَات والشهوات، في زمن الملذات والإباحيات، يشعر شباب الأمة بالتيه والفراغ القاتل، فلا يجد لنفسه ملجأً غير المحرمَّات، فيغرق فيها حيث يضيع، فلا يجد طريق العودة إلى سابق عهده، وفي هذه الأثناء تكون الأمة في أمَسِّ الحاجة إلى من يرشدها، ويوضح لها الطريق، ويُبَيِّن لها السبيل، تحتاج الأمة إلى الاعتصام بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، والعضِّ عليها بالنواجذ، كيف لا؟! وقد تنبَّأَ الرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الفتن قبل ما يقارب أربعة عشر قرنًا ونصفًا؛ حيث ورد في الحديث عنْ أُسامةَ رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أشْرَفَ على أُطُمٍ من آطامِ المدينةِ، ثُمَّ قال: ((هل ترون ما أرى؟ إني لأَرَى مَوَاقِعَ الفِتَنِ خلال بُيُوتِكمْ كَمَواقِع الْقَطْر))،وعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قال: والله إِنِّي لأعْلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِتْنَةٍ هي كَائِنَةٌ فيما بيني وبين الساعة، وما بي إِلاَّ أنْ يَكونَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أَسَرَّ إِليَّ فِي ذلك شيئًا لم يُحَدِّثْهُ غيري، وَلِكَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، وهو يُحدِّثمَجْلِسًا أنا فيه عَنِ الْفِتَنِ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَعُدُّ الْفتن: ((مِنْهُنَّ ثلاثٌ، لا يَكَدْنَ يَذَرْنَ شَيْئًا، وَمِنْهُنَّ فِتَنٌ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ، مِنْهَا صِغَارٌ، وَمِنْهَا كِبَارٌ)).




فهذه الأحاديث تُبيِّن مدى هول وشدة الفتن المتلاحقة على هذه الأمة المكلومة، لكن في ظل هذه الأوضاع ماذا يجب على المسلم أن يكون؟ وإلى أين يلجأ؟ وأين الملاذ والمستقر؟ أفي الانزواء والانطواء على النفس، والخلوة والانقطاع على الدنيا؟ أم في مواجهتها، والأخذ بأقوال أهل العلم، واللجوء إليهم فيها؟



1- حول الفتنة:

الفِتَن مأخوذة من فَتَنَ الذهبَ، إذا وضعه في النار، وأوقد عليه؛ حتى يتميز الذهب الصحيح من الذهب المغشوش، هذا أصل الفتن.




وللفتن في القرآن الكريم والسُّنة النبوية معانٍ؛ منها: العذاب؛ فيقال: الفتنة بمعنى العذاب، كما في قوله تعالى: ﴿ يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ * ذُوقُوا فِتْنَتَكُمْ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ ﴾ [الذاريات: 13، 14]؛ ذوقوا فتنتكم: أي: ذوقوا عذابكم.




ومن معاني الفتنة أيضًا:

صرف الإنسان عن دينه، سواء كان هذا الصرف بالقوة والشدة والبطش، أو كان بالشبهات والشهوات والترغيب ونحوها، وهذا كثير في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: ﴿ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ ﴾ [البقرة: 217]، وكما في قوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا ﴾ [البروج: 10]، وكما في قوله: ﴿ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا [النساء: 101]، وكما في قوله عز وجل: ﴿ فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ ﴾ [يونس: 83] أي: يصرفهم عن دينهم ﴿ وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ﴾ [الإسراء: 73] يعني: يصرفونك عنه إلى غيره، ﴿ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ﴾ [المائدة: 49] أي: يصرفونك عن الدين والقرآن والوحي إلى شيء آخر غيره.




ومن معاني الفتنة:

الزيغ والضلال والانحراف، سواء كان ذلك بالكفر والشرك، أو بالمعصية مما دون الكفر والشرك؛ كما في قوله عز وجل: ﴿ وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ ﴾ [الحديد:14].




فتنتم أنفسكم أي: أضللتموها، وكما في قوله: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ﴾ [آل عمران:7] وابتغاء الضلال، ابتغاء الانحراف، وكما في قوله:﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ ﴾ [النور:63]؛ أي: زَيْغٌ؛ فيهْلِكُوا، كما قال الإمام أحمد: لعله إن رَدَّ بعض قوله؛ أي: قول النبي صلى الله عليه وسلم، أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلِك.




وأخيرًا: فإن من معاني الفتنة: الابتلاء، والاختبار، والامتحان؛ كما في قوله عز وجل: ﴿ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ [العنكبوت:3] أي: اختبرناهم وبلوناهم؛ ﴿ وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ ﴾ [الأنعام:53] أي: ابتلينا بعضهم ببعض.



2- تحذيرات النبي صلى الله عليه وسلم من الفتن:

لقد حذر الرسول صلى الله عليه وسلم من الفتن والوقوع فيها؛ لأن الفتن إذا وُجِدَت ووقعت قد تؤدي إلى الضلال والإلحاد، وهذا التحذير تحذير نظري وعملي، وهذا واضح جدًّا؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الخوض في الفتن، ونهى عن القتال وقت الفتن؛ لأن هذه الفتن تكون نظرية وعملية في حياة الناس إذا وقعت، والإنسان المؤمن هو الذي يحذرها نظريًّا، ثم أيضًا يحذرها عمليًّا، فلا يخوض فيها، ولا يشارك فيها، وهذا ما يلاحظ من الناس في الوقت الراهن من سعيهم وراء كل ما يُستَجَدُّ، وخوضهم في أمور، لا يُعرف الصحيح فيها من الغلط، ولا يُقدَّر الحلال فيها من الحرام؛ حيث يعجز المسلم غير العالم فيها عن استنباط خفاياها؛ فلا يعرف ما يتماشى، وتقْبَلهُ الشريعة الإسلامية مع ما لا يتوافق ومقاصدَها، فيخبط من حيث لا يدري، وهذا ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال: ((إنها ستأتي على الناس سِنُونَ خداعةٌ؛ يُصدَّق فيها الكاذب، ويُكَذَّب فيها الصادق، ويُؤتَمَنُ فيها الخائن، ويُخَوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرُّويبِضَة))، قيل: وما الرُّوَيبِضَة؟، قال: ((السفيه يتكلم في أمر العامَّة)).



وانطلاقًا من هذا التحذير النبوي يجب أن يعتصم المسلم بالدين الإسلامي الصحيح، ويرجع إلى العلماء العالِمِين بأمور الشريعة، يسألهم ويستفسرهم؛ ليستجلي بذلك ما قد يُشكِل عليه.



3- حالة المسلم أثناء الفتن:

عندما يأتي ليل الفتن، وسيلها الجارف، يحتاج المؤمن إلى ما يُثَبِّته، وهو اليقين الذي يجعله لا ينجرف وراء الفتن، ولا يذهب وراء كل ناعق، ويَثْبُت على الْمَحَجَّة البيضاء، لا يميل عنها يمينًا ولا شمالاً، فعليه أن يثْبُت، وأن يعلم أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وأن ما كُتِب له لا بد أن يناله، وأن ما أصابه لم يكن ليخطِئَه، وأن ما أخطأه لم يكن ليُصِيبَه، ولْيتذكرْ هذا عند كل الصدَّمات والأزمات، و((إنما الصبر عند الصدمة الأولى)).



فإذا جاءت أية نازلة، أو أية فتنة، فإن أهل الإيمان يثبُتُون ويراجعون أنفسهم، ويتذكرون - أولَ ما يتذكرون - اللجوءَ إلى الله، والعلاقة به، ومن هنا لا يُستَفَزُّون بهذه الفتنة، فينجون منها: ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ﴾ [إبراهيم: 27].




4- العلماء ملاذ المسلم في الفتن:

حاجة الناس إلى العلماء كبيرة جدًّا؛ فهم بمثابة المنارات التي تضيء للناس الطريق خلال سيرهم إلى الله عز وجل، ولولا هذه المنارات لانحرف الناس عن الطريق الصحيح، وصار كل أحد يجتهد ويُؤْخَذ برأيه؛ مما يؤدي إلى تفرُّق المسلمين واختلافهم فيما بينهم، والعلماء هم حصن العلم الشرعي في هذه الأمة، إننا نطلب العلم الشرعي؛ لأن الله يعصمنا به من الفتن، والفتن كثرت في هذا الزمان، وهي على مر الوقت تكثر؛ لأنه كلما تقدم الوقت كثرت أسباب الضلال، وأسباب الزيغ، وأسباب الشر، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يأتي زمان إلا والذي بعده شرٌّ منه))، ولهذا فالعلم الشرعي حصن يتحصَّن به الإنسان من الوقوع في شِراك الفتن، سواء كانت من فتن الشهوات، أم كانت من فتن الشبهات؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث أبي موسى وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهما: ((إن بين يدَيِ الساعة أيامًا يُرفَع فيها العِلْم، ويَنْزِل فيها الجهل، ويكثر فيها الْهَرْج))؛ والْهَرْج: القتل، أي: كثرة القتل في الناس، وانظر حيث ذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما يصاب به الناس بين يدي الساعة، فذكر أولاً رفْعَ العلم؛ لما لرفع العلم من الشر الذي يصيب الناس، ويبين هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في حديث أنس: ((إن من أشراط الساعة: أن يقل العلم، ويظهر الجهل، والزنا، وشرب الخمر، ويقل الرجال، ويكثر النساء، حتى يكون لخمسين امرأة القيِّمُ الواحدُ))، وهذا يُبيِّن لنا خطورة رفع العلم، وأن رفع العلم من المجتمع سبب للوقوع في أنواع الفتن وأنواع الشرور.




من هذا المنطلق - حيث ارتباط العلم بالعلماء - نرى وجوب الرجوع إليهم في الفتن؛ لأن العلماء وحدهم من يملكون القدرة العلمية والفكرية، والمعرفة العقدية، والطريقة التوجيهية والإرشادية لحماية الناس في الفتن، ولنا في التاريخ أمثال شاهدة على تصدّي العلماء لبعض الفتن التي كانت تعصف بالعالم الإسلامي، من حين إلى حين، فهذا الإمام أحمد رحمه الله تعالى، قام في وقت عصيب، قد طغت فيه البدعة على السُّنة، عقد المبتدعة ألويةَ بدعتهم، وقاموا فيها وأعلنوها واستعلنوا بها، فمن الذي رد الناس كلهم إلى الحق مثل الإمام أحمد؟! وعندما غزا التَّتَار بلاد الإسلام، وولغوا في دماء المسلمين، من الذي أنقذ الله الأمةَ على يديه؟ إنه مجدِّد الأمة في عصره الإمام ابن تيمية رحمه الله، فالعالِم في البلد كمثل عينٍ عذْبة، يرتوي منها كل الناس، وكان علماؤنا في الماضي لهم مكانة عظيمة، وكانت مجالسهم في مدن المسلمين مشهورة مزدحمة، فهذا مجلس عاصم بن علي شيخ البخاري، كان يحضره ما يزيد على سبعين ألف إنسان، وكان من ضخامته أنه يكون فيه أناس يُسْمِعُون غيرَهُم؛ لأن هؤلاء السبعين ألفًا كانوا لا يستطيعون كلهم السماع مباشرة، وغيرهم من ذلك كثير، كما لا يجوز للمسلم غير العالم أن يقوم بالإفتاء فيما لا يفقه فيه شيئًا؛ فالفتوى حكر على العلماء، ولا سيما في وقتنا الراهن؛ حيث تشعبت الأمور، وتعقدت القضايا، وكَثُر التجديد، وفي خِضَمِّ كل هذا يجب على المسلم الراغب في معرفة دينه اللجوءُ إلى العلماء الربانيين؛ ليتسفتي عن كل ما يستشكل عليه من أمور دينه، وألاَّ يتدافع حول الفتوى، وأن يجعل من الصحابة رضوان الله عليهم قدوة له في هذا.




إن الصحابة رضي الله عنهم تدافعوا الفُتيا؛ لأنهم على علمٍ وقفوا، وتدافعوا الفتيا في مسائل يسيرة، فكيف إذا جاءت المسائل الكبيرة العظيمة؟ فهل يكون من منهجهم الإسراع في الفتيا، والإسراع في الكلام؟

الجواب: ليس هذا من شأنهم؛ لأنهم على علمٍ وقفوا، وببصرٍ نافذٍ كَفُّوا.




فحين كفوا في زمن الفتن، في زمن قتل عثمان رضي الله عنه، وفي زمن الخلاف بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - وحين كفُّوا في الفتن لما حَصَلَ ما حصل؛ فإنهم ببصرٍ نافذ كفُّوا، وليس الكفُّ عجزًا أو هربًا، وإنما هو طلبٌ للسلامة، حين يَلْقَى الناسُ ربَّهم - جل وعلا -.




وقال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [النحل: 116].




هذه الآية تُبَيِّن شدة خطر القول بأن هذا حلال وهذا حرام؛ لأن المرء لا يجزم بموافقة حكم الله جل وعلا في المسائل الاختلافية، أو في المسائل المجتهَد فيها، وقد كان منهج السلف في هذه المسائل هو الورع والاحتياط للدِّين، فلا يقولون: هذا حلال إلا لما اتضح دليله من أدلة الشرع، ولا يقولون: هذا حرام، إلا إذا اتضح دليله.




وينبغي على المرء أن يَرْبَأ بنفسه أن يُعَرِّض دِينه للخطر، وأن يُعَرِّض حسناتِهِ للذَّهَاب، بذنبٍ يحدثه في الأمة.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.87 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 27.24 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.25%)]